الجمعة، 20 أبريل 2012

رسالة (الوجه المظلم)..ا نا الزوجة المتهمة ‏بـ نظرية الفضيحة‏..

أنا يا سيدي الزوجة المتهمة‏,‏ المؤمنة بـ نظرية الفضيحة‏..‏ تلك الرسالة التي نشرتها في بريد الجمعة الأسبوع قبل الماضي‏,‏ والتي صورني زوجي ـ السابق ـ فيها وكأني مجنونة أو بي مس من الشيطان‏,‏ يدفعني إلي الصراخ‏,‏ وإهانته وفضحه أمام الأهل والجيران‏,‏ بدون أي أسباب منه‏,‏ فهو وديع ومسالم ومثالي‏,‏ بينما أنا مصدر النكد والشجار والأزمات‏.‏
وأقسم بالله العظيم ـ قبل أن أسرد حكايتي ـ أن ما سأقوله هو الحقيقة الكاملة مع اختصار كثير من التفاصيل المهمة‏,‏ لن تتسع المساحة لسردها‏,‏ بعد أن قام هو بتغيير كامل للحقائق لشيء في نفسه‏,‏ وليزيد من ظلمه لي ولأولادنا‏.‏ أيضا أحب أن أوضح أني الآن مطلقة ولست علي ذمته كما ادعي‏.‏
أنا امرأة في اوائل الأربعينيات من عمري‏,‏ تزوجت وأنا في السادسة عشرة من عمري‏,‏ وزوجي يكبرني بخمس سنوات‏,‏ واشترط علي أسرتي ألا أكمل تعليمي وأتفرغ للبيت‏,‏ فوافقت لحبي الشديد له‏.‏ 

وعلي الرغم من اكتشافي عيوبا كثيرة في شخصيته‏,‏ فهو مغرور‏,‏ متسلط‏,‏ يشرب الخمر وأشياء اخري‏,‏ وكان يطلب مني أن أشاركه الشراب‏,‏ أو احضر له....ولكني كنت أرفض‏,‏ لأني متدينة‏,‏ أقيم الصلوات‏,‏ وأحرص علي حفظ القرآن وحضور جلسات الذكر‏.‏ ومع ذلك كنت أتجنب إغضابه وأحرص علي إرضائه في كل شيء‏,‏ لأني اعشقه ولم أعرف رجلا غيره‏.‏

استمرت حياتنا هادئة‏,‏ هانئة‏,‏ لمدة اثني عشر عاما انجبنا خلالها بنتا وولدا‏,‏ كالتوءم‏,‏ فالفرق بينهما كان احد عشر شهرا‏..‏
 

وكان الجميع من حولنا يشهد لعلاقتنا بالنجاح والاستقرار‏,‏ حتي أنجبت إبنتي الثالثة‏.‏ وبعد مرور شهرين علي ولادتها‏,‏ فوجئت بزوجي يخبرنا بأنه سيسافر إلي عمل باحدي المحافظات‏,‏ ولاحظت أن سفره وغيابه بدأ يطول‏.‏

وباحساس الأنثي أيقنت أن امرأة أخري في حياة زوجي‏,‏ فتتبعت إحساسي‏,‏ وعرفت أنه علي علاقة بزوجة صديقه‏,‏ الذي عرف هو الآخر بأمر هذه العلاقة‏,‏ وحاول ضبطهما متلبسين لقتلهما‏,‏ ولكنه فشل في ذلك فطلقها‏,‏ ليخلو لزوجي الجو‏..‏
 

وما أن انقضت شهور العدة‏,‏ حتي تزوجها‏.‏ وعرفت بالخبر‏,‏ فواجهته ولكنه أنكر في البداية أمامي وأمام أولادنا‏,‏ ثم عاد واعترف‏.‏
 

لن أصف لك مدي عذابي وآلامي‏,‏ ولكني تحاملت علي نفسي‏,‏ لسببين‏,‏ لأني أحبه‏,‏ ومن أجل أولادنا‏,‏ كل ما طلبته منه أن يعدل بيننا‏,‏ لم أطلب منه تطليقها‏,‏ ولكن هذا الطلب المشروع رفضه ولم يحققه‏..‏ أهملنا طويلا‏.‏ إثنا عشر عاما أخري لم يقربني زوجي خلالها بأوامر من زوجته‏,‏ طلقني خلال هذه المدة مرتين ثم ردني‏,‏ ليعذبني ويفقدني صوابي‏,‏ ثم يتهمني بالصراخ‏.‏
 

ماذا تتوقع سيدي‏,‏ من امرأة تعود إلي فيلتها لتكتشف ملابس المرأة الأخري علي فراشها‏,‏ تسرق ملابسها وعطورها‏.

‏ ماذا تفعل امرأة مع زوج يخبرها تفصيليا‏,‏ وباستمتاع غريب‏,‏ بعلاقته بالزوجة الثانية‏,‏ هل يمكن لأحد أن يتصور أن زوجا يضرب زوجته أم أبنائه‏,‏ لأنها ذهبت له مع أولادها بالهدايا يوم عيد ميلاده‏,‏ ضربني بقسوة وعنف أمام السائق‏,‏ حتي نزف وجهي دما‏.‏

ماذا تفعل زوجة صابرة عندما تكتشف أن زوجها سرق مجوهراتها وأعطاها للزوجة الأخري‏..

‏ هل يصبح الصراخ في هذه الحالة جنونا؟‏..‏

ولن تصدقني إذا قلت لك إني لم أفعل ذلك إلا نادرا‏,‏ تحملت إهانات زوجته وإهاناته لي‏..‏ قال إني ذهبت إلي دجالين وهذا لم يحدث‏,‏ بينما أخبرتني تلك المرأة التي دمرت حياتنا أنها عملت لي سحرا سفليا ليكرهني وتبعده عني‏,‏ ومع ذلك كنت كل ما أطلبه منه‏,‏ حبا‏,‏ ورغبة في تنشئة أبنائنا في أجواء طبيعية‏,‏ أن يأتي إلينا يوما أو يومين في الأسبوع‏,‏ ليسمع إليهم ويناقشهم في مشاكلهم ولكنه لم يفعل‏.‏

لم يقف الأمر عند هذا الحد‏,‏ بل نقلني مع أبنائنا الثلاثة إلي شقة‏,‏ ليعيش هو في الفيلا مع زوجته الثانية‏..‏

تخيل سيدي‏,‏ بعد أن كان لدينا سائق وسيارات وخدم‏,‏ أصبحنا نعاني ونعيش بأقل الإمكانات في شقة متواضعة‏,‏ ليسعد هو مع امرأة أبت إلا ان تعذب وتدمر عائلة كانت هانئة ومستقرة‏.‏

سيدي‏..‏ بدون دخول في تفاصيل متشعبة‏,‏ طلقني زوجي للمرة الثالثة‏.‏ عانيت كثيرا‏,‏ لأنه لن يعود إلينا مرة أخري‏,‏ وتزوجت بشيخ لمدة شهرين حتي أحلل لزوجي العودة‏.‏ لكي يربي أولادي ولكنه أبي‏..‏

نعم وسطت الأهل والأصدقاء‏,‏ وأعلنت له تنازلي عن كل حقوقي ومستحقاتي‏,‏ ومازلت أناشده ومن خلال بابكم‏,‏ أرجوه أن يعود إلينا‏,‏ بكل ما يفعله‏,‏ لأني أحبه وخوفا علي نفسية أبنائي‏.‏

أدعو الله أن يعود إلي رشده‏,‏ وبدلا من أن يشوه صورتي‏,‏ يتوقف عن ظلمه فأنا أخشي عليه من انتقام الله العادل الجبار‏,‏ أما تلك المرأة‏,‏ فأنا أردد في كل صلاة حسبي الله ونعم الوكيل

هذا ياسيدي‏,‏ هو الوجه الآخر للحكاية‏,‏ ومن حقي القول إنه الوجه الحقيقي‏,‏ فالله شاهد علي ما أقول‏.‏
 


وأجاب محرر الباب قائلا :

سيدتي‏..‏ إذا كان ما قصصته هو الوجه الآخر‏,‏ فإنه وجه مظلم ومؤلم وغير إنساني‏.‏

ومايستوقفني ـ إذا كان صاحب الرسالة السابقة نظرية الفضيحة هو طليقك وليست مجرد مآس متشابهة ـ هو لماذا أجهد هذا الرجل نفسه‏,‏ وكتب لي تلك التفاصيل الكاذبة؟‏..‏
 

هل كان يريد شهادة مني ببراءته وأنه زوج مظلوم؟‏..‏

وهل مثل هذا الزوج والأب يهمه أن يريح ضميره بشهادة من أحد؟

شيء ما غامض في قصتكما‏,‏ ولكنه في النهاية يكشف عن أزمة كبيرة في العلاقة بين الأزواج‏,‏ فالله لم يشرع الزواج ليكون عذابا وذلا ومهانة لأحد الزوجين أو كليهما‏..

‏ فليس من المعقول ولا المقبول‏,‏ أن يتحول السكن والمودة والرحمة‏,‏ إلي نكد وشجار وصراخ وضرب وتطليق وإهانات‏.‏

قد نفهم ان رجلا يبغض زوجته أو لا يريد الاستمرار معها‏,‏ أو العكس‏,‏ فلماذا لا يكون الإمساك بمعروف‏,‏ أو تسريح بإحسان‏,‏ لا أن يتفنن أحدهما في تعذيب الآخر‏.‏
 

وإن كان غير سوي وفعل هذا بزوجته وشريكة عمره‏,‏ فما ذنب الأبناء‏.‏ وكيف لرجل أن يثق في امرأة خانت زوجها معه‏,‏ فيسارع بالزواج منها وتلبية كل رغباتها الشريرة‏.‏

سيدتي‏..‏ لن أتحدث عن انتقام الله العادل‏,‏ فكلنا يعرفه ويؤمن به‏,‏ ولكن دعيني اختلف معك في قرارك ورغبتك في العودة إلي مثل هذا الزوج‏,‏ هل هو إدمان للعذاب؟‏..‏

ليس صحيحا أن وجود مثل هذا الأب‏,‏ بصورته التي تتحدثين عنها‏,‏ سيكون أفضل للأبناء‏,‏ بل الأفضل أن يظل بعيدا‏,‏ أيضا لا أفهم معني إحساسك بالحب تجاهه‏,‏ إنه حب مرضي‏,‏ يحتاج إلي علاج‏,‏ فعودتك إلي هذا الرجل بزوجته‏,‏ وبدون إحساسه بالندم والتوبة عما فعله بأسرته‏,‏ تعني مزيدا من العذاب والتدمير النفسي‏,‏ فانجي بنفسك‏,‏ وتفرغي لتربية أبنائك‏,‏ وفوضي أمرك لله فهو نعم المولي ونعم الوكيل‏.‏

وإلي لقاء بإذن الله‏.
انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;