لي عتاب لديكم فقد وقع منكم ظلم علي شريحه من الرجال
اظنني واحدا منهما ففي بريد الجمعه30 اغسطس الماضي نشرتم رساله باسم( راس
النعامه) لرجل يشكو من زوجته بعد عشرين عاما من الزواج وراح يعدد مساوئها(
تبريرا لزواجه من اخري) وهذا ليس بيت القصيد ولكن بيت القصيد انك تري ان هناك
ظلما يقع علي المراه من امثال هذا الرجل الذي يشكو بعد عشرين عاما او اكثر من
زوجته, وانا اعتقد ان رساله الجمعه التاليه لهذه الرساله تحت عنوان( القطره الزائده) هي ابلغ دليل علي ان هناك رجالا يضطرون للصبر سنوات طويله مريره من اجل
فلذات اكبادهم ومن اجل ان ينشاوا في بيئه اجتماعيه سويه الي حد ما مضحين براحتهم
النفسيه التي قد تجعلهم في غايه الاكتئاب,
وقد تعصف بهم نفسيا وعصبيا بل وتودي
بهم الي ما هو اكثر من ذلك من امراض عضويه قد لا يجدي معها العلاج بالادويه
والعقاقير المختلفه, وحتي لا اطيل عليك فقد حاولت مرارا وتكرارا ان اكتب اليك
كثيرا, ولكن حالتي النفسيه لم تكن لتسمح لي بذلك فانا شاب في الخامسه والاربعين
من العمر اعمل محاسبا بهيئه علميه مرموقه, ومن مواليد برج الحوت الذين يتصفون
بالرومانسيه الحالمه طيب القلب, كما يقول المقربون مني اتاثر كثيرا بهموم
الاخرين وكثيرا ما ابكي تاثرا بالام الغير, وقد تنساب دموعي لموقف انساني في
فيلم او تمثيليه تليفزيونيه اشاهدها, وقد نشات في اسره الكلمه فيها لرب هذه
الاسره كما هي الطبيعه في كل الاسر المصريه, خاصه ذات الاصول الصعيديه, وحتي
لا اطيل عليكم اكثر من ذلك, فقد ارتبطت منذ عشرين عاما بزميله لي بالجامعه
وتزوجنا بعدها بثلاث سنوات, وقد كانت فتره الخطبه حافله بالمشكلات, واعتقدت
وقتها ان هذه المشكلات سوف تزول بعد الزواج لتصوري ان هناك ضغوطا عليها في بيت
اسرتها لسبب ما وانها تنفس عن نفسها معي, ولكن واه من لكن هذه فقد كانت هذه
طبيعتها فلديها حب تملك رهيب بل وتحكم ايضا فقد استمرت كذلك بعد الزواج ومن اليوم
الثالث.... عناد رهيب الي اقصي حد تتخيله ثم حدث الحمل بعد خمسه عشر يوما
تقريبا, وهنا اعتقدت زوجتي العزيزه انها سوف تاتي بما لم تات به النساء جميعا
وانها قد كبلتني بقيد لا استطيع الفكاك منه ابدا, ولما كنت اعمل بالمقوله
القائله( التمس لاخيك الف عذر فان لم تجد فالعيب فيك) فقد حاولت ان اروضا
بالمعروف والحسني ولكن هيهات ثم وضعت حملها وبعد شهرين من الولادهخرجنا لزياره اخيها حسب رغبتها فلم نجده واسرته في سكنهم وفي عودتنا طلبت منها ان نقضي بعض الوقت في نزهه مادام لم نجد اخاها واسرته, خاصه انها كانت تجلس معهم علي الاقل ساعتين فاذا بها تتعلل بتركها الولد مع امي وان قلبها ياكلها عليه( حسب تعبيرها) فعرضت عليها ان نجلس ولو نصف الساعه في مكان لطيف او حتي مقدار شرب العصير او الشاي او القهوه, لكنها رفضت باصرار وتمضي السنون بين خلافات كثيره ووئام لبعض الوقت ثم رزقنا الله بعد خمس سنوات بطفل اخر, وحدث خلاف بيني وبينها في الراي او الاسلوب في الحياه فتركت لها شقه الزوجيه وذهبت الي شقه اسرتي وجلست بحجه مشاهده التليفزيون ونمت علي كنبه الانتريه بالصاله متعللا لابي وامي بان النوم قد غلبني ثم صعدت لشقتي في الصباح ثم نزلت ثانيا في المساء الي شقه اسرتي, وكنت اتناول الطعام في شقتي دون ان اتحدث مع زوجتي حتي اشعرها انها اخطات في حقي, وبغير ان افتعل المشكلات معها ففوجئت في صباح اليوم التالي بانها قد تركت البيت في السابعه صباحا وخرجت تاركه لي الطفلين واحدهما عمره خمسه اشهر فقط وامي سيده مسنه لا تستطيع القيام بواجبات الامومه, كما كانت تقوم بها منذ عشرين عاما مثلا, فهل الامومه ان تترك امراه رضيعها مهما تكن الاسباب وصبرت وصبرت معي امي علي وجود طفل رضيع لا حول له ولا قوه ولا ذنب له الا ان امه ارادت ان تودبني علي ذنب لم اقترفه( سوي انني حاولت ان اعاملها معامله المتحضرين بالخصام لا بالضرب او الاهانه) بقي معي وامي الطفلان خمسه واربعين يوما حتي جاءني من يخبرني بان اخاها قد توعد اولادي بادخالهم الملجا اذا ما فكرت باحضارهم الي امهم فجن جنوني واخذت اولادي وذهبت بهم الي زوجتي عند اهلها وتركت لها الولدين مهددا بانني سوف اسلمهما لها عن طريق الشرطه في حاله رفضها تسلمهما( كونها حاضنه) فتسلمتهما, وكنت خلال فتره تركها لهما احاول مصالحتها بالذهاب لها في عملها ولكنها كانت ترفض بل كانت تهينني وكنت اتحمل من اجل ابنائي وليس لاني علي خطا ولاني لا استطيع ان اري الحزن علي وجه اولادي ثم تمضي الحياه ببعض حلوها وكل مرها ويرزقني الله بطفله اخري( وانت تتساءل دائما وكيف يحدث انجاب الاطفال العديدين وانتم علي هذا الحال كعادتك في رسائل كثيره سواء للرجال او النساء) وانا اجيبك بانه لسببين يحدث هذا, اما السبب الاول فحتي لا نقع في الرذيله,
اما الثاني فلاتقاء الله في الطرف الاخر يقول الله تبارك وتعالي فاتقوا الله ما استطعتم ولاننا لا نلتقي فكريا فقد استمرت المشكلات مع استمرار الحياه بيننا فنحن كطرفي قضبان السكك الحديديه تمضي سويا ولا تلتقي ابدا ثم فكرت في ان اتزوج باخري دون المساس بحقوقها من ملبس او ماكل او مسكن فاذا بها تترك لي الاولاد بعد المره الاولي بخمس سنوات ولك ان تتخيل ثلاثه اولاد ولدين وبنتا اكبرهم في الحاديه عشره واصغرهم في الخامسه من عمرها ايتام بمعني الكلمه في غياب الام ولم استطع ان امحو نظره اليتم من اعينهم بما اغدقه عليهم من حنان او عطاء او لعب فتحاملت علي نفسي وحاولت ارضاء امهم بكل السبل حتي تعود لاولادها ولكنها ابت الا بشرط وحيد وما ادراك ما هذا الشرط انه شيك علي بياض اي غير محدد المبلغ واقسم لك انني قد اصابني انهيار عصبي من هذا المطلب الذي قالت عنه انه ضمان لها حتي لا اطردها من الشقه بعد تخطي الاولاد سن حضانتها لهم وقضيت شهرين كاملين وانا احاول معها ان تطلب شيئا اخر غير هذا الشيك ولكنها ابت فاضطرت الي تلبيه طلبها من اجل اولادي وكتبت لها الشيك باسمها دون تحديد اي مبلغ فيه ثم مرت خمس سنوات اخري فاذا بي لم اعد احتمل هذا الخواء العاطفي( بكل ما تعنيه هذه العباره من معني) واردت ان اتزوج دون المساس باي حق من حقوقها فقامت الدنيا ولم تقعد وحدثت مشكلات لا حصر لها وكانت في غايه العنف ثم تركت الاولاد وخرجت غاضبه لتساومني علي العوده للاولاد بشرط ان اكتب لها الشقه باسمها ولكني رفضت هذه المره وباصرار حتي ولو كانت ستدخلني السجن بالشيك الذي اخذته من قبل ضمانا لعدم طردها من الشقه بعد انتهاء سن حضانه الاولاد فانا لم اعد اامن تهورها وعنادها فقد اكتب لها الشقه ثم تقوم بطرد الاولاد منها ومطالبتي بشقه للحضانه بصفتها حاضنه فاين اذهب باولادي! فاخذت اوسط بيننا من لديه عقل ودين ويدعو بالحسني, لقد شرع لنا الله الزواج من اكثر من واحده, وكان احد اسباب ذلك الحفاظ علي الاسره, وخاصه( الاولاد) وليس كما تدعي بعض النساء حين تكون الزوجه( مريضه او لا تنجب) او ما الي ذلك, واقسم لك بالله العلي العظيم بانني كنت الجا الي الله واتضرع اليه كثيرا ان يخرجني من هذا الكرب فاذا بها بعد شهرين من العصيان والتمرد ولسبب لا يعلمه الا الله تعود الي اولادها وان كان السبب الظاهر لي اني تراجعت عن مشروع الزواج باخري
نتيجه لطلب اولادي حتي يستطيعوا الاستمرار في دراستهم, خاصه ان لي ابنا بالثانويه العامه وفي مرحله حرجه من العمر هي مرحله المراهقه, انني لا اخفي عليك سرا بانني مثل باقي زملائي من الرجال الذين صبروا حتي تخطي اولادهم المرحله الحرجه من العمر او اطمانوا عليهم بالتخرج في الجامعه او الزواج ان كن بنات ثم بحثوا لهم عن رفيق يلائمهم ويتوافق معهم في الميول والمشاعر, فانني مازالت في حلقي غصه من اجباري علي الحياه بهذه الطريقه من اجل اولادي, فقد جري العرف علي ان المراه دائما ما تتحمل الكثير والكثير من اجل اولادها اما وقد انقلبت الايه كما يقولون فاعتقد والله اعلم ان الساعه قد حانت.
انني احببت ان تعلم ان هناك رجالا يتحملون كثيرا من اجل اولادهم, ومن حقهم ان يتزوجوا ممن ترتاح اليهن انفسهم بعد عناء نفسي طويل ومرير, وان هذا ليس دفاعا عنا نحن من لا نريد ان نغضب الله, وابلغ دليل علي ذلك رساله( القطره الزائده) لقد عقدت العزم باذن الله ان اتزوج بمن اجد فيها الحنان الذي اتوق اليه منذ امد مديد ولو بعد حين فانت لا تعرف مقدار الهم والكبت والحزن الذي يجثم علي صدر امثالنا نحن من تزوجنا ممن تختلف طباعهن وميولهن عنا, فانا كانسان رومانسي او عاطفي او ميال الي المعامله الطيبه بالود لا استطيع التعامل مع هولاء الذين يتعاملون بالغلظه فارجو الا تقسوا علينا نحن من فجعنا فيمن شاركونا الحياه لاول مره.
ولكاتب هذه الرساله اقول:
ليس هناك علاقه انسانيه تحمل في طياتها من دواعي الامتزاج والتلاحم ووحده المصير, ودواعي الشقاق والخلاف والنزاع في الوقت نفسه, ما تحمله العلاقه الزوجيه! لهذا فهي علاقه متشابكه ومركبه وليست ابدا علاقه بسيطه, ويكفي لتاكيد ذلك الاشاره الي حقيقه واحده هي انها تكاد تكون العلاقه الثنائيه الوحيده في الوجود التي يفترض فيها كل من الطرفين غالبا انه علي حق مطلق لا ياتيه الباطل من امامه او من خلفه, وان الطرف الاخر علي باطل مطلق لا ياتيه الحق من امامه, ومن خلفه!
وانت علي سبيل المثال يا سيدي تري نفسك محقا علي طول الخط, ومن حقك ان تتزوج من اخري دون المساس باي حق من حقوق زوجتك وعليها التهلل فرحا بذلك وقبول الامر دون اعتراض لانك من ابناء برج الحوت الذين يتسمون بالرومانسيه الحالمه وطيبه القلب كما تقول كما انك تري ان الزواج من اخري حق مطلق لك ولا يتعلق برخصه لها مبرراتها الشرعيه, وهي رويه رجاليه بحته لا يشارك فيها المنصفون ولا تضع في الاعتبار.
* مشاعر الزوجه الاولي وحقوقها عليه ورغبتها في الاستئثار بزوجها.
في حين اعطاها الشارع الحكيم حق طلب الانفصال عن زوجها اذا تزوج عليها علي غير قبولها ورضاها.. او اذا انكرت عليه هذا الزواج ورات انها لا تطيقه ولا ترغب في الاستمرار مع زوجها, كما انك تلوم زوجتك وحدها علي اختلاف الطباع والميول بينكما... مع ان مسئوليه هذا الاختلاف مسئوليه مشتركه بين الطرفين, وليست مسئوليه احدهما دون الاخر... اذ اخطا كل منكما في الارتباط بمن تتناقض سمات شخصيته وميوله وطباعه معه... فلماذا ينصب اللوم عليها وحدها؟!...
لقد اخطات زوجتك لاشك في ذلك حين اكرهتك علي كتابه شيك علي بياض لها كشرط لعودتها اليك بعد احد خلافاتكما السابقه... لكنك قد اخطات ايضا خطا مضاعفا بالاذعان لهذا الشرط المهين مقابل عودتها لاطفالها, ولو استمسكت بموقفك وقتها وانفصلت بالطلاق عنها لما لامك احد علي ما فعلت, كما اخطات زوجتك ايضا حين حاولت ابتزازك, لتسجيل مسكنك باسمها مقابل العوده اليك بعد خصامه اخر.. لكنك قد صمدت هذه المره فرجعت اليك مقابل عدولك عن فكره الزواج من اخري, ويحسب لها في النهايه انها لم تستخدم هذا الشيك ضدك في ذوره الخلاف بينكما, والذي وصل الي حد تفكيرك جديا في الزواج من اخري, ويعني ذلك ان شرط الشيك وان كان مهينا بالفعل الا انه يعكس لديها عدم الاحساس بالامان معك خاصه وانت تومن بان من حقك ان تتزوج عليها في اي مرحله من العمل دون استشارتها.
وما اريد ان اقوله لك انني اتفهم جيدا ما يدعو الاباء والامهات الي احتمال الاذي من شركاء حياتهم, والي تجرع المراره سنوات طوالا حرصا علي سعاده ابنائهم واستقرارهم... كما اتفهم ايضا ما يدفع شريكا الي اختزان المراره في اعماقه معظم سنوات الرحله حتي اذا اطمان الي ان ابناءه قد بلغوا شاطئ الامان راي ان من حقه ان يتطلع الي السعاده الشخصيه والهدوء, والامان العاطفي في حياته, ولست اعترض علي ذلك في حد ذاته كحل اخير اذا فاض الكيل باحد, ولم يعد في قوسه اي منزع, وكبر الابناء واتخذوا طريقهم في الحياه... لكني فقط اري من الظلم البين ان ينفي طرف نفسه من كل لوم وقد يكون ملوما بنفس القدر, وان يلقي بكل المسئوليه علي الطرف الاخر وحده, ولقد نشرت رسالتك لكي تطلع عليها بعض الزوجات اللاتي يتمادين في الضغط علي ازواجهن بعجزهم عن التخلي عن ابنائهم الصغار والاقدار علي تغيير حياتهم ولكي يطلع عليها ايضا بعض الازواج الذين يقهرون زوجاتهن بحرصهن علي ابنائهن, وعلي استقرار حياتهم العائليه, ليعرف الجميع ما يمكن ان تبلغه المراره من نفوس الشركاء الذين يبدون مستسلمين لاوضاعهم, وهم في واقع الامر يصبرون صبر المبتلين علي اقدارهم,
وتغلي مراجلهم انتظارا ليوم الخلاص ويتطلعون بلهفه الي اليوم الذي يتحررون فيه من اغلالهم... وهو اليوم الذي يشب فيه الابناء عن الطوق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق