سيدي عندما قرأت رسالة العجلة الدوارة انتابني الاستياء الشديد تجاه هذه السيدة التي وهبها الله الزوج الصالح والأبناء والبيت الجميل الهادئ والأمان فتتمرد علي كل هذه النعم وتقسو علي هذا الزوج الطيب, الذي يحاول إرضاءها بجميع السبل, ولو كلفه ذلك الاقتراض لكي يرضي جشعها.
فقابلت كل هذا بالجحود والخيانة والتخلي عن فلذات الأكباد, وتطلعت إلي زوج صديقتها الثري طمعا في ماله واختطفته منها وتزوجته, فإذا بأحواله تتغير بعد بضع سنوات ويضيع المال ويدخل السجن, وما جعلني أكتب إليك هو أن قصتي علي نقيض هذه القصة تماما برغم تشابه ظروف الأسرة التي نشأت فيها.فأنا سيدة في منتصف العمر وهبني الله تعالي الجمال والخلق والأصل الكريم, وقبل كل ذلك القناعة التامة والرضا بالمكتوب خيره وشره, نشأت في أسرة متوسطة وكنا خمسة أخوة, كافح والدنا الموظف الكبير لتعليمنا وكنت كبري أبنائه. وحرصت منذ الصغر علي العلم وتفوقت في دراستي والتحقت باحدي كليات القمة, وفي هذه الكلية نظرت فرأيت من ترتدي أحسن الثياب ومن تركب سيارة من أحدث موديل, فلم يزدني هذا إلا إصرارا علي النجاح والتفوق وكنت بقناعتي أري نفسي أجمل وأشيك طالبة في الكلية.
وتعلمت الحياكة وبدأت أصنع ملابسي بنفسي بل وملابس بعض الزميلات أحيانا, وكانت هذه الملابس الجميلة المحتشمة تبدو وكأنها أجمل من أي ملابس أخري, حتي اشتهرت بأناقتي وذوقي الرفيع, كما عزفت عن الاستجابة لمحاولات أي شاب من زملاء الكلية للارتباط العاطفي بي, ليس لأنني أطمع في الارتباط برجل ثري وإنما لأنني طرحت هذا الأمر جانبا حتي انتهي من دراستي, وأرد بعض الدين لوالدي ووالدتي, وهكذا واصلت دراستي حتي تخرجت وعملت علي الفور واستطعت بتوفيق من الله أن أشارك في أعباء الأسرة, وكانت أسعد لحظات حياتي حين أسمع أمي رحمها الله وهي تدعو لي بالخير, وحين أري فرحة إخوتي كلما اشتريت لهم بعض حوائجهم.
وبعد تخرجي بثلاث سنوات تقدم لخطبتي موظف ميسور الحال من أصل طيب ارتحت له نفسيا ووافق والدي عليه, أما أمي فكان رأيها أنني أستحق من هو أعلي منه مركزا وأكثر مالا, فذكرتها بحديث رسول الله صلي اله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, وكيف أنني لا أطمع في أكثر من الدين والخلق فوافقت ودعت لي بالسعادة والتوفيق.
وتزوجت في شقة متواضعة وكنت سعيدة جدا بها وبالزوج الطيب الذي رزقني الله به, وازددت حرصا علي الصلاة والدعاء إلي الله بدوام هذه النعم ورزقنا الله بالأولاد وكانت حياتنا تمضي في هدوء, وكان مستوي معيشتي بعد الزواج لا يزيد علي مستوي معيشتي في بيت أسرتي إلا قليلا.
وبعد تخرجي بثلاث سنوات تقدم لخطبتي موظف ميسور الحال من أصل طيب ارتحت له نفسيا ووافق والدي عليه, أما أمي فكان رأيها أنني أستحق من هو أعلي منه مركزا وأكثر مالا, فذكرتها بحديث رسول الله صلي اله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, وكيف أنني لا أطمع في أكثر من الدين والخلق فوافقت ودعت لي بالسعادة والتوفيق.
وتزوجت في شقة متواضعة وكنت سعيدة جدا بها وبالزوج الطيب الذي رزقني الله به, وازددت حرصا علي الصلاة والدعاء إلي الله بدوام هذه النعم ورزقنا الله بالأولاد وكانت حياتنا تمضي في هدوء, وكان مستوي معيشتي بعد الزواج لا يزيد علي مستوي معيشتي في بيت أسرتي إلا قليلا.
ولم أتطلع في يوم من الأيام إلي الثراء لأنني أعرف أنه زخرف زائل, وكانت كل دعواتي إلي الله بدوام الصحة والستر وصلاح الأولاد. ثم انتقلنا الي مكان آخر في نفس الإقليم الذي أعيش فيه وترك زوجي الوظيفة وتفرغ لمشروع تجاري شاركته فيه بكل ما أملك من مال, ونجح المشروع نجاحا ظاهرا, في حين كبر الأبناء والتحقوا بالمدارس وكنا نواجه بين الحين والآخر بعض الأزمات المادية فأضطر إلي بيع بعض مصاغي ونعاود النجاح مرة أخري, وأنا دائمة الشكر لله
في السراء والضراء, إلي أن جاءت الضربة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون وقضت علي الأخضر واليابس, فقد تعرضت تجارة زوجي للإفلاس, وفقد كل مايملك وأصبحنا علي حافة الهاوية ووجدت نفسي أواجه الحياة بمفردي والديون تلاحقني في كل مكان, وزوجي بدون عمل والأبناء في المرحلتين الثانوية والجامعية, ودخلي من عملي لايكاد يفي بكل هذه الالتزامات. فبعت كل ما أملك لأسدد جزءا من الديون المتراكمة, وعملت عملا آخر بالاضافة إلي عملي ولزم زوجي المنزل وانتابته حالة إحباط شديد وشعور بالذنب, لأن ما وصلنا إليه من حال راجع إلي تقصير منه. ووجدتني في هذه الظروف يزداد إيماني أكثر من ذي قبل, ويطمئن قلبي دائما بذكر الله الذي يخرجني من كل ضيق وييسر لي كثيرا من الأمور العصيبة, حتي أنني أحيانا وبعد الصلاة في الثلث الأخير من الليل أري في نومي إشارة لحل بعض مشاكلي وإلي من ألجأ, وازدادت جرعة ايماني وكنت أختلي بنفسي كثيرا لأصلي وأقرأ القرآن وأحرص علي صلاة القيام والتهجد, وأدعو الله آناء الليل وأطراف النهار وأدركت أنه ابتلاء من الله وحمدت الله كثيرا أنه ابتلاء في المال وليس في شئ آخر.
فلم يكن المال يمثل لي في يوم من الأيام غاية بل هو وسيلة للعيش والستر. ووسط هذه الأعاصير الشديدة تمر سحابة صيف جميلة تنزل الغيث, تروي الظمأ وتبدد الأحزان فيكرمني الله سبحانه وتعالي بين الحين والآخر بالطيبين والطيبات يمدون لي يد العون والمساعدة.
وأدعو الله أن يكرمني قريبا بتسديد بقية الديون وإخراج زوجي من أزمته, وايجاد عمل مناسب له لأنه إنسان طيب القلب عطوف علي أهله, ويساعد أي انسان يلجأ إليه ولو علي حساب نفسه. وأنا علي يقين من أن الله سوف يخرجنا من هذه الأزمة أقوي وأصلب من ذي قبل, ذلك أني لم أقصر في حق الله ذات يوم ولا حق زوجي ولا أولادي, وأعطي كل ذي حق حقه وأرعي الله في جميع أعمالي ومعاملاتي مع الناس, وأمد يد العون لكل إنسان يلجأ لي حتي في أحلك الظروف ولا أظهر لأحد ما أعانيه.
ومازلت حتي هذه اللحظة أواجه قدري بصبر وإيمان داعية الله سبحانه أن يأجرني في مصيبتي ويبدلني خيرا منها وهو سبحانه وتعالي يجزي من يبتلي بالهم والغم والحزن حسن الثواب في الآخرة وحتي الشوكة يشاكها المؤمن له ثواب.
إنني أدعو الله وأرجو من القراء الأعزاء أن يدعوه معي أن يكشف عني هذاالكرب, ويأتي الفرج قريبا بإذنالله.
وأختم رسالتي بهذا الدعاءالجميل:
في السراء والضراء, إلي أن جاءت الضربة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون وقضت علي الأخضر واليابس, فقد تعرضت تجارة زوجي للإفلاس, وفقد كل مايملك وأصبحنا علي حافة الهاوية ووجدت نفسي أواجه الحياة بمفردي والديون تلاحقني في كل مكان, وزوجي بدون عمل والأبناء في المرحلتين الثانوية والجامعية, ودخلي من عملي لايكاد يفي بكل هذه الالتزامات. فبعت كل ما أملك لأسدد جزءا من الديون المتراكمة, وعملت عملا آخر بالاضافة إلي عملي ولزم زوجي المنزل وانتابته حالة إحباط شديد وشعور بالذنب, لأن ما وصلنا إليه من حال راجع إلي تقصير منه. ووجدتني في هذه الظروف يزداد إيماني أكثر من ذي قبل, ويطمئن قلبي دائما بذكر الله الذي يخرجني من كل ضيق وييسر لي كثيرا من الأمور العصيبة, حتي أنني أحيانا وبعد الصلاة في الثلث الأخير من الليل أري في نومي إشارة لحل بعض مشاكلي وإلي من ألجأ, وازدادت جرعة ايماني وكنت أختلي بنفسي كثيرا لأصلي وأقرأ القرآن وأحرص علي صلاة القيام والتهجد, وأدعو الله آناء الليل وأطراف النهار وأدركت أنه ابتلاء من الله وحمدت الله كثيرا أنه ابتلاء في المال وليس في شئ آخر.
فلم يكن المال يمثل لي في يوم من الأيام غاية بل هو وسيلة للعيش والستر. ووسط هذه الأعاصير الشديدة تمر سحابة صيف جميلة تنزل الغيث, تروي الظمأ وتبدد الأحزان فيكرمني الله سبحانه وتعالي بين الحين والآخر بالطيبين والطيبات يمدون لي يد العون والمساعدة.
وأدعو الله أن يكرمني قريبا بتسديد بقية الديون وإخراج زوجي من أزمته, وايجاد عمل مناسب له لأنه إنسان طيب القلب عطوف علي أهله, ويساعد أي انسان يلجأ إليه ولو علي حساب نفسه. وأنا علي يقين من أن الله سوف يخرجنا من هذه الأزمة أقوي وأصلب من ذي قبل, ذلك أني لم أقصر في حق الله ذات يوم ولا حق زوجي ولا أولادي, وأعطي كل ذي حق حقه وأرعي الله في جميع أعمالي ومعاملاتي مع الناس, وأمد يد العون لكل إنسان يلجأ لي حتي في أحلك الظروف ولا أظهر لأحد ما أعانيه.
ومازلت حتي هذه اللحظة أواجه قدري بصبر وإيمان داعية الله سبحانه أن يأجرني في مصيبتي ويبدلني خيرا منها وهو سبحانه وتعالي يجزي من يبتلي بالهم والغم والحزن حسن الثواب في الآخرة وحتي الشوكة يشاكها المؤمن له ثواب.
إنني أدعو الله وأرجو من القراء الأعزاء أن يدعوه معي أن يكشف عني هذاالكرب, ويأتي الفرج قريبا بإذنالله.
وأختم رسالتي بهذا الدعاءالجميل:
اللهم رضني بما قضيت لي, وبارك لي فيما أبقيت حتي لا أحب تعجيل ماأخرت ولا تأخير ما عجلت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولكاتبة هذه الرسالةأقول:
هناك مثل انجليزي قديم يقول: إن كل سحابة سوداء حولها هالة فضية,بمعني أن كل محنة تواجه الانسان قد تحمل معها تباشير قرب انفراجها. وما تواجهينه في حياتك الآن هو سحابة من هذا النوع, لن يطول وقوفها في سمائكم, وإنما سوفتتسع الهالة الفضية المحيطة بها وتملأ حياتكم ضياء ونورا قريبا بإذن الله, فواصليصبرك وكفاحك ياسيدتي وتمسكي بجميل الظن بالله سبحانه وتعالي إلي النهاية, لأن حسن الظن بالله من شعب الإيمان, ولسوف يكشف الله سبحانه وتعالي عنك هذه الغمة فيالقريب.. ويرجع الأمان والاطمئنان إلي حياتكم من جديد ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب صدق الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق