أنا شاب في الخامسة والثلاثين من عمري أحمل مؤهلا عاليا
وأعمل عملا حرا يتطلب مني السفر من مدينتي التي أقيم بها إلي عاصمة المحافظة..
وأنا أصغر أخوتي حيث أن لي خمس شقيقات.. وقد نشأت يتيما إذ مات أبي وأنا في
السابعة من عمري.. وأحوالي المادية معقولة ولدي مسكن جيد به كل الكماليات وأنا
إنسان ملتزم وأحفظ نصف القرآن الكريم وأحافظ علي ديني قدر المستطاع..والمشكلة التي أكتب إليك بشأنها ليست مع زوجة أو أبناء
أو أخوة أو أخوات وإنما مع أمي!نعم أمي فهي تحبني بطريقة مرضية مخيفة وترفض مجرد الحديث
في أي مشروع لزواجي, فإذا أخطأت إحدي شقيقاتي ـ وكلهن متزوجات وحدثتني أمامها في
أمر زواجي, فيا ويلي منها بعد انصراف أختي
وعودتها إلي بيتها إذ ماأن تنصرف حتي
تنهال علي أمي بأفذع الشتائم وتكشف رأسها وتدعو علي بكل مصائب الحياة وتهددني بغضب
قلبها علي إلي يوم القيامة إذا تزوجت قبل أن تودع هي الدنيا!.. ومنطقها في ذلك
هي أنها قد ربتني يتيما وتحملت عبء رعايتي وحيدة ورعتني وعلمتني فكيف إذن تأخذني
منها ــ علي الجاهز ــ إمرأة أخري ؟ولست في حاجة لأن أحكي لك عن الجهود التي بذلتها شقيقاتي وأقاربي وبذلتها أنا معها لكي تقبل بفكرة زواجي وتطلق سراحي فأتزوج قبل أن يتقدم بي العمر أكثر من ذلك, فلقد كانت في كل مرة تتظاهر تحت ضغط الأهل والشقيقات عليها بالموافقة.. في أن تظهر لي فتاة مناسبة واشرع في السعي لخطبتها حتي تهبط علي أمي كل أمراض الدنيا ويصبح لا هم لي إلا الذهاب معها إلي طبيب والعودة من عند طبيب آخر.. وإجراء التحاليل والأشعات ونظل علي هذا الحال شهرا كاملا أنفق فيه ماأكون قد جمعته من المدخرات خلال شهور من العمل الشاق. فما أن يفشل مشروع الخطبة أو يتعثر أو انصرف عنه حتي تتقدم صحة أمي خلال أيام.. وترجع دماء العافية الي وجهها وتتحسن نتائج التحاليل والأشعات بقدرة قادر! وبعد ان تكررت نفس القصة أكثر من مرة بنفس تفاصيلها نصحتني إحدي شقيقاتي بأن أتقدم لإحدي زميلاتي في العمل وأخطبها من أهلها في السر إي بغير علم أمي ثم أحافظ علي سرية الخطبة ألي يوم عقد القرآن وعندها تجد أمي نفسها أمام الأمر الواقع وعملت بالنصيحة وخطبت زميلة لي تصغرني بخمس سنوات ووافق أهلها مشكورين علي تكتم الخطبة حتي يوم القران.
وقبل عقده بأيام علمت أمي بالخبر فلم تقل شيئا في البداية لكنه ما أن اقترب يوم القران حتي سقطت مريضة كالعادة وعانت من أزمة صحية خطيرة ظننت معها أنها في النزع الأخير وتعذر عقد القران بالطبع.. وحددنا له موعدا آخر فما أن جاء حتي حدث نفس الشيء وتأجل مرة ثانية وثالثة.. إلي ان اعتذر أهل خطيبتي عن عدم إتمام المشروع وأعادوا لي الشبكة والهدايا وشعرت بالأسي لنفسي.. وزاد من حزني أنني رأيت أمي وحتي تكاد ترقض طربا بإرجاع الشبكة لي!
لقد نصحني صديق لي باستشاره طبيب نفسي في حالة أمي, فسافرت إلي القاهرة بالفعل واستشرت طبيبا متخصصا فنصحني بألا أمانع في زواج أمي إذا رغبت في الزواج لأنها ربما تشعر بالغيرة علي وابلغت شقيقاتي بما قاله الطبيب فأعترضن جميعا علي فكرة زواجها لكبر سنها حيث أنها تجاوزت الخامسة والستين.
ومازال الحال كما هو عليه..
ومازلت محروما من حقي في الزواج وإلا مرضت أمي وأشهدت السماء والأرض علي غضب قلبها علي إلي يوم الدين فماذا أفعل ياسيدي ؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول :
لا شك في أنها تشعر تجاهك بنوع من الغيرة المرضية يدفعها إلي الرغبة في الاستئثار بك لنفسها دون غيرها من البشر.
وفي رأي عالم النفس الأمريكي كولز أن الأم التي تتصف بمثل هذه الغيرة المرضية علي ابنها هي أم مصابة بوسواس قهري قد يدفعها ذات يوم إلي ارتكاب عمل شائن بعيد عن الحكمة والعدل وقد يوشك في بعض الأحيان أن يقترب من دائرة الاجرام.. وهي في النهاية مريضة وليست شريرة بطبعها وحالة شاذة بن الأمهات لكنها قد تظهر لدي الأمهات الوحيدات اللاتي عكفن علي تربية ابن وحيد أو ابنه وحيدة بعد ترملهن أو طلاقهن, أكثر مما تظهر عند غيرهن من الأمهات اللاتي عشن حياة زوجية طبيعية تقاسمن خلالها مسئولية تربية الأبناء مع أزواجهن.
وفي مثل هذه الحالة الشاذة فان الأم تشعر ان ابنها هو كل عالمها تتغالي في الاهتمام بأمره وعنايتها بشخصه وتغار عليه من كل نظرة, ولا ترضي منه ببعض اهتمامه.. أو بعض وقته وإنما تريده كاملا لنفسها كل الوقت, ولما كان انصراف مشاعره إلي إمرأة أخري وزواجه منها سوف يتعارض بالضرورة مع هذه الرغبة المتوحشة في الانفراد به دون العالمين فلابد إذن من أن تسعي ولو بالحيلة الي تدمير كل علاقة عاطفية جادة له مع أية فتاة.. وكل شروع للارتباط النهائي بها.. وفي سبيل ذلك قد تستعين بالحيلة والدهاء والابتزاز النفسي والعاطفي للابن لتحقيق هدفها..
ومثل هذه الأم يري البروفسور كولز أنها تكون عادة واسعة الحيلة وماهرة في التأثير علي ابنها تأثيرا يفرق بينه وبين شريكته في الحياة وكثيرا ماتلجأ إلي الكذب وتفسير الحقائق تفسيرا مغرضا وقد تصاب بسبب الغيرة القاتلة التي تنهشها علي ابنها ممن ارتبط او يعتزم الارتباط بها, بأمراض شتي فيجد الابن نفسه موزعا بين نارين: البر بأمه أو العدل مع شريكته, ولا عجب في مرضها بهذه الأمراض الحقيقية لأن الخوف من فقد الأبن في مفهومها بزواجه من أخري.. يؤثر بالفعل علي جهازها العصبي وعلي جسمها وأنت ياصديقي الأبن الوحيد بالرغم من وجود شقيقات لك لأم وحيدة ربتك طفلا بعد ترملها وبالغت في الاهتمام بأمرك حتي خيل إليها أن من حقها امتلاكك والاستئثار بك وحدها إلي آخر أيام حياتها.., وهي علاقة مركبة ومعقدة وتحمل من الأنانية وحب التملك أكثر مما تحمل من الحب الحقيقي السليم الذي يسعد صاحبه بسعادة من يحبه وليس بحرمانه من السعادة وحقه الطبيعي في الحياة وهي قد تمرض بالفعل.. أو تستدعي المرض بعقلها الباطن كلما استشعرت خطر ضياعك من يدها.. كما أنها تبتزك عاطفيا بالتهديد بغضبها عليك اذا اقدمت علي خيانة حبها الأناني الزائف لك وتزوجت من أية فتاة.. وفي مجتمعاتنا الشرقية فإننا نجفل عن حق من غضب الأمهات والآباء ونخشي معه غضب السماء علينا ونتوقع له أوخم العواقب علي حياتنا.. وكل ذلك صحيح لكن الدين يقول لنا في نفس الوقت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. واصرار والدتك علي حرمانك من حقك العادل في الزواج واعفاف نفسك يعطل سنة الله في خلقه وقد يوردك إذا استمر الحال علي ماهو عليه موارد الرذيلة.
إذن فلا طاعة لها في معصية ربك..
ولا خوف عليك من غضبها عند رب العالمين لأنه إنما يتقبل الله من المتقين, وليس من المخالفين لشرعه والمعطلين لسنته والحاثين من حيث لا يدرون علي الرذيلة. فأبحث لنفسك عن فتاة محاربة مناضلة قوية الشكيمة لديها الاستعداد لأن تتحمل الحرب الضارية التي شنتها عليها أمك في البداية.. والمؤمرات التي سوف تحيك خيوطها ضدها وتحاول بها إظهارها أمامك في أسوأ صورة.. وتحمل أنت نوبات مرضها الاحتجاجي علي زواجك, إلي أن ينطفيء لهب الغيرة رويدا رويدا في قلبها وتسلم بالأمر الواقع فتتقبل حقيقة أنك إلي جوار كونك ابنها المحبوب, فأنت أيضا شاب له احتياجات نفسية وعاطفية لا تلبيها له إلا زوجة.. بغير ان ينتقص ذلك ن قدر أمه لديه ولا من حبه لها أو دورها في حياته..
فأما نصيحة الطبيب النفسي لك مالا تعارض في زواجها اذا رغبت في الزواج فأنني اؤيده فيها خاصة مع ماأشرت إليه في رسالتك وحذفته منها عند النشر.. كما أنه ليس من المستبعد ان تفكر هي في هذه الخطوة كعمل انتقامي لخيانتك لها بالزواج.. لكن تصوري أنها لن تمضي في الشوط الي نهايته وأنها سوف تكتفي بالتهديد به كمحاولة يائسة وأخيرة لمنعك من الزواج والأمر لله من قبل ومن بعد في بعض أحوال النفس البشرية
كلام صحيح جدا بس لازم الانسانة دي تكون بتحبك عشان تقدر تتحمل اي رد فعل من والدتك وانت تكون مفهمها الوضع كلو ... ربنا يعينك علي برها وطاعتها
ردحذفمعك حق لازم تكون بتحبه
حذفأنا امرأة تزوجت من مثل هذا الرجل،ورغم علمي المسبق ببعض الجوانب فقد كنت ضحية مثل هذه الأم الشاذّة لأن ما تعرضت له لا يوووووووووووووصف!!!وللأسف اتّضح لي فيما بعد أن ابنها أكثر شذوذا منها واستغنى عنّي بعد شهرين من زواجنا رغم شدة تمسكي به واصراري على الأخد بيديهما هما الاثنين!
ردحذفانا لله وانا اليه راجعون ربنا يعوضك خيرا منه اهديكي هذا الحديث
حذفعن ام سلمه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من عبد تصيبه مصيبه، فيقول إن لله وإنا إليه راجعون: اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله تعالي في مصيبته واخلف له خيراً منها. قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاخلف الله خيراص منه رسول الله صلى الله عليه وسلم “ ((رواه مسلم)).