الجمعة، 20 أبريل 2012

رسالة ((شواءالحب).اليس للشيطان لعبةاخرى سواك؟..

أرجوان تسمح لي بأن اعرض عليك مشكلتي التيلا احسب ان احدا غيري قد واجهها منقبل، فأنا سيدة ابلغ من العمر 42 عاما،تزوجت ابن عمي وانا طفلة في الثانيةعشرة من عمري، ولاننا من عائلةصعيدية كبرى، فلم يتوقف احد امام صغرسني، ورأى الجميع ان حبي لابن عمي وحبه لي سوف يعدنا بحياة سعيدة،وهكذا تزوجنا منذ ثلاثين عاما،وانجبنا خمسة ابناء بلغ اكثرهم الآن سن الشباب وعملوا، وكان زوجي خلالرحلتنا معا شديد العصبية وصعب المراسومتقلب المزاج وكثير الخطأ وقليل الاعتذار، ولاشيء يرضيه،
لكني كنتاتغاضى دائما واتسامح حفاظا عليهوعلى بيتي وابنائي، وخلال رحلةالسنين توسع زوجي في تجارته وتحسن مركزه المالي كثيرا، وكبر الابناء وجنينا اولى ثمار الفرحة بزواجاكبرهم، وبينما انا في غمرة الفرحةبأول حفيدة لي منذ 6 سنوات اذا بخبرعجيب ينزلني من سماء السعادة الىالهاوية السحيقة، فلقد تزوج زوجي من فتاة عمرها 18 عاما وانا في قمة انوثتي وعطائي لزوجي وابنائي، وبعد 24 عامامن الزواج.. وواجهت زوجي بما عرفت فأقر بخطئه وندم عليه ندما شديدا،وقال لي: انه لا يعرف كيف فعل ذلك،واكد لي انه ليست هناك في الوجود كلها مرأة مثلي ولسوف يطلق الاخرى علىالفور، ونفذ ذلك بعد فترة قصيرة منالزواج وتنفست انا الصعداء، وسامحتزوجي واقبلت عليه اكثر واكثر لاملأحياته بي، فلم تمض سوى ثلاثة اشهر فقطالا وسمعت انه قد تزوج فتاة اخرى في الثامنة عشرة كذلك، وتكررت المواجهةبيني وبينه وثرت عليه فقابل ثورتيبالندم الشديد مرة اخرى وقال لي انه سيطلقها ولن يعود لمثل ذلك ابداوطلقها بالفعل، وتحاملت على نفسي هذهالمرة لكي اصفح عنه، واحتويه واواصلعطائي له، فاذا به بعد فترة وجيزةاخرى يتزوج بثالثة طلقها بعد اسبوعواحد من الزواج، وقبل ان اعرف بنبأزواجه ثم برابعة مطلقة ولها ولد فلماطق صبرا هذه المرة وثرت انا واهلي جميعا عليه بعد ان بدأ صبرنا عليه ينفد وبعد تعلله لنا في كل مرة بأنهاستكون الاخيرة ولن تتكرر من جديد،وانه سيعرف لي قدري ويكف عما يفعلخاصة انه لا يفعله بدافع الشهوةوانما بدافع حب المغامرات.
ومرض زوجي في تلك الفترة بالقلب ودخلالعناية المركزة اربع مرات خلال عامواحد، ودعوت الله كثيرا ان يتم شفاؤهوان يستوعب الدرس ويفهم مغزى ماحدث،وهو انه انذار او رسالة من السماءاليه لكي يستقر في بيته، وبين زوجتهوابنائه واحفاده ويعيد الهدوء لحياةالاسرة، وقمت بتمريضه والسهر علىرعايته وراحته خلال مرضه على اكملوجه، وغادر زوجي المستشفى بعد اجراءجراحة له في القلب ونصحه الاطباء بانيغير اسلوب حياته ويهتم بصحته لان اياهمال من جانبه سيودي بحياته، ولمسزوجي منا جميعا الرعاية المخلصة لهحتى قال لنا انه لم يكن يعرف مقدارحبنا له الا عندما رأى منا كل هذاالعطف وهذا الاهتمام، وطلق الزوجةالرابعة، ورجع الهدوء الى حياتناوحمدت الله كثيرا، وادركت ان ملفمغامراته قد اغلق للابد.
فاذابي اصعق بعد شهور قليلة بانه تزوج للمرة الخامسة ومن فتاة عمرها 16 عاماتلميذة في الصف الثاني الثانوي ومن اسرة متواضعة للغاية وبيئة رديئةحقا، ولست اقول ذلك لكي اسيء اليهاوانما لتعرف فقط بأي ثمن رخيص باع زوجي الزوجة الوفية والابناء الخمسةوالاحفاد الستة والاستقرار العائلي بزيجة او مغامرة مع فتاة اصغر منابنائه.
اننيالآن في قمة الثورة عليه ومصممة علىالطلاق، لانني قد ضقت به ولم اعداحتمل حماقاته ونفد صبري ولم يبق من هما يسمح لي بأن اغفر له اية اخطاءاخرى، وهو لا يريد ان يطلقني، واناالآن استعد لرفع دعوى طلاق ضده معالحفاظ على حقوقي لانه لم يمر بعد عامعلى زواجه الخامس لكني اخشى طريقالنزاع حفاظا على سمعة ابنائي الذينيشغلون مناصب مرموقة، فماذا تنصحنيان افعل علما باني اعيش الآن مع اصغرابنائي وعمره 8 سنوات وحولي احفاديوابنائي الآخرون لا يتركونني، كمااريد نصيحتك في كيف اشغل وقت فراغيحتى لا افكر في هذا الرجل، لانني سأجن من التفكير واتعجب كيف تهون العشرةبهذه السهولة؟ وكيف يهرب رجل منالاستقرار العائلي والبيت الهادىءوالابناء والاحفاد بحثا عن حياةجديدة وبعد ان اعطاه الله كل شيء؟!
وكيفلا يخشى رجل في الخمسين من عمره - الآن
 - كزوجي على صورته امام الناس وامامابنائه ومازال يبحث عن شيء لا تفهمه؟انني محبطة للغاية واريد مشورتك وعلىاستعداد للحضور اليك اذا اردتمناقشتي في بعض التفاصيل.

ولكاتبةهذه الرسالة اقول:

 استوقفتني في قصتكا لعجيبة هذه عبارة تأملتها طويلاوتعجبت لها كثيرا هي قولك انه بعدزواجه الرابع بدأ صبركم ينفد عليه فأي صبر هذا يا سيدتي الذي يتسع لاربع زيجات متتاليات من فتيات صغيرات،وبغير مبرر سوى الرغبة في المتعةومعايشة احساس المغامرة، دون اي مبررمشروع او نقص حسي او عاطفي يشكو منهزوجك معك.
انناندعو دائما للتسامح بين الزوجين وبينالبشر بصفة عامة، لكن التسامح شيءوالتفريط شيء اخر فالتسامح يعينالمخطىء اذا ندم ندما صادقا على خطئهعلى نفسه ويساعده على الرجوع عن غيهوالالتزام بالطريق القويم بعد ان خبرالخطأ وعرف عاقبته.
اماالتفريط فانه يشجع المخطىء علىالاستمرار في غيه واستمرار الخطأ مادام قد امن العقاب عليه، وعرف جيداانه سيجد لدى من يعنيهم امره قلباغفورا مهما فعل.
وجوهرفلسفة العقاب في كل الشرائع هو انيحقق فضلا عن القصاص العادل هدفالردع لمرتكب الخطأ لكيلا يقترفالمزيد من الاخطاء في قادم الايام،وهدف الانذار لمن يحومون حول البئرالا يقتربوا منها لكيلا ينالهم مانال من وردها من قبل.
وتسامح الزوجة مع اخطاء من هذا النوع من جانب زوجها لا يكون اكثر من مرة او مرتينعلى اقصى تقدير خلال رحلة الزواجحفاظا على الاسرة والابناء ورعايةلحقهم عليها، اما التسامح اللانهائيمع نفس الخطأ فانه لايحقق ابدا هدفالاصلاح الذي تنشده الزوجة، ولا هدفالعدل وتحمل كل انسان لتبعات افعالهوتكبد عواقبها راضيا او ساخطا، وهكذااستمرأ زوجك تكرار المغامرة وبنفسخطواتها واحدة بعد الاخرى حتى بلغنخمسا خلال ستة اعوام ولو كان قد شعربتهديد جدي لاستقراره وامانه ووضعهالعائلي المحترم بعد الخطأ الثانيمثلا لما ادمن الخطأ واستسهله، خاصةانه يبدي الندم الشديد عقب كل مغامرةويقر لك بأنك افضل زوجة في الوجود،وانه قد عرف خطأه واستنكره فلا تمضياشهر الا ويكرره بنفس التفاصيل فأيندم شديد هذا الذي لا يلبث ان يتبخرخلال بضعة اسابيع؟
لقدذكرني ذلك بما جاء في رواية الثلاثيةلاديبنا العظيم نجيب محفوظ عن شخصيةانسان مستهتر كثير العثرات وينتقل منخطأ بشع الى خطأ ابشع، وكلما افتضحامره طامن رأسه مستخزيا وأسفا واعتذرلذويه بأن الشيطان قد أغواه فارتكبهرغما عنه، حتى ضاقت به شقيقته ذات مرةفسألته ساخطة: اليس للشيطان لعبةاخرى سواك؟
وهيعبارة تنطبق الى حد كبير على زوجكالعزيز!
ولقدفهمت من رسالتك انه قد بدأ هذا العبث فجأة منذ ست سنوات فقط، اي وهو فيالرابعة والاربعين من عمره وبعد 24عاما من الزواج وانجاب خمسة ابناءواول حفيد، ومعنى ذلك انه لم يحسنالتعامل مع ازمة منتصف العمر التيتواجه بعض الرجال في هذه المرحلة،فيشعرون خلالها بأن الشباب قد ولى،وان ما بقي من العمر اقل مما مضى منه،ويهتزون نفسيا لرحيل بعض الاقران عنالحياة، فيرغبون في اقناع انفسهم قبلغيرهم انهم مازالوا في عنفوان الشبابوقادرون على الحب والمغامرة والفوزباعجاب الفتيات، ويزداد احساسهمبالجدارة الموهومة كلما كان الطرفالآخر في المغامرة من جنس الفتياتالصغيرات، ولانهم يتورطون في هذاالعبث عادة وهم في منتصف العمر وبعدان عملوا ربع قرن تقريبا وبنواحياتهم فانهم يجدون غالبا في ايديهممن الامكانات المادية ما ييسر لهمهذا العبث ويعينهم عليه وعلى تحملتكاليفه.
ويغيب عنهم وهم يعتزون بنجاحهم الخادع معالفتيات الصغيرات ان عامل الاغراءالمادي الذي يتوافر لديهم هو احد اهماسباب قبول بعض الفتيات لهم، كما هوالحال غالبا في معظم زيجات زوجكالخمس ان لم تكن كلها!
ولقدقرأت اخيرا في رواية الموت للروائياليوغسلافي فلاديمير برتول عبارةفريدة تفسر لنا تفسيرا ساخرا سراهتمام بعض الرجال وهم في منتصفالعمر او اكثرقليلا بالفتيات الصغيرات تقول: ان شأن الحب كشأنالشواء كلما هرمت الاسنان تطلب الامران يكون الحمل صغيرا، ولقد يضاف الىازمة زوجك الذي يريد ان يقنع نفسه بأنه مازال الرجل الذي كان، ان بعض منيتزوجون صغارا يتوهمون انه قد فاتهمبالزواج المبكر والاستقامة الشخصيةان يعرفوا الكثير عن الجنس الآخروانهم لم يمارسوا تجارب العشق والحبوالمغامرة في سن الشباب فيحاولونتعويض ذلك نفسيا بمثل هذا العبثالمتأخر!
واياكانت دوافع زوجك النفسية او غيرالنفسية لما فعل فانها لا تبرر لهابدا ان يتزوج عليك خمس زيجات متتاليات اكثرهن من بنات اصغر من ابنائه، ولا لوم عليك ابدا في نفادصبرك الذي لم ينضب معينه الا بعدالزيجة الخامسة من ابنة السادسةعشرة، وبعد اربع ازمات قلبية وجراحةفي القلب والتفافكم حوله خلال محنتهالمرضية، فمرحبا بنفاد الصبر مع مثل هذا الزوج الذي لا يتعلم ابدا مناخطائه ولا يصمد ندمه على الخطألاكثر من اسابيع، واستمسكي يا سيدتي بموقفك منه وبطلب الانفصال عنه واستعيني عليه بابنائك الراشدين والعقلاء من اهلك، عسى ان يوفر عليك طريق النزاع ويؤدي اليك حقوقك كاملةبغير مماطلة، او يكون ذلك دافعااخيرا له للاقلاع النهائي عن هذاالعبث الطائش بعد كل ما كان من امره
انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;