الاثنين، 26 ديسمبر 2011

1) رساله (15ألف ليلة.. وليلى!)...واحدرسائل المعذبون في الارض

كتبت لي قائلة: ما كل هذا الكل الذي تضعه في مقالاتك؟ أين تعيش؟! فوق هذا الكوكب الذي يبكي ألما ودما أم في أرض أخرى بعيدة ليس فيها حزن أو خوف أو انتظار أو انكسار أو كذب؟!أنا يا صديقي امرأة معذبة
.. احتفلت أمس بعامها الأربعين.. ولم تعرف بعد 15 ألف ليلة من عمرها، ما هو الحب؟ لم يقل 
لي أحد مرة - مرة واحدة - أحبك، كلمة حب ولو كاذبة.. ولو مجاملة.. ولو عابرة ولو على سبيل الخطأ.. كانت ستعطينني الأمل أن هناك شيئا اسمه الحب، يكتبه الشعراء قصائد ويصنعون منه قصصا ملونة وروايات رومانسية.
أربعون عاما.. تصور!
أربعون سنة وأنا أنتظر رجلا، أو ظل رجل يأخذ قلبي إلى شاطئ المشاعر فأختطفه، وأخلع حذائي وملابسي وأستحم في بحر الحب الهادر الذي أسمع أنه يفجّر كل ما في المرأة فيحولها من غرفة مظلمة إلى مدينة ملاهٍ، ومن سفينة مثقوبة على 
وشك الغرق إلى عصفور يحلق دون نوم.لقد قرأت عن الحب "نظريا" ولم أعشه "عمليا"، قرأته ورسمت له صورا في الخيال، ومن الخيال شخبطة على الورق مثل 

طفل مرة ومثل سمكة مرة، ومثل عروس أطفال مرة.. ومثل سحابة بيضاء مرة بعد مرة بعد مرة!
أربعون سنة يا صديقي.. أصحو أنتظر هذا الحب الأسطوري لعله يدق الباب مع حامل الصحف وبائع الحليب وموزع 

أرغفة الخبز، ويقدم لي مشاعره مع عبارة "صباح الحب أيتها المرأة المختبئة خلف مشاعرك"... ولم يأت.
لم يأت هذا الغامض المجهول مع أنه لو جاء لفتحت له الباب والقلب معا، لدعوته يتكلم دون أن أقاطعه كأغلب النساء أو 

أثرثر كأغلب البنات!
قد لا تصدقني... قد تقول في نفسك كذابة!
وأنا أكذب عليك فعلا لأنني لم أقل لك سوى نصف الحقيقة... ولعلك بذكاء الكاتب الغارق في رسائل القراء وقصصهم قد 

عرفت نصف الحقيقة.
نعم، عرفت أكثر من رجل... عرفتهم كما نلتقي بصيادي السمك على طول الشاطئ... عرفتهم وجوها.
وجوه تبتسم في وجهي.. وجوه تراقبني... وجوه تسخر مني وبعض هؤلاء - بعضهم- حاول اصطيادي كسمكة، ولم أكن 

سمكة ولم أكن عصفورا ولم أكن صيدا سهلا أو ثمينا أو مثيرا في كل الأحوال!
أنا يا صديقي الآن ألقي إليك - أو عليك- مفاجأتي الأولى والأخيرة... هل تعرف لماذا لم أعرف الحب؟ لأنني منذ كنت في 

الخامسة عشرة من عمري ووزني فوق المائة كيلو، والآن مائة وخمسون فمن يحب فتاة في وزن الفيل؟! هل رأيت خفة دم 

أكثر من هذا.. أنا أملك خفة دم وروح ويقال ذكاء أحسد عليه.. وأمي هي التي أقنعتني في يوم ما أن الرجل يحب روح 

المرأة وليس جسدها! عقلها.. وليس وزنها! قلبها.. وليس أنوثتها!
وصدقتها...
صدقتها، والنتيجة اكتشافي أنها كانت تخفف عني (تهون عليَّ) بعد فوات الأوان.
فالرجل.. رجل، والمرأة في عينه.. جسد رشيق وملامح مثيرة ووجه "منمنم"!.. بَلا عقل بَلا ثقافة بَلا خفة دم بَلا كلام 

فارغ.
مرة رجل، مرة... حب يخفف مصيبتي... قال لي بحبك تصوّر قالها.. بس أنا عارفاها.. مع إني أول مرة أسمعها - 

وآخر مرة وحياتك - كانت فالصو يعني.. مزورة.. كدا وكدا.
ومرة واحد راهن صاحبه يحبني 24 ساعة! رهان على فاتورة عشاء.. أنا رهان على كيلو كباب وكفتة! وخسر الرهان 

وخسرت قلبي ومن يومها انكسر (اتفتت) ومش عارفة ألمه!
أقولك إيه.. ولا إييييه...!
أقولك .. اكتب لنا تاني في الحب اكتب على طول. علشان الحب اللي نعيش ولا نشوفه، نقرأ عنه فنقول: يمكن بكرا يخبط 

الباب.. ويدخل.. 

صديقتك المعذبة: ليلى!
انشر
-

هناك 3 تعليقات:

  1. ممكن هى تكون غلطانه لاتها مغيرتش من نفسها بس للاسف اليومين دول اهم حاجه الشكل وبس لكن طريقه تفكير وللاسف الحب بقى كلام وبس لكن فعلا دا كان زمااااااااااااااااان

    ردحذف
  2. العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مودة ورحمة يجمعها رباط الحب فى حدود الشرع والدين فعلا الرجل رجل والمرأة مرأة غلطت صديقتنا المعذبة هى أنها لم تتحدى نفسها وتغير واقعها ليس ليعجب بها رجل ولكن ليكون لديها الثقة فى نفسها أكثر وصدقا الرجل الذى يبحث عن الشكل فقط يخدع نفسه فالجمال انما هو جمال الروح ولكل معذبة لديها مشكلة مشابهة أقول لها:كل شئ بأمر الله تعالى وأحيانا نكون نموت على أشياء نراها جميلة ورائعة ولكنها تخفى الشقاء والتعاسة
    حقا "لو علمنا الغيب لا خترنا الواقع"

    ردحذف
  3. المعذرة نسيت أن أشكركم على المدونة
    جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم.

    ردحذف

;