انا سيدة عمري 40 عاما
زوجة لرجل مرموق وأم لولد وبنت في سن الصبا ويدرسان بالمدارس الخاصة للغات.. ونحن
نقيم في حي راق ولديّ سيارة باسمي نستخدمها في اسفارنا الي المصايف، وليس ينقصني
شيء سوي انني نكدية جدا مع زوجي، بالرغم من طيبته وبالرغم من انه يضع في يدي كل
ماله، وحين يزورني صهري وحماتي فإني ارحب بهما، لكني سرعان ما أفقد اعصابي معهما
وأرفض ان اقدم لهم اي مشروب وأتشاجر بلا اي سبب مع زوجي وابنائي فينفر صهري وحماتي
مني ويغادران بيتنا مفزوعين.. وفي اليوم التالي اتصل بهما واعتذر لهما عما حدث
مني،
ونفس الشيء يحدث مع ابي وامي حين يزورانني مع انهما يأتيان لزيارتي من حي بعيد جدا عن مسكننا، فأروح اشكو لهما من مصاريف الأبناء في المدرسة الخاصة ومن زوجي وكيف انه يغيب في العمل من الصباح للمساء وأعكنن عليهما الجو ولا احسن معاملتهما، فيغادران البيت نادمين علي زيارتي ولا يرجعان الي زيارتي مرة اخري. ونحن كأسرة مشتركون في احد النوادي ونحضر الأنشطة المختلفة، لكني انكد ايضا خلالها علي زوجي وأبنائي وعلي من نجلس معهم فينفرون مني، ويرون انني نكدية ومتوحشة.
وكل همي هو تتبع التلفزيون طوال النهار وعلي جميع القنوات المصرية والأجنبية وقنوات الدش.
فكيف اغير حالتي النفسية وابتسم في وجوه افراد اسرتي وأقاربي؟
انني ارجوك ان تنشر رسالتي كاملة في بابك حتي تقرأها كل الزوجات النكديات اللاتي نكدن علي ازواجهن وابنائهن مع التفصيل الكامل لردك، ولا اقبل ردا من سطرين فقط!!. ما هي نصائحك لي؟.
السلام عليكم ورحمة الله.
ولكاتبة هذه الرسالة اقول:
اعتلال المزاج النفسي الدائم والميل للاكتئاب والاستعداد لافتعال المشاكل مع الآخرين، قد يكون من مظاهر اضطراب قديم يسميه علماء النفس بالسوداوية، او الميلانكوكيا واعراضه الاساسية هي الحزن.. واللامبالاة العاطفية، والتباطؤ النفسي والحركي، اي تباطؤ الاستجابة النفسية والاستجابة الحركية للدوافع المختلفة، والانسان المشغول بنفسه عن الآخرين.. ينحصر في ذاته دائما ويتخيل ان كل ما يرتبط به من هموم وشواغل وأفكار لا بد ان يكون بالضرورة موضع اهتمام الآخرين، كما هو موضع اهتمامه.. ولهذا فإنه يبادر من يقترب منه بالحديث دائما عن نفسه وهمومه وشواغله وهواجسه ويتوقع منه ان يشاركه الهم بذلك وان ينشغل به عن كل ما عداه.. ولقد يضيق به او يشتبك معه اذا استشعر لا مبالاته بما يحدث عنه، او اذا حاول الآخر تهوينه عليه او لفت نظره الي انه ليس من هموم الحياة الجادة، او لا يقارن بهموم المبتلين بأشياء قدرية اخري يصعب احتمالها..
كما انه يطلب ايضا من الآخرين الكثير، ولا يعطيهم من نفسه شيئا غالبا لأنه غير قادر علي العطاء ولأنه يتصور انه ذو ميزة من واجب الآخرين ان يهتموا بها، وليس من حقهم ان يتوقعوا منها الاهتمام بأمرهم، ولهذا فإن الشخصية التي تعاني هذه الاعراض تكون عادة شخصية شديدة الوطأة علي الغير وتحاول دائما ان تفرض همومها وشؤونها عليهم.. وتجعل من ذاتها محور الحديث معهم.. وقد لا تتورع عن ان تكدر عليهم صفو اوقاتهم عند الضرورة، بافتعال المشاجرات معهم او مع اقرب الناس اليها في حضورهم، فينفرون من الاقتراب منها مرة اخري كما يفعل صهرك وحماتك ووالداك وجلساؤك في النادي معك. وكل ذلك مرجعه الي اللامبالاة العاطفية باعتبارات الآخرين والانحصار داخل الذات وشواغلها وشجونها وحدها!.
وليس تجمدك امام التلفزيون بالساعات الطويلة دون حراك إلا شكلا آخر من اشكال التباطؤ الحركي والنفسي، وليست مطالبتك لي بما يشبه اللهجة الآمرة ان اكتب لك ردا طويلا مسهبا علي رسالتك، لأنك لا تقبلين ردا من سطرين فقط إلا مثالا لطريقة تعاملك الذي لا يتسم بالكياسة مع الآخرين. ذلك ان مشكلة الشخصية المسيطرة التي يتقبل من يشاركونها حياتها وطأتها الشديدة عليهم كأمر واقع لا حيلة لهم في تغييره، هي انها تتوقع ان يتقبل الآخرون من خارج دائرة اسرتها الصغيرة نفس هذا السلوك منها بلا اعتراض وتصدم حين ينفرون منها.. ويفرون منها فرار السليم من الأجرب، مع انه لا غرابة منها في ذلك، لأن الوحدة وافتقاد الاصدقاءهما عقاب من لا يحسن التعامل مع البشر.. ومن لا يراعي اعتباراتهم كما يتوقع هو منهم ان يراعوا اعتباراته. غير ان كل ذلك يمكن التخلص منه بتعديل الأفكار والمفاهيم وحسن التفرقة بين الزوج والأبناء، الذين يتحملون المرء بلا غضاضة وبين الآخرين الذين ليس لديهم ما يدعوهم للصبر علينا او احتمال الأذي منا.. وبإعفاء هؤلاء الآخرين من دفع ثمن اعتلال مزاجنا النفسي بلا مبرر وبأن نختار لأنفسنا ان نهتم بهم ونراعي اعتباراتهم، كما نطالبهم بالاهتمام بأمرنا ومراعاة اعتباراتنا.. وبالاعتدال في تقديرنا لذواتنا وشواغلنا وهمومنا.
كما ان الامر يتطلب كذلك استشارة الطبيب والاستعانة ببعض العقاقير المهدئة والمطمئنة علي اعادة المزاج النفسي المعتل الي حالته الطبيعية.
وخير ما تفعلين كلما هممت بافتعال النكد والشجار مع زوجك بلا مبرر، هو ان تتذكري ان النكد الزوجي هو السحر الأسود الذي يؤدي الي انهيار معظم الزيجات والي تحول بعض الأزواج - الذين بدوا لنا مستسلمين بلا مقاومة لأقدارهم الي ما لا نهاية فجأة وبغير سابق انذار عن زوجاتهم - تحولا نهائيا لا يجدي معه الندم ولا محاولة الاصلاح بعد فوات الأوان
ونفس الشيء يحدث مع ابي وامي حين يزورانني مع انهما يأتيان لزيارتي من حي بعيد جدا عن مسكننا، فأروح اشكو لهما من مصاريف الأبناء في المدرسة الخاصة ومن زوجي وكيف انه يغيب في العمل من الصباح للمساء وأعكنن عليهما الجو ولا احسن معاملتهما، فيغادران البيت نادمين علي زيارتي ولا يرجعان الي زيارتي مرة اخري. ونحن كأسرة مشتركون في احد النوادي ونحضر الأنشطة المختلفة، لكني انكد ايضا خلالها علي زوجي وأبنائي وعلي من نجلس معهم فينفرون مني، ويرون انني نكدية ومتوحشة.
وكل همي هو تتبع التلفزيون طوال النهار وعلي جميع القنوات المصرية والأجنبية وقنوات الدش.
فكيف اغير حالتي النفسية وابتسم في وجوه افراد اسرتي وأقاربي؟
انني ارجوك ان تنشر رسالتي كاملة في بابك حتي تقرأها كل الزوجات النكديات اللاتي نكدن علي ازواجهن وابنائهن مع التفصيل الكامل لردك، ولا اقبل ردا من سطرين فقط!!. ما هي نصائحك لي؟.
السلام عليكم ورحمة الله.
ولكاتبة هذه الرسالة اقول:
اعتلال المزاج النفسي الدائم والميل للاكتئاب والاستعداد لافتعال المشاكل مع الآخرين، قد يكون من مظاهر اضطراب قديم يسميه علماء النفس بالسوداوية، او الميلانكوكيا واعراضه الاساسية هي الحزن.. واللامبالاة العاطفية، والتباطؤ النفسي والحركي، اي تباطؤ الاستجابة النفسية والاستجابة الحركية للدوافع المختلفة، والانسان المشغول بنفسه عن الآخرين.. ينحصر في ذاته دائما ويتخيل ان كل ما يرتبط به من هموم وشواغل وأفكار لا بد ان يكون بالضرورة موضع اهتمام الآخرين، كما هو موضع اهتمامه.. ولهذا فإنه يبادر من يقترب منه بالحديث دائما عن نفسه وهمومه وشواغله وهواجسه ويتوقع منه ان يشاركه الهم بذلك وان ينشغل به عن كل ما عداه.. ولقد يضيق به او يشتبك معه اذا استشعر لا مبالاته بما يحدث عنه، او اذا حاول الآخر تهوينه عليه او لفت نظره الي انه ليس من هموم الحياة الجادة، او لا يقارن بهموم المبتلين بأشياء قدرية اخري يصعب احتمالها..
كما انه يطلب ايضا من الآخرين الكثير، ولا يعطيهم من نفسه شيئا غالبا لأنه غير قادر علي العطاء ولأنه يتصور انه ذو ميزة من واجب الآخرين ان يهتموا بها، وليس من حقهم ان يتوقعوا منها الاهتمام بأمرهم، ولهذا فإن الشخصية التي تعاني هذه الاعراض تكون عادة شخصية شديدة الوطأة علي الغير وتحاول دائما ان تفرض همومها وشؤونها عليهم.. وتجعل من ذاتها محور الحديث معهم.. وقد لا تتورع عن ان تكدر عليهم صفو اوقاتهم عند الضرورة، بافتعال المشاجرات معهم او مع اقرب الناس اليها في حضورهم، فينفرون من الاقتراب منها مرة اخري كما يفعل صهرك وحماتك ووالداك وجلساؤك في النادي معك. وكل ذلك مرجعه الي اللامبالاة العاطفية باعتبارات الآخرين والانحصار داخل الذات وشواغلها وشجونها وحدها!.
وليس تجمدك امام التلفزيون بالساعات الطويلة دون حراك إلا شكلا آخر من اشكال التباطؤ الحركي والنفسي، وليست مطالبتك لي بما يشبه اللهجة الآمرة ان اكتب لك ردا طويلا مسهبا علي رسالتك، لأنك لا تقبلين ردا من سطرين فقط إلا مثالا لطريقة تعاملك الذي لا يتسم بالكياسة مع الآخرين. ذلك ان مشكلة الشخصية المسيطرة التي يتقبل من يشاركونها حياتها وطأتها الشديدة عليهم كأمر واقع لا حيلة لهم في تغييره، هي انها تتوقع ان يتقبل الآخرون من خارج دائرة اسرتها الصغيرة نفس هذا السلوك منها بلا اعتراض وتصدم حين ينفرون منها.. ويفرون منها فرار السليم من الأجرب، مع انه لا غرابة منها في ذلك، لأن الوحدة وافتقاد الاصدقاءهما عقاب من لا يحسن التعامل مع البشر.. ومن لا يراعي اعتباراتهم كما يتوقع هو منهم ان يراعوا اعتباراته. غير ان كل ذلك يمكن التخلص منه بتعديل الأفكار والمفاهيم وحسن التفرقة بين الزوج والأبناء، الذين يتحملون المرء بلا غضاضة وبين الآخرين الذين ليس لديهم ما يدعوهم للصبر علينا او احتمال الأذي منا.. وبإعفاء هؤلاء الآخرين من دفع ثمن اعتلال مزاجنا النفسي بلا مبرر وبأن نختار لأنفسنا ان نهتم بهم ونراعي اعتباراتهم، كما نطالبهم بالاهتمام بأمرنا ومراعاة اعتباراتنا.. وبالاعتدال في تقديرنا لذواتنا وشواغلنا وهمومنا.
كما ان الامر يتطلب كذلك استشارة الطبيب والاستعانة ببعض العقاقير المهدئة والمطمئنة علي اعادة المزاج النفسي المعتل الي حالته الطبيعية.
وخير ما تفعلين كلما هممت بافتعال النكد والشجار مع زوجك بلا مبرر، هو ان تتذكري ان النكد الزوجي هو السحر الأسود الذي يؤدي الي انهيار معظم الزيجات والي تحول بعض الأزواج - الذين بدوا لنا مستسلمين بلا مقاومة لأقدارهم الي ما لا نهاية فجأة وبغير سابق انذار عن زوجاتهم - تحولا نهائيا لا يجدي معه الندم ولا محاولة الاصلاح بعد فوات الأوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق