كتب اليك قصتى لعل فيها ما يهدىء خواطر بعض المهمومين ويعيد
اليها ثقتهم فى ان ينالوا حظهم من السعادة حين يأذن الله فلقد كنت فى الثالثة
والعشرين من عمرى حين تقدم لى شاب كنت اراه كل يوم فى ذهابى وعودتى الى الكلية ..
لمدة ثلاث سنوات كاملة بغير ان يبادلنى كلمة واحدة رقم ذلك فقد نشأت بيننا علاقة
صامتة عميقة، احببت من خلالها واحبنى وتمنيته لنفسى وتمنانى .. ثم جاء اليوم
الموعود وتقدم لأسرتى يخطبنى
فكأنى كنت اعرفه واعرف كل شىء عنه منذ زمن طويل فأعلنت موافقتى عليه من اللحظة الأولى ...
واعترض ابى بسبب بسيط هو انه وحيد فابواه رحلا وهو صغير ولا اخوة ولا اخوات واقاربه القليلون يعيشون فى بلاد متفرقة .. لا يعرفون عنا شيئا ولا يريد هو ان يعرف عنهم شيئا بعد ان تخلوا عنه صغيرا ورفض ابى زواجى منه قائلا ان الفتاة تحتاج الى اهل زوجها ولا تستطيع ن تواجه الحياة وحدها.. فأصررت عليه .. وبسبب تمسكى به على غير ارادة ابى اعلن انه لن يساعدنى فى زواجى منه وكنت قد تخرجت من كليتى وعملت باحد المكاتب المهنية وتخرج خطيبى وعمل مهندسا فتحلمنا وحدنا عبء زواجنا وثم زفافنا فى شقة صغيرة من غرفتين بلا اثاث تقريبا .. ومع ذلك فلقد كانت جنتى وعش احلامى .. وواجهنا الحياة المتقشفة لمدة 8 سنوات حتى استطعنا ان ننتقل الى شقة اوسع وان نؤثثها بأثاث جميل لكنى لم انجب اطفالا طوال هذه السنوات .. ولم ايأس من التردد على الاطباء حتى واجهونى بالحقيقة المرة وهى انى لن استطع الانجاب.
فكأنى كنت اعرفه واعرف كل شىء عنه منذ زمن طويل فأعلنت موافقتى عليه من اللحظة الأولى ...
واعترض ابى بسبب بسيط هو انه وحيد فابواه رحلا وهو صغير ولا اخوة ولا اخوات واقاربه القليلون يعيشون فى بلاد متفرقة .. لا يعرفون عنا شيئا ولا يريد هو ان يعرف عنهم شيئا بعد ان تخلوا عنه صغيرا ورفض ابى زواجى منه قائلا ان الفتاة تحتاج الى اهل زوجها ولا تستطيع ن تواجه الحياة وحدها.. فأصررت عليه .. وبسبب تمسكى به على غير ارادة ابى اعلن انه لن يساعدنى فى زواجى منه وكنت قد تخرجت من كليتى وعملت باحد المكاتب المهنية وتخرج خطيبى وعمل مهندسا فتحلمنا وحدنا عبء زواجنا وثم زفافنا فى شقة صغيرة من غرفتين بلا اثاث تقريبا .. ومع ذلك فلقد كانت جنتى وعش احلامى .. وواجهنا الحياة المتقشفة لمدة 8 سنوات حتى استطعنا ان ننتقل الى شقة اوسع وان نؤثثها بأثاث جميل لكنى لم انجب اطفالا طوال هذه السنوات .. ولم ايأس من التردد على الاطباء حتى واجهونى بالحقيقة المرة وهى انى لن استطع الانجاب.
وخلال هذه السنوات كنت المح حيرة زوجى وهو الذى عاش وحديا
ويتلهف الى الابناء .. وبعد فترة من التفكير .. طلبت من زوجى الطلاق ليستطيع ان
يتزوج بمن تنجب له اولادا وثار زوجى ثورة عارمة ورفض طلاقى رفضا باتا .. لكنى
الححت عليه واقنعته بعد جهد جهيد بأننا سنكون اصدقاء طوال العمر، وان من الافضل ان
يتم الطلاق الآن قبل ان يحس هو برغبته فىالزواج من اخرى.. وبعد مشاورات طويلة وافق
على طلاقى وعدت الى بيت اسرتى واستمر اهتمام كل منا بالآخر رغم البعد وبعد عام من
طلاقنا استشارنى فى امر زواجه من اخرى عرض على ظروفها فوافقته وتزوجها بعدها بشهور
و قبلت انا الزواج من ارمل فاضل عنده ولدان فى سن العاشرة والسابعة وتزوجته وافرغت
فى طفليه كل امومتى الحبيسة وعوضتهما عن حرمانهما من امهما وكانت اسعد لحظات حياتى
حين سمعت لاول مرة كلمة ماما وحرمت عليهما الا يناديانى الا بهذه الكلمة!
وعشت حياتى مع زوجى الفاضل وابنائى سعيدة .. وسافر مطلقى مع
اسرته الى احدى الدول العربية وانجب طفلة ومضت سنوات العمر واجتزت الاربعين وبلغ
ابنى الاكبر سن العشرين والاصغر سن السابعة عشر وفجأة مرض زوجى مرضا خاطفا وغادر
دنيانا مطمئنا الى رعايتى لولديه .. وبعد شهور من وفاته اراد اهل زوجى ان يضموا
الولدين لهم بحجة انهم الأولى برعايتهما فرفضت وقاومتهم بكل السبل.. وقاتلت دفاعا
عنهما ورفض ابناى بكل اصرار حتى استسلم الاهل.. وواصلت حياتى بين عملى فى المكتب
وبين رعاية الولدين الذين اصبحا شابين ويتقدمان فى دراستهما بكل نجاح وواصلت سنوات
العمر فاذا بزوجى الاول يعود من الخارج ومعه فتاة شابة هى ابنته بعد ان رحلت امها
منذ عامين والتقينا مرة اخرى بعد اكثر من 18 عاما واذا بقلبى يخفق للفتاة حين
اراها لاول مرة واتلهف على احتضانها وكل ما فى جسمى وعقلى يؤكد لى انها ابنتى التى
كان مقدرا لى ان انجبها من زوجى لو كان سبحان الله وتعالى قد اراد لى الانجاب.
واصبحت هذه الفتاة تقاسم ولدى الاخرين قلبى وحين عرض على
مطلقى ان نعيد شملنا مرة اخرى فوجئت بأبنائى الثلاثة .. نعم ولداى وبنتى يلحون على
فى قبول الزواج لنعيش تحت سقف واحد وتزوجت زوجى مرة مرة وعشنا نحن الخمسة فى بيته
واصبح لى ثلاثة ابناء وزوج.. واصبح لزوجى قبيلة يرعاها ويسعد بها وتوالت المشاهد
سريعا فكبر ابنى الاكبر وعمل ثم تزوج من ابنتى واقاما معنا فى نفس البيت وتخرج
ابنى الاصغر وخطبت له فتاة جميلة ابنة جار طيب لنا وشرطى الاول الذى سعد به هو ان
يقيما معنا وان يشاركانا حياتنا وبلغت انا الخمسين ومازلت اعمل وارعى اسرتى
الكبيرة التى زادت عددا بحفيدى الصغير الذى يملأ الدنيا صراخا وانا اكتب لك هذه
الرسالة لأقول لكل رجل وامرأة حرما من الابناء ان الخير فيما اختاره الله لهما..
وان التعويض النفسى عن الحرمان من الابناء ممكن جدا بأكثر من وسيلة لهما واقول لمن
حرمته الاقدار من زوجته ولمن حرمتها من زوجها الا ييأسا من رحمة الله.
النفوس الحية الراضية التى تشع حبا وعطاء للآخرين تسعى اليها
السعادة حتى وان لم تسع هى اليها ولم تبذل جهدا لنيلها لهذا فلا عجب فى ان تجدى
العزاء والسلوى عما حرمت منه فى فى هذه القبيلة التى يظلها الحب ويجمع بينها
الاخاء بل ولا عجب فى ان يجتمع شملك مرة اخرى مع زوجك الأول بعد كل هذه السنوات
وفى ظل الظروف الغريبة التى ما كنت لاصدقها لولا اننى اعرف جيدا ان الليالى يلدن
كل عجيب وان الزمن هو اعظم المؤلفين بغير استثناء.
لقد استعرض الفيلسوف الالمانى "كانت" شريط حياته قبيل ان يلفظ انفاسه
لحظات .. ثم ابتسم وقال: هذا .. حسن!
لكنها جائزة كبرى ياسيدتى لا ينالها الا من طبعت نفوسهم على الرضا وتقبل الحياة
بكل ما تحمله اليهم امواجا .. وعلى القدرة على العطاء واستشعار السعادة فى اسعاد
الاخرين ولا شك انك واحدة ما كنت لأصدقها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق