الاثنين، 16 أبريل 2012

رسالة(عصير الكراهيه)عميت بصيرتها بسبب مزاجها السوداوي


انا واحد من قراء بابك‏,‏ وعلي مدي السنوات الطويله التي كنت اشارك فيها اصحاب الرسائل وجدانيا‏,‏ بالحزن والاسي احيانا وبالبهجه والنشوه في احيان اخري‏,‏ سالت نفسي كثيرا‏:‏ تري هل سياتي دوري ذات يوم لاكتب لك بما يجيش به صدري؟‏..‏ الي ان طالعتني رساله الاختيار الصحيح‏..‏ في بريد الجمعه‏,‏ فاخذت اتامل صوره هذا النسب الكريم‏,‏ الذي يتمثل في ابوين عطوفين‏,‏ يستران عوره زوج ابنتهما‏,‏ ويصبران عده سنوات علي مداواته دون كلل‏,‏ ويرعيان القيم الانسانيه والاجتماعيه‏,‏ ثم اقارن هذه الصوره بصوره النسب اللئيم الذي تنتمي اليه زوجه ابني الخريجه الجامعيه
والمتفرغه لرعايه اسرتها‏,‏ والذي يتمثل في ابوين حاقدين‏,‏ يحادثان ابنتهما دائما دون ملل‏,‏ عن عيوب زوجها وتفوق شقيقيها عليه وعلي شقيقه الطبيب الناجح‏.‏ ومع علمها برجحان كفه زوجها ذي الموهل الاعلي والمهنه الاشرف في حمايه امن الوطن‏,‏ الا انها تخضع لكلامهما‏,‏ بل وتوكد لطفلتيها وسنهما لا تتجاوز عشره اعوام وثمانيه اعوام‏,‏ ان خالهما فلان افضل من ابيهما‏,‏ لانه اهدي اليهما كذا وكذا‏,‏ دون ان تذكر لهما ان هذه الهدايا اقل بكثير مما اهدي اليه ابوهما في مناسبه زواجه ثم ميلاد طفلته‏.‏ وبعدها تذهب ابعد من ذلك الي التهوين من شان جدتهما لابيهما مقابل جدتهما الثانيه التي لا تحمل شهاده محو الاميه‏,‏ مع انها تعلم يقينا ان الجده الاولي تحمل موهلات اعلي من درجه الليسانس‏,‏ وافنت عمرها في تربيه الاجيال وتوجيه المعلمات‏,‏ حتي بلغت سن المعاش منذ سنتين ولم يتوقف عطاوها من اول يوم لخطبتها لابنها الي الان‏.‏ وليتها تقف عند هذا الحد‏,‏ بل تشطح في جحودها وعدوانيتها حتي تتطاول علي زوجها بما لا يليق‏,‏ علي مسمع ومراي من الصغيرتين دون مراعاه لصحتهما النفسيه‏,‏ وقد عميت بصيرتها بسبب مزاجها السوداوي المتقلب وبطرها وعنادها وتحجر قلبها‏,‏ وميلها الغريزي لافتعال المشاكل وتقبيح كل ما هو جميل حتي في النزعات الترويحيه والرحلات المصيفيه‏.‏ وبعد انجاب الطفل الاخير ذي الاعوام الثلاثه‏,‏ تفاقمت الحاله واصبحت حياه ابني جحيما لا يطاق‏,‏ بفضل طباعها وانسياقها وراء توجيهات امها‏,‏ واستعداء ابيها لها علي زوجها‏.‏
انني حزين هذه المره حزنا شخصيا‏,‏ لانني اعد نفسي مسئولا عن الاختيار الخاطيء لهذه الزيجه التعسه‏,‏ ويحزنني اكثر حال ابني الشاب الذي لم يبلغ السادسه والثلاثين من عمره والوسيم الخلقه والاشد وسامه في دينه وخلقه‏,‏ واستشيرك في امره‏,‏ هل تنصحه كعادتك بقضاء بقيه ايام شبابه مع هذه الزوجه‏,‏ حرصا علي مستقبل الاطفال الذين تسقيهم كل يوم عصير الكراهيه لابيهم واهله‏,‏ بينما هو متغيب عنهم معظم الوقت بحكم طبيعه عمله‏,‏ وهذا هو الخطر الاكبر علي مستقبلهم؟‏,‏ ام توافقني الراي علي تسريحها باحسان‏,‏ ثم التروي من اجل الاختيار الصحيح بمساعده قراء بابكم الانساني الحكيم؟
انني ابلغ من العمر ثلاثه وستين عاما‏,‏ واشعر بعظيم الرضا والامتنان لكرم الله سبحانه وتعالي‏,‏ الذي مهد لي سبيل الكفاح مع زوجتي علي قلب واحد يدا بيد ومكننا من حسن تنشئه ولدينا حتي تخرجا في كليات مرموقه‏,‏ وتخصيص شقه مجهزه بجميع الكماليات لزواج كل منهما عقب تخرجه‏,‏ في البيت الذي بنيناه بكفاحنا‏.‏ انني استشعر جيدا في هذه السن اكثر من اي وقت مضي‏,‏ قدر الحديث النبوي الشريف‏(‏ خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه‏),‏ واحب لابني ان يقضي مستقبل عمره المديد ان شاء الله مع الزوجه الصالحه‏,‏ التي تستشعر دائما فضل الله في كل ان‏,‏ وتعرف قدر زوجها‏,‏ وتبادله الموده والرحمه‏..‏ فماذا تري؟

‏ولكاتب هذه الرساله اقول‏:‏
اري انك لست مسئولا عن سوء الاختيار او حسنه‏..‏ بالنسبه لزواج ابنك‏,‏ حتي ولو كنت انت الذي رشحت له من ارتبط بها وانجب منها‏..‏ فالترشيح في حد ذاته ليس سوي خطوه مبدئيه تمهد لدراسه الشخصيه واختبار المشاعر والطباع والميول والاخلاقيات‏,‏ ومن ثم لاتخاذ قرار الارتباط النهائي‏..‏ فاذا كان من حقك ان تحزن لما تستشعره من تعاسه ابنك في حياته الزوجيه‏,‏ فانه ليس من حقك بكل تاكيد ان تجلد نفسك بما ترتكبه زوجه ابنك من اخطاء وسلوكيات غير سليمه تربويا وانسانيا مع زوجها واطفالها‏,‏ وارجو ان تدع الامر كله لابنك الرشيد ليتخذ فيه قراره علي مسئوليته الكامله‏..‏ وبغير حث له علي اتخاذ موقف معين او تبني اتجاه محدد فالامر في البدايه والنهايه انما يرجع اليه وحده‏..‏ والي قدرته علي الاحتمال وامله في الاصلاح‏..‏ ورويته للحياه الزوجيه واستعداده لترجيح سعاده اطفاله علي بقيه الاعتبارات الاخري او العكس فان اختار التعلق بالامل في الاصلاح‏..‏ ومحاوله تجنيب الاطفال عناء التمزق بين ابوين منفصلين حتي ولو تحمل هو راضيا تعاسته الشخصيه فلا لوم عليه فيما فعل‏..‏ وان ضاق صدره عن تحمل المزيد من الصبر‏..‏ والتضحيات‏.‏ واثر ان يختار الخطوه التي تعفيه من التعاسه والعناء بغض النظر عما سيدفعه اطفاله من ثمن غال لذلك‏..‏ فلقد اتخذ قراره بملء ارادته وعليه ان يتحمل تبعاته كامله‏.‏
وفي كلتا الحالتين يكون قد مارس حق الاختيار لنفسه ولاسرته الصغيره وحياته الزوجيه‏..‏ بلا موثرات خارجيه قد يرجع عليها باللوم ذات يوم قريب او بعيد اذا راجع نفسه وعدل عن قراره السابق فهون علي نفسك يا سيدي‏..‏ فمثلك يعرف جيدا ان السعاده في الحياه الزوجيه مثلها مثل العمر والرزق والصحه والمرض‏,‏ كلها من قدر الله وحده سبحانه وتعالي‏..‏ ولقد جاء في امثال سليمان الحكيم عليه السلام‏:‏ البيت والثروه ميراث من الاباء‏..‏ اما الزوجه المتعقله فمن عند الرب‏.‏
وكان من دعاء خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه‏:‏ اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتي لا احب تعجيل ما اخرت‏..‏ ولا تاخير ما عجلت‏..‏ وشكرا
انشر
-

هناك تعليق واحد:

;