الأربعاء، 2 مايو 2018

رسالة (الصفحة الجديدة) ‏.. كبريائي الذي حطمه..


أنا سيدة في الخامسة والعشرين من عمري متزوجة من رجل في مثل عمري جمعتنا قصة حب عنيفة وطويلة التقينا فيها في صبانا فكبرنا معا وكبر حبنا معنا .. وأحببته وهو لم تتكون بعد معالم شخصيته وأحببته بكل عناصر شخصيته التي اكتملت وأنا معه فتقبلته بعيوبه وتقبلني بما أنا عليه وأصبحنا لا نستطيع أن نفترق وتزوجنا بعد صراع طويل مع مشاكل المراهقة ومع الأهل الذين بدأ القلق يساورهم تجاه مستقبلنا بسبب حبنا .وأنجبنا ولدا أصبح الآن في التاسعة من عمره وبنتا في السادسة وأتم الله نعمته علينا بالرزق الحلال وانعم علينا بالصحة فأصبحنا بنعمته أسرة سعيدة 
والحمد لله فزوجي يحبني جدا ويمتدحني في كل مناسبة ويقول دائما أنه لا يرى في عيبا يمكن أن يشكو منه وأنه لو لم يتزوجني لما طال له زواج وأنا من ناحيتي لا يشغلني في حياتي شيء سوى أن أرضيه وأن أحافظ على الحب الذي يجمع بيننا ..

وأنا متوسطة الجمال وجامعية وعلى قدر من اللباقة وعلاقتي بأهله طيبة جدا .. ومنذ 3 سنوات أصبح لزوجي عمل خاص به وبدأ ينجح ويستقر فبدأت أعراض الخيانة تظهر عليه لأول مرة

فارتبط بإحدى سكرتيراته وكانت فتاة مخطوبة .. وعلمت بارتباطه بها وكانت أول خيانة وصدمة غير متوقعة مع كل ما يجمع بيننا من حب فهزت كياني من أعماقه وكدت افقد عقلي بسببها وبدأت رحلة العذاب والشك والغيرة وعدم الثقة في نفسي وفي زوجي وبدأ زوجي يعني مني ومن ملاحقتي له في التليفون .. ومن رفضي لأية مبررات يقدمها لتأخره في أي مشوار رغم علمي بأن ذلك ليس أمرا صحيا لزواجنا وانتهت المحنة أخيرا بزواج السكرتيرة من خطيبها ..
وبدأت التقط أنفاسي وأحاول إن أنسى ما حدث فإذا بزوجي يلطمني لطمه أخرى كدنا ننفصل على إثرها .. وكانت " البطلة " هذه المرة أيضا مرتبطة حتى أنني شككت في أنه يتعمد اختيار البطلات كذلك حتى لا يتورط معهن في زواج أما أكثر ما يحيرني في هذا الأمر فهو أن كلا منهما تعلم تماما منزلتي عنده وأنه لا يستطيع الابتعاد عني أو الزواج منها ومع ذلك يقبلن إقامة علاقات معه وبعد عذاب أطول انتهت المشكلة وأقسم زوجي بالطلاق أنه قد انهي الأمر .. وأنه إذا كرر فعلته مرة أخرى فستكون النهاية بيننا واسترحت لذلك قليلا وبدأت أسترد ثقتي فيه فإذا به يعود إلى نفس الأمر ومع نفس الفتاة فقررت الانفصال عنه وطلبت منه مغادرة البيت تمهيدا للطلاق .. وخرج زوجي بالفعل دون أن يحاول ترضيتي أو الدفاع عن نفسه تاركا لي أن أقرر ما أختاره لينفذه متظاهرا بالبراءة .
 على تربية الطفلين وفعلا غادر البيت لمدة يومين فأحسست بافتقاده وبعدم قدرتي وحدي وبعجزي عن أن أتحمل شوقهما له وسؤالهما عنه خاصة أنهما يحبانه وهو يحبهما .. وتدخل بعض الأصدقاء بيننا وقرروا أن نبدأ صفحة جديدة وعاد زوجي إلى البيت وأقسم لي أنه يحبني وأنه لا يستطيع أن يعيش بدوني وبدون أولاده ..
وهو لا يكذب في ذلك وأصدقه فيه لكن المشكلة هي في الصراع المحتدم الآن بين قلبي الذي يعشقه وبين كرامتي التي جرحها وكبريائي الذي حطمه .. لقد صدقته لكني لم أثق في أنه قد أنهى الأمر تماما خصوصا إن هناك بعض " العلاقات" التي تثير قلقي وتشعرني بالإذلال لأني لم اصمد ولم أنفذ تهديدي له بالطلاق إذا عاد لخيانتي .. وأحس أن تأكده من أني غير قادرة على
تركه يجعله يتمادى في غيه وهو يعرف أنه  الأمر 
خاصة أنه يعتبر هذه العلاقات عابرة لا تؤثر على علاقته بي وبأولاده لكني لست راضية عن حياتي معه بعد كل ما عانيته من آلام نفسية ومن جنون الغيرة والشك في الأزمات السابقة وأريده أن يعلم أن ما يفعله هو كفر بنعمة الله عليه .. وأنني أشعر أحيانا بالخوف من أن ينتقم الله منه لذلك في عزيز من أعزائه وأشد ما أخاف منه أن يكون هذا العزيز لا قدر الله أحد طفلينا .. كذلك أريده أن يعلم أن من يساعد فتاة أو سيدة أن تتلاعب بخطيبها أو زوجها قد يعاقبه الله بمن يعتدي على عرضه كذلك أريد أن توجه كلمة شديدة إلى هؤلاء الفتيات اللاتي يلهثن وراء الرجال المتزوجين لأنه لولا أن هناك من ترضى بأن ترتبط برجل متزوج ما كان هناك أزواج خائنون .. وأرجو أن تشفي كلماتك غليلي .. وأن يجد زوجي النصح عندك .. والسلام

ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع)

في كلماتك المحترقة بنار الحنق كل الكفاية , فمهما نسجت من كلمات لن أستطيع أن أشحنها ببعض هذا " الغل" الشعوري الذي تتأجج به كلماتك لهذا سأتجاوز عن هذه النقطة إلى نقطة أهم وأقول لك أن هناك مثلا عربيا قديما يقول " إن ذكر الجفاء في الصفاء ...جفاء !"وأنت يا سيدتي قد فتحت مع زوجك صفحة جديدة وعاد هو إليك مقسما يمين الولاء بين يديك .. وتأكدت أنت خلال غيابه أنك لن تطيب لك الحياة بعيدا عنه فلماذا تجترين الآن أسباب العذاب بعد أن عفوت عما سلف!
إنني معك تماما في أن ما يسميه علاقات عابرة هو إثم لاشك فيه وبطر بنعمة الله عليه وكفر بهذا الحب العظيم الذي يظلل حياته .. بل وأخشى أن أقول أنه صورة أخرى مما يفعله البعض حين تستقر أحوالهم المادية "فيشكرون" الله على نعمته بالاجتراء على حدوده بدلا من شكره بطاعته واتقاء غضبه ..وإلا فلماذا لم تظهر عليه هذه الأعراض إلا بعد أن أصبح له عمل خاص وأصبح له سكرتيرات يستطيع إغوائهن
لكني لن أطيل في هذه النقطة وإلا لعدت على رغمي إلى أسباب الجفاء التي أدعوك لتجاوزها .. لهذا فإني أقول لك مرة أخرى أنك قد فتحت معه صفحة جديدة .. فحاولي أن تصدقيه وأن تغفري له ضعفه البشري وهناته ... وألا تسمحي للغيرة الجامحة بأن تفسد عليك حياتك وسلامك النفسي لأن الغيرة وحش يلد نفسه بنفسه ولا يحتاج أحيانا إلى علامات أو شواهد لكي يطل برأسه فيلتهم أسباب السعادة ووحش الغيرة يلد وحشا آخر هو القلق النفسي الذي يؤدي إلى توتر الأعصاب وحدة المزاج فلماذا تفتحين على نفسك أبواب الجحيم ....
وكيف يرضى لك هو بكل هذه المعاناة وأنت رفيقة قلبه منذ عزف أولى أنغام الحب !
فانسي ما جرى لكي تهنأ لك الحياة .. وساعديه على الالتزام الخلقي بك وبأسرته بإشعاره أنك قد استعدت بعض ثقتك فيه .. لأن سوء الظن الدائم قد يدفع المرء أحيانا إلى الخطأ مهونا الأمر على نفسه بأنه متهم في كلا الحالين سواء أخطأ أو لم يخطئ ... واصبري عليه قليلا فسوف يعود إلى رشده عاجلا أم آجلا فمن لم يلتزم بالحب التزم بغيره من غوائل الحياة التي تعلم الإنسان ما لم يعلم .. حماه الله من أجلك وحماك منها مع تمنياتي لك براحة البال .


انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;