انا واحد من قراء بابك, وعلي مدي السنوات الطويله التي كنت اشارك فيها اصحاب الرسائل وجدانيا, بالحزن والاسي احيانا وبالبهجه والنشوه في احيان اخري, سالت نفسي كثيرا: تري هل سياتي دوري ذات يوم لاكتب لك بما يجيش به صدري؟.. الي ان طالعتني رساله الاختيار الصحيح.. في بريد الجمعه, فاخذت اتامل صوره هذا النسب الكريم, الذي يتمثل في ابوين عطوفين, يستران عوره زوج ابنتهما, ويصبران عده سنوات علي مداواته دون كلل, ويرعيان القيم الانسانيه والاجتماعيه, ثم اقارن هذه الصوره بصوره النسب اللئيم الذي تنتمي اليه زوجه ابني الخريجه الجامعيه
والمتفرغه لرعايه اسرتها, والذي يتمثل في ابوين حاقدين, يحادثان ابنتهما دائما دون ملل, عن عيوب زوجها وتفوق شقيقيها عليه وعلي شقيقه الطبيب الناجح. ومع علمها برجحان كفه زوجها ذي الموهل الاعلي والمهنه الاشرف في حمايه امن الوطن, الا انها تخضع لكلامهما, بل وتوكد لطفلتيها وسنهما لا تتجاوز عشره اعوام وثمانيه اعوام, ان خالهما فلان افضل من ابيهما, لانه اهدي اليهما كذا وكذا, دون ان تذكر لهما ان هذه الهدايا اقل بكثير مما اهدي اليه ابوهما في مناسبه زواجه ثم ميلاد طفلته. وبعدها تذهب ابعد من ذلك الي التهوين من شان جدتهما لابيهما مقابل جدتهما الثانيه التي لا تحمل شهاده محو الاميه, مع انها تعلم يقينا ان الجده الاولي تحمل موهلات اعلي من درجه الليسانس, وافنت عمرها في تربيه الاجيال وتوجيه المعلمات, حتي بلغت سن المعاش منذ سنتين ولم يتوقف عطاوها من اول يوم لخطبتها لابنها الي الان. وليتها تقف عند هذا الحد, بل تشطح في جحودها وعدوانيتها حتي تتطاول علي زوجها بما لا يليق, علي مسمع ومراي من الصغيرتين دون مراعاه لصحتهما النفسيه, وقد عميت بصيرتها بسبب مزاجها السوداوي المتقلب وبطرها وعنادها وتحجر قلبها, وميلها الغريزي لافتعال المشاكل وتقبيح كل ما هو جميل حتي في النزعات الترويحيه والرحلات المصيفيه. وبعد انجاب الطفل الاخير ذي الاعوام الثلاثه, تفاقمت الحاله واصبحت حياه ابني جحيما لا يطاق, بفضل طباعها وانسياقها وراء توجيهات امها, واستعداء ابيها لها علي زوجها.انني حزين هذه المره حزنا شخصيا, لانني اعد نفسي مسئولا عن الاختيار الخاطيء لهذه الزيجه التعسه, ويحزنني اكثر حال ابني الشاب الذي لم يبلغ السادسه والثلاثين من عمره والوسيم الخلقه والاشد وسامه في دينه وخلقه, واستشيرك في امره, هل تنصحه كعادتك بقضاء بقيه ايام شبابه مع هذه الزوجه, حرصا علي مستقبل الاطفال الذين تسقيهم كل يوم عصير الكراهيه لابيهم واهله, بينما هو متغيب عنهم معظم الوقت بحكم طبيعه عمله, وهذا هو الخطر الاكبر علي مستقبلهم؟, ام توافقني الراي علي تسريحها باحسان, ثم التروي من اجل الاختيار الصحيح بمساعده قراء بابكم الانساني الحكيم؟
انني ابلغ من العمر ثلاثه وستين عاما, واشعر بعظيم الرضا والامتنان لكرم الله سبحانه وتعالي, الذي مهد لي سبيل الكفاح مع زوجتي علي قلب واحد يدا بيد ومكننا من حسن تنشئه ولدينا حتي تخرجا في كليات مرموقه, وتخصيص شقه مجهزه بجميع الكماليات لزواج كل منهما عقب تخرجه, في البيت الذي بنيناه بكفاحنا. انني استشعر جيدا في هذه السن اكثر من اي وقت مضي, قدر الحديث النبوي الشريف( خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه), واحب لابني ان يقضي مستقبل عمره المديد ان شاء الله مع الزوجه الصالحه, التي تستشعر دائما فضل الله في كل ان, وتعرف قدر زوجها, وتبادله الموده والرحمه.. فماذا تري؟
ولكاتب هذه الرساله اقول:
اري انك لست مسئولا عن سوء الاختيار او حسنه.. بالنسبه لزواج ابنك, حتي ولو كنت انت الذي رشحت له من ارتبط بها وانجب منها.. فالترشيح في حد ذاته ليس سوي خطوه مبدئيه تمهد لدراسه الشخصيه واختبار المشاعر والطباع والميول والاخلاقيات, ومن ثم لاتخاذ قرار الارتباط النهائي.. فاذا كان من حقك ان تحزن لما تستشعره من تعاسه ابنك في حياته الزوجيه, فانه ليس من حقك بكل تاكيد ان تجلد نفسك بما ترتكبه زوجه ابنك من اخطاء وسلوكيات غير سليمه تربويا وانسانيا مع زوجها واطفالها, وارجو ان تدع الامر كله لابنك الرشيد ليتخذ فيه قراره علي مسئوليته الكامله.. وبغير حث له علي اتخاذ موقف معين او تبني اتجاه محدد فالامر في البدايه والنهايه انما يرجع اليه وحده.. والي قدرته علي الاحتمال وامله في الاصلاح.. ورويته للحياه الزوجيه واستعداده لترجيح سعاده اطفاله علي بقيه الاعتبارات الاخري او العكس فان اختار التعلق بالامل في الاصلاح.. ومحاوله تجنيب الاطفال عناء التمزق بين ابوين منفصلين حتي ولو تحمل هو راضيا تعاسته الشخصيه فلا لوم عليه فيما فعل.. وان ضاق صدره عن تحمل المزيد من الصبر.. والتضحيات. واثر ان يختار الخطوه التي تعفيه من التعاسه والعناء بغض النظر عما سيدفعه اطفاله من ثمن غال لذلك.. فلقد اتخذ قراره بملء ارادته وعليه ان يتحمل تبعاته كامله.
وفي كلتا الحالتين يكون قد مارس حق الاختيار لنفسه ولاسرته الصغيره وحياته الزوجيه.. بلا موثرات خارجيه قد يرجع عليها باللوم ذات يوم قريب او بعيد اذا راجع نفسه وعدل عن قراره السابق فهون علي نفسك يا سيدي.. فمثلك يعرف جيدا ان السعاده في الحياه الزوجيه مثلها مثل العمر والرزق والصحه والمرض, كلها من قدر الله وحده سبحانه وتعالي.. ولقد جاء في امثال سليمان الحكيم عليه السلام: البيت والثروه ميراث من الاباء.. اما الزوجه المتعقله فمن عند الرب.
وكان من دعاء خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتي لا احب تعجيل ما اخرت.. ولا تاخير ما عجلت.. وشكرا
اري انك لست مسئولا عن سوء الاختيار او حسنه.. بالنسبه لزواج ابنك, حتي ولو كنت انت الذي رشحت له من ارتبط بها وانجب منها.. فالترشيح في حد ذاته ليس سوي خطوه مبدئيه تمهد لدراسه الشخصيه واختبار المشاعر والطباع والميول والاخلاقيات, ومن ثم لاتخاذ قرار الارتباط النهائي.. فاذا كان من حقك ان تحزن لما تستشعره من تعاسه ابنك في حياته الزوجيه, فانه ليس من حقك بكل تاكيد ان تجلد نفسك بما ترتكبه زوجه ابنك من اخطاء وسلوكيات غير سليمه تربويا وانسانيا مع زوجها واطفالها, وارجو ان تدع الامر كله لابنك الرشيد ليتخذ فيه قراره علي مسئوليته الكامله.. وبغير حث له علي اتخاذ موقف معين او تبني اتجاه محدد فالامر في البدايه والنهايه انما يرجع اليه وحده.. والي قدرته علي الاحتمال وامله في الاصلاح.. ورويته للحياه الزوجيه واستعداده لترجيح سعاده اطفاله علي بقيه الاعتبارات الاخري او العكس فان اختار التعلق بالامل في الاصلاح.. ومحاوله تجنيب الاطفال عناء التمزق بين ابوين منفصلين حتي ولو تحمل هو راضيا تعاسته الشخصيه فلا لوم عليه فيما فعل.. وان ضاق صدره عن تحمل المزيد من الصبر.. والتضحيات. واثر ان يختار الخطوه التي تعفيه من التعاسه والعناء بغض النظر عما سيدفعه اطفاله من ثمن غال لذلك.. فلقد اتخذ قراره بملء ارادته وعليه ان يتحمل تبعاته كامله.
وفي كلتا الحالتين يكون قد مارس حق الاختيار لنفسه ولاسرته الصغيره وحياته الزوجيه.. بلا موثرات خارجيه قد يرجع عليها باللوم ذات يوم قريب او بعيد اذا راجع نفسه وعدل عن قراره السابق فهون علي نفسك يا سيدي.. فمثلك يعرف جيدا ان السعاده في الحياه الزوجيه مثلها مثل العمر والرزق والصحه والمرض, كلها من قدر الله وحده سبحانه وتعالي.. ولقد جاء في امثال سليمان الحكيم عليه السلام: البيت والثروه ميراث من الاباء.. اما الزوجه المتعقله فمن عند الرب.
وكان من دعاء خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتي لا احب تعجيل ما اخرت.. ولا تاخير ما عجلت.. وشكرا
لا امل في الاصلاح
ردحذف