الأربعاء، 17 فبراير 2016

رسالة (فراش الشيطان)..أصبحت فجأة لا أطيق زوجي ولا أولادي ولا بيتي

سيدي أرجو منك ألا تستهزأ بقصتي المثيرة والغريبة‏,‏ وأقسم لك بالله العظيم أنها قصة حقيقية أعيش فيها أنا وأسرتي‏,‏ أقول لك أعيش ولكن صدقني أني لم أعد أعيش أنا أو أسرتي كاملة‏,‏ وظللت أفكر طويلا في الكتابة إليك وترددت كثيرا إلي أن قرأت قصة الثمن القاسي وصاحبتها التي عذبت زوجها طويلا‏.‏ وكذلك قرأت رد زوجها السيد المحترم وعما فعله معها هي وأولاده حتي الآن‏,‏ وأيضا قرأت رد السادة القراء الأعزاء‏,‏ وهذا ما دفعني إلي الكتابة إليكم‏.‏ وأقسمت بالله علي نفسي يا سيدي أن أكون صادقة معك عسي أن أجد حلا لمشكلتي‏.


قصتي مشابهة إلي حد كبير لقصة تلك السيدة وإن لم يكن بها بعض الأشياء المثيرة مثل قصتي‏,‏ وسوف أحكي لك ما وصلت إليه أنا وأسرتي المكونة من ثلاثة أولاد هم ثمرة الحب الجميل بيني وبين زوجي‏.‏

أنا سيدة في الثامنة والأربعين من عمري أحببت قريبا لي وكل ما تمنيته في حياتي أن يكون هذا الإنسان زوجي‏,‏ حيث إنه كان شابا طموحا للغاية‏,‏ نظرته للأمور جادة‏,‏ وفوق كل ذلك كان محط إعجاب العائلة كلها‏,‏ تقدم لخطبتي ولم يرفض أبي وأخوتي وكانت سعادتنا به كبيرة‏,‏ وخصوصا سعادتي أنا شخصيا‏.‏ تزوجنا وكان كل همنا أن نبني بيتا يقوم علي السعادة والحب والحنان‏.‏ وفعلا كان لنا ما كان‏,‏ وكان كريما معي وأحاطني بكل الحب والحنان الذي تريده أي فتاة في سني‏.‏ كما قمت بإسعاده علي أكمل وجه‏,‏ وكان هو كل شيء في حياتي‏,‏ وأثمر حبنا هذا ثلاثة من الأبناء ولدا وابنتين‏,‏ وكنت محط إعجاب العائلة كلها وكل من يتعامل معنا‏,‏ حيث وجدوا أسرة جميلة وسعيدة بنيتها أنا وزوجي علي أكمل وجه وتفرغت لتربية أولادي وتوعيتهم توعية دينية والأب يعمل ليلا ونهارا كي يؤمن أسرتنا اقتصاديا ومر يا سيدي علي سعادتنا تلك عشرون عاما كلها سعادة وضحك ومرح وحب وحنان حسب إمكاناتنا‏.‏ ومع الأيام بدأت ظروف زوجي المادية تتأثر كثيرا‏.‏ وأصبح لا يقدر علي مواجهة التزامات الأسرة كما يجب‏,‏ وكان لأبي دور في حياتي‏,‏ وأصبح يمدني بما أحتاجه من المال ولا يبخل علي به‏,‏ ولا أخفي عليك‏,‏ كان مالا كثيرا حتي أنه كان يمدني بأكثر مما كان يمدني به زوجي أضعافا مضاعفة‏,‏ ووجدتني فجأة صاحبة كلمة في البيت‏,‏ وبدأت أتغير تجاه زوجي الذي لم يعد يستطيع مجابهة الحياة معنا‏,‏ وفجأة أصبحت لا أطيق زوجي وأشعر من ناحيته بضيق في صدري وأصبحت لي الكلمة الأولي والأخيرة في المنزل‏,‏ وأصابني الغرور حتي علي زوجي الذي لم يعد له كلمة في البيت‏,‏ ومع الأيام أصبحت لا أعطيه حقه الشرعي إلا نادرا جدا‏.‏ وأهملته وكان يقول لي أنا لم أقصر معكم طيلة حياتي وكنا سعداء حسب إمكاناتنا‏.‏ فلماذا تفعلين معي هذا الآن؟ لا أعرف لماذا يا سيدي؟ منذ خمس سنوات وأنا علي هذا الحال‏,‏ في بعض الأحيان أشعر يا سيدي أن هناك من يوسوس لي ويحرضني كي أكره زوجي ولا أدري من أين تأتي هذه الوسوسة الشيطانية وهذا الكره لزوجي الذي كنت أعشقه وأتمني رضاه‏.‏ حتي‏,‏ أني أصبحت فجأة لا أطيق زوجي ولا أولادي ولا بيتي ولا حتي نفسي‏.‏ هذه الحالة تزيد معي يا سيدي يوما بعد يوم وسنة بعد سنة‏,‏ وكرهي لزوجي يزيد كل يوم‏,‏ تركت فراش الزوجية وأقمت مع ابنتي في حجرتهما وأري أشياء غير طبيعية تحدث معي تزيد من امتناعي عن زوجي‏.‏ وفي ليلة كنت نائمة لوحدي علي السرير أحسست بوجود نفس أو ريح تنام بجواري وأحس أن هناك يدا تريد أن تتحسس جسدي‏.‏

بعد ذلك بأيام وجدت كأن شخصا آخر غير زوجي ينام بجواري علي السرير الذي أنام عليه‏,‏ وأخذ يحادثني ويريد أن يتهجم علي‏,‏ ووجدتني مع هذه الحالة أسيرة كل شيء‏,‏ تزيد حالتي كل يوم سوءا‏..‏ وأخذ يهددني بأنه سوف يؤذيني ويؤذي بناتي‏,‏ إذا لم اسمع كلامه وكان كل حديثه أو أوامره هي أن امتنع عن الحديث مع زوجي أو الجلوس معه في أي مكان أو حتي مجرد الحديث معه‏,‏ ولا أنطق اسمه أمام أحد أو حتي مجرد أن أنظر إليه عندما يقف أمامي فأصبحت عندما يقف زوجي أمامي أدير وجهي الناحية الأخري‏,‏ وعندما يوجه لي زوجي الحديث أحس أن فمي مربوط عن الكلام معه تماما‏.‏ كل هذه كانت أوامر وبدأت في تنفيذها‏,‏ وكذلك بدأت في اتهامه بأي أشياء تسئ له ولسمعته‏.‏ ولكن صدقني ـ يا سيدي ـ أكون هادئة تماما ومجرد دخوله المنزل ينقلب حالي‏,‏ لا أقبل من زوجي أن يلمسني بيده‏,‏ بل دائما نافرة منه‏.‏

أتعذب يا سيدي بيني وبين نفسي ولا استطيع أن أبوح بأي شيء من هذا لأي شخص من أقاربي كي لا يتهموني بالجنون‏.‏

اعترف يا سيدي بأني عذبت زوجي عذابا لم يلقه زوج من زوجته علي الإطلاق علي مدي السنوات الخمس الماضية‏,‏ وهو صابر علي وعلي بنتي اللتين أخذتا طريقي ضد والدهما وأصبحتا يكرهانه من أجل إرضائي‏.‏ في بعض الأحيان أريد أن أتحدث مع زوجي ولكن أشعر بأن هناك قوة خارجية تحطم كل الإحساس بمجرد أن أراه أمامي‏.‏

ذات يوم طلبت الطلاق من زوجي لأن كل شيء معي‏,‏ المال وأهلي وبناتي وكل ما أريده معي‏.‏ فلماذا ذلك الرجل الذي لا استطيع حتي رؤيته؟ وهنا وقف أبي في وجهي وقال لا‏,‏ أما زوجي فقال لي إنه لن يطلقني لأنه لا يستطع أن يقول لي تلك الكلمة أبدا مهما كانت التضحيات‏,‏ وأيضا من أجل أولادنا الذين نحيا من أجلهم ومن أجل عشرة جميلة عشناها معا‏.‏ ماذا أفعل يا سيدي كي أتخلص مما أنا فيه من العذاب الذي يدمرني ويدمر أسرتي المفككة‏.‏ لأن الولد متمسك بأبيه أما البنتان فهما تسلكان طريقي وينفذان كل ما أطلبه منهما تجاه أبيهما‏,‏ سيدي لا استطيع أن أصف لك شعوري وأنا أكتب لك تلك الرسالة المرة‏,‏ هذه هي المرة الأولي التي أبوح فيها ببعض مما يحدث لي في حياتي مع زوجي وأسرتي‏,‏ التي لم استمع لكلام النصح والارشاد من عائلتي التي كانت في يوم من الأيام تحبني وتحترمني‏,‏ ماذا أفعل حتي يعود هذا الحب والاحترام لي ثانية؟ سيدي أصبح البيت بالنسبة لي سجنا والزوج سجانا والأولاد طوقا يخنقني في رقبتي ولا أطيق نفسي‏,‏ وأعيش علي أدوية الضغط والمهدئات‏,‏ اعترف لك بأني غير مستقرة في تفكيري أو تصرفاتي ولم أعد أركز في أي شيء‏,‏ ودائما شاردة الذهن‏,‏ سيدي أقسم بالله أن تلك هي قصتي تماما بصدق ولم يكن فيها أي شيء من الخيال‏.‏ أرسلتها إليك عسي أن أجد عندكم إجابة‏,‏ قل لي يا سيدي ماذا أفعل؟ أرجو من الله الهداية ومنك النصح والإرشاد ومن السادة القراء الأعزاء الدعاء لي بشدة حتي أجتاز المحنة التي أنا فيها‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ قضيت مع أسرتك الصغيرة عشرين عاما من السعادة والحب والحنان‏,‏ وعندما كبر الأبناء‏,‏ وعجز الأب المثالي عن مواصلة عطائه بنفس القوة رضوخا لقانون العمر والصحة والأوضاع الاقتصادية الصعبة‏,‏ انقلب كل شيء‏,‏ ذهبت السعادة من قلبك‏,‏ واستوطن الشقاء بيتكم الهانيء‏..‏ فما الذي حدث؟

أكرمك الله بوالدك الذي مد أياديه الحانية‏,‏ ليعينكم علي مواصلة الحياة‏,‏ وليس في هذا ما يدين أو يشين زوجك‏,‏ فهكذا الحياة‏,‏ يوم تعطي الآخرين‏,‏ ويوم تأخذ منهم‏,‏ طالما فعلوا ذلك محبين بنفس راضية‏.‏

وعلي الرغم من أن والدك لم يستغل أو يستثمر كرمه وعطاءه في إذلال زوجك أو فرض وصايته عليكم‏,‏ فعلت أنت‏,‏ واستسلمت لهوي النفس الأمارة بالسوء‏,‏ ودخل إلي قاموس حياتك معان جديدة‏:‏صاحبة الكلمة‏,‏ لا أطيق زوجي‏,‏ لا أطيق بيتي وأولادي‏.‏

تسلل الشر إلي قلبك‏,‏ فلم تقاوميه‏,‏ استسلمت له‏,‏ فحرمت زوجك من حقه الشرعي‏,‏ وحرضت أولادكما عليه وهو صابر راض‏,‏ كله أمل في أن تعودي إلي رشدك‏,‏ ولكن الجفاء لا يورث إلا جفاء وبعدا‏..‏ غطي الصدأ قلبك يا سيدتي‏,‏ وكما يقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم‏:‏إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس‏,‏ وجلاؤها الاستغفار‏.‏

كثيرون ممن سيقرأون رسالتك‏,‏ سيتوقفون كثيرا أمام هذا الشبح الذي احتل فراشك‏,‏ وأمرك بالابتعاد عن زوجك والإساءة إليه‏,‏ وسيسارعون بالقول ـ كما هو شائع ـ إنه جن يلبس جسدك ويمنعك عن زوجك‏,‏ وانه لابد هناك من عمل لك عملا ليفرق بينكما‏,‏ وهذا التفسير قد يريحك‏,‏ ويرفع عنك الإحساس بأنك سيئة ويعفيك من مسئولية هدم بيتك والإساءة إلي زوجك وأبنائك وأهلك‏..‏ ولكني أرفض هذا التفسير الجاهل‏.‏ وإلا اسألي نفسك لماذا لم يظهر هذا الشبح ويدعوك إلي ما دعاك إليه‏,‏ إلا بعد سنوات من الإساءة والإهانة والحرمان لزوجك‏.‏

سيدتي‏..‏ لن أحدثك عن معصيتك لله في تعاملك مع زوجك‏,‏ لأنك تعرفين كل ما يمكن أن أقوله في هذا الاتجاه‏,‏ ولن أتهمك وأدينك لأنك في مرحلة مواجهة مع نفسك وتعرفين كل أخطائك‏,‏ ولكني سأحاول التفكير معك فيما حدث‏.‏

سيدتي‏..‏فتحت كل أبواب نفسك للشيطان‏,‏ خضعت لأهواء نفسك‏,‏ فاحتلك الكبر وتماديت في أخطائك‏,‏ لم تراجعي نفسك‏,‏ لم تستغفري الله وتستعيني به ليرفع عنك‏,‏ وعندما أيقن الشيطان ضعفك‏,‏ ووثق من بعدك عن طريق الصواب‏,‏ اقتحمك ووسوس لك‏,‏ حاصرك‏,‏ فاستسلمت لغوايته‏,‏ حتي ملأ صوته أذنيك‏,‏ فتحولت كرة الثلج التي كونتها بيديك إلي جبل من الجليد‏.‏ ولكن لأن ضميرك حي‏,‏ لم يرض بما تفعلينه‏,‏ ووجدت كل من حولك يدينك‏,‏ استدعيت الشيطان ـ أو استدعاك ـ إلي فراشك حتي يبرر لك ما يحدث ويعفيك من مسئوليته‏.‏

سيدتي‏..‏ لن تظل الأمور كما هي إذا أردت أن تخرجي مما أنت فيه‏..‏ البداية من نفسك‏,‏ قاومي شيطانك‏,‏ أكثري من قراءة القرآن واستغفري الله كثيرا‏..‏ واجهي زوجك بما تشعرين به‏,‏ دعيه يصلي بك الفروض إماما‏..‏

سافري معه إلي أي مكان بمفردكما‏,‏ ولا تخافي من الشيطان فهو ضعيف ولا يسكن إلا ضعاف الايمان وثقي في قول الله سبحانه وتعالي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏..‏ فإذا فشلت في ذلك‏,‏ فاسمحي لي أن أحدد لك موعدين أحدهما مع طبيب نفسي‏,‏ والآخر مع فضيلة المفتي ‏

سيدتي‏..‏ أفضل لك أن تنتصري علي نفسك الأمارة بالسوء وعلي الشيطان الرجيم‏,‏ لأن فاقد الإرادة هو أشقي البشر‏,‏ وتذكري دوما أنه ليس هناك أتعس ممن يشيع جنازة سعادته بنفسه‏..‏ أتمني لك كل سعادة وهناء‏,‏ وأدعو زوجك الرائع ألا يتخلي عنك ويعينك علي تجاوز محنتك‏,‏ لأن أيام سعادتكم أطول بكثير من أيام الشقاء‏..‏ وإلي اللقاء بإذن الله‏.
انشر
-

هناك 3 تعليقات:

  1. اقرا القران وشغلي سورة البقرة بالبيت وهاتي قاري يرقيك بالقران والماء المرقي حفظكي الله واولادك وزوجك

    ردحذف
  2. اقرا القران وشغلي سورة البقرة بالبيت وهاتي قاري يرقيك بالقران والماء المرقي حفظكي الله واولادك وزوجك

    ردحذف
  3. اقراي سورة البقرة كل يوم لمدة 41 يوم وستنتصريين علي شياطين الجن والانس وقراءة الاذان والمعوذتين والاخلاص 100مرة في يوم متواصل تحصنيين البيت

    ردحذف

;