أكتب رسالتي هذه ردا ونصحا لطرفي رسالة الطريق المنحدر التي نشرتها بـ بريد الجمعة وسيتضح لك ولهما أن قصتي بدأت حيث انتهي طريقي المنحدر, والذي بدأ بعودتي للعمل في نفس المستشفي الذي بدأت فيه حياتي العملية كطبيب بعد نحو ثماني سنوات من التنقل للخدمة بأكثر من مستشفي حسب ما تقتضيه وظيفتي وتخصصي, فكان أن التقيت ثانية بالفتاة التي أحببتها في بداية حياتي العملية ومنعتني ظروف لا ذنب لي أو لها فيها من الارتباط بها, وكانت تلك مشيئة الله, إذ كيف لطبيب مبتدئ لايملك سوي مرتبه أن يتقدم لفتاة أعلي منه ماديا واجتماعيا؟ وكيف لشاب في بدء حياته أن ينجح في الارتباط بتلك الفتاة, وقد شاء قدرها أن تترمل وهي لم تبلغ بعد الثالثة والعشرين, وصار لديها ولدان صغيران,
وهو لايملك أي خبرة في الحياة ولا يملك أسباب القيام بأعباء أسرة كتلك أو أن يعولها؟! فكان انسحابي المخجل رغما عني, وبرغم حبي الشديد لها, وكذلك برغم إيماني بضرورة وجودي إلي جانبها, وقد آثرت أن أفسح المجال لمن يقدر ولمن يستحق, هكذا تصورت وقتها وهكذا قررت استكمال حياتي بعيدا عنها, وقد شاء الله عز وجل أن يرزقني بمن ترتضيني زوجا, وجعل لي معها السكن والمودة فسارت بي الحياة بعد ذلك زوجاوأبا ورزقتي الله من فضله النجاح في العمل والشهرة في مجالي كطبيب, حتي صارت لي عيادتي الخاصة والتي أضحت قبلة لكثير من المرضي سواء من مصر أو خارجها, وأراد الله من فضله وبمشيئته أن أكون سببا في شفاء الكثيرين منهم.. وكانت تلك نعمة من الله من نعم كثيرة أفاض بها علي عز وجل وهي لاتعد ولا تحصي.. وهنا بدأ الشيطان وساوسه فصور لي ضرورة رفع هذا العتاب, وأن أشرح لها ما حال بيني وبين ارتباطي بها في الماضي, وأنني وإن كنت فيما سبق لم أستطع الوقوف بجانبها في معترك الحياة. فإني أستطيع الآن وبما صار لي من مكانة علمية ومادية مساندتها ودعمها.. ومن هنا بدأ طريقي المنحدر والذي بالطبع لم يكن يبدو لي كذلك, بل بدا طريقا نحو القمة وسلما إلي السماء, وحاولت أن أفتح حوارا معها بشتي الطرق حتي نجحت, ثم صار ذلك الحوار أحاديث طويلة حتي تقبلت عذري وتفهمت أسباب انسحابي من حياتها في الماضي, ولم أكتف بذلك وإنما سولت لي نفسي أن أمارس معها دور الفارس النبيل الذي جاء علي حصانه الأبيض لينتشلها من متاعبها الحالية مع زوجها ومع الحياة كلها, ويقف بجوارها. فكان أن انفجر بركان الحب القديم في قلبي وقلبها وتجاوز هذا الانفجار حدود وضعنا الاجتماعي كزوج لأخري وكزوجة لآخر, وكان عذرنا اننا نحاول تصحيح ماكان من قبل وإعادة المياه إلي مجاريها, ودعني أعترف بكل مرارة وندم لعلي أكفر عن نفسي ما لن أغفره لها.. ذلك أني لم أكتف بذلك وإنما رحت أضغط عليها وأمارس معها كل الحيل التي تجعلها تميل نحوي وترفض حياتها مع زوجها متعللا أمام ن
فسي كذبا وافتراء بأنها لا تجد مع زوجها السعادة أو الحب الذي تستحقه حتي خضعت المسكينة وصارت لقاءاتنا هي محور حياتي, وأهملت أسرتي وعيادتي وأنا في كل ذلك أمضي كالأعمي ناسيا لربي وفضله علي, قاتلا لضميري.. وهكذا سقطت أنا وأسقطتها معي حتي صرت سلواها الوحيدة وأملها الوحيد, ولك أن تتخيل ما كانت تفعله هذه الكلمات وهي تلقي همسا في أذني بل ويزيد عليها أنني رجلها الوحيد, وهي التي كانت لي ذات يوم أملا بعيدا وحلما نائيا, فإذا بها بين يدي وأمام عيني وأكثر من ذلك!!
وهنا كان لابد ــ من رحمة الله ــ أن تدركنا حتي لانتمادي أكثر في الخطأ والخطيئة وأن يجئ العقاب الإلهي الذي استحقه كل الاستحقاق ومن حيث لم أحتسب أو أتوقع.. وجاء هذا العقاب منا نحن الاثنين, ولم يأت من غيرنا.. وبدأ بوقفة مريرة أمام نفسي وضميري, رأيتني فيها لا أملك ما يستر خطيئتي ولايبرر فعلتي.. وإذا بزلزال عنيف يطبق السماء فوق رأسي ويضيق الأرض علي بما رحبت.. فكيف فعلت ذلك وتماديت فيه؟ وكيف غاصت أقدامي في هذا الوحل وأنا الذي أنعم ربي علي بما لا يعد ولا يحصي من النعم؟.. وكيف أوقعت بتلك المسكينة حتي سقطت معي؟!.. لايمكن أن أصف في سطور ما أنا فيه سوي أنني لا أحيا إلا بمرارة الاحساس بالذنب والشعور القاتل بالندم, ويعلو أنيني أمام ربي في جوف الليل لعله يتقبل توبتي.. وإذا بي وأمام هذا الاستيقاظ المتأخر لضميري أجدني مضطرا للانسحاب مرة أخري من حياتها ودون أية مقدمات, وألم المعصية يعتصرني.. وإذا بي وبفعلتي وأفعالي هذه أدمر حياتها وهي حبي الوحيد, وينتهي بها الحال للطلاق والعودة لمعاناة ويلات الحياة وحيدة ضائعة حتي فقدت صوابها, وحاولت الانتقام مني بفضح علاقتنا أمام زوجتي حتي في أدني تفاصيلها المخزية
, ولكن انتقامها جاء متأخرا فقد انفصلت عن زوجتي لأنني لم أحتمل استكمال الحياة مع من لم أر منها إلا كل خير, فكان انتقامها مجرد تأكيد لهذا الانفصال. فكيف انتهي بنا الحال إلي هذا وقد ابتدأ بمجرد اعتقاد موهوم بأنني الصدر الحنون أو الأمل المفقود الذي يمكن أن يخفف عن إنسانة ما متاعبها في الحياة.. إنني الآن علي مشارف الأربعين من العمر, وأشعر بأنني في نهاية العمر.. لا أري أملا أو غاية سوي عفو الله ومغفرته.. وقد أرسلت لك هذه الرسالة معترفا بكل أخطائي ومدركا تمام الإدراك أنني استحق ما أنا فيه, بل وأراه قليلا, ولكن الأهم والذي أرجوه هو أن تكون نصحا لكل من يقرأها لكي يحذر الوقوع والانحدار إلي ما انحدرت إليه, ولكيلا ينتهي به الحال لما انتهي بي وبها, وقد أرسلتها أيضا كحلقة صغيرة, وأرجو السماح والعفو من كل من آذيتهم وتسببت في إيلامهم..
وأخيرا فإني أدعو الله القادر العظيم عز وجل أن يقبل توبتي وهو القائل سبحانه وتعالي: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون..
صدق الله العظيم
فسي كذبا وافتراء بأنها لا تجد مع زوجها السعادة أو الحب الذي تستحقه حتي خضعت المسكينة وصارت لقاءاتنا هي محور حياتي, وأهملت أسرتي وعيادتي وأنا في كل ذلك أمضي كالأعمي ناسيا لربي وفضله علي, قاتلا لضميري.. وهكذا سقطت أنا وأسقطتها معي حتي صرت سلواها الوحيدة وأملها الوحيد, ولك أن تتخيل ما كانت تفعله هذه الكلمات وهي تلقي همسا في أذني بل ويزيد عليها أنني رجلها الوحيد, وهي التي كانت لي ذات يوم أملا بعيدا وحلما نائيا, فإذا بها بين يدي وأمام عيني وأكثر من ذلك!!
وهنا كان لابد ــ من رحمة الله ــ أن تدركنا حتي لانتمادي أكثر في الخطأ والخطيئة وأن يجئ العقاب الإلهي الذي استحقه كل الاستحقاق ومن حيث لم أحتسب أو أتوقع.. وجاء هذا العقاب منا نحن الاثنين, ولم يأت من غيرنا.. وبدأ بوقفة مريرة أمام نفسي وضميري, رأيتني فيها لا أملك ما يستر خطيئتي ولايبرر فعلتي.. وإذا بزلزال عنيف يطبق السماء فوق رأسي ويضيق الأرض علي بما رحبت.. فكيف فعلت ذلك وتماديت فيه؟ وكيف غاصت أقدامي في هذا الوحل وأنا الذي أنعم ربي علي بما لا يعد ولا يحصي من النعم؟.. وكيف أوقعت بتلك المسكينة حتي سقطت معي؟!.. لايمكن أن أصف في سطور ما أنا فيه سوي أنني لا أحيا إلا بمرارة الاحساس بالذنب والشعور القاتل بالندم, ويعلو أنيني أمام ربي في جوف الليل لعله يتقبل توبتي.. وإذا بي وأمام هذا الاستيقاظ المتأخر لضميري أجدني مضطرا للانسحاب مرة أخري من حياتها ودون أية مقدمات, وألم المعصية يعتصرني.. وإذا بي وبفعلتي وأفعالي هذه أدمر حياتها وهي حبي الوحيد, وينتهي بها الحال للطلاق والعودة لمعاناة ويلات الحياة وحيدة ضائعة حتي فقدت صوابها, وحاولت الانتقام مني بفضح علاقتنا أمام زوجتي حتي في أدني تفاصيلها المخزية
, ولكن انتقامها جاء متأخرا فقد انفصلت عن زوجتي لأنني لم أحتمل استكمال الحياة مع من لم أر منها إلا كل خير, فكان انتقامها مجرد تأكيد لهذا الانفصال. فكيف انتهي بنا الحال إلي هذا وقد ابتدأ بمجرد اعتقاد موهوم بأنني الصدر الحنون أو الأمل المفقود الذي يمكن أن يخفف عن إنسانة ما متاعبها في الحياة.. إنني الآن علي مشارف الأربعين من العمر, وأشعر بأنني في نهاية العمر.. لا أري أملا أو غاية سوي عفو الله ومغفرته.. وقد أرسلت لك هذه الرسالة معترفا بكل أخطائي ومدركا تمام الإدراك أنني استحق ما أنا فيه, بل وأراه قليلا, ولكن الأهم والذي أرجوه هو أن تكون نصحا لكل من يقرأها لكي يحذر الوقوع والانحدار إلي ما انحدرت إليه, ولكيلا ينتهي به الحال لما انتهي بي وبها, وقد أرسلتها أيضا كحلقة صغيرة, وأرجو السماح والعفو من كل من آذيتهم وتسببت في إيلامهم..
وأخيرا فإني أدعو الله القادر العظيم عز وجل أن يقبل توبتي وهو القائل سبحانه وتعالي: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون..
صدق الله العظيم
لو تحدث أحد ساعات طويلة عن عواقب الاستجابة لهوي النفس والانحراف عن الطريق القويم, لما استطاع أن يقنع سامعية بأبلغ مما تفعل رسالتك هذه!. فهي تقدم لنا نموذجا مثاليا لتبعات الضعف الأخلاقي والجري وراء الأوهام والانخداع بدعاوي الحب القديم الذي انتفض فجأة كالمارد بعد سنوات طويلة من آخر لقاء.. وغير ذلك من الترهات التي يخدع بها نفسه من يضيق بالحياة العائلية الهادئة والمحترمة, ويتوق إلي تجربة الإثارة والمغامرة والمتعة اللاذعة, وكلها بطبيعتها مؤقتة وقصيرة الأمد مهما طالت..ولهذا قالت شاعرة أمريكية: متعة الحب تدوم لحظة.. وشجن الحب يدوم إلي الأبد! أي تبعاته وعواقبه.
ولنراجع معا ما حققته مغامرتك الخطيرة بإحياء العلاقة القديمة التي كانت بينك وبين سيدة لم تستطع أن ترتبط بها في بداية شبابك لأسباب مادية واجتماعية؟
ولنراجع معا ما حققته مغامرتك الخطيرة بإحياء العلاقة القديمة التي كانت بينك وبين سيدة لم تستطع أن ترتبط بها في بداية شبابك لأسباب مادية واجتماعية؟
فأي ثمن باهظ لمتعة عابرة.. وإثارة موقوتة.. ومغامرة محفوفة من قبل البداية بالمخاطر؟
قد تعلل ذلك بأن العلاقة بينكما قد خسرت بعد انسحابك الثاني من حياتها, وأن مشاعرها تجاهك قد تحولت إلي العداء لك حتي رغبت في الانتقام منك بالاساءة إليك لدي زوجتك, لكن انتقامها جاء متأخرا لأنك كنت قد طلقت زوجتك.
فإذا أردت تصويرا صادقا لنوع العلاقة التي كانت بينكما حتي في أوج اشتعال الحب بينكما لما وجدت أبلغ مما صاغه الروائي الفرنسي لاكلو في روايته علاقات خطرة واصفا به علاقة مركيزة فاجرة بعشيق لها يشاركها التآمر علي مركيز شاب كان عاشقا سابقا لها وخانها, فقال:
وهكذا كان الحال بينك وبين تلك السيدة خلال العلاقة وبعدها, وهكذا هو الحال في معظم العلاقات الآثمة المشابهة التي تخون فيها زوجة وأم زوجها بدعوي الحب والضعف العاطفي.. كما أنه أيضا الدرس الحقيقي لقصتك هذه التي ترغب في أن تكون نصحا للآخرين.
إنني أرجو في النهاية أن يكون ندمك صادقا وحقيقيا, وأن تتطهر روحك من إثم هذه العلاقة ــ السابقة, وأن تحاول تحجيم خسائرك فيها بمحاولة السعي للإصلاح بينك وبين زوجتك السابقة, وإعادة شملكما وأطفالكما معا.. كما أرجو أن تكثر من الاستغفار وتدعو الله كثيرا أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر, وإثم تخبيب امرأة علي زوجها كما جاء في مضمون الحديث الشريف الذي يقول ليس منا من خبب امرأة علي زوجها أي أفسدها عليه حتي ضاقت بالعيش معه ورغبت في هجره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق