تلقيت العديد من ردود الفعل الغاضبة علي رسالة الاسبوع الماضي الذئب, كثير منها يطالب بالكشف عن اسم هذا الطبيب وتقديمه للعدالة, بل المطالبة بإعدامه, وأقول لهؤلاء إن نشر هذه المأساة كان فرصة لتحذير السيدات اللائي يغفلن أو يتصرفن بحسن نية ويضعن أنفسهن في موقف قد لاتحمد عقباه, إذا كن مع شخص بلا ضمير أو أخلاق, ولكني لا أستطيع الجزم بصحة رواية صاحبة الحكاية, لأسباب مختلفة قد تكون منها ماسيرد في الرسالتين المنشورتين اليوم.
وعلي الجانب الآخر لابد من افتراض ان الحكاية صحيحة, وفي هذه الحالة, هناك جهات عليها التأكد واتخاذ الاجراءات المناسبة مع مثل هذا الطبيب الشاذ, والذي لايمثل الأطباء الشرفاء في مصر وهم كثر, وقد تلقيت اتصالا هاتفيا كريما من الأستاذ الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي,
وأعطيته اسم الدكتور المنسوب إليه هذا الاتهام وجامعته بالصعيد, وأخبرني بأن هناك إجراءات تتخذ في مثل هذه الحالة للتأكد من سلوك هذا الطبيب فإذا ثبت هذا الاتهام فسيكون هناك إجراء صارم دون أي ضرر يلحق بصاحبة الرسالة.وعلي الجانب الآخر لابد من افتراض ان الحكاية صحيحة, وفي هذه الحالة, هناك جهات عليها التأكد واتخاذ الاجراءات المناسبة مع مثل هذا الطبيب الشاذ, والذي لايمثل الأطباء الشرفاء في مصر وهم كثر, وقد تلقيت اتصالا هاتفيا كريما من الأستاذ الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي,
أيضا تلقيت رسالة من الدكتور أحمد إمام من نقابة الأطباء يطلب فيها المعلومات الكاملة التي لدي بريد الجمعة لكي يتم محاسبة هذا الطبيب وإحالته إلي الهيئة التأديبية بالنقابة إذا صحت تلك الواقعة الشنعاء
رسالة (الحقنة المنومة)-------------- يسعدني ويشرفني أن أرسل إليكم تعليقي علي السيدة كاتبة رسالة الذئب وأود أن أعرف سيادتكم بأني طبيب وأستاذ الجراحة العامة بكلية طب المنيا وسبق ان كنت رئيسا لقسم الجراحة العامة لمدة6 سنوات والحمد لله ان مرت بخير وسلام وذلك بفضل من الله.
1ـ إن اسئلتك المثارة في رد سيادتكم علي السيدة عظيمة ومهمة جدا جدا جدا, وأرجو ان تعيد السيدة قراءتها محاولة الإجابة عليها بكل صراحة بينها وبين نفسها.
2ـ إنه دائما وأبدا لايتم الكشف علي مريضة في عيادة أي طبيب دون وجود الممرض أو الممرضة وهذا يكون بصورة أشد وأوجب في عيادات أطباء النساء والتوليد وذلك بخلاف وجود أحد أقارب المريضة في حجرة الكشف دائما.
3ـ ليس هناك حقن منومة نعرفها تستطيع ان تجعل المريض يغط في سبات عميق يحقنها الطبيب بمفرده بخلاف طبيب التخدير ويجعل المريض يذهب في نوم عميق خلال دقائق معدودة ولا تستطيع السيدة ان تشعر أو حتي تقاوم العمل الجنسي الكامل, وبوصفي طبيبا أقول انه من خامس المستحيلات وليس من رابعها حدوث ذلك.
4ـ سؤالي لك هو لماذا ياسيدتي اثناء غياب زوجك تذهبين بمفردك دون ان تصحبك احدي قريباتك أوصديقاتك للكشف عند طبيب أمراض النساء؟
5ـ ياسيدتي عفا الله عما سلف وارجو ان تتوبي الي الله توبة نصوحا وأرجو أن تكوني علي معرفة تامة بشروط التوبة النصوح واستغفري ربك إذا كان هناك بعض أو كل التقصير الذي تسبب في هذه العملية الشنعاء.
دكتور حمدي أبوبيه
أستاذ الجراحة العامة
كلية الطب ـ جامعة المنيا
رسالة (أرجوك أعطني هذا الدواء)
اسمح لي ياسيدي بأن أعرفك بنفسي, فقد أكون واحدا من هؤلاء الذين تدعونهم وتصفونهم بالذئاب.. مع التوضيح بأنني لست بالفعل الجانب الآخر لقصة الاسبوع الماضي... كما أنني لست هنا اليوم مدافعا عما قد حدث لسيدة الاسبوع الماضي التي تعرضت للاغتصاب علي يد طبيبها بطريقة غير مباشرة كما تدعي( سامحني الله إن كنت أظلمها) وتحاول التطهر أمام ملايين القراء علي صفحات بريدكم الموقر, ولكني هنا اليوم في بريد الجمعة لكي أوضح لكم ولكل القراء الجانب الاخر الذي يحدث في مئات من القصص المماثلة التي تنتهي بالحكم علي الذئاب كما تدعون.
ياسيدي أذكرك في البداية بأن الذئب بطبعه جبان.. بل شديد الجبن ولايحاول اقتناص الحمل الا اذا تخلف عن القطيع, هنا فقط يتشجع الذئب علي الانقضاض علي فريسته التي تدعي البراءة والسذاجة.. فمن المعروف ياسيدي في مجتمعنا الشرقي ان السيدة التي تذهب الي طبيب أمراض النساء وهو الشخص الوحيد غير الزوج الذي بحكم مهنته يتعرض لمواطن العفة في المرأة, من المفروض ان تصطحب معها أمها أو أختها أو جارتها أو أي محرم لتحقيق عامل الأمان للمرأة ضعيفة التحمل وهو أمر منطقي, ولكن في أحيان أخري تأتي إلينا قلة من راغبات الكشف( ولن أطلق عليهن هنا اسم المريضات) ويدعين الإحساس ببعض الآلام الوهمية لنجد السيدة منهن مرتدية أكثر الملابس إثارة, معطرة بأجمل العطور وما تلبث أثناء الكشف بإطلاق بعض التأوهات التي لاعلاقة لها بآلام الكشف أو تقلصات الرحم كما يدعين وكأنها صرخات تدعوك للمزيد والمزيد, ونظرات عينيها تكاد تتحدث قائلة أرجوك أعطني هذا الدواء.. ما المنتظر بالله عليكم ان يحدث بعد ذلك, وبعد ذلك تطلقون علي من غرر بهن أنهم ذئاب... نعم ولست مخطئا في المعني.. نحن الذين غرر بنا, وليس ذلك الحمل الوديع الذي يتناسي أنه يتعامل مع بشر لديه قدرة ـ تتفاوت ـ علي التحمل.. لماذا لم تصطحب معها تلك التي تشتكي وغيرها شخصا أيا كان, لتحتمي به معنويا, حتي ولو كانت الشغالة أو بنت البواب, ولماذا لم تخبر زوجها أساسا بأمر ما حدث من الطبيب, لماذا لم تلجأ إلي الشرطة أو لأي جهة أمنية؟ هل تعلم لماذا ياسيدي لأنها لديها قناعة داخلية أكيدة بأنها مشتركة في هذا الأمر بشكل أو بآخر.
وفي النهاية أحب أن أوضح لك وللسادة القراء من موقع تخصصي ما قد يحسم هذا الأمر تماما, وهو أن الطبيب لايستطيع الانفراد بمريضته مدة طويلة( لأكثر من ساعة كما ذكرت السيدة) وذلك خوفا علي سمعته التي هي أساس رأس ماله في عيادته الخاصة التي يتردد عليها كثير من الحالات اليومية إلا إذا... نعم إلا إذا كان هناك ترتيب ما بين الذئب والحمل علي أن يكون موعد التهامه ـ أقصد الكشف عليه ـ بعد انصراف اخر المترددين في المواعيد الرسمية وكذلك بعد انصراف الممرضة التي لاتخلو منها عيادة أي طبيب أمراض نساء.. أظن الان ان الأمر قد وضح للجميع وأعتذر للسادة القراء عن الإطالة وعن تجاوزي في بعض الأمور والحقائق, واستغفر الله ان كنت قد ظلمت هذه السيدة بالقول فلربما كان ما تدعيه حقيقة.
المحرر:
قد تكون ـ كما قلت ـ لست الطرف الآخر في مأساة الذئب, وقد تكون انت, وفي الحالتين, ما ذكرته من مبررات غير مقبول, بل يدينك اذا كنت تفعله أو تؤمن به, وأنت المؤتمن علي أعراض الآخرين, وكما قلت, الذئب جبان ولايحاول اقتناص الحمل إلا إذا تخلف عن القطيع, أي في أضعف حالاته النفسية, فإذا كانت هذه صفات الذئب, فكيف لك كإنسان, وطبيب أن تمارس جبنك مع إنسان ضعيف, ربما كان علي هذه الهيئة, سذاجة, أو تباهيا, أو حتي لو كان به ضعف وجنوح للخطيئة.
ألا تتذكر القسم الذي أقسمته بعد تخرجك, هل لي أن أذكرك ببعض ما جاء في لائحة آداب المهنة كما أرسلتها لي الطبيبة والكاتبة أسماء الطناني, فالمادة الأولي تنص علي القسم بالله العظيم ان تراقب الله في مهنتك, وأن تصون حياة الإنسان في جميع أدوارها, وفي كل الظروف والأحوال باذلا وسعك في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق, وأن تحفظ للناس كرامتهم وتستر عوراتهم وتكتم أسرارهم, وأن تكون علي الدوام من وسائل رحمة الله, باذلا رعايتك الطبية للقريب والبعيد, للصالح والخاطئ والصديق والعدو.
أيضا أذكرك بالمادة الثالثة التي تقول: علي الطبيب أن يكون قدوة حسنة في المجتمع بالالتزام بالمبادئ والمثل العليا منزها عن الاستغلال بجميع صوره لمرضاه وزملائه أو تلاميذه.
نحن الذين غرر بنا تلك الجملة التي جاءت في رسالتك, هي التي تدفعني لتذكيرك بما أقسمت, فإن لم تكن ذئبا, فتبريرك وتعاطفك يثير الشك ويشير إلي الذئب المقتنص في داخلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق