أريد أن أعترف لك
بإثم ارتكبته لكي أخلص ضميري من عبئه.. وإن كنت لم أنج من دفع ثمنه.. فأنا رجل
متوسط العمر أعمل في منصب قيادي باحدي الهيئات, ولي صديق تزوجت ابنته من شاب كان
يعمل تحت رئاستي بالهيئة. وبطبيعة الحال فقد سألني صديقي عنه قبل الارتباط فشهدت له بحسن الخلق والجدية والالتزام.. ثم تم
الزواج ولأسباب لا أعرفها لم يوفق الزوجان في حياتهما معا ولم تطل عشرتهما.. ورغب
الشاب في أن يطلق ابنة صديقي, واستنجد بي الصديق فحاولت إقناع الشاب بالعدول عن
الطلاق دون جدوي, وتم الطلاق بالفعل فاستأت لعدم نجاحي مع هذا الشاب,
وكرهته,
ومضت الأيام ثم اتصل بي أحد المعارف ليقول لي أن هذا الشاب قد تقدم لخطبة فتاة من أقاربه ويريد أن يعرف رأيي فيه لابلاغه لأهل الفتاة قبل الرد عليه, فوجدتها فرصة للتنفيس عن ضيقي بهذا الشاب
وأبديت فيه رأيا سيئا للغاية وقلت فيه ما أعلم أنه ليس من صفاته, ولا أدري لماذا قسوت عليه وظلمته علي هذا النحو, وحمل الرجل رأيي إلي أهل الفتاة فرفضوه, وشاءت الظروف أن تتكرر نفس القصة مرة ثانية بعد شهور إذ سألني عنه والد فتاة تقدم هذا الشاب إليها, فلم أكتف بتجريحه والاساءة إليه فقط, وإنما أعطيت أيضا والد الفتاة رقم تليفون ابنة صديقي مطلقة هذا الشاب ليتحري منها عنه.. فانتهزت هي الفرصة لتقطيعه, واتصلت بي تشكرني علي أن أتحت لها هذه الفرصة..
ومرت سنوات ورحلت زوجتي يرحمها الله عن الحياة.. وواجهت الحياة وحيدا لفترة.. ثم ضقت بالوحدة وفكرت في الزواج مرة ثانية وتلفت حولي أبحث عن سيدة متوسطة العمر مطلقة أو أرملة تكون زوجة ملائمة لي, فخطرت علي بالي ابنة صديقي المطلقة منذ بضع سنوات ولم تتزوج, وتساءلت: ماذا يمنعني من الارتباط بها و فارق العمر بيننا ليس بالكبير جدا؟ وتحدثت إلي صديقي فوجدت منه ترحيبا وتحدثت إليها فلقيت منها التشجيع, وهكذا تزوجتها.. وبدأت حياتي معها, فإذا بي ألمس بعد قليل سوء طباعها وسوء عشرتها وذهلت حين اكتشفت أنها تسرق نقودا من حافظتي دون علمي, ولم أشأ أن أظلمها بغير بينة وأردت التأكد فعددت النقود الموجودة بحافظتي قبل النوم ونمت وفي الصباح عددتها فوجدتها ناقصة! كما لاحظت كذلك أنها تسرق من نقود الزكاة الموضوعة في مظاريف بأسماء من ستوجه لهم رغم علمها بأنها نقود زكاة, وليت الأمر اقتصر عند هذا الحد.. أو ليته اقتصر علي حد إهمالها لبيتها ونظافته وسوء طهيها وصوتها العالي, فلقد بدأت ألاحظ أن جرس التليفون يرن كثيرا في وجودي فإذا رددت عليه لم أجد سوي الصمت, أما إذا ردت هي فإن الحديث يطول وتزعم لي أن المتصل إحدي صديقاتها, فإذا تأكدت من أنه رجل زعمت أنه من الأهل.
فأدركت حينذاك فقط لماذا أصر زوجها السابق علي طلاقها ولم تفلح معه محاولاتي للعدول عن الطلاق.. وعرفت أنني قد ظلمته ظلما بينا حين افتريت عليه ما ليس فيه في شهادتي لمن سألوني عنه وأفسدت عليه زيجتين كان يسعي إليهما..
وإنني أشعر أنني قد أجرمت في حق هذا الشاب وقلت فيه بالباطل ما ليس فيه, ولا يخفف من إحساسي بالاثم سوي أنني قد تجرعت من نفس الكأس التي أردته أن يواصل تجرعها للنهاية.. وإني لأرجو أن يغفر الله لي هذا الاثم.. وأكتب إليك هذه الرسالة لكي أقر بذنبي وأنصح غيري ألا يفعلوا ما فعلت لكيلا تؤرقهم ضمائرهم أو يدفعوا ثمنا غاليا كالذي دفعته..
ومضت الأيام ثم اتصل بي أحد المعارف ليقول لي أن هذا الشاب قد تقدم لخطبة فتاة من أقاربه ويريد أن يعرف رأيي فيه لابلاغه لأهل الفتاة قبل الرد عليه, فوجدتها فرصة للتنفيس عن ضيقي بهذا الشاب
وأبديت فيه رأيا سيئا للغاية وقلت فيه ما أعلم أنه ليس من صفاته, ولا أدري لماذا قسوت عليه وظلمته علي هذا النحو, وحمل الرجل رأيي إلي أهل الفتاة فرفضوه, وشاءت الظروف أن تتكرر نفس القصة مرة ثانية بعد شهور إذ سألني عنه والد فتاة تقدم هذا الشاب إليها, فلم أكتف بتجريحه والاساءة إليه فقط, وإنما أعطيت أيضا والد الفتاة رقم تليفون ابنة صديقي مطلقة هذا الشاب ليتحري منها عنه.. فانتهزت هي الفرصة لتقطيعه, واتصلت بي تشكرني علي أن أتحت لها هذه الفرصة..
ومرت سنوات ورحلت زوجتي يرحمها الله عن الحياة.. وواجهت الحياة وحيدا لفترة.. ثم ضقت بالوحدة وفكرت في الزواج مرة ثانية وتلفت حولي أبحث عن سيدة متوسطة العمر مطلقة أو أرملة تكون زوجة ملائمة لي, فخطرت علي بالي ابنة صديقي المطلقة منذ بضع سنوات ولم تتزوج, وتساءلت: ماذا يمنعني من الارتباط بها و فارق العمر بيننا ليس بالكبير جدا؟ وتحدثت إلي صديقي فوجدت منه ترحيبا وتحدثت إليها فلقيت منها التشجيع, وهكذا تزوجتها.. وبدأت حياتي معها, فإذا بي ألمس بعد قليل سوء طباعها وسوء عشرتها وذهلت حين اكتشفت أنها تسرق نقودا من حافظتي دون علمي, ولم أشأ أن أظلمها بغير بينة وأردت التأكد فعددت النقود الموجودة بحافظتي قبل النوم ونمت وفي الصباح عددتها فوجدتها ناقصة! كما لاحظت كذلك أنها تسرق من نقود الزكاة الموضوعة في مظاريف بأسماء من ستوجه لهم رغم علمها بأنها نقود زكاة, وليت الأمر اقتصر عند هذا الحد.. أو ليته اقتصر علي حد إهمالها لبيتها ونظافته وسوء طهيها وصوتها العالي, فلقد بدأت ألاحظ أن جرس التليفون يرن كثيرا في وجودي فإذا رددت عليه لم أجد سوي الصمت, أما إذا ردت هي فإن الحديث يطول وتزعم لي أن المتصل إحدي صديقاتها, فإذا تأكدت من أنه رجل زعمت أنه من الأهل.
فأدركت حينذاك فقط لماذا أصر زوجها السابق علي طلاقها ولم تفلح معه محاولاتي للعدول عن الطلاق.. وعرفت أنني قد ظلمته ظلما بينا حين افتريت عليه ما ليس فيه في شهادتي لمن سألوني عنه وأفسدت عليه زيجتين كان يسعي إليهما..
وإنني أشعر أنني قد أجرمت في حق هذا الشاب وقلت فيه بالباطل ما ليس فيه, ولا يخفف من إحساسي بالاثم سوي أنني قد تجرعت من نفس الكأس التي أردته أن يواصل تجرعها للنهاية.. وإني لأرجو أن يغفر الله لي هذا الاثم.. وأكتب إليك هذه الرسالة لكي أقر بذنبي وأنصح غيري ألا يفعلوا ما فعلت لكيلا تؤرقهم ضمائرهم أو يدفعوا ثمنا غاليا كالذي دفعته..
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
من المؤسف حقا أن البعض منا يستهين بحرمة قول الزور عن
الآخرين ولا يشعر باثمه ولا بخطورته, مع أن الرسول الكريم
صلوات الله وسلامه عليه قد نبهنا إلي أنه من أكبر الكبائر وليس مجرد كبيرة, ففي
الحديث الذي رواه أبوبكر أنه قال لأصحابه ذات يوم ألا انبئكم بأكبر الكبائر(
ثلاثا) قالوا: نعم, قال: الاشراك بالله وعقوق الوالدين, وكان متكئا فجلس
وقال: ألا وقول الزور, ومازال يرددها حتي قلنا ليته سكت.. كما نهانا الرسول
الكريم أيضا عن قول السوء عن أحد وقال ما معناه انك إن قلت عنه ما فيه فقد اغتبته
وإن قلت عنه ما ليس فيه فلقد بهته, أي افتريت عليه وظلمته وآذيته أذي شديدا
بلا ذنب جناه..
وأنت ياسيدي قد بهت ذلك الشاب الذي كان يعمل معك وآذيته أشد
الأذي وحرمته ظلما وافتراء من فرصة الاقتران بمن تقدم لهما مرتين,
فلا عجب أن تدور دائرة الأيام وتكشف لك ما لم تكن تعلم, وتندم
علـي خطئك في حقه وتستشعر إثمه, وقد قال لنا الفقهاء إن التوبة إذا كانت تتعلق
بحقوق الله علي العبد فإنها تصح إذا توافرت لها ثلاثة شروط هي الكف نهائيا عما أثم
المرء بفعله. والندم الصادق عليه, والعزم الأكيد علي ألا يرجع إليه أبدا,
أما إذا كانت تتعلق بحقوق الغير فإنه يضاف إلي هذه الشروط الثلاثة شرط رابع هو رد
الحق إلي صاحبه, فإذا كان حقا ماديا اعاده إليه أو أستسمحه فيه إذا كان حقا
معنويا كأذي اللسان اعتذر له وطلب صفحه عنه, وقد اختلف الفقهاء في الحقوق
المعنوية, هل ينبغي للتائب أن يصرح له بما قاله عنه ويطلب صفحه عنه أم يتكتم ما قاله
عنه لكيلا يؤذيه مرة ثانية بتكرار ما قاله عنه في غيابه, وربما لم يكن يعلم به,
فقال بعضهم إن عليه أن يعترف له بما قاله عنه وقال البعض الآخر إن في اعترافه له أذي
معنويا هو في غني عنه, وأخذ جمهور الفقهاء بالحل الوسط وقالوا إن الأفضل هو
أن يعتذر له اعتذارا عاما بغير تعيين لما قاله عنه ويطلب منه عفوه رعاية لمشاعره
وتفاديا لتكرار ايذائه من جديد, وهذا ما ينبغي أن تفعله مع هذا الشاب إذا كنت
صادقا حقا في ندمك علي ما آذيته فيه.. فهل تفعل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق