أنا فتاة في الثامنة عشرة. أدرس باحدي كليات جامعة القاهرة. قررت أن أكتب لك لطلب النصيحة. يقولون عني هادئة وخجولة. ولي صديقات في الكلية, ولكني أمتنع عن تكوين صداقات مع زملائي الشباب وهذا لما رباني عليه أبي وأمي,
ولذلك فأنا أصبحت مقتنعة بأنه لا توجد صداقة بين شاب وفتاة ولكني مؤمنة بالحب. ولكنه هو أيضا أخشي منه.ومنذ أسبوعين قررت أن أدخل علي أحد مواقع الشات والتعارف لكي أتحدث لأي انسان لأني لا أعرف أن أتحدث مع أبي وأمي ولا مع صديقاتي عما يدور في نفسي. قلت لنفسي أدخل كي اتعرف علي عالم آخر, بنات وشباب, أعرف ما يدور بداخلهم وما يدور حولهم, حتي يمكنني أن اتحدث معهم عن نفسي. فعلت هذا من أجل الهروب من الملل.
قررت أن أصنع أيميل آخر باسم غير اسمي,ودخلت علي أحد تلك المواقع وتعرفت علي شاب في التاسعة عشرة من عمره. يدرس بكلية الصيدلة بإحدي الجامعات الخاصة بالسادس من أكتوبر. ويسكن هناك أيام دراسته, ويعود لبيت أهله في الاجازات بالمنصورة. لقد قصصت عليه ما بحياتي وقص لي. وقال لي إنه قد ارتاح لكلامه معي. وقال لي إني أهمه ولا يمكن أن يطلب مني شيئا خطأ وفي نفس الوقت يرفض أن أعمل شيئا خطأ.
ولكنه طلب مني أن يري صورتي علي الايميل ورفضت. طلب مني رقم التليفون الخاص بي ليسمع صوتي ورفضت, وأخيرا طلب مني أن يقابلني بالجامعة ورفضت. كنت أخاف من أنه يريد أن يكون مجرد صداقة للتسلية وأنا لا أريد ذلك. قلت له إني لا أجرؤ أن أبلغ أبي وأمي بمقابلته لأن اجابتهما ستكون بالرفض. فقال لي اننا لو أبلغنا آباءنا بكل شيء فلن نعيش ولن نفعل ما نريده, لأنهم لا يعيشون حياتنا. وكرر لي أنه لا يطلب مني شيئا يضرني.
حاولت ان أواجهه بأنه يتحدث مع الفتيات علي النت كي يقابلهن بعد ذلك ــ وقد فعلت ذلك لمعرفة رد فعله ــ ولكنه غضب ونفي هذا عنه. وقال لي انني قد جرحته. اعتذرت له ولكن بعد ذلك كرر الطلب مرة أخري. وأنا الان لا أعرف ماذا أفعل؟
----------------------------------------------------------------------------
تصلني ــ ياصغيرتي ــ عشرات الرسائل من فتيات مثلك, يتحسسن الخطي مثلك وهن في طريق كله أشواك, برغم الوحدة وعدم وجود من يفهمهن.. وتصلني رسائل باكية من فتيات وصلن لآخر هذا الطريق ودفعن ثمنا غاليا من سمعتهن أو شرفهن, واكتشفن وجوها أخري لذئاب ارتدوا ثوب الحب والبراءة حتي تقع بين أيديهم الفريسة.
صغيرتي.. اخترت الطريق الخطأ, وأنت مازلت صغيرة لم تعرفي الحياة بعد.. تعشين مرحلة المراهقة, ولا تتعاملي مع هذه الكلمة علي أنها اتهام أو تقليل من شأنك, فكل إنسان منا مر بها, والذكي هو الذي يعرف كيف يتعامل معها, ويخرج منها رابحا لا خاسرا. هذه ــ يا ابنتي ــ مرحلة التكوين الثقافي والديني والاجتماعي.. أنت في حاجة الآن إلي القراءة والفهم والتعلم.. مشروعك الأساسي هو التخرج أولا من الجامعة
حتي يأتيك أو تلتقي بمن تحبين أن يشاركك مستقبلك, وما تفعلينه سيستنزف مشاعرك وسيعرضك لما قد تعجزين عن مواجهته أو تحمله. تسألينني النصيحة, فأقول لك: إلغ هذا الإيميل, ولا تدخلي الـي مواقع علي النت إلا للقراءة والمتابعة والتواصل مع من تعرفين, وتخيري صديقة مناسبة ومحترمة تستمع إليك وتبوحي لها بما تشائين, وتقربي أكثر من والديك, تحدثي إلي والدتك, صارحيها بأنها بعيدة عنك, اعترفي لها بما فعلت, واطلبي منها أن تكون صديقتك, وثقي بأنها ستستجيب.
وأقول لكل أب وأم, خذوا بالكم من أولادكم, اقتربوا منهم, صادقوهم, لا تمنحوهم كل الثقة والأمان قبل أن تطمئنوا أنهم مستعدون لها.. عيونكم علي أصدقائهم, تليفوناتهم, وأجهزة الكمبيوتر التي يجلسون عليها.. الفساد مغر, والفاسدون يتنطعون علي النت, كما هم في الشوارع.. استيقظوا فالخطر في بيوتكم وأنتم غافلون!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق