السبت، 18 أغسطس 2012

رسالـــــــــــة (السهــــــــام النـــــــــاريــــــة) تبدأ بالدعاء بأن ينتقم الله منى


اعرف ان كل صاحب مشكلة يظنها الاكبر في الدنيا، لكن كل مصيبة 
تهون وكل كسر يجبر الا كسر الدين وخسارة الاخرة، وما كان لي ان 
اشكو نصبا اصابني في الدنيا،فلقد اعطتني الدنيا الكثير، لكنى 
اوشك ان اخسر الاخرة وهي كل شيء.

فأنا رجل في منتصف الاربعينيات نشأت في اسرة ثرية ماديا متوسطة 
اجتماعيا وكان والدي يرحمه الله يملك مصنعا هو الاكبر من نوعه في 
مدينتنا وقد بناه بعد قصة كفاح بدأ فيها من الصفر. وامى ربة منزل  بسيطة طيبة وكنت الابن الاكبر لاربع بنات وثلاثة اشقاء


 واود ان  اروى شيئا بسيطا عن هذا الوالد العظيم الذي لم تفارق الابتسامة 
شفتيه طوال حياته وحتى موته بين يدي والابتسامة تملأ وجهيه فإن
 
هذا الاب لم يعل صوته مرة واحدة في حياته على احد ابنائه ناهيك
 
عن ان يضربهم 
وكان يأسر من حوله بالحب والعطف فحتى التوجيه 
والنصح المباشر كان في اضيق الحدود وكان يقول لأمى عندما تعاتبه 
على تساهله معنا بأنه القدوة خير من الف نصيحة وقد نشأنا جميعا
 
ولله الفضل والمنة ثم لهذا الوالد- على تقوى الله والمواظبة على
 
الصلاة في المسجد وتحجبت شقيقاتي منذ صغرهن دون اي ضغوط من احد
 
اما والدي في مصنعه فلم اره ينهر عاملا او موظفا وكان عندما
 
لايجد مكتبه نظيفا يطلب المكنسة من الساعي ويبدأ في كنس المكتب
 
بنفسه ولست اجد المجال كافيا لاذكر اي مواقف اخرى له وقد اصابه
 
مرض خطير وانا في بداية تعليمي الجامعي بكلية الهندسة التي
 
التحقت بها ارضاء له لكى ادير المصنع في المستقبل وبعد ان امتحن
 
بالمرض اصطحبني والدي معه الى المصنع واطلعنى لاول مرة على كشوف
 
المصنع وايراداته واذهلني دخل المصنع وعجبت للحياة المتوسطة التي
 
نحياها وعجبت بوالدي الذي لايملك سوى بدلتين ويأكل مع العمال في
 
المصنع ولانملك سيارة ودخل المصنع يقدر بعشرات الآلاف ثم وجدت
 
كشوفا بعشرات العائلات التي تكفل بها هذا الرجل الطيب كفالة تامة
 
حتى انه يزوج البنات ويوظف الشباب ممن انهوا تعليمهم وعندما
 
اعترضت عليه،ربما للمرة الاولى في حياتي اصطحبني معه برغم شدة
 
مرضه لنمر على بيوت هذه العائلات ورأيت من الفقر والبؤس مالم ار
 
في حياتي كما رأيت من الحب والعرفان بالجميل ايضا مالم ار في
 
حياتي ومات والدي وهو يوصيني بهذه الاسر وقال لي: لن اوصيك بأمك
 
واخواتك لانى اعرفك ولكن اوصيك بهؤلاء الايتام فأنت ابوهم الآن
 
ومات يرحمه الله وبدأت مرحلة جديدة في حياتي بعد وفاته كنت فيها
 
الاب لامى واخوتي وعمال المصنع ووفقني الله ببركة هذا الوالد
 
وبمساعدة كل من في المصنع الذين عملوا كما لم يعملوا في حياتهم
 
لكى يستمر المصنع ويتطور بفضل الله ومازلت اكمل مشوار ابي في
 
رعاية الاسر التي كان يرعاها وزوجت شقيقاتي كلهن واديت فريضة
 
الحج مع امى يرحمها الله ورحلت عن الحياة وهي تدعو لي وليس على
 
لسانها سوى ذكر ابي وذكرى والدعاء لنا ولاخوتى، اما حياتي الخاصة
 
فبرغم مركزي وثروتي وتخرجي في الهندسة بتفوق وشكلى الذي لم يكن
 
يخلو من وسامة فلم تكن لي اي تجارب عاطفية وكانت حياتي كلها عمل
 
وحبست كل مشاعري داخلي وفي احلامي وكنت ارى ان اغلى شيء عندي هو
 
مشاعري فكنت اضن بها على امرأة الا واحدة فقط هي من سوف تعطيني
 
عمرها كله وهي زوجتي وكان حلمى ان تكون هذه المرأة كلها مشاعر
 
وحب ولها عندي كل عمري ومشاعري وشبابي وكثر الحاح امي وشقيقاتي
 
عليّ لكى اتزوج بعد زواج شقيقاتي الى ان كنت في حفلة لاحد
 
المعارف ووجدت فتاة شديدة الاناقة جميلة الى حد ما متعالية
 
وللاسف فإن هذا ما لفت نظرى اليها فقد وجدتها لاتلتفت الي على
 
خلاف ما تعودت فتقدمت اليها وسط الناس وطلبت الجلوس معها
 
بالحديقة فذهلت لجرأتي ومع هذا فقد ذهبت معي للحديقة وما كانت
 
جرأتي هذه لخبرة او اعتياد وانما كانت لثقتي في انني لن ارتكب
 
خطأ ولثقتي الشديدة في مشاعري الصادقة التي اختزنتها لرفيقة
 
العمر وفي هذه الجلسة طلبتها للزواج ودون ان اسأل عنها او عن
 
اهلها واشترطت عليها ان تترك الوظيفة وتتحجب وان اكون كل حياتها
 
ولها مني مقابل ذلك كل حياتي ومشاعري وامكاناتي فوافقت على الفور
 
وتمت الخطبة خلال ايام على ان يتم الزواج بعد شهور وكنت جاهزا
 
ولدي شقة فاخرة في عمارة على النيل وهي الشيء الوحيد الذي انفق
 
عليه والدي كثيرا لنجتمع جميعا انا واشقائي وشقيقاتي في هذه
 
العمارة وبدأت مرحلة الخطبة وكانت مرحلة سيئة للغاية لي فقد
 
فوجئت بخطيبتي هذه وليس لديها ادنى قدر من المشاعر ولم اسمع منها
 
كلمة حب واحدة او اشهد منها ابتسامة واحدة عند اللقاء بل كانت
 
تستقبلني وهي جالسة واضعه ساقا على ساق دون اي تعبير على وجهها
 
وعللت صمتها في البداية بخجلها لكنى رأيتها لاتعرف الخجل في
 
مواقف اخرى فهي تجلس وسط اي احتفال لتحدث هذا وتضحك مع هذا وبدأت
 
معها محاولاتي لتغييرها وكان هذا خطأي الثاني بعد خطأ اختيارها
 
فحدثت صدامات عنيقة بيننا بعد كل محاولة منى لاقناعها بأن تغير
 
طريقتها في الكلام معي فتقترب منى اكثر وتبتعد عن الاغراب وتتحفظ
 
معهم لا معي فتغضب وتخاصم واظل اصالحها وكأنني انا المخطىء
 
والحقيقة انني التمست لها بعض العذر حيث وجدت والدها، وهو رجل
 
طيب قد كرس كل حياته لارضاء زوجته حتى لقد قاطع كل اهله بلا
 
استثناء مقاطعة تامة ارضاء لها وجعل كل همه هو تلبية اوامرها ثم
 
هو بعد ذلك قد جعل من كل نفسه متنفسا دائما لغضبها الذي لاينتهي
 
كل هذا وغضبها لاينتهى ولقد كان يجب ان انهى هذه الخطبة لكنني لم
 
استطع وهذا خطأي الثالث فقد استهولت ان ادخل بيتا واخطب فتاة من
 
اهله ثم اكون انا البادىء بفسخ هذه الخطبة وهكذا تم الزواج بعد
 
حوالي شهرين فقط من الخطبة ومضى الان على زواجي خمسة عشر عاما
 
ذقت خلالها الامرين فقد كنت ايام الخطبة اعتب عليها صمتها اما
 
الان فإنني اتمنى ان يصمت هذا الفم الذي لايخرج منه الا الاذى
 
ذلك اننى لم ار في حياتي كل هذا الكم من السخط والغضب واننى
 
لوحسبت الايام التي لم نتخاصم فيها لما تعدت بضعة اشهر خلال
 
الخمسة عشر عاما بلا مبالغة ولي طفلتان ولدتا في منزل ام زوجتي
 
وهي غاضبة لديها وقضينا الاعوام الاولى من عمريهما مع امهما عند
 
والدتها وهي غاضبة واننى بالفعل عاجز عن ان اصف حياتي معها فانا
 
ادخل المنزل فاجدها تدير ظهرها لي ولاترد السلام وتتعمد ان
 
تتناول طعامها مع البنتين قبل حضوري ثم تبدأ في الصراخ والدعاء
 
بأن ينتقم الله منى وحسبها الله ونعم الوكيل الخ والويل لي ان
 
اصابها الارق ونمت انا او مرضت هي وسلمت انا ولقد كنت في بداية
 
حياتنا اعاتبها عتابا رقيقا واتعمد ان احتضنها فما ان تسمع عتابي
 
حتى تصرخ بأنها بنت كذا وانها لاتفهم في شيء وانني انا الذي لا
 
اخطىء فامتنعت عن عتابها وذقت الامرين معها لكي تصلح من مظهرها
 
وتقلل من تبرجها لان هذا هو مالا اقبله وقد قبلت هي هذا صاغرة
 
بعد سنوات من المعارك واما عملها فلقد رفضت تماما ان تتركه
 
ومازالت ناقمة عليّ لتأخرها عن زملائها بسبب اجازات الوضع ورعاية
 
الاطفال مع ان ماننفقه في الشهر الواحد يفوق مرتبها في سنوات
 
ولقد قطعت علاقاتها مع كل اخوتي فور زواجنا وكانت كل زيارة منهم
 
لنا او منا لهم تنتهي بصراخها بأن فلانه التي لاتساوى شيئا قد
 
ادارت لها ظهرها او تقصدها بكلمة قالتها.

والحقيقة انني عاجز تماما عن فهم هذا الغضب والسخط فيشهد الله
 
انني ارعى الله فيها وكنت احاول قدر امكاني ان اسعدها واوجه
 
اليها كلمات الحب فتردها عليّ بالاهانة وان مدحت جمالها قالت كان
 
هذا زمان قبل ان اعرفك ،وان مدحت مهارتها ندبت حظها وقالت وماذا
 
صنعت بها.. وان سكت صرخت مولولة حسرة على خسارة تعبها لمن
 
لايستحق وجربت معها كل شيء من العتاب الى كلمات الحب الى النصح
 
الى الهجر.. فلم ينفع شيء امام الغضب المقدس وسهامها النارية فكل
 
شاردة تغضبها على الاقل عشرة ايام ولا ابالغ ثم فجأة تصفو وتتكلم
 
كأن شيئا لم يكن لساعات او ليوم على الاكثر ثم يغضبها شيء اخر..
 
انك لاتتصور حجم الحب الذي احيا به وسط الناس منى لكل من حولى
 
ولى من كل من اعرفه وهي الوحيدة في العالم التي لم استطع ان
 
اكتسب حبها والعجيب انها برغم كل هذا الغضب لم تطلب الطلاق مرة
 
واحدة ولو طلبته للبيته لها في نفس اللحظة ولكنى غير قادر على
 
اتخاذ هذا القرار الذي اتمناه حتى لا اكون السبب في ايذاء اعز
 
الناس لى وهما ابنتاي.

اما بالنسبة للعلاقة الخاصة بنا فقد كنت طوال السنين الماضية
 
استرضيها كلما غضبت حتى ينفثىء غضبها بعد عدة ايام ومنذ مايقرب
 
من عامين عافتها نفسى وابتعدت عنها تدريجيا حتى تركتها تماما منذ
 
اكثر من عام وانا في تمام صحتى.. كل ما مر بي ما كان لي ان اتذمر
 
منه فقد اعطانى الله الصحة والمال الوفير والمركز وحب الناس وحب
 
الاهل ورضا الوالدين وكنت ادعو الله في صلواتي وفي حجي وفي كل
 
عمرة اعتمرتها بأن يعوضني الله عنها بالحور العين في الجنة ولكن
 
وبعد هذا العمر في طاعة الله وجدت نفسي تهفو الى السكن والسكينة
 
ولم تعد أعصابي تتحمل هذا الغضب والخصام والكارثة هي أنني بدأت
 
أفكر في الحرام، فعيني تنظر.. ونفسي تهفو ويدي تمتد وأنا أقاوم
 
ولا أستطيع.. إنني أخجل من اعترافي هذا في سني هذا وأدعو الله
 
مخلصاً ان يقبض روحي قبل ان أقع في الخطيئة ولست أحمل أحداً سوى
 
نفسي الامارة هذه الأوزار وفي كل يوم ابتعد عن الله درجة، لا
 
أعرف ماذا أفعل. لا أستطيع ان أطلق زوجتي، فأؤذى البنتين ولا
 
أستطيع ان أتزوج عليها كما نصحتني ابنتي الكبرى باكية لتطاول
 
أمها على وانما أنا احتاج بشدة لشريكة حياة لي نفسيا وجسدياً.

اعتذر ياسيدي عن الإطالة وعن تفكك الرسالة ولكني ارجو نصحك.. فقط
 
ساعدني لاسترد سلامة نفسي وقربي من الله.

ولكاتب هذه الرسالة اقول
:
جاء في أمثال سلميان الحكيم عليه
السلام: البيت والثروة ميراث عن الآباء، أما الزوجة المتعقله فمن
 
عند الرب.

وهذا صحيح بغير جدال، لكن الانسان مطالب بالرغم من ذلك، بأن
 
يتحرى قدر الجهد والطاقة اسباب التوفيق وتقارب السمات النفسية
 
وتشابه القيم العائلية ورؤية الحياة بينه وبين من يرتبط بهم أملا
 
في ان يسهم كل ذلك في توفير الحد الأدنى المطلوب من التفاهم بينه
 
وبينشريكة الحياة.. فاذا ولدت شرارة الحب في قلب كل منهما تجاه
 
الآخر بعد ذلك سعدا بصحبتهما ونهلا معا من نبع السعادة والهناء..
 
وان خبت جذوة الحب في قلب احدهما تجاه الآخر لم يظلمه ولم يسىء
 
عشرته وانما تعامل معه بروح العدل والانصاف، وقد يعوضه عن جذب
 
العاطفة بالمودة والسكينة ورعاية حدود الله فيه.

اما ان يختار الانسان لصحبة الحياة من لا يوافقه ولا يفارقه على
 
حد قول احد الائمة العظام بهذا هو الجحيم المستمر الذي يذكرنا
 
بما جاء في كتاب النكاح للأمام ابي حامد الغزالي من اخبار
 
الانبياء عليهم السلام
عن نبي الله يونس عليه السلام، اذ دخل 
عليه قوم فاستضافهم فرأوا امرأته تؤذيه وتستطيل عليه كلما غدا او
 
راح وتعجبوا لذلك فقال لهم عليه السلام: لا تعجبوا فاني قد سألت
 
الله تعالى وقلت ما انت معاقب لي به في الآخرة فعجله لي في
 
الدنيا فقال: ان عقوبتك بنت فلان تتزوج بها فتزوجت بها وأنا صابر
 
على ما ترون منها.

ولا شك في أنك لم تتحر - قدر الجهد والطاقة - اسباب التوفيق في
 
حياتك الزوجية، ذلك أنك قد أسأت قراءة بعض المؤشرات في غمرة تفجر
 
مشاعرك فجأة بعد طول اختزان امام فتاة التقيت بها في احدى
 
الحفلات.. ولو انك كنت قد احسنت قراءتها وأدركت خطورتها في حينها
 
لما اتخذت حياتك هذا المسار، فلقد بدا لك واضحا ان فتاتك قد
 
تعاملت معك بجمود عاطفي لا يخفي على العين منذ البداية.. وانها
 
لم تستجب لك عاطفيا.. ولم تتهلل للارتباط بك وفسرت لك ذلك بخجلها
 
في حين انك لم تر اثرا لمثل هذا التحفظ في علاقاتها بالآخرين.

كما شهدت فترة الخطبة الكثير من الخصام والخلافات.. ولم يدفعك كل
 
ذلك لمراجعة نفسك.. ثم كشفت لك فترة الخطبة عما هو اخطر وأهم فلم
 
تحسن للأسف تقديره.. ولم تنزعج له وقد كان وحده كافيا لاشعارك
 
بأنك قد اخطأت الطريق، واعنى به نمط العلاقة الزوجية بين والدة
 
فتاتك ووالدها. فلقد قلت انت انه قد كرس حياته لارضاء زوجته وجعل
 
كل همه في الحياة تلبية اشاراتها واطاعة اوامرها حتى لقد قطع كل
 
علاقة له بأهله جميعا ارضاء لها.. ومع ذلك فلم ينج من سخطها
 
وغضبها الدائمين وانما ظل متنفسا لبراكين غضبها الأبدية.. فكيف
 
لم ينبهك ذلك وحده الى نمط القيم العائلية السائد في وسط فتاتك
 
قبل الارتباط بها.

لقد كان كل ما كابدته فيما بعد في علاقتك بزوجتك وسخطها الدائم
 
عليك وانكارها لكل فضل لك.. وترقبها دائما ان تقوم على الدوام
 
بواجبك المقدس في استرضائها، ماثلا امام عينيك في علاقة امها
 
بأبيها، وكان واضحا انها قد نشأت على اعتبار هذا النموذج في
 
علاقة الزوجة بوزجها هو النمط الوحيد الذي تعرفه وترغب في تكراره
 
معك وتترقب ألا يكون لك هدف في الحياة سوى استرضائها وتلبية
 
اشاراتها.. واستقبال نفثات غضبها الأبدي في صبر وامتثال.

ولقد قال المفكر الفرنسي باسكال في كتابه الأفكار ان الانسان لا
 
يشعر بقيوده اذا تبع مختارا من يجره.. فاذا بدأ المقاومة محاولا
 
الابتعاد تألم كل الألم.

ومصداقا لهذه الكلمة فان والد زوجتك لم يكن يشكو من قيوده.. لأنه
 
كان يتبع من يجره بلا مقاومة حتى لقد قطع رحمه بلا ندم إرضاء له.

أما أنت فلقد قاومت ومن هنا بدأت المعاناة والمشاكل لكلا الطرفين
 
لزوجتك التي لاتعرف للعلاقة الزوجية سوى نموذج الزوجة المتسلطة
 
جافة المشاعر والزوج المستسلم المطيع الى ما لا نهاية .. ولك انت
 
الذي ضقت بقيودك فاصبحت هدفا دائما لانفجارات غضبها وسهامها
 
النارية.. حتى لتشفق عليك ابنتك الكبرى وتنصحك النصيحة المؤلمة
 
بأن تتزوج من غير أمها والمشكلة الخطيرة التي تواجهها الآن هي
 
انك قد زهدت زوجتك بعد طول ما قاسيته منها.. وان نفسك قد بدأت
 
تهفو الى السكينة وبدأت تتلفت حولك وتتأثر بحفريات الحياة من
 
حولك وتخشى على نفسك من الفتنة والوقوع في بئر الخطيئة وحين يصل
 
الانسان الى هذا الحد.. وفي مثل هذه المرحلة الحرجة من العمر
 
التي تجتازها الآن.. فان كل شيء يقدم عليه لاجتناب الخطيئة..
 
واعفاف النفس والاستمرار في طاعة الله يصبح مندوبا اليه ومفضلا
 
بل وواجبا دينيا وأخلاقيا كذلك.

وآفة بعض شركاء الحياة من نمط زوجتك انهم يعتمدون على اطمئنان
 
..الغافلين إلى أن شريك الحياة لن يجازف على تحطيم اغلاله مهما
 
قاسي من سوء العشرة والحرمان معهم.

وبعض الأدباء يقولون انه كلما ازداد الحب كلما ازداد خوفنا من ان
 
نفقد من نحب. لهذا فان الخوف الصحي من فقد الأمان والاستقرار
 
والاخلاص والوفاء قد يفع الانسان لان يصلح من نفسه ويحرص على
 
شركاء الحياة خوفا من ان يفقدهم اذا حانت لحظة الانفجار.

فأبلغ زوجتك يا سيدي هذه الرسالة بأي شكل تراه ملائما وهي أنها
 
قد تفقد امانها واستقرارها وتعرض ابنتها للتمزق بين ابوين
 
منفصلين اذا واصلت طريق الجفاء والخصام والسخط الابدي على شريك
 
حياتها.. واذا لم تحسن ايضا تقدير زوجها.. وتشعره بالقبول
 
العاطفي والانساني له. وامنحها الفرصة الأخيرة لاستدراك مافاتها
 
من حسن العشرة ورعاية الزوج وتصحيح المفاهيم.. فان اصاب سهمك
 
الاخير هذا غايته فلقد فزت اخيرا بالسعادة والأمان.. وان لم
 
تتنبه لخطورة الامر ومضت في غيها القديم.. فلا لوم عليك ان تزوجت
 
من اخرى بعد تخييرها بين الاستمرار معك والانفصال عنك.. ولا لوم
 
عليك كذلك ان طويت صفحتها كلها معك وبدأت صفحة جديدة من حياتك مع
 
غيرها

انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;