الاثنين، 26 ديسمبر 2011

11)رسالة (الفصل الأخير ) ..وكتب المأذون أغرب ورقة طلاق,,

انا ياسيدى احد الأشخاص الذين يجدون صعوبة شديدة فى بث شكواهم للآخرين.. لكننى فى حاجة شديدة لمن يسمع لى الآن .. فأنا مهندس تفتحت عيناى على الحياة فوجدت نفسى لا احد لى فى الحياة سوى اخت وحيدة مثلى.. وقد رحل والدنا عن الحياة وانا فى العاشرة واختى فى الثامنة وتولت امنا تربيتنا ورعايتنا بمعاش ابى وبايراد بيت قديم نقيم فى احدى شققه
 ولم يكن لنا اعمام ولا اخوال .. ولا اقارب سوى اقارب بعيدين فى اقصى الجنوب تقطعت صلتنا بهم منذ زمن بعيد .. ولم يعد لنا من يعرفنا او نعرفه .. وكانت امى تميل الى العزلة بطبعها وقد كرست حياتها لنا .. وحددت هدفها فى ان نتعلم تعليما جامعيا يهيىء لنا فرصة الحياة الكريمة، ولم نخيب املها فكنت وشقيقتى دائما من المتوفقين، ودخلنا كلية الهندسة فى عامين متتالين وكأن امى قد اطأنت بذلك الى انها قد وضعتنا على بداية الطريق فانسحبت من الحياة بهدوء كما عاشت دائما بهدوء ووجدت نفسى انا وشقيقتى وحدنا تماما، لا اقارب .. ولا اصدقاء .. نذهب الى الكلية معا ـ ونعود الى البيت الخالى معا، وقد رطت بيننا الوحدة برباط متين..

وفى العام الثانى لى فى الجامعة تعلق قلبى لأول مرة فى حياتى بزميلة لى فى الكلية اقتربت منى ومن شقيقتى ثم نشأت بينى وبينها قصة حب عميق نمت داخلى حتى تملكنى تمما.. وتم التفاهم بيننا على الارتباط الأبدى، وأسعدنى فى هذه الفترة ان تقدم جار لنا يطلب منى شقثيقتى واستشعرت لديها الميل اليه وقبلوله فتمت الخطبة بعد ادائى لامتحان البكالوريوس ونجاحى فىالامتحان .. وبدأت افكر فىالتقدم لخطبة فتانى .. لكنها وصارحتنى بأنها قد عرضت الأمر على ابيها وكان وقتها سفيرا خطير الشأن فواجهها بالرفض الصارم، لأنى كما قال سامحه الله لست من مستواها الاجتماعى.. ومع انى لست جريئا فقد وجت نفسى أطلب منها ان تقدمنة اليه لأقنعه بنفسى وترددت طويلا ثم وافقت تحت الحاحى فذهبت اليه فى بيته .. وفتح لى الباب سفرجى يرتدى القفطان والحزام الأحمر وقادنى الى الصالون كلاسيكى عتيق ثم جاء الى ابواها بعد قليل ورحب بى بأدب وتخفظ .. ثم نظر الى صامتا وتكلمت وقلت كلاما كثيرا.. كثيرا.. لكنه لم يهتز له رمش واحد وقلت كلاما كثيرا .. كثيرا.. لكنه لم يهتز له رمش واحد وقال هو الآخر كلاما كثيرا عن صعوبة الحياة وان ابنته قد تعودت على مستوى معيشة معين.. وأن من يحب يضحى فى سبيل سعادة حبيبه .. انمن يحب يضحى فى سبيل سعادة حبيبه، وانها شبه مخطوبة الى احد اقاربها الذى ينتظره مستقبل باهر الى اخر هذا الكلام .. كان الرجل مهذبا لكن كلماته كانت تقطع من لحمى بالسكين .. فشكرته وخرجت والتقيت بها مع شقيقتى بعذ ذلك بيومين.. وتكلمت شقيقتى نيابة عنها وحاولت ان تخفف عنى الأمر..وقالت لى ان أباها عنيد وصارم وانه مصر على زواجها من قريبه الديلوماءى وانه حين استشعر ميل أمها لتأييد ابنتها فى مطلبها .. حذرها من ان اية محاولة من جانب انبتها لفرض هذا الزواج عليه لن تكون لها نتيجة سوى انفصاله هو "عنها" اى هدم الأسرة كلها..
 

وهكذا وجدت نفسى فى طريق مسدود، فأعفيتها من عهدها لى وتمنيت لها السعادة .. وحاولت بعد ذلك ان ادفن همومى فى الاستعداد لزواج شقيقتى .. وزفت شقيقتى الى زوجها.. وكان حفل الزفاف حزينا كمعظم ايامنا .. فلقد بكت اختى فى صباحه كما لم تبك من قبل لأنها سوف تتركنى.. مقطوعا من شجرة .. كما قالت وحاولت التخفيف عنها وقلت لها انها لن تتزوج فى المريخ وانما على بعد 3 عمارات من بيتى واننى سوف ازورها كل يوم حتى تزهق منى، وحاولت بعد ذلك ان اتظاهر بالمرح لكى اجعلها تضحك وتبتسم .. لكنه يبدو اننى بالغت فى ذلك اثناء الزفة .. حين امسكت العصا لكى ارقص لأول مرة فى حياتى .. ورقصت ثم توقفت فجأة حين لمحت دموع العروس تنساب بغزارة من عينيها والحق انى كنت سعيدا من اجلها .. ومثقلا بالحزن من اجل نفسى .. لكن ماذا افعل.؟! وهذه هى سنة الحياة؟؟

وعملت فى احدى شركات القطاع العام.. وشغلت نفسى بالعمل وتجنبت شقيقتى ان تشير الى اخبار صديقتها معى، ولكنى عرفت من زوجها الذى اصبح الصديق الوحيد لى فى الحياة انها تزوجت من قريبها الدبلوماسى ورحلت معه الى احدىالعواصم الأوروبية وانها تراسل شقيقتى من حين الى آخر .. وبدأت شقيقتى تلح على فى الزواج لكى تطمئن على احوالى وصارحتها بأنى لم احب احدا فىحياتى سوى صديقتها، لكنها نصحتنى بأن احاول التخلص من تقوقعى على نفسى وان انظر حولى فى الشركة التى اعمل بها، ونظرت حولى فوجدت مهندسة تتقرب لى وتحاول ان تخطب ودى.. لم اشعربالعب تجاهها لكنى لم اغلق الباب امامها ثم بعد مشاورات مع شقيقتى خطبتها وتوجتها وانا الم ابرأ بعد من حبى لفتاتى الأولى .. وفشلت التجربة فشلا ذريعا بعد 3 اعوام لا أعرف كيف تحملتها والحمد لله اننا لم ننجب اطفالا.. فأستغفرت ربى فيما لا يد لى فيه وطلبت منها ان تسامحنى لأنى لا اصلح لها.. وكانت هى قد ملت ايضا فيما يبدو الحياة معى بعد ان كثر هجرها للبيت، فوافقت بلا مرارة على الطلاق وأديت لها حقوقها.

وعدت أشغل نفسى مرة اخرى براعية اختى.. خاصة بعد ان رزقت بطفلين أشاعا البهجة فى حياتى.. .. وكام من عادتى بعد ان اخرج من عملى اشترى بعض اللوازم لشقيقتى التىلم تعد تستطيعالخروج كثيرا بعد الانجاب ثم اذهب اليها بها وذهبت اليها ذات يوم ففتحت لى اختى الباب وفى عينيها نظرة جديدة فسألتها ما بك؟ فقالت: ادخل .. لدينا صديقة قديمة تنتظرك .. فدخلت واذا بى اجد نفسى امامها وجها لوجه جالسة فى الصالون جميلة نحيلة .. هادئة.. رقيقة كالعادة تنظر الى من وراء غلالة خفيفة من الدمع ووقفت التقط انفساسى مبهورا..

وعرفت بعد ذلك تفاصيل القصة، انها لم تنقطع عن الاتصال بأختى طوال السنوات الماضية ومنهاكانت تعرف كل شىء عنى وانها عاشت معزوجها 4 سنوات من العذاب انتهت بالأ،فصال وهما فى الخارج وعادت وحدها منذ اسابيع كسيرة القلب بعد ان ذاقهت الأهوال مع زوج لم يرع حقوقها وكان زواجه منها فى الأصل "زواج مصلحة؟ للاستفادة من نفوذ صهره!!

وبعد هذا اللقاء .. كنت بالتفاهم مع شقيقتى قد بعت البيت القديم الذى نملكه واستأجرت بنصيبى شقة لائقة وأثثتها بأثاث لائق .. ثم ذهبت الى أبيها على عير موعد فى النادى الذى يمارس فيه رياضته الصباحية، وقلت له ان ورائى سنين من العذاب تشفع لى فى الدفاع عما بقى من عمرى.. واننى اطلب يد ابنته للمرة الثانية فان وافق شكرته .. وان اصر على اتعاسها واتعاسى .. فلن ننهزم امام عناده مرة اخرى وسف نتزوج وافق او لم يوافق، فاستمع الى فى صمت ورفع حاجبيه فى كبرياء ثم نطق سامحه الله بجملة واحدة هى : "اذهبا فى داهية أنتما الاثنان"، ثم استدار وواصل رياضة المشى!!

وهكذا ذهبنا الى عشر السعدة .. ولم يعترض الأب ولم يخرج عن تحفظه معنا واقمنا حفلا صغيرا فى بيت ولم يخرج عن تحفظه واقمنا حفلا صغيرا فى بيت شقيقتى لم يشهده احد سوى ام فتاتى وبعض الصديقات .. وارادت شقيقتى ان تعبر عن فرحتها فحاولت ان تزغرد .. فخرجت الزغرودة كأنها ولولة .. ولاحقتها دموعها ودمعى .. فأصبحت ولولة بالفعل.. كأننا لا نعرف غير البكاء.. وبدأت حياتى الحقيقية وأنا فى سن السـ32 سنة وحبيبتى فى سن الـ29. وكنت قد تركت شركة القطاع العام التى ب>ات حياتى بها وانتقلت الى شركة استثمارية بمرتب معقول واصبحت لدى سيارة مقبولة .. واطمأنت شقيقتى على انى حققتاحلامى .. ولم يكن لنا اصدقاء غيرها وزوجها فكنا نمضى الامسيات معا لدينا او لديهما .. وعشنا 5 سنوات كأنها أسابيع.. وكانت اجمل فتراتها هى العام الخامس .. ففيه بلغت زوجتى القمة فى رقتها .. وفى عطفها على.. وفى كل شىء رغم انى كنت اضبطها احيانا ساهمة او تختلس الى بعض نظرات العطف او الرثاء وكأنها تشفق على من شىء مجهول.. ثم عدت ذات يوم الى عش احلامى فلم اجد فتاة احلامى فيه وانما وجدت ورقة منها .. تطلب منى فيها .. هل تعرف ماذا؟..

الطلاق..! نعم الطلاق.. فتاتى .. حبى الأول والأخير .. عمرى المسروق منى الذى عاد بعد العذاب.. تطلب منى الطلاق. لقد عشنا معا 5 سنوات لم نختلف مرة واحدة على شىء .. لم نبت ليلة واحدة الا ويدى ممسكة بيدها كأنى اخاف عليها ان تضيع منى وانا نائم . وهى نفس الشىء فماذا حدث؟ وجريت الى بيت ابيها .. وقابلتها.. ماذا جرى؟؟ لا جواب .. ماذا غيرك؟ لا رد.. لماذا تطلبين الطلاق ؟ لا اجابة سوى الدموع!! هل اشتقت للحياة فى مستوى حياة ابيك؟ اننى على استعداد للهجرة وقبول اى عمل فى الخارج لأوفر لك المستوى الذى تريدنه؟ لا جواب سوى الدموع .. ثم زاد الحاحى عليها لتتكلم فأغمى عليها، وجاءنى الأب "منفعلا": من فضلك كفاية كده.. مش عاوزة تعيش معاك وخلاص من غير اسباب.

وخرجت محورا مهزوما .. وجريت الى اختى .. وجرت اختى اليها وعادت من عندها مهزومة مثلى .. وقلت لها اننى سأحقق لها اى مطلب تريده.. لكنى اريد ان اعرف لماذا .. لأعرف عيبى فقط .. وما قصرت فيه فلم اسمع من اختى جوابا شافيا .. واستسلمت للأقدار ، وحددنا يوما للذهاب للمأذون ليتم الطلاق على يديه فى مكتبه لأجنبها مهانة ان تأتيها ورقة الطلاق عن طريق قسم الشرطة، واجرى المأذون أغرب طلاق اجراه فى حياته، كنا خمسة هى وانا وشقيقتى وزوجها وصديق له جاء للشهادة وبدأ المأذون عمله بتقديم نصائحه التقليدية بمراجعة النفس وكيف ان الطلاق ابغض الحلال الى الله الخ.. ففوجىء بالزوج والزوجة ينفجران فى البكاء امامه ومعنا اختى.. وكانت مناحة رقدت محموما مريضا بعدها ثلاثة ايام فى بيت شقيقتى .. ومرت الايام بطيئة ثقيلة وبدأت استرد وعيى شيئا فشيئا وكان اولما فعلته هو ان طلبت نقلى بصفة مؤقتة موقع للشركة فى الصحراء الغربية وذهبت اليه وانقطعت عن القاهرة واخبارها لمدة 10 شهور متواصلة .. لايربطنى بالحياة خارج الموقع سوى رسائل شقيقتى وسوى الصحف اليومية التى تصل الينا كل يومين .. وذات يوم كنت اقرأ الصحيفة فوجدت نفسى اقرأ نعى فتاة احلامى مكتوبا تحت اسمها انها حلام المهندس فلان الفلانى الذى هو أنا!! وسقطت مغشيا على.. وحين افقت حملنى زملائى الى القاهرة وفيها عرفت ولهمت كل ماعجزت عن فهمه طوال الشهور الماضية .. وكأننى اشاهد فيلما من افلام المآسى التى لا يصدقها احد.. فلقد عرفت ان فتاتى قد واجهت خلال العام اأخير معى مشكلة صحية حادة تأكدت منأ،ها حالة ميئوس منها .. فقررت الانفصال عنى لكى تجنبنى عذاب المرحلة الاخيرة من المرض.. ولكى تحافظ كما قالت لأختى ولأمها ولأبيها على صورتها الجميلة الحالمة فى خيالى وعرفت انها سافرت للخارج مرتين بعد انفصالها عنى وانها كانت تعرف انى سأعجز عن توفير تكاليف السفر فأرادت تكاليف السفر فأرادات ان تجنبنى الاحساس بالعجز والقهر وهى معى.. وعرفت انها تذرت لله نذرا ان شفيت ان تعود الى لتواصل رحلة السعادة معى وأنها حين اقتربت لحظتها الأخيرة كلبت من ابيها ان يذكر فى نعيها انها حرم المهندس فلان.. لأنها تعتبر نفسها زوجتى رغم الطلاق، فوفى الرجل بوعد لها .. ورأيته حين زرته لأعزيه يحتضنى لأول مرة ويقبلنى ويقول لى انه يحبنى لأنى أسعدت ابنته فى السنوات الاخيرة من حياتها .. ويطلب منى ان اعده بزيارته كلما وجدت الفرصة.

وهكذا انتهت هذه القصة الطويلة ياسيدى ووجدت نفسى مرة اخرى وحيدا.. أعيش فى الشقة التى عشت فيها اجمل ايام حياتى ولم يمض على الفصل الأخير منت قصتى سوى فترة قصيرة .. وقد حفر الزمن أثاره على وجهى.. فأصبح لون شعرى رماديا ومازال عمرى 38 سنة وشقيقتى حزينة من اجلى تبكى كلما زرتها وتحذرنى من ان الزمن يسرقنى .. واننى "أعجز" وسوف يفوتنى قطار الشباب وتطالبنى بالزواج.. لكنى عاجز عن التفكير فيه .. وحتى لو فكرت فيه هل يستطيع مثلى ان يكرر التجربة للمرة الثالثة.. ان الشاب الذى يقترب من الأربيعن يصعب عليه ان يعثر بسهولة على الزوجة اللائقة بحجة ان سنه قد كبرت..

ومن طلق مرة قد يصعب عليه ان يجد بسهوله الزوجة التى يرضاها لنفسه بحجة انه مطلق .. فما بالك بمن شارف الأربعين وقد طلق مرتين؟!! وأين هى التى تعرف عنى كل هذا التاريخ ثم تقبل ان تربط حياتها بحياتى وهل سأظل اشرح لمن يسألنى انى طلقت الأولى اشفاقا منى عليها من معاشرة لا حب فيها .. وطلقت الثانية اشفاقا منها على من عذاب ارادت ان تبعدنى عته!! ام بماذا تنصحنى؟؟

ولكاتب هذه الرسالة اقول:
ياسيدى ان من يشاهد فيلما مأساويا حزينا .. يحتاج بعد انتهائه الى فترة صمت يلتقط انفاسه ويسترد نفسه بعد مابذل من انفعالات.. فما بالك بمن عاش احداث الفيلم نفسه؟؟وما بالك لو كانت هذه الأحداث مؤلمة الى هذا الحد وحزينة الى هذا الحد؟ انك فى حاجة اولا الى فترة استجمام نفسى كافية حتى تلتئم جراحك.. وتستعيد توازنك قبل ان تفكر فى اى خطوة جديدة للمستقبل .. وبعد ذللك سوف نفكر معا ان شاء الله فيما هو انسب لك.. فأما عن ظروفك فما اكثر المنصفين الذين يتفهمون ظروف الآخرين ويلتمسون لهم الأعذار وأما عن طلاقك مرتين فما اكثر من سيتفهمون أسبابهما ويقتنعون بأ،ها ليست دليلا على انك لن تكون زوجا فاضلا لأى سيدة تختارها الأقدار لك من جديد .. فحتى طلاقك الأول وهو خطيئتك الوحيدة فى القصة كلها له اسبابه المشفهومة كما انك لم تتعسف مع زوجتك ولم تكن قاسيا معها لذلك فقد قبلت هى الطلاق بلا احقاد ولا مرارة ولعله كان الحل الأفضل فى مثل ظروفكما حيث لا حب ولا ابناء..
اما الفصل الاخير من قصتك فلقد ارهقتنى كثيرا ولولا اننى من كثرة ماعايشت من هموم البشر لم اعد استغرب شيئا، لما صدقته لكنى اصدف كل حرف كتبته فى رسالتك.. لأنه نابض بالألم الصادق فعلا.. لأنه نابض بالألم الصادق فعلا.. ولأن النائحة الثكلى ليست كالمستأجرة فلا يستطيع احد ان يصور هذه اللحظات بهذه الطريقة الا اذا عايشها فعلا , ولاشك ان الحياة هى المؤلف الأول فى العالم بلا شك.. وقد اختارت لط دورا مغلفا بالحزن الشفيف منذ البداية، او هكذا كان قدرك .. شقيق وشقيقة وحيدان تماما بلا ابوين..ولا اشقاء ولا اقارب.. من هؤلاء الأشخاص لاذين يحس المرء غالبا بأن احزانهم اكثر من افراحهم .. وانه حتى اشفراحهم فانها حين تجىء تكون قصيرة العمر ومن النوع المثقل بالهموم فتستدر الدموع اذا عبرت عن نفسها اكثر احيانا مما تثير البهجة كما حدث فى زفاف شقيقتك .. وفى زفافك ايضا وفى معظم فصول القصة. وفى الحياة من امثالكما كثيرون، وفيها مثيلات لقصتك ايضا لكنى لم اصادف قصة كقصة هذا الفصل الأخير الذى اختارت فيه فتاتك الملائكية ان تحجب عنك آلامها لتحتفظ لنفسها بصورتها الرومانسية الجميلة فى خيالك.. ثم انتحت جانبا بعيدا لترحل فى صمت بعد ان عزفت اجمل الانغام فى حياتنك تماما كالبجعة البيضاء الرقيقة التى تصدر دائما احلى اصواتها علىمدى عمرها كله.. فىاللحظات القليلة السابقة للختام ولذلك يطلقون عى اللحظات الجميلة التى تسبق الوداع دائما اسم اغنية البجعة! وفى حياة كل انسان اغنية للبجعة ابتهج فيها اقصى ما يكون الابتهاج.. ثم حزن بعدها اقصى ما يكون الحزن.. وهى رغم كل ذلك الحياة .. ونحن مطالبون بأن نحياها كما هى وان نتقبل كل ما تقذفنا به احيانا من كرات اللهب.. وان نصبر عليها حتى تخمد نارها وتهدأ ككل شىء فى الحياة .. فاستحم اولا يا صديقى حتى تسترد صحتك النفسية وتتيح لنفسك فرصة الاختيار السليم، ثم خض تجربتك الجديدة مسلحا بخبرة الحياة مصهورة بنار الألمن واحتفظ بفتاتك فى اعماق صدرك واحمل لها دائما اجمل الذكريات لكن لا تطالب احدا بان يكون صورة منها.. ولا تبحث ايضا عن صورة بها فى احد ولا ترتبط ابدا الا بمن تجد فى نفسك ميلا قويا لها حين تكون قادرا على ذلك ـ لأن بداية احساسك بهذا الميل هو بداية الشفاء بأذن الله من اثار التجربة الأليمة.. لكن لا تضع من ستختارها لك الاقدار موضع المقارنة مع فتاتك .. وانما تقبلها بشخصيتها المميزة وعش تجربتك معها منفصلة عن اى تجربة سابقة اخرى. ولعل كل ما عانيته يشفع لك فى النهاية لدى الحياة فى ان تنال تصيبك العادل من السعادة بعد كل هذه الفصول الحزينة
انشر
-

هناك 3 تعليقات:

  1. انا لله وانا اليه راجعون

    ردحذف
  2. لا حول ولا قوة الا بالله.. ياترى أين الان بطل هذه القصه وكيف جرت معه المقادير☹️

    ردحذف
  3. اول قصة مشكلة قرأتها فى حياتى فى بريد الجمعة ومن بعدها واظبت على متابعة البريد

    ردحذف

;