الجمعة، 20 أبريل 2012

رسالة (الانفجار)..أنا الجانب الآخر لهذه النظرية نظرية الفضيحة‏..


أنا الجانب الآخر لهذه النظرية نظرية الفضيحة‏,‏ فظروفي مماثلة لزوجة كاتب الرسالة‏,‏ وقد اكون انا مع اختلاف الأحداث‏,‏ فزوجي يعمل باحثا أيضا ولدي طفلان وسافرنا الي دولة اجنبية‏,‏ لا أنكر اني اصرخ والطم وأصوت كلما فاض بي كما ذكر صاحب الرسالة ولكن لأسباب عديدة منها‏:‏
-‏ العزلة الاجتماعية المفروضة علينا فلا أحد يدخل بيتنا في أي مناسبة كانت ولا نزور أحدا‏.‏
-‏ البخل العاطفي البشع‏,‏ فلا كلمة طيبة ولا مودة ولا رحمة ولا ابتسامة‏.‏

-‏ النقد الدائم للأولاد في كل الأوقات مما دعاهم للاستنفار من الوجود معه في أي مكان‏,‏ مع العلم أني أنقدهم وأوجههم كلما دعت الحاجة ولكن بأسلوب راق خاصة انهم شباب وليس أمام أحد لعدم إحراجهم‏,‏ والحمد لله فهم ملتزمون وفي كليات القمة ويؤدون فروض ربهم‏(‏ حفظهم الله‏).‏

-‏ التوبيخ الدائم لي أمام أهله أو امام أي عامل ان وجد لتصليح شئ ما‏,‏ أو في السوبر ماركت أمام المشترين والعمال‏.‏

-‏ الحنان الذي ألمسه منه لعائلته وأصحابه وإحساسه بهم برغم اعتقادي بعدم وجود حنان لديه اطلاقا‏.‏

-‏ افتقاري له ولابتسامته التي أتلصص عليها اذا ما تحدث بالتليفون‏,‏ حيث اني افتقدها وأفرح لما اشوفها‏.‏

-‏ اعتقاده الدائم انه مجرد بنك لنا أو ممول علي رأي صاحب الرسالة مع أنه لا يفعل أكثر من أي رب اسرة عادي من دفع الايجار والدروس وشوبنج الاسبوع للمطبخ وأنا اتحمل مصاريفي بالكامل ومصاريف ملابس الأولاد‏.‏

-‏ استنكاره لتضحياتي التي اعتبرها عادية من استقالاتي مرات عديدة لمرافقته في سفرياته للخارج التي قد تطول لعام أو اكثر‏,‏ مع تركي والدي المسنين وانا ابنة وحيدة‏,‏ وتفضيلي أن تكون اسرتنا الصغيرة معا برغم الأهوال التي ألاقيها منه في الخارج من إهمال ومنعي من مكالمة أهلي إلا مرة وتحت اشرافه وحمل الشوبنج مع أطفالي في الثلج لمسافات طويلة حتي المنزل لعدم وجود سيارة وتحملي للغربة والحياة القاحطة معه في الخارج لأجل مستقبله وعند تذكرته يدعي أني انا التي فعلت ذلك بإرادتي‏.‏

-‏ توبيخي دائما عندما احكي له عن أي موقف في العمل والإسراع بقوله اني مخطئة حتي قبل أن أروي له ما حدث بقوله‏‏ طبعا انت عملت مشكلة‏).‏

-‏ خوفه الفظيع علي صحته وذلك بالهجر حيث إنه قرأ ان العلاقة الزوجية بعد سن الأربعين خطر علي الصحة‏,‏ وإن حدثت فإنها خالية من الإحساس أو العواطف‏.‏

-‏ استخفافه بي كلما ذكرته أني أحبه وأن هذه الكلمة ليست في قاموسه وأن الفلوس هي أهم شئ‏,‏ حيث لولاها لما كان لنا بيت ولا عربية وأن لا شئ يدل علي أني أحبه‏.‏

-‏ صدمتي عندما وجدته يعمل شات مع مرءوساته الصغيرات بالعمل وكلامه المعسول لهن برغم اعتقادي انه لا يعرف ان يقول مثل هذا الكلام المعسول الحنون‏.‏

-‏الوحدة القاتلة التي أشعر بها خاصة مع كبر الأولاد مع تذكيره الدائم بأن الأولاد سيتركوننا خلال عام أو اثنين كل الي حياته واننا يجب ان نحن علي بعض أكثر‏.‏

-‏ استخفافه بعقليتي اذا سألته عن برنامج معين علي الكمبيوتر أو شئ بأني لن افهم‏!‏ برغم اني أسال وأفهم ولا أعتقد أني غبية كما يعتقد‏.‏

-‏ المراهقة المتأخرة التي يعيشها الآن من أفعال وأقوال وحنية ليس لي طبعا‏,‏ ولكن لمرءوساته‏.‏

هل بعد كل هذا الصبر لـ‏22‏ عاما من الشح العاطفي ـ فلا اتكلم عن المادي‏,‏ حيث اني لا انظر لهذا الشق ـ هل بعد كل هذا الحرمان الذي اعانيه لا تريديني ان انفجر مرة أو اثنتين او اكثر في وجهه‏!!‏ فهو قد لا يحدثني ايام الاجازات الطويلة كالأعياد فانا اخاف منها وأحمل همها للصمت المطبق والعبوس الدائم في وجهه الذي قد يكون انذارا لنا لو طلبنا الخروج أو ما شابه‏..‏ واعترف اني شتمته في غمرة صراخي وعويلي

ولكن ذلك كان غصبا عني لأن إهماله لي فاق احتمالي واندم واعتذر لاني احبه فعلا ونفسي انه يحبني علي الاقل يعاملني معاملة آدمية زي ما ربنا قال‏..‏ لا أكثر ولا أقل‏..‏ نعم الآن وبعدما عانيته احتاج فعلا لطبيب نفسي يجعلني اصبر علي حياتي لاني لا أطيق الانفصال عنه ليس لأجل الأولاد ولكن لأني احبه وهذا ما يضحكه‏!‏ كيف احبه وأصرخ واشتمه؟ فيبتسم ساخرا‏,‏ أحاول ان تكون لي حياتي الاجتماعية الخاصة في العمل أو مع صديقاتي ولكن في وقت ما احتاجه غصبا عني احتاجه‏

فيقترح علي ان أبحث عمن يخرجني او يكلمني؟ الي هذه الدرجة انا لا أعني له شيئا في حياته؟ إلي هذه الدرجة انا كم مهمل؟ هل انا مجرد خادمة له؟ او شكل اجتماعي؟ قالها مرة انت لا تعني لي اي شئ في حياتي انا عملت نجاحي انا اشتريت البيت‏,‏ أنا اشتريت العربية انت عملت ايه؟
 

قد يكون محقا ولكن لولاي ولولا الاستقرار الذي وفرته ولولا تحملي له لما كان وصل لشئ‏,‏ كان من الممكن ان اطلب الطلاق من أول شهر ولكني صمدت لاني احبه وكان من الممكن ان يشرد الأولاد ويكون لديهم عقد نفسية ولكني تحملت‏,‏ قد أكون رومانسية اكثر من اللازم لكني لا أطلب الكثير أساسا لا أطلب حلا لمشكلتي لأنني أعرف انه لا حل لها فقط دعوات القراء لي بالصمود والصبر والتحمل الي ان يقضي الله أمرا كان مفعولا‏.‏

وأجاب محرر الباب قائلا :

{‏ ما أن تطأ رسالة من قارئ تمس العلاقة الزوجية‏,‏ حتي تنهمر علي الرسائل من الطرفين‏,‏ كلاهما يري نفسه في الرسالة‏,‏ ويري انه الضحية والطرف الآخر هو الجلاد‏..‏
 

ولأني لن أمل أو أكل من تأكيد أن ما أعرضه‏,‏ يمثل دائما نصف الحكاية‏,‏ والتسليم بصدقها يصبح ظلما‏,‏ فاني انتظر النصف الآخر للحكاية من الطرف الثاني‏..‏

وهذا الاسبوع تلقيت عشرات الرسائل‏,‏ بعضها من ازواج يشاطرون صاحب رسالة نظرية الفضيحة احزانه‏,‏ ويؤكدون انهم يعانون ما يعانيه مع زوجته واكثر‏,‏ والبعض الآخر لزوجات يعتقدن انهن المقصودات بالرسالة‏,‏ وانهن يصرخن ويفعلن اكثر من ذلك بسبب ما يتعرضن له‏.‏

وعلي الرغم من اني تلقيت رسالة من سيدة فاضلة تؤكد فيها انها الزوجة المقصودة في رسالة الأسبوع الماضي وتعرض الوجه الآخر للحكاية‏,‏ وجها آخر صادما ومؤلما‏,‏ إلا أني آثرت تأجيل نشرها للأسبوع المقبل لطولها‏,‏ ولإتاحة الفرصة لهذه الرسالة المنشورة‏,‏ والتي تختصر وتوجز وتعبر عما جاء في الرسائل الاخري التي وصلتني من الزوجات‏.‏

ولصاحبة هذه الرسالة أقول‏:‏ نعم يا سيدتي انت لا تطلبين الكثير بل تبذلين جهدا للحصول علي حقك الانساني والاخلاقي والديني‏,‏ فليس جرما ولا عيبا‏,‏ بل هو حق أن يغدق عليك بحنانه ورفقه واحتوائه‏,‏ ان يعترف بتضحياتك حتي لو كانت من وجهة نظره عادية ـ فيكفي تضحيتك بعملك‏,‏ وتفرغك لتربية ابنائكما وتوفير الجو الهادئ له لمواصلة نجاحه‏,‏ وليس من الطبيعي بعد ذلك ان يعايرك بأنه ينفق عليكم أو انه اشتري البيت أو السيارة‏,‏ فهذا واجبه المفروض وليس المتفضل به‏.‏


لا أحب أن أصف مثل هذا الزوج والأب‏,‏ بالبخل في مشاعره كما في ماله وصحته‏,‏ ولكني لا أعرف وصفا لرجل رزقه الله بزوجة صالحة تحبه كل هذا الحب علي الرغم من قسوته وجفائه وبخله‏,‏ وسخريته من مشاعرها عندما تصر علي تقبيله قبل خروجه الي عمله‏,‏ او تعترف له بحبها‏.‏

قد يقول البعض‏,‏ أليس من الوارد ان تكون هذه الرسالة تحمل نصف الحكاية‏..‏

وأرد عليهم‏,‏ بأنها حتي لو كانت كذلك‏,‏ فالمؤكد أن هناك أزواجا‏,‏ نراهم ونعرفهم‏,‏ يرون أن حب الزوجة والتعبير عنه انتقاص لرجولتهم‏,‏ وأنه بانفاقه علي أسرته يكون قد أدي واجبه كاملا‏,‏ وأنه بتحقيره من تفكيرها ونجاحها‏,‏ يضمن تفوقه وسيطرته الكاملة عليها‏,‏ وعليها أن تحمد الله علي النعيم الكبير الذي تعيش فيه مع هذا الرجل‏.‏

سيدتي‏..‏ أتمني أن يقرأ زوجك رسالتك‏,‏ ويراجع نفسه‏,‏ ويستغل فرصة استمرار حبك له‏,‏ مع كل ما فعله معك‏,‏ ليعود إليكم‏,‏ قبل أن يصل بكم إلي وقت يحتاج فيه إلي حبكم ورعايتكم له‏,‏ فيكتشف أنه جفف كل ينابيع الحب والمودة والرحمة في نفسك ونفس أولاده‏,‏ ووقتها لن يجد ما يحتاجه مع من أنفق من وقته ومشاعره معهن‏,‏ لأنه غرس في أرض ليست ملكه‏,‏ واستثمر فيما لا يملك‏.‏

لن أقول لزوجك‏,‏ إنه لم يستفد من ثقافة الدول الغربية التي عاش فيها‏,‏ ولكن سأنصحه باستشارة طبيب نفسي متخصص في العلاقات الزوجية‏,‏ لعله يكشف له سر هذه القسوة في نفسه‏,‏ ويقوده إلي حضن العائلة الرائع‏,‏ والذي لن يجد أبدا حضنا باتساعه وأمانه ودفئه‏..‏

وإلي لقاء بإذن الله‏.

انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;