السبت، 31 ديسمبر 2011

1) رساله (رحيق السعاده)..كيف يكون المرء فقيرا وهناك من يحبه؟

انا رجل في الثانيه والاربعين من عمري حاصل علي موهل عال تزوجت منذ عشر سنوات من فتاه من اسره طيبه‏..‏ وكنت حينئذاك اعمل محاسبا بمستوصف خاص باحدي دول الخليج‏,‏ وارتبطت بهذه الفتاه وعقدت قراني عليها في مدينتي الصغيره بالوجه البحري‏,‏ وسافرت هي الي حيث اقيم لاتمام الزفاف توفيرا للنفقات‏.‏


وبعد خمسه شهور من زواجنا من الله سبحانه وتعالي علينا بحمل زوجتي في توءم‏,‏ ومضت شهور الحمل الاولي عاديه الي جاء الشهر السادس‏,‏ وتطورت الظروف واحتاجت زوجتي فجاه الي اجراء جراحه كبري لها‏..‏ وكان مطلوبا ان يتوافر عدد كبير من المتبرعين لها بالدم لانقاذ حياتها خلال الجراحه‏,‏ والحمد لله فلقد تجمعنا انا وعدد كبير من زملائي بالعمل في المستشفي وتقدمنا جميعا للتبرع بالدم المطلوب‏,‏ وابلغني الاطباء انهم يسعون انقاذ حياه الزوجه علي حساب حياه التوءم وكان قراري وباجماع زملائي كلهم هو ان انقاذ حياه الزوجه هو الاهم‏..‏ اما التوءم فهما في ذمه الخالق العظيم وهو الذي خلقهما بقدرته العليا‏..‏ وهو الذي يستطيع ان يعوضنا عنهما بارادته حين يشاء واستراح ضميري وضمير زملائي جميعا لهذا القرار‏,‏ واستغرقت العمليه الجراحيه عشر ساعات‏,‏ كنت خلالها عاكفا في مسجد المستوصف اسجد لله خوفا واملا واتضرع اليه واتلو ايات الذكر الحكيم‏,‏ وخاصه سوره ياسين‏,‏ الي ان خرج الاطباء وقالوا لنا انهم قد فعلوا كل ما يستطيعون‏..‏ ولم يبق الا الامل في رحمه الله‏.‏

فنقلت زوجتي من غرفه الجراحه الي العنايه المركزه‏,‏ واخذنا التوءم اللذين لم يكتب لهما ان يريا الحياه واستودعناهما عند من لا تضيع عنده الودائع سبحانه‏.‏

وظلت زوجتي في العنايه المركزه شهرا كاملا‏..‏ وكانت قد سالتني عن توءمها حين افاقت ولم اجد ما يدعو الي اخفاء الحقيقه او التهرب منها فصارحتها بانهما امانه عند الخالق العظيم وسيكونان شفيعين لها باذن الله يوم القيامه‏,‏ فتجلدت زوجتي واسترجعت‏..‏ وقالت هو من اعطي وهو من اخذ فاللهم اجرني واجر زوجي عنهما يوم الحساب‏.‏

وخرجت زوجتي من المستشفي وسط دهشه كثيرين لم يصدقوا احتمال شفائها او نجاتها من الموت بعد ان اكد الاطباء من قبل ان نسبه نجاح تلك الجراحه الكبري ضئيله للغايه‏.‏

وعدنا لحياتنا الطبيعيه وبعد فتره ليست طويله‏,‏ بدات زوجتي تشعر ببعض الالم والمغص في البطن‏..‏ وبدانا نتردد علي المستشفي فيعطيها الاطباء بعض المسكنات ويذهب الالم‏..‏ ثم لا يلبث ان يعود من جديد‏..‏ الي ان قرروا اجراء جراحه استكشاف للبطن للكشف عن اسباب هذا الالم‏,‏ وامتثلنا لقرار الاطباء واجريت الجراحه ووجدوا ان الامعاء بها التهاب لا يحدث الا بنسبه الواحد في المليون في مثل هذه الظروف‏,‏ واتخذ الاطباء قرارهم باجراء جراحه ثالثه لها لفصل الامعاء الي جزءين‏.‏

وبعد الجراحه توجهنا لاداء العمره‏..‏ والابتهال الي الله ان ينعم عليها بنعمه الشفاء‏,‏ ورجعنا الي مصر لقضاء فتره الاجازه السنويه فرجعت نفس الالام والمشاكل مره اخري‏..‏ واحتاجت زوجتي الي اجراء جراحه رابعه كبري في احد المعاهد المتخصصه في مصر‏..‏ وتقبلنا انا وزوجتي كل ذلك بصبر وامتثال وبحمد الله علي نعمه والثناء عليه‏.‏

ثم عدنا الي مقر عملي بالبلد الخليجي‏,‏ واستقرت الحاله الصحيه لزوجتي وانتهت الالام الي غير رجعه والحمد لله‏..‏ ومارسنا حياتنا الطبيعيه الي ان انتهت فتره عملي بالغربه‏,‏ ورجعنا للاستقرار في بلدنا‏,‏ وكنت خلال ذلك قد استخدمت كل او معظم مدخراتي في الغربه في بناء شقه بمنزل ابي وتجهيزها ورجعت الي عملي كموظف بالحكومه‏..‏ وبعد عودتنا بفتره بدات المشاكل من جانب اخر هو جانب والدتي يرحمها الله واخوتي‏,‏ وكان مثار كل تلك المشاكل هو الحديث عن الجراحات الاربع التي تعرضت لها زوجتي ومدي تاثيرها علي فرصتها في الانجاب‏,‏ ورغبه ابي وامي في ان يريا لهما حفيدا مني‏,‏ وكنت في كل تلك المشاكل اقول دائما لابي وامي واخوتي ان الانجاب كالرزق والعمر وعلم الساعه كلها من امر ربي وحده‏,‏ ولكن دون جدوي فلا يمر يوم دون ان ارجع من عملي واجد زوجتي تبكي بكاء مريرا بسبب كلمه او اشاره وجهت اليها في هذا الشان‏,‏ او خبر نما اليها عن ضغط اهلي علي لكي اطلقها لاتزوج من اجل الانجاب‏.‏

وتحت ضغط هذه الظروف كلها اضطررت لمصارحه ابي وامي بالسر الذي كنت اكتمه عنهما وهو انني انا ايضا اعاني من سبب عضوي يضعف من فرصتي في الانجاب‏..‏ وان حمل زوجتي الاول قد تم خلال فتره كنت اتلقي فيها علاجا مكثفا لحالتي‏,‏ اما الان فانني احتاج الي عمليه زرع انسجه‏,‏ وهي مكلفه جدا ولا طاقه لي بها‏,‏ وبالتالي فان ظروفي وظروف زوجتي متشابهه وهذه هي حياتنا ونحن راضيان بها‏,‏ لكن ابي وامي لم يقتنعا بذلك وفسراه علي طريقتهما‏,‏ بانني انسب الي نفسي العجز عن الانجاب لكي يتوقفا عن الضغط علي للزواج مره اخري‏,‏ واستمرت الضغوط القاسيه بلا هواده‏..‏ وبعد فتره فوجئت بابي وامي يضعانني امام خيار صعب هو اما ان اطلق زوجتي هذه واتزوج من اخري علي امل الانجاب منها‏..‏ واما ان اغادر الشقه التي بنيتها بشقاء العمر في الغربه‏,‏ وابحث لنفسي عن مسكن مستقل خارج نطاق الاسره‏.‏

وبالرغم من قسوه الاختيار فاني لم اتردد لحظه في اتخاذ قراري وهو التمسك بزوجتي والبحث لنفسي عن سكن اخر‏,‏ بعد ان اعيتني كل الحيل مع اهلي‏,‏ وبعد ان استشرت اهل الذكر ورجال الدين فاجمعوا كلهم علي ان ما يطلبه مني ابي وامي هو تدخل في امور خاصه بقدره الله وحده‏,‏ وليس لي ولا لزوجتي يد فيها‏.‏

وقبلت بالقرار الصعب وغادرت شقتي في منزل الاسره‏,‏ لكيلا اغضب ابوي واهلي واقترضت من البنك علي مرتبي لكي ادفع مقدم ايجار لشقه صغيره استاجرتها بمائه وخمسين جنيها كل شهر‏..‏ وكل مرتبي لا يزيد علي مائتين وسبعين جنيها‏,‏ وزوجتي وهي حاصله علي بكالريوس التجاره لا تعمل‏.‏

وانتقلنا للشقه الجديده‏..‏ ووجدتني ادفع اكثر من نصف مرتبي كل شهر كايجار لها ولي في نفس الوقت شقه خاليه بنيتها بعرقي وكفاحي في منزل الاسره‏,‏ ثم رحلت امي عن الحياه فجاه يرحمها الله‏..‏ وبعد فتره الحداد حاولت مع ابي جاهدا ان اعود الي مسكني‏..‏ وتدخل بعض الصالحين بيني وبينه في ذلك‏,‏ فاذا به يتمسك بالرفض النهائي ومازال علي موقفه هذا الي الان‏.‏

وبالرغم مما نعانيه من ضيق العيش وجفاف الحياه ونفقات الاطباء المختصين بامر الانجاب بالنسبه لزوجتي ولي‏,‏ فلقد ازداد تمسك كل منا بالاخر واقتناعه به وحاجته اليه‏..‏ واستشعاره الراحه والسعاده بين يديه‏..‏ وفي نهايه كل يوم يجد كل منا قلبا مفتوحا للاخر يقدم له العطاء والتضحيات ويتحمل العناء من اجله والحمد لله علي ذلك حمدا كثيرا‏,‏ واانني اكتب لك هذه الرساله لكي اعلق بها علي رساله الارض الخصيبه للزوج الشاب الذي يئس من عدم انجاب زوجته حتي زهدها‏,‏ واقول له انه علي قدر صبر الانسان تكون جوائز السماء التي يبشر بها صاحب بريد الجمعه الصابرين والمبتلين‏,‏ ولارجوه ان يصبر والا يياس من روح الله‏,‏ كما افعل انا مع تمنياتي للجميع بالسعاده وتحقيق الامنيات ان شاء الله‏.‏

ولكاتب هذه الرساله اقول



‏ ظننت في البدايه انك قد كتبت رسالتك هذه لكي تطلب مني في ختامها ان اناشد اباك ان يخفف من غلوائه ويسمح لك بالعوده الي مسكنك الذي بنيته بشقاء الغربه بدلا من معاناتك لشظف العيش في شقه مستاجره لا يسمح لك دخلك بتحمل عبء ايجارها‏,‏ فاذا بكبرياء الحب الذي جمع بينك وبين زوجتك وصمد لكل الاحوال والتحديات‏,‏ يحول بينك وبين ذلك‏,‏ واذا بك تختتم رسالتك بانشوده بليغه وقليله الكلمات عن السعاده وسكون القلب الي جوار من يحب والرضا بكل ما تحمله له اعاصير الحياه والصبر عليها والاستعانه بالحب الصادق والعطاء المتبادل والتضحيات المشتركه علي اجتياز العقبات واحتمال جفاف الحياه‏..‏ واذا بك تهدي تجربتك في الصبر علي ما جرت به المقادير والتطلع الدائم الي الامل في رحمه الله‏,‏ الي كاتب رساله الارض الخصيبه راجيا له جوائز السماء للصابرين والمحتسبين‏,‏ وطالبا منه الا يياس ابدا من روح الله وان يصبر علي ظروفه كما تفعل انت‏!‏
يا الهي‏..‏ لقد القيت علينا درسا جديدا في معني السعاده الحقيقيه‏,‏ وكيف انها لا ترتبط ابدا كما يتوهم الواهمون باسباب الحياه الماديه ولا حتي بعطايا السماء من الابناء في بعض الاحيان‏,‏ وانما بالحب الصادق والعشره الجميله‏,‏ والعطاء المتبادل والتضحيات المشتركه‏..‏ والتطلع الدائم للغد بروح الامل والتفاول‏..‏ والرضا باقدارنا في الحياه والتسامح معها‏.‏
لقد ذكرتني رسالتك هذه بالحوار الفريد الذي قراته ذات يوم في مسرحيه الكاتب الايرلندي الكبير اوسكار وايلد امراه لا اهميه لها ودار بين ام الشاب الفقير المشكوك في نسبه وبين الفتاه الثريه التي احبها واحبته وترغب في الارتباط به بالرغم من فقره‏,‏ فلقد قالت الام للفتاه التي حدثتها عن حبها لابنها باشفاق‏:‏ لكننا فقراء‏!‏
فاجابتها الفتاه في تعجب صادق‏:‏ كيف يكون المرء فقيرا وهناك من يحبه؟ فقالت لها الام‏:‏ لكننا ملطخون بالعار في اشاره الي نسب الفتي‏..‏ وخطيئه الاباء لابد ان يحملها الابناء‏..‏ ان هذه هي شريعه الله فردت عليها الفتاه قائله في ايمان‏:‏ ان شريعه الله هي الحب‏!‏
نعم‏..‏ نعم‏..‏ ان شريعه الله هي الحب والخير والعدل والرحمه والتسامح والعطاء والاحسان‏,‏ وكل القيم والمعاني الساميه النبيله وليست ابدا القسوه والبغضاء وجلد الاخرين بظروفهم كانها ذنب ارتكبوه بارادتهم وليست اقدارا مقدوره عليهم‏.‏


غير ان بعض الاباء والامهات في مثل ظروف قصتك لايصدقون بالحب ابدا كمبرر كاف للتمسك بزوجه حرمتها اقدارها من القدره علي الانجاب‏,‏ ويميلون غالبا الي تفسير ذلك بخنوع الابناء لزوجاتهم والخضوع لسيطرتهن والتاثر الاعمي بسحرهن‏..‏ ويتهمون مثل هذه الزوجه عاده باستلاب اراده زوجها والتفنن في احكام سيطرتها عليه‏..‏ واساءه ظنه باهله‏..‏ وتحريضه عليهم كخط دفاع اخير لها في تصورهم ضد مخططاتهم للفصل بينهما‏..‏ واغرائه بالزواج من اخري‏..‏ ولهذا فقد تسوء العلاقه بين الطرفين ويصبح من الصعب في بعض الاحيان ان تمضي طبيعيه بينهما‏..‏ ولقد يبدا تحفظ الاهل علي ظروف الزوجه في مثل حالتك‏,‏ بالاشفاق علي الابن من الحرمان من الانجاب‏..‏ وينتهي في بعض الاحيان بالتحفظ علي شخصيه الزوجه نفسها ونياتها تجاههم وباتهامها بمعاداتهم وتسميم روح زوجها ضدهم‏,‏ وتكريس طاقتها لاحكام سيطرتها علي ابنهم لكيلا يستجيب لضغوطهم عليه للتخلص منها والارتباط بغيرها‏..‏ او علي الاقل الزواج عليها‏.‏ فتتسمم مياه النبع الذي يشرب منع الطرفان اذا كانت الحياه المشتركه تجمع بينهما ويتعذر عليهما استمرار الحياه في موقع واحد‏,‏ كما حدث في مثل ظروفك ولست اعترض هنا علي استقلا


لك بحياتك في سكن بعيد عن منزل الاسره اذا كانت العلاقات قد فسدت بالفعل بين زوجتك وبين اهلك‏,‏ لكن الاعتراض هو علي تخييرك بين البقاء في جنه الاسره‏..‏ وبين ارغامك علي طلاق زوجتك بزعم عدم قدرتها علي الانجاب‏,‏ كما انه ليس من العدل ولا من الرحمه ان يجبر ابوان ابنهما علي ترك مسكنه الذي بناه بكفاحه وناتج عمله‏,‏ ليقيم في مسكن مستاجر يستهلك نصف دخله‏,‏ او اكثر‏,‏ دون ان يسعيا الي تعويض عن مسكنه الاصيل الذي اضطراه لمغادرته اذا كان قادرين علي ذلك او يقوما بتوجيه مساعده ماديه شهريه له تعينه علي تحمل عبء الايجار الجديد‏..‏ او يسمحا له في النهايه اذا عجزا عن مثل هذه المساهمه بالعوده لمسكنه مع تفادي اسباب الاحتكاك بين الطرفين وترك الابن لاقداره وحياته كما رضيها لنفسه وسعد بها فمثل هذا التعنت‏..‏ ليس من شريعه الله بالفعل‏,‏ ولا هو مما يعين الابن علي البر بابويه‏..‏ فلندع اذن موقف ابيك منك جانبا‏..‏ ولنتحدث عن حياتك مع زوجتك لكي اقول لك في النهايه انه سواء اكان ما صارحت به ابويك من ظروفك الصحيه التي تسهم في صعوبه انجابك صحيحا وحقيقيا او كان من قبيل الشهامه والفروسيه وانتحال الاسباب لاعفاء زوجتك من لوم الاهل لها‏,‏ فاني اقول لك انك قد اخترت الا تخذل زوجتك الشابه التي امتحنتها اقدارها بفقد توءمها قبل الميلاد‏..‏ وبمحنه الالم والمرض والخضوع لمبضع الجراح في‏4‏ جراحات كبري وانه اختيار انساني ورحيم ولايحق لاحد ان يعاقبك بطردك من جنته بدلات من ان يحييك عليه ويعتز بمثالياته‏.‏


لقد اخترت ايها الصديق ان ترضي بما اختاره الله لك والا تعدل به شيئا كما اخترت رحيق السعاده والوفاء والاخلاص والرضا والبساطه وهجوع القلب الي من يستريح اليه‏,‏ ولم تكن انانيا في ذلك ولا خذولا ولا خائنا لعهد الوفاء مع زوجتك‏..‏ ولا معاقبا لها بما لا حيله لها فيه فمن ذا الذي يلومك علي مثل هذا الاختيار النبيل؟


انشر
-

هناك تعليقان (2):

  1. ياربي ياربي ياربي انت تأذيت وعانيت وصبرت كثيراً كثيراً
    ياللهي لماذا كل هذا الامتحان الصعب لماذا كل هذا الجفاء الأسري الذي أصبح حكارا ينبع مما يسمي بالعادات والتقاليد ويخرجون من مراد الله وقضائه إلي عدم القدره ولزوجتك كل الامتنان والاخلاص والعطاء تستحق الكثير من العطاء من صبرها ع الابتلاء وتقابل مراد الله له ولم تتئفف يوم ف وجهك أو أعراض رأي والديك
    تستحق التقدير والاحترام والاهتمام والكثير من العطاء والخير والجمال
    قدمت الكثير من التضحيه ولم تشكوا يوماً يا اللهي تستحق كل الخير 🌼🌺
    "أن الله لا يضيع اجر من احسن عملا"
    وأسأل الله أن يغفر لوالدتك وان يتغمدها برحمته وأن يكتب لك كنف العيش في حضن ابيك مرة أخري

    ردحذف

;