السبت، 18 يناير 2014

رسالة (الصبر الجميل).رد زوج صاحبة دماء الندم.

بعد التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏...‏
لعلك تتذكرني فأنا الطرف الثاني من قصة

فأولا أشكر سيادتك والسادة القراء الذين تقدموا بواجب العزاء من خلال بريدكم الموقر‏,‏ فوددت أن اطمئنك‏,‏ كما طلبت مني في نهاية ردك علي صاحبة الرسالة ومعذرة أني تأخرت‏,‏ فكان السبب هو إجراء جراحة في القلب فجأة‏,‏ وهي تغيير شرايين بالرغم من انني لم أعان من أي مشكلة بالقلب من قبل‏,‏ ولكن الحمد لله علي كل شيء‏....‏ فأنا يا سيدي لست بأفضل من رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي فقد ابناءه
الذكور‏,‏ وهو راض وشاكر لله‏,‏ وكما ذكر أحد قرائك المشكورين في تعليقه علي الرسالة أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عندما ذهب ليدفن ابنه إبراهيم نظر للجبل‏,‏ وقال له لو أن بك ما بي لهدك‏...‏ فحقا يا سيدي ما أفظع وأبشع احساس فقد الابن عفاكم الله جميعا وحفظ لكم ابناءكم فأنا أعلم جيدا أنه قدر ومشيئة الله سبحانه وتعالي‏,‏ وأنه مقدر لابني ان يموت في ميعاده‏,‏ فتعددت الأسباب والموت واحد‏,‏ ولكن احساسي بأنه مات بسبب أنه يحبني‏,‏ ويريد ألا افارقه‏,‏ وهو ينادي استني يا بابا فهذه كانت آخر جملة اسمعها منه‏,‏ إنه عذاب الضمير ووسوسة الشيطان‏,‏ فكنت أعاقب نفسي‏,‏ وأقول ياليتني ما ذهبت في ذلك اليوم‏..‏ لو لم أذهب ما كان حدث هذا‏..‏ لو لم اترك البيت وأنصرف ما كان ذهب للبلكون لكي ينادي علي استني يا بابا‏,‏ فكنت باستطاعتي أن أتمهل‏,‏ وأحاول مرة ومرات‏,‏ ولو كنت من البداية استسلمت وتهاونت ما كان حدث كل هذا‏,‏ ولم يمت أبني‏,‏ وأعود سريعا‏,‏ وأستغفر الله العظيم‏,‏ وأتوضأ وأصلي شكرا لله‏,‏ وأطلب منه الصبر والمغفرة‏,‏ وأن أقابل ابني في جنات النعيم بإذن الله الغفور الكريم‏..‏
أما عن زوجتي السابقة‏,‏ فأدعو الله لها بأن يصبرها علي ما ألم بها ويعوضها عنه خيرا‏,‏ فلقد زارتني في المستشفي في اثناء مرضي‏,‏ وأشكرها لذلك كثيرا ونتقابل معا كل جمعة عند قبر ابني رحمة الله عليه مصادفة‏,‏ فهي تعلم جيدا ما بي‏,‏ وتقدر ذلك‏,‏ وأنا أشفق عليها مما هي فيه‏,‏ فلا ألومها الآن‏,‏ ولكن أنصح كل سيدة وفتاة مقبلة علي الزواج أن تتقي الله في زوجها إذا كان يتقي الله فيها‏,‏ ويعاملها معاملة الإسلام‏,‏ فالزواج مودة ورحمة والرحمة منها صلة الرحم‏,‏ فكيف تأمن زوجها عليها‏,‏ وهو قاطع لرحمه وناكر لفضل ابيه وأمه‏,‏ وهو أيضا كيف يأتمنها علي بيته‏,‏ وهي قاطعة رحمها وناكرة لفضل أبيها وأمها‏,‏ فوالدي تعب وضحي بالكثير من أجلي أنا وأخواتي البنات حتي تخرجن كلهن من كليات القمة‏,‏ فاسمح لي أن أعطي والدي ووالدتي واخواتي حقهم بعد وصفهم من خلال رسالة دماء الندم بأنهم ناس ميشرفوش فأي شرف هذا الذي تعنيه‏,‏ فوالدي حفظه الله رجل تربوي قضي عمره مدرسا في مدرسة ثانوية تتلمذ علي يده أطباء ومهندسون‏,‏ والجميع يقدرونه‏,‏ ووالدتي سيدة مصرية من صعيد مصر‏,‏ تعرف جيدا معني الزوج والأبناء وتقدس الحياة الزوجية‏,‏ وتعرف حقوق ربها أما عن انفاقي علي اهلي‏,‏ فهذا غير صحيح‏,‏ ولو حدث فهو شرف لي‏,‏ مهما انفقت من مالي وصحتي وعمري ووقتي‏,‏ فلا يكفي ولكن انا أبر والدي‏,‏ وبخصوص تحملي لنفقات جهاز اختي‏,‏ فهذا ليس عيبا ولا حرجا‏,‏ وأتمني لو كان لي عشر أخوات وأجهزهن أحسن جهاز مساعدة مع والدي مادمت لست مقصرا في واجباتي لدي زوجتي وبيتي‏,‏ فالمسألة ليست هذه يا سيدي‏,‏ ولكنها أشياء أخري‏,‏ أشياء سيئة في النفوس والضمائر لماذا أصبحنا هكذا‏..‏ أدعو الله كثيرا أن يصلح أمرنا‏!‏
وأخيرا‏..‏ اشكرك علي كلامك الذي أثلج صدري‏,‏ وكان كالبلسم لشفائي مما كنت فيه فكتبت لك اليوم لأطمئنك‏,‏ كما طلبت مني وأشكر فضلك لاهتمامك وقولك للحق دائما واطمئنك أني تصالحت مع نفسي‏,‏ وصالحت ابنتي علي نفسها‏,‏ وأخبرتها أني عفوت عن أمها‏,‏ وهي الآن تعيش مع أمها وتأتي لي وقتما تشاء واراها كل يوم‏,‏ وهي الآن في تحسن مستمر‏,‏ والحمد لله فهي مازالت صغيرة‏,‏ ولكن تحملت فوق طاقتها‏,‏ وعمرها الآن‏6‏ سنوات وأحمد ابني رحمة الله عليه توفي يوم عيد ميلاده الثالث‏,‏ ولقد نويت بإذن الله تعالي أن أذهب لعمرة شهر رجب أنا وابنتي حتي تطمئن قلوبنا بزيارة بيت الله الحرام‏,‏ وقبر النبي صلي الله عليه وسلم‏.‏
وأشكركم لسعة صدركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


*‏ المحرر‏:‏ شكرا سيدي‏,‏ فقد كنت أنتظر هذه الرسالة منذ زمن‏,‏ لأني أب وأحس بمدي حزنك‏,‏ وألمك علي فقد أعز وأغلي الناس‏...‏ فالحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه‏,‏ علي سلامتك‏,‏ وعلي صبرك الجميل النبيل‏,‏ وعلي عفوك عن زوجتك الجريحة‏...‏ وما يطمئن قلبك أن لكما شفيعا في الجنات العلا بإذن الله‏,‏ فهنيئا لكما به في مكان كلنا نصبوا إليه‏...‏ وعمرة مقبولة بإذنه سبحانه وتعالي‏,‏ ولا تنسونا ــ مع أصدقائنا في بريد الجمعة ــ في الدعاء‏
انشر
-

هناك تعليق واحد:

  1. Hoda Farid سيدي لابد وان زوجتك قد عرفت خطئها وما جنته من جزاء فادح في فد فلذة كبدها فلو قدرت تعفو عنها وتبدأ معها صفحة جديدة من أجل ابنتك ياريت تفعل واكيد الله سبحانه سيعوض عليك بالذرية الصالحة ربنا يعينك يابني على الخير الذي أنت من اهله

    ردحذف

;