الأحد، 18 ديسمبر 2016

رسالة (الوجه الحزين )...فبكيت حتى جفت دموعي

 أريد أن أروي لك قصتي مع الحياة وأن أستشيرك في أمر يواجهني .
منذ سنوات كنت شابا في السابعة عشرة من عمري طالبا بالثانوية العامة أقيم مع أبي وأمي في إحدى المدن الساحلية , وكانت أمي سيدة طيبة مستكينة لأقدارها تخدم أبي خدمة العبد للسيد رغم مرضها الطويل بالقلب حتى كانت تمسح له حذاءه كل يوم فلا تلقى منه إلا القسوة وسوء المعاملة والسخط بلا سبب ..مع أنني كنت دائما طالبا متفوقا في دراستي وجاء ترتيبي الرابع على محافظتي في الإعدادية ..
وكنت دائما أنجح بتفوق في كل سنوات دراستي ولا أثير أية مشاكل له وكانت أمي تهون علي الأمر دائما بأن المهم هو أن أكمل دراستي وأتخرج وبعدها سوف تنتهي كل المتاعب , فكنت أذاكر دائما وأرضى بأقل القليل الذي يعطيه لي أبي لكيلا أثير سخطه أو أتعرض لغضبه.
 وطوال دراستي كانت أمي على علاقة طيبة بأسرة من الجيران . لديها فتاة في مثل سني وفي نفس مرحلة الدراسة , فنشأ بيني وبين هذه الفتاة شعور صامت لم يعبر عن نفسه بأكثر من النظرات وتبادل الاحترام ...خاصة من جانبها لتقديرها لتفوقي في الدراسة .
 لكن مرض أمي الطويل قد شق على أبي فيما يبدو ففوجئنا به ذات يوم يبلغنا ببساطة بأنه قد تزوج ...وأنه سوف يحضر زوجته الجديدة قريبا لتعيش معنا لأنه لم يستطع حتى الآن الحصول على شقة أخرى .
 فصعقنا ولم نستطع أن نتكلم أما أمي فكانت حالتها يرثى لها ..وبعد أسابيع من هذا الخبر السيئ عاودت أمي نوبة المرض واشتدت عليها ذات يوم فرأيت فمها منحرفا إلى الناحية اليسرى من وجهها وهي لا تشعر ..فانزعجت ونزلت مهرولا أطلب الإسعاف وقمت بنقلها إلى المستشفى وتم حجزها فيه وتحسنت صحتها قليلا بعد عشرين يوما وبدأنا نستعد لخروجها فإذا بها تنتكس مرة أخرى ويتم نقلها إلى العناية المركزة ..حيث أمضت عدة أيام انتقلت بعدها إلى جوار ربها لتجد عنده السكينة والعدل اللذين لم تجدهما في جوار أبي .
 وكنا حين رحلت أمي في بداية العام الدراسي ..فوجدت نفسي عاجزا عن الاستذكار وأصبحت أضيق بالشقة وأرغب في الخروج والمشي ساعات طويلة في برد الشتاء على شاطئ البحر , وبعد عدة أسابيع من رحيل أمي عدت من إحدى جولاتي هذه فوجدت في الشقة التي نقيم فيها سيدة غريبة تضع الأحمر بشكل فاقع على وجهها فخمنت أنها زوجة أبي الجديدة فحييتها باقتضاب واتجهت إلى غرفتي , وبعدها بقليل جاء أبي وابلغني بكلمات قارصة ..أن علي أن أبحث عن غرفة أقيم فيها لأن الشقة صغيرة من غرفتين ولا تتسع لنا معا قائلا أنه سوف يعطيني إيجارها مع أنني ابنه الوحيد والشقة يمكن أن تسعنا حتى انتهي من دراستي على الأقل فتوقف الكلام في فمي ولم أجد ما أقوله وانصرف هو فحاولت أن أستذكر وفتحت كتابا وبدأت أقرأ دروسي فإذا بوجه أمي الحزين يطل علي منه , ويقول لي بصوت كأنه مسموع ويتردد في أذني اصبر كما صبرت ولن يخزيك الله أبدا , فبكيت حتى جفت دموعي ثم نهضت وحاولت أن أنام بلا فائدة .
 ومرت أيام ونفد آخر ما كان معي من نقود .. فلم أجرؤ على طلب نقود من أبي ولم يفكر هو في أن يعطيني شيئا منها.. فأصبحت أذهب إلى المدرسة وأجيء وليس في جيبي مليم واحد ولا أجد ثمن الساندويتش في الفسحة وأظل أتلوى من الجوع طوال النهار وكلما عدت إلى البيت استقبلتني زوجة أبي الجديدة بالوجوم والتقطيب ..واستقبلني أبي بالسؤال : ماذا فعلت ؟ , فأظنه يسألني عن دراستي وأحدثه عنها فينبهني إلى أنه يسألني عن موضوع الغرفة فأقول أني مازلت أبحث , فيثور علي ويتهمني بعدم الجدية مع أني لم أقصر في ذلك والله شهيد وتكرر السؤال وتكررت الإجابة حتى ثار علي ذات يوم وسبني أمام زوجته وأعطاني مهلة أسبوعا واحدا .. ولم يفكر في أن يعطيني قروشا أستعين بها على ركوب المواصلات للبحث عن الغرفة فضاعفت من ساعات التجول في الشوارع إلى درجة أنني لم أعد أجد وقتا للمذاكرة ومع ذلك فلم أجد الغرفة وعدت ذات مرة إلى البيت واتجهت إلى غرفتي صامتا كعادتي ووجدت زوجة أبي تقول لي أن الغرفة لم تعد لي وأنها قد وضعت فيها صالونها وفكت السرير الذي أنام عليه , وأن ملابسي وأشيائي في حقيبة بجوار باب الشقة فتسمرت مكاني .. ونظرت إلى أبي أٍستنجد به فإذا به يؤيدها ويقول لي أنني "شحط" وأستطيع أن أدبر أموري , كيف ؟ وليس لنا أقارب في هذه المدينة وأسرة أمي من الريف وأسرة أبي من الوجه القبلي ... وأين أذهب , وحاولت معه أن يعطيني مهلة أخرى , فانفجر في وعلا صوته حتى جاء الجيران وأخذوني من يدي وهم يتعجبون من حال أبي وعرض علي أكثر من واحد منهم أن أبيت في بيته حتى أجد لي مأوى , فشكرتهم وحملت حقيبتي وتوجهت إلى بيت أحد زملائي في المدرسة ورويت له حكايتي وطلبت منه أن يستأذن أباه في أن أبيت عنده الليلة حتى أجد لي مأوى ورحب بي أبوه بعد أن سمع قصتي ودعاني للإقامة مع ابنه إلى أن أجد لي سكنا فشكرته
 وأمضيت الليل وأنا كالمحموم وجاء الصباح فحملت حقيبتي معي إلى المدرسة ثم خرجت بعدها أبحث عن عمل وعن سكن , ولم يتخل الله عني فعلا كما بشرني وجه أمي الحزين , في أن عرضت نفسي على أول صاحب مخبز وجدته في طريقي حتى قبلني بشرط أن أعمل من السادسة صباحا حتى الرابعة وبأجر 150قرشا في اليوم , ولم أتردد في القبول لأني كنت في حاجة إلى أن أكسب طعامي رغم تعارض موعد العمل مع موعد المدرسة , وبدأت العمل وحقيبتي إلى جواري وبعد انتهائه أخرج إلى شاطئ البحر وأجلس على أي مقعد وأحاول الاستذكار إلى أن يأتي الليل فأبحث عن أي مكان أنام فيه فنمت ليالي في محطة القطار ونمت ليالي في مدخل عمارة متدثرا بنصف بطانية مهلهلة تكرم أبي بتركها لي مع ملابسي في الحقيبة , إلى أن رآني ذات يوم أحد صبيان الفرن فأبلغ صاحبه , وذهبت في اليوم التالي فسألني صاحب الفرن عن عنواني ولماذا أبيت في الشارع رغم أني "أفندي "... وخشي أن أكون لصا أو هاربا من شيء فرويت له حكايتي بالكامل وأخرجت له بطاقة المدرسة والبطاقة الشخصية ..فصدقني على الفور ...وتألم لحالي وقرر زيادة أجري إلى جنيهين وفي نهاية اليوم اصطحبني معه إلى بيته وقابلت زوجته فوجدتها ويا سبحان الله صورة من أمي في طيبتها وحنانها وجاءت بطعام وتناولنا العشاء معا , ثم اصطحبني الرجل إلى سطوح بيته وأدخلني غرفة بها بعض الكراكيب وأبلغني أنها ستكون غرفتي بعد تنظيفها , وشكرته بحرارة وتركني وانصرف وأمضيت الليل تحت سقف يحميني من البرد لأول مرة منذ حوالي شهرين وفي الصباح أبلغني الرجل الشهم أنه غير مواعيد عملي إلى فترة الليل لأستطيع الذهاب إلى المدرسة . وذهبت إلى المدرسة لأستطلع موقفي فأبلغني أساتذتي أنني قد فصلت لتجاوزي فترة الغياب , لكنهم تدبروا الأمر معي -إدارة المدرسة- وقرروا السماح لي بالحضور بصفة شخصية حرصا على مستقبلي على أن أتقدم للامتحان من الخارج مراعاة لظروفي ولثقتهم في تفوقي . وبدأت أتردد على المدرسة . ونظفت الغرفة ورتبت حياتي بها , وأصبحت السيدة الطيبة ترسل لي كل حين طعامي رغم محاولاتي المتكررة معها ألا تفعل , حتى وجدت نفسي بعد قليل وبدون أن أشعر أعتبرها أمي وأعتبر زوجها أبي الحقيقي وأتعجب من صنع الله الذي وضع الرحمة بي في قلبيهما في حين خلا قلب أبي الذي ولدت من صلبه منها ...بل وتعجبت كيف يهنأ بحياته بدون أن يساوره أي قلق على ابنه الوحيد وبدون أن يعرف هل أجد طعامي أم لا .. وهل وجدت مأوى أم أبيت في الشوارع ؟
 واقترب الامتحان فأعفاني الرجل –وبدون أن أطلب منه-من العمل قبله بثلاثة أسابيع وأصبح يصعد إلى السطوح في المساء ليطمئن على مذاكرتي ويحضر معه أحيانا العشاء ليتناوله معي , وأقسمت لنفسي ألا أخذل هذا الرجل أبدا فواصلت الليل بالنهار في الاستذكار ودخلت الامتحان وأكرمني الله بالنجاح فيه بمجموع معقول جدا بالنسبة لظروفي فكانت فرحة السيدة الطيبة وفرحة هذا الأب الحقيقي بذلك فوق الوصف حتى انني فرحت لفرحتهما بأكثر مما فرحت لنجاحي .
 وقرر الرجل أن يعطيني مكافأة النجاح , فإذا بها عقد إيجار لهذه الغرفة لكي أطمئن إلى أنها أصبحت سكني الدائم فأقسمت ألا أتسلم العقد إلا إذا قبلت يده ويد زوجته التي لم أر طيبتها إلا في أمي الراحلة وتمسكت بذلك ووافقا مرغمين
 والتحقت بإحدى الكليات العملية , ونظمت وقتي بينها وبين المخبز , وبعد عامين من الدراسة اجتذبني زميل إلى مهنة النقاشة التي يعمل بها فعملت معه وكسبت بعض النقود , وفي الكلية التقيت بجارتي القديمة فتجددت مشاعر الود والاحترام بيننا وعرفت أنها التحقت بكلية أخرى قريبة فأصبحنا نلتقي من حين إلى آخر في كليتي أو كليتها وكانت تعرف ظروفي فتطوعت لتصوير المحاضرات التي لا أحضرها وأصبحت أعتمد عليها في ذلك وفي كل شيء خاص بالكلية , وبعد شهور فاتحتها بحبي فاعترفت لي بأنها تحبني منذ طفولتنا المشتركة وتعاهدنا على ألا نفترق , ووصلت إلى السنة النهائية وأنا ما زلت أعمل بالفرن وبالنقاشة  وبأعمال النجارة والديكور وادخر ما يزيد على مصروفي في دفتر توفير البريد , احتياطا للزمن بعد أن لاطمت الحياة وحدي وتخرجت بتقدير جيد من كليتي وأسفت لأول مرة على ذلك لأني كنت أحلم بأن أتخرج بامتياز لأعمل معيدا بالكلية لكن فرحة أبي الحقيقي وأمي بنجاحي أذهلتني وأنستني هذه المشاعر أما فرحة فتاتي به فكانت بلسما لجراح وأحزان الماضي..
  والتحقت بأحد مكاتب الديكور والنقاشة مع زميلي الذي قادني إلى هذا الطريق وأصبح لي أجر ثابت إلى جانب ما أكسبه من تنفيذ العمليات , وتخرجت فتاتي وعملت مدرسة في مدرسة قريبة من بيتها وجاء الوقت المناسب .. ففاتحت أبي الحقيقي في رغبتي في الزواج وشرحت له قصتي مع فتاتي , فسألني باهتمام عنها وأسرتها ثم بارك رغبتي في الزواج وطلب مني أن أذهب إلى البيت لابلاغ زوجته كذلك فذهبت وطلبت إذنها في التقدم لخطبة فتاتي , وزرت بيت خطيبتي والتقيت بأبيها وأمها فرحبا بي وتذكرا أمي بالخير وترحما عليها ,, لكن أباها طلب مني بعد قليل طلبا غريبا هو أن أبلغ أبي بنيتي في الزواج من ابنته لأنه مهما كان –كما قال- أبي وتعجبت لذلك وتجمعت في رأسي الذكريات السوداء كلها دفعة واحدة , فارتجفت متأثرا وأنا أقول له أن أبي هو الحاج فلان وقد استأذنته قبل أن أجيء إليك ...فإذا أردته أن يأتي معي إليك فسوف أحضره إليك... أما الآخر فلا يعرفني ولا أعرفه منذ أن رمى بي في الشارع وتركني أبيت في مداخل العمارات فإذا كنت تعتبره أبا لي فقد يكون كذلك بشهادة الميلاد أما أبي بالحب والرعاية والمسئولية عني فهو فلان
 فهدأ الرجل من روعي وقال لي أنه لا يطلب مني استئذانه ولا إحضاره بل ولا يشترط موافقته لكنه يطلب مني فقط إبلاغه لكيلا يقول أحد بأننا أخطأنا في حقه وتجاهلناه , فرفضت ... وأصر هو , وجعل من ذلك شرطا لإتمام الخطبة فهل تراني أخطأت حين فعلت ذلك ؟
 وهل تؤيد والد فتاتي من ضرورة أن أذهب إلى من رماني في الطريق لأستأذنه في زواجي وأنال مباركته كما يفعل الأبناء مع الآباء الصالحين ؟
 لقد قرأت لك ذات مرة تعليقا تقول فيه في حالة مشابهة أن في الأب قبسا من روح الله يشد إليه الأبناء دائما ... فأين هذا القبس في أبي إنني لا أجده يشدني إليه ...ولا أستطيع أن أواجهه وفي قلبي كل هذه المرارة تجاهه فماذا أفعل ؟

 *************************************************************************
                              ولكاتب هذه الرسالة أقول :::::
**************************************************************************

والله يا صديقي إني لو تركت نفسي لانفعالاتي خلال قراءتي لرسالتك لنصحتك بألا تستجيب لمطلب والد فتاتك بل ولرجوتك أن تتمسك برفضك الذهاب إلى هذا الأب الصوري لإبلاغه بأمر زواجك .

فمثله حقا لا يستحق هذه المكرمة منك...بل ولا يستحق أن تسعده الحياة بأن تتيح له أن يراك أمامه شابا جامعيا ناجحا معتمدا على نفسه ويتأهب للزواج ...ويا له من أمل يشقى الآباء الحقيقيون-بالعرق والدموع- لكي يشهدوا لحظته ليتوجوا رحلة حياتهم وقد لا يأسون كثيرا على الدنيا إن غادروها راضيين بعده .

لكن ماذا أقول لك ونحن لا نستطيع بكل أسف أن ندع انفعالاتنا وحدها تتحكم فينا , كما تتحكم الأهواء فيمن فقدوا السيطرة على أنفسهم ؟

لا نستطيع ذلك لأننا لا نتعامل مع الآخرين بأخلاقهم وقيمهم هم .. وإنما بأخلاقنا نحن وبما تفرضه علينا قيمنا الدينية والخلقية ...ونحن حين نفعل ذلك لا نطلب رضا من ظلمونا ولم يرفقوا بنا ... وإنما نطلب رضا خالقنا كما نطلب راحة ضمائرنا وقلوبنا وخلو ساحتنا من المعايب والنقائص سواء افهم الآخرون ذلك أم لم يفهموه وبهذا المنطق أقول لك كارها : غالب نفسك على ما تكره يا صديقي واذهب إلى هذا الذي تحمل اسمه في بطاقتك الشخصية ... وأبلغه بأمر زواجك أداء للواجب الإنساني وإبراء لذمتك أمام الله والآخرين , ثم اجعل بعد ذلك من أبيك الحقيقي الذي استحق بنوتك بما قدمه لك من عطف وفضل ورعاية وكيلك الذي تقدمه لأسرة فتاتك والذي يتحدث معها نيابة عنك في تفاصيل الزواج والذي يضع يده في يد صهرك يوم عقد القران حتى لو قرر الآخر أن يحضر قرانك طلبا لسعادة لا يستحقها ومباهاة بشجرة لم يروها بعرقه .

ويكفيه هذا المشهد القاسي عقابا له على ما جنته يداه على ابنه الوحيد ...ولينتظرن بعد ذلك –ولن يطول انتظاره-عقاب السماء الذي أعده الله للظالمين .


أما أنت فلا لوم عليك ولا تثريب إن لم تجد في قلبك عاطفة تجاهه ولا حبا لأن أداءك لواجبك الإنساني تجاه هذا الأب بل والاستجابة أيضا لأي عون قد يطلبه منك في المستقبل هو قسمك فيما تملك يداك ... أما قلبك فهو ما لا تملك وما لا تستطيع إرغامه على حب من أهملك وقسا عليك بوحشية لا تأتيها الضواري مع صغارها ... إلا أن يشاء خالق القلوب غير ذلك ... وهو العليم بما خلق
انشر
-

هناك تعليق واحد:

  1. شركة تنظيف دكت المكيفات بجدة
    شركة تنظيف تكييفات بجدة أسعار رخيصة وفي متناول الجميع:
    نتميز بالخدمات الأقل تكلفة داخل جدة وفي جميع الأماكن المجاورة لها نوفر تعاقدات للصيانة والتنظيف من سنة إلى خمس سنوات وفيها يحصل العميل على نسبة خصومات عالية جداً مما يجعلها موفرة بدرجة أكبر عن الشركات المنافسة كما أننا نقدم العروض بصورة متتالية مما يمكن العميل من الحصول على أفضل سعر دائماً
    شركة تنظيف دكت المكيفات المركزية بجدة

    ردحذف

;