الاثنين، 26 ديسمبر 2011

12)رساله (رسالة من مشهور )..لماذا أعطتنى الدنيا الشهرة وحرمتنى من الفرحة بها؟

انا ياسيدى احد هؤلاء الذين اصطلحتم على تسميتهم بالمشاهير! فانا مشهور فعلا لكنى سأستأذنك فى الا أشير من قريب او بعيد الى نوع شهرتى او الى مجال عملى ليكيلا يعرفنى احد.. ولكيلا تعرفنى انت ايضا لأننا التقينا عدة مرات قبل اكثر من عشر سنوات وصدقنى أننى لا اريد ان اخفى شخصيتى ترفعا او كبرياء
 وانما لكى يعطينى هذا الاختباء الحرية فى ان احكى لك عن نفسى بكل صراحة.. وبلا خجلولكى استطيع ان استفيد من رأيك فى مشكلاتى بلا حساسية، فشهرتى تمنعنى حتى من اللجوء الى المتخصصين لأستشرهم فى امر.ولكى تحس بعمق مشكلتى فسأبدأ لك الحديث عن نفسى من البداية البعيدة.. فأقول لك اننى شاب او كنت شابا حتى وقت قصير، قدجئت من احدى محافظات الوجه القبلى الى القاهرة لأتلقى تعليمى العالى.. فنزلت اليها بلا سند من اسرة ولا معين من مال.. لقد كنت يتيم الأب، ومات أبى وأنا فى بداية تعليمى الثانوى، وكافحت أمى لتعليمى بجنيهات لا تتعدى الخمسة كل شهر هى ايرادا قطعة أرض لا تصل الى نصف فدان .. فقضيت سنوات التعليم الثانوى فى بلدتنا أكافح كفاح الأبطال لنعيش معا بهذا المبلغ فكان طعامنا أيام السنة لا يتعدى الخبز والحوادق المصنوعة فى البيت.وكانت أعيادنا تأتى كلما تمكنت أمى .. من تربية دجاجة وذبحها او شراء نصف كيلو من اللحم .. وكانت ملابسى طوال سنوات الدراسة الثانوية بنطلونا وقميصا لم يتغيرا حتى بليا تماما ارتديهما فى الصيف وأضيف اليهما بلوفرا قديما فى الشتاء اما حذائى فكان من سوق الكانتو هل تعرفها؟ انها سوق القرية التى تباع فيها الأحذية المستعملة وبعضها من الأحذية الميرى القديمة.. وغالبا ماكان نصيبى هو حذاء "ميرى" ثمنه عشرون قرشا ورغم ذلك فلقد كانت الحياة تمضى وكانت لنا مسارتتنا ورغن ذلك كان يوم نجاحى عيدا يشرق فى وجه أمى المكدود، وكانت شهور الصيف أرحم من شهور الشتاء.. ففى الصيف يحتاجون الى عمال تنقية الدودة وكنت أعمل فى تنقية دودة القطن وفى جمع القطن طوال الصيف فأحصل على ما يعوضنا سوء التغذية طوال السنة. واحصل على ما احتاجه من كتب للسنة التالية.. وأوفر رسوم المرسة وهى بضعة جنيهات ولم يكن لى عم ولا خال لكن كان لى اقارب بعيدون يعيشون فى نفس القرية كانوا يتذكروننا احيانا وينسوننا فى احيان اخرى.. حتى وقعت المعجزة وحصلت على الثانوية العامة من السنة الأولى وبمجموع معقول جدا لا يحلم ابناء القرية من الأثرياء، وقذف بى مكتب التنسيق الى القاهرة، أهلنى مجموعى وتفوقى لدخول المدينة الجامعية فاستمتعت بوجبة الطعام الساخنة التى كانت تقدم لنا أيامها بثلاثة قروش لكنى عانيت فى الحصول على الكتب الجامعية وعانيت اكثر فى الحصول على الملابس اللائقة بطالب جامعى.. خاصة انى رفضت ان ادخل الجامعة بالحذاء الميرى القديم.. وعانيت اكثر من الغربة ومن الضياع وسط هذه المدينة الطبيرة، ولم تعد الجنيهات الخمسة تكفى لمعيشتى فى القاهرة ومعيشة أمى فى البلدة فبدأت أمى تبيع من قطعة الأرض الصغيرة .. "فتفوتة" وراء فتفوتة لنعيش واستكمل تعليمى فبعنا أرضا احيانا بمائتى جنيه كانت كنزا بالنسبة لنا.. وبعنا أحيانا ولن تصدقنى أرضا بثلاثين جنيها لا غير.. وعشنا بهذه المبالغ يوما بيوم الى ان انهيت دراستى بنجاح وبغير تخلف لأن حالى لم يكن يحتمل التخلف فى أية سنة. 

ثم انتهت الدراسة وكان على ان أنهى مسألة تجنيدى لأننى وحيد أمى فتقدمت للتجنيد لأحصل على شهادة الاعفاء و أشق طريقى فى العمل وأعوض أمى عن كفاحها معى.. ولن تصدق ياسيدى ماذا حدث معى.. فلقد تقدمت للتجنيد لأحصل على شهادة الاعفاء فاذا بى اجد نفسى مجندا رغم انى وحيد ومعفى ! لماذا؟ لأنه لسوء حظى كان اسمى يتشابه او يتماثل مع اسم شاب آخر يستحق التجنيد ولا تقل لماذا لم تشك او لماذا لم تستخرج اوراقا تفيد انك لست المقصود.. فلقد فعلت كل ما تقول لكنه مع انعدام الامكانات وعجزى احيانا عن الحصول على مبلغ جنيه واحد لأسافر الى البلدة واستخرج الأوراق المطلوبة.. فلقد طالت هذه المهمة حتى اننى عندما نجحت فى الحصول على الأوراق المطلوبة كانت مدة تجنيدى الأصلية قد مضى حوالى نصفها.. وكدت استسلم لمصيرى لولا ان ظهر الحق فى النهاية وخرجت الى الحياة أنتظر دورى فى التعيين عن طريق القوى العاملة.. ولم افكر فى العودة الى بلدتى والاقامة مع أمى لآنى كنت قد اخترت دراسة و مجالا للتخصص لا يتوافر العمل فيه الا فى القاهرة الواسعة .

و هكذا خرجت الى الحياة فى هذه المدينة الظالمة.. بلا سند ولا معين.. ولا سكن .. فقررت ان ابحث عن سكن وان اعمل أى نوع من العمل الى ان تستقر بى الدنيا فأحضر أمى لتعيش معى ووجدت سكنا مشتركا فى بدروم احدى العمارات القديمة عبارة عن غرفة وسط 4 غرف فى البدروم تقيم فى كل منها ارة مصرية مكافحة.. كان جارى القريب عاملا فى محل بقالة عنده 3 اولاد، وجارى الثانى نقاشا لا يعمل كثيرا ولا يربح كثيرا وعنده 4 اولاد، وكانت جارتى الثالثة أرملة فى الخمسين عندها 3 اولاد، تتعيش من بيع الفول الذى توقد مواقد الغاز الكبيرة تحته فتظل توش بطريقة فظيعة طوال الليل.. ومع ذلك فلا يتضرر احد ولا يتشاجر معها احد، فاذا بدرت منى اشارة الى ضجيج الوابور سارع الجيران الى القول .. معلهش نيجى على نفسنا شوية دى ولية وبتربى يتامى فما ان اسمع هذه العبارة حتى تقفز الى مخيلتى صورة امى بل وصورتى ايضا وانا اليتيم يشق حياته وحيدا.. فيتحول وش الوابور الى موسيقى فى اذنى. وعفوا لأنى سأقطع تسلسل الافكار لأقول لك اننى فيما بعد قد اتاحت لى ظروفى ان اخالط اكثر الناس ثراء وأشهرهم.. بل وأكثرهم علما وثقافة وأن أتناول طعامى فى مطاعم وفنادق لو كنت سمعت باسمها وانا فى بداية حياتى لأغمى على، ومع ذلك فلم اعاشر أناسا متراحمين كما عاشرت هؤلاء الناس.. ولم أذق طعاما فى حلاوة فول هذه الأرملة البائسة، لكن هذه قصة اخرى كما تقول كثيرا.

المهم لاطمت الحياة وحدى.. وتأخر تعيينى ما يقرب من عامين لم يكن لى مورد خلالها سوى رزق شحيح بالقطارة يأتى فى فترات متباعدة كلما نجحت فى اقتناص فرصة عمل مؤقت فى مجال تخصصى.. وكم كان ذلك صعبا ومرهقا ويتطلب من الانسان الكثير من الجرى والسعى والشطارة.. بل والنفاق لمن فى يدهم منح العمل وقد الزمت نفسى كلما عملت لبضعة ايام وتسلمت اجرا عنها ان يكون اول ما افعله هو اقتطاع جزء منه وارساله بالبريد الى امى ثم دفع الايجار المتأخر.. وأحيانا كنت ادفعه مقدما لآنى لم اكن اضمن الرزق ومرت على فى هذا البدروم ايام سعيدة.. ومرت على فيه ايام صعبة.. لم يكن يخفف مها سوى المودة والتراحم بين هؤلاء الناس الطيبين الذين وحد الشقاء بين مشاعرهم . كانت ملابسى تؤخذ من غرفتى بدون ان عندا تكون احدى الجارات عندها غسيل فتغسل مع ملابس الأولاد وتنشر ثم ترد الى نظيفة دون انتظار لكلمة شكر.. لأنى كما كانوا يقولون يتيم ووحدانى ولم اتوظف بعد، وأحيانا كانت تفرج فأعود ببعض أطايب الطعام وأدعو الجيران لمشاركتى فيقبلون بتلقائية.. واحيانا كان قرش المواصلات يعز على فأضطر للذهاب لمكان العمل ماشيا وذات صيف كانت الحكاية ناشفة جدا.. ومضت اسابيع بلا عمل.. وجاء العيد وكان كل املى ان احصل على جنيه لأركب القطار وأقضى العيد مع أمى الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا.. فلم يتحقق الأمل واضطررت لقضاء العيد فى غرفتى شبه الخالية الا من بعض الجرائد القديمة وبعض الآغطية فتجمعت هموم حياتى كلها فوق رأسى .. ورغم انى كنت آخذ كل الأمور ببساطة.. الا انى ضعفت فى هذه الليلة على غير عادتى فانسابت دموعى.. ونمت باكيا بغير عشاء وفى الصباح المبكر تسللت الى نافذتى تكبيرات العيد من راديو المكوجى الساهر حتى الصباح ثم أشرقت الدنيا بنور ربها.. وسمعت طرقات خجولة على الباب.. وقبل ان انهض لأفتحه كان الطارق قد فتحه فاذا به احد جيرانى عامل محل البقالة داخلا متهلالا يحمل صينية الشاى وطبقا به بعض القرص المصنوعة بالعجوة وبذوق بلدى لا مثيل له يقول لى :صباح الخير ياسى فلان.. كل سنة وانت طيب انا جاء اشرب معاك الشاى!

صحيح ياسيدى ان الذوق ليس فى الكتب.. لم يقل لى انا جايبلك شاى تشربه لأنى حاسس انك جائع ومفلس .. وانما قال مأملاه عليه حسه وأدبه الفطرى وهكذا جلسنا على الأرض نتبادل التهانى والأحاديث الطلية.. ومرت هذه الأزمة كما مر غيرها وجاء التعيين بعد طول انتظار واحتجت الى العمل والادخار لأكثر من عامين حتى استطعت ان اجد سكنا لنفسى فوق سطح الأرض وفارقت الجيران الطيبين وان لم تنقطع صلتى بهم، واستدعيت أمى من البلدة فى الوقت المناسب مع بيع آخر شريط من الأرض التى كانت تملكها.. وواجهت الحياة بصعوبتها ومشاكلها.. ولم أحقق تقدما يذكر فى مجالى خلال العشر سنوات الأولى من عملى به ولولا وظيفتى لمت جوعا واملاقا.. ثم بدأت بشائر النجاح تطل على حياتى بعد طول انتظار، وبدأت الدنيا تبتسم لى فانتقلت من الشقة ذات الغرفتين فى الدور الأرضى بالحى الشعبى الذى عشت فيه الى شقة مكونة من 3 غرف وصالة واصبح لى اثاث مقبول يسمح لى باستضافة زملائى فى مجال العمل ، ثم تقدمت خطوة اخرى فى طريقى فاشتريت سيارة محلية الصنع قديمة كانت تطورا هاما فى حياتى فأصبحت استطيع ان اذهب الى الوظيفة صباحا والى العمل الأساسى وهكذا بدأت أنال حظى فى مجالى.. وبدأ الناس يعرفوننى.. وبدأت النقود تعرف طريقها الى.. وبدأ دولاب غرف النوم يستقبل لأول مرة فى حياتى مبالغ كبيرة لم ار مثلها من قبل الا فى ايدى تجار القطن فى بلدنا، وذلك قبلان اعرف طريق البنوك وأمى ترقب حالى بلا اندهاش ولا تعجب كأن هذا امر طبيعى ومتوقع.. واذا سألتها مرة الا تفرحين بكل هذه الأشياء النقود ولاسيارة والشهرة والأصحاب، تقول لى وهى متحيرة لا تعرف كيف تجيب: المهم الصحة وراحة البال! الى ان كسرت حاجز الصوت كما يقولون فى اوساطنا.. وأصبحت لا أستطيع ان اتذكر مالى من نقود بالبنك وانهال على العمل حتى أصبحت لى قائمة انتظار ككبار المشاهير وفجأة ياسيدى سقطت مغشيا على وانا فى قمة انهماكى فى العمل.. فعزوت الأمر للارهاق لكن بعض الأصدقاء نصحونى بعدم اهمال نفسى فعرضت نفسى على طبيب فقادنى الى طبيب آخر وقادنى هذا الى ثالث، وباختصار فانى لن أطثل فى هذه النقطة ليكلا يعرفنى احد سأقول لك الموقف الآن:

مازلت شهيرا..لكنى لا أستطيع ان اعمل الا بربع طاقتى حرصا على صحتى التى لا تحتمل الاجهاد.. مازلت ثريا لكنى محروم من كل المتع التى قد تتصورها وأبسطها الأكل.. فكل شىء فى حياتى بحساب..واذا طاوعت نفسى مرة دفعت الثمن غاليا لمدة أسابيع وأحاينا شهور.. مازلت محبوبا فى مجالى .. لكنى وحيد وسأبقى وحيدا الى نهاية العمر ولا داعى للاطالى فى ذلك لنفس السبب السابق وتسألنى لماذا اكتب اليك فأقول لك اننى اكتب اليك لأسألك وانت لا تملك لى جوابا .. لماذ ياصديقى أعطتنى الدنيا كل هذا ثم عادت الشهرة من الاستماع به؟ ولماذا ياصديقى أعطتنى الشهرة وحرمتنى من الفرحة بها؟ وأعطتنى النقود وحرمت على ان أشترى بها لذائذ الطعام والشراب التى طالما حرمت منها.

اننى اعرف انه ليس لديك جواب على هذه الاسئلة.. لكنى رغم ذلك قد شعرت بالارتياح لمجرد ان فضفضت معك بها.. ففكر معى فى جواب لو لاتحاول ان تجهد ذاكراتك لكى تتعرف على فلقد اخفيت امرى ععن الجميع حتى عن أمى التى لم تجد نفسيرا لعزوفى عن الحياة بمنطقها سوى ان هموم الحياة قد ركبتنى منذ الصغر فأفسدت على رغبتى فى الدنيا فى الكبر وسلام لك ولقرائك من المعذبين الذين اعيش مع مآسيهم كل اسبوع وتراودنى الرغبة كثيرا فى ان اطرح عليهم قصتى لعل بعضهم يجد فيه بعض العزاء.. حتى فعلت واسترحت.

 ولكاتب هذه الرسال اقول:
ان رسالتك هذه من الرسائل الى أقف حائرا اما تساؤلاتها..لأن الاجابة عليها فوق طاقتى واحتمالى وقد صدقت علا حين قلت انك لا تنتظر منى جوابا عليها.. لأنها ليست تساؤلات وانما "تأملات" فى احوال هذه الدنيا العجيبة التى تعطى احيانا بلا حساب.. وتحرم احيانا بلا مقدمات ايضا .. فلا نملك فى كلا الحالين الا ان نقول: قدر الله وماشاء فعل.. ولكل انسان قدره.. ومن قدرك ان تشقى معظم صباك وشبابك فى رحلة كفاح مجدية ثم تحقق كل أمانيك وتصل الى الثروة والشهرة والمجد ثم تحرمك الدنيا "الناقصة" من الاستمتاع ببعض ثمار هذا الكفاح حين يطيب الاستمتاع.. وحين تحلو الراحة بعد العناء لا جديد فى ذلك ياصديقى بكل أسف فهذه هى الحياة شئنا ام ابينا وانت تعرف ذلك جيدا ولك من ثقافتك ما يؤهلك لفهم حقائق الحياة مهما كانت مرارتها ولك من حكمتك ايضا ما يساعدك على ان تعرف ان من واجبنا ان نتقبل كل ماتأتينا به الحياة بواقعية ورضا وامتثال لارادة الخالق جل شأنه ثم لا ينقطع الرجاء بعد ذلك ابدا فى ارحم الراحمين ـ فأصب ياصديقى واحتسب واعلم انه لا شىء فى الدنيا من ثروة او شهرة او جاه او مجد يعدل صحة الانسان ـ فحافظ ياصديقى واحتسب وأقنع بما اعطتك الدنيا وتلفت حولك لترى بعض جوانب حياتك الأخرى المضيئة والتى عوضك الله بها عما خسرت ولعل اهمها الشهرة وحب الآخرين وكن رسولا للخير والمحبة فى مجتمعك.. وابذر الحب تجنه قلوبا ترعاك وتحنو عليك وابحث عن اصدقاء الكفاح من البسطاء الذين غمروك بشماعرهنم الدافئة خلال رحلتك الى المجد والشهرة واعد صلاتك بهم.. وصلهم بما اعطتك الدنيا تهد الى قلبك الحزين بهجة زمان الكفاح القديم فانى استشعر من رسالتك انك تعيش رغم شهرتك حالة من الوحدة الداخلية وجفاف المشاعر رغم الثروة والشهرة فأحط نفسك بمن يحبونك لشخصك وسجاياك وعطائك لهم ولسوف تحست وقتها انك لست وحدك فى الدنيا فالوحدة باردة ودفء المشاعر يذيب برودتها.. فانهل من هذه السعدة الحقيقية.. ولا تفقد الأمل فى الله ابدا ولسوف يعوضك ربك خيرا كثيرا.. ولسوف يعطيك ربك فترضى باذن الله...


انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;