الاثنين، 16 أبريل 2012

رسالة (الرجل الصائب) ينهال علي بالضرب بكل قسوة


 أنا سيدة عمري 24 سنة متزوجة من انسان حرت في امري معه.. فأنا أحبه منذ اربع سنوات.. وقد تزوجنا منذ عامين.. لكن في معظم الاوقات أشعر انه لا يحبني وهو يقول لي انه قد تزوجني فقط لأنني احبه.. كما انه قد بدأ بعد الزواج بشهرين فقط يسيء معاملتي ويقسو عليّ وينفجر فيّ لأتفه الأسباب وينهال علي بالضرب بكل قسوة، فلا يكاد يمضي اسبوع واحد دون ان يعتدي عليّ بالضرب المبرح وانا اتحمل ولا ارغب في الانفصال عنه..
وهو يقول لي انه يشفق عليّ من ان يتركني لأني متعلقة به ولولا ذلك لتركني.. وأنا أتحمل واتحمل.. واتحمل الي ما لا نهاية.. ولا اطلب منه شيئا إلا ان يكف عن ضربي بقسوة لأتفه الأسباب.. وهو بعد كل مرة يؤذيني فيها يعدني ألا يكرر ذلك مرة اخري فلا تمضي ايام حتي يكرره. وقد استجمعت ارادتي في المرة الأخيرة وقررت ان اكسر قلبي واتركه وأرجع الي اهلي اذا ضربني مرة اخري، فأنا لست من الشارع وانما من اسرة طيبة وابي ضابط كبير متقاعد ووالدتي ربة بيت من اسرة كريمة ولي اخت متزوجة من استاذ جامعة يحبها ويحترمها.. وانا وحدي التي اهان وأضرب بقسوة وفي كل مرة اكتم عن والدتي وأبي ما يجري ولا أظهر لهما شيئا.. واخفي آثار الضرب لأن ابي لو عرف به فسوف يفقد اعصابه وقد يقتل زوجي في ثورته فأفقد الاثنين معا.. وأنا لم انجب اطفالا بعد.. وقد حملت من زوجي مرة، لكن الحمل لم يكتمل وتم اجهاضي.
وزوجي يريدني ان احمل مرة اخري وانا خائفة من المستقبل لأنه من النوع الذي لا يعترف بالخطأ ابدا، ويري نفسه دائما علي حق.. وحتي وهو يصالحني بعد الضرب يجعلني انا المخطئة من البداية وكنت السبب فيما فعل، كما انه يهددني كل عدة ايام بأنه سوف يطلقني ويتزوج من هي افضل مني.. ولا يكف عن تكرار ذلك إلا بعد ان ابكي امامه.
وهو الآن يعدني بأنه لن يعتدي عليّ مرة اخري، ولكني لا اصدقه، لأنه وعدني نفس هذا الوعد قبل ذلك ما لا يقل عن 50 مرة ولم يصدق فيه.. واريد ان استشيرك في امري.. هل استمر معه ام انفصل عنه.. وهل احمل منه ام اؤجل الحمل الآن.. انه يشعرني في كل لحظة، انني لست جميلة ولا استحق ان اكون زوجة له مع اني مقبولة الشكل واسرتي افضل من اسرته وهو خائب في عمله وكل عدة شهور يخرج من العمل ويبحث له ابي عن عمل جديد وابي انفق بكرم علي زواجي.. وتقبل ما كان معه من ماديات قليلة ويحترم زوجي.. وامي ترحب به بحرارة واسرتي تساعدني بمصروف شهري، لكنه يكره الجميع.. ولا يري في الدنيا كلها انسانا جيدا سواه هو فأرجو ان تشير عليّ بما افعل لأني لا اريد اشراك ابي في مشكلتي الآن.. وسوف ألتزم بما تقوله لي.. كما ارجو ان تكتب لزوجي وترجوه ان يحسن معاملتي لأن ما يفعله معي حرام.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولكاتبة هذه الرسالة اقول: ما هذا الضعف والهوان وقلة الحيلة يا ابنتي؟
وماذا يجبرك علي تحمل كل هذا الأذي من زوجك المغرور الذي لا يتورع عن ضربك لاتفه الاسباب ولا يعترف بخطئه ابدا، ولا يصدق في وعد له بعدم تكرار الاعتداء عليك.. ولا يترفق بك ولا يحسن عشرتك ولا يري في الدنيا كلها انسانا جيدا سواه؟ بل وكيف فقدت حملك الأول.. وهل كان لايذائه البدني دور في ذلك وتكتمت الامر كالعادة ام كان لأسباب اخري؟!.. وهل يكفي الحب وحده لتجرع كل هذه المزلة الي ما لا نهاية.
والي متي سيصمد هذا الحب وهو يحمل معه بذور الفناء بسبب قسوة زوجك عليك.. واستهانته بشأنك وجرحه الدائم لمشاعرك.. ولماذا لن تشركي والدتك في امرك منذ البداية وتطلبي منها المشورة في هذا البلاء.. وهل تبلغ بك الرغبة في حماية زوجك هذا حد تكتم هذا الاذلال الدائم لك عن اهلك بل وعن اهله هو ايضا.

انني لا ارضي لك بأن تكوني من رقيق الحب الذين يتجرعون الهوان بسبب خوفهم الذليل من فقد المحبوب، وأري ان زوجك المغرور هذا الذي يحاكي صولة الأسد معك مستغلا ضعفك معه انما يكرر نموذج الرجل الصائب الذي كشف لنا عالم النفس فان فوجت ملامح شخصيته في دراسة حديثة له، وهو كل كائن بشري يوقن في نفسه بأنه علي صواب مطلق في كل ما يفعله وكل ما يفكر فيه ولا يعترف تحت اي ظرف من الظروف بأنه علي خطأ.. ويعيش في عالم من صنع خياله ويتجاهل جوانب الواقع التي تتعارض مع هذا العالم.. ويحركه احساسه بالدونية لأن يرغب في ان يكون شخصا ذا شأن ولأنه غالبا لا يحقق نجاحا مذكورا في حياته العملية.. فإنه يتجه بهذه الرغبة غالبا الي حياته الشخصية.. ويشعر بثقته بنفسه حين ينجح في اخضاع امرأته له خضوعا مطلقا، وبالزهو حين يحس بحبها له او اعجابها به.. وهو رجل عنيف دائما وكثيرا ما يقسو علي امرأته انطلاقا من هذه الدوافع.. وكثيرا ما يهددها بالهجر ويشعرها بتفضله عليها بالاستمرار معها ولكن الي حين.. ويعنفها علي الدوام ويهاجمها علي طول الخط.. فإذا هجرته امرأته بعد ان تفيض كأسها منه، فإنه للدهشة يفقد كل اسباب قوته الموهومة هذه وينهار فجأة ويتحول من القوة والزهو الي التوسل والتضرع لإمرأته لكي ترجع اليه، وقد يمتهن نفسه ويبذل كل غال ورخيص في سبيل استعادتها، فإذا رفضت العودة اليه وكثيرا ما تفعل ذلك لأنه تكون عادة قد فقدت حبها السابق له. فقد يلاحقها بمحاولاته وقد يصل به الأمر الي حد تهديدها والتفكير في ايذائها والعنف معها!.
وفي تقديري ان زوجك الشاب من هذا النمط من الشخصية المركبة لهذا فإن نصيحتي لك هي ان تؤجلي الانجاب والحمل منه الي ان تتضح لك معالم المستقبل.. وان تكفي علي الفور عن حمايته والتستر علي ايذائه البدني لك، وان تضعي امامه في حضور اهله علي الاقل في البداية القضية علي هذا النحو المبسط: اما امساك بمعروف والكف عن الايذاء والاذلال والتهديد بالهجر الخ.. واما تسريح باحسان والي غير رجعة!.
ولا تسامح بعد ذلك ابدا مع اي بادرة ايذاء بدني من جانبه لك، فاذا استسلم لشياطينه من جديد واعتدي عليك بالضرب فاهجريه بلا تردد واحتمي بأهلك منه.. ولا تقبلي منه عذرا ولا تبريرا، بل وليتك تفعلين ذلك من الآن لأنه لا امل كبيرا في انصلاح احواله، لكن ماذا نقول وانت ما زلت للأسف اسيرة لوهم حبه اللعين هذا.. وان كان لن يطول كثيرا بكل تأكيد
انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;