منذ فترةطويلة وانا افكر فى الكتابة أليك لأروي لك قصتي وأختتمها بنداء للآخرين للاستفادةمن تجربتي ، فأنا سيدة فى السادسة والثلاثين من عمري نشأت فى مدينة ساحلية فى أسرةمكونة من أب موظف كبير وأم ربة بيت وشقيق وشقيقة . وحين بلغت مرحلة الصبا لفت جمالي الأنظار فبدأ الخطاب يطرقون باب أبي فخطبت لمهندس من أبناء المدينة عن طريق الصالون، وفرحت بالدبلة الذهبية والهداية ومجاملات خطيبي الذي بدا مبهورا بجمالي
، وفى هذهالفترة أعير أبي للعمل بالخارج وتوفيت والدتي عقب زواج شقيقتي الكبرى فعشت مع شقيقي وحدنا فى مسكن الأسرة ترعانا سيدة عجوز ويرجع ألينا أبي فى الأجازات الصيفية وحصلتعلى الثانوية العامة بمجموع ضعيف فالتحقت بمعهد فوق المتوسط لمدة سنتين ، فما أنبدأت الدراسة حتى تغير خط حياتي فجأة .. فلقد تعرفت فى المعهد بزميل لي اقترب مني على الفور وأحسست تجاهه بضعف عجيب ، ولم يلبث أن صارحني بحبه ورغبته فى الأرتباط بيففقدت كل مقاومة وغرقت فى حبه وتركزت كل آمالي فى الحياة فى الأرتباط به ، وصممت على فسخ خطبتي للمهندس الذي فوجئ بجفائي له وبذل المستحيل ليعرف سر تحولي المفاجئ عنه حتى يئس مني ففسخ الخطبة وانصرف عني حزينا ورجع أبي فى الأجازة الصيفية فتقدمله فارس أحلامي فلم يصمد لأى اختبار أمامه ، فالفتى صغير السن يكبرني بعامين فقط ،ولا يملك مالا يتزوج به .. ولا وظيفة له أنتظارا لأداء الخدمة العسكرية فرفضه أبي بإصرار ومنعني من الخروج والأتصال به وحان موعد رجوعه لعمله فخشي لو تركني فى بيتالأسرة ألا أنقطع عن رؤيته فأبعدني الى بيت شقيقتي المتزوجة وشدد عليها أن تراقبني وتمنعني من كل أتصال بفتاي ، وسافر مطمئنا الى ما فعل فلم يمض على سفره أسابيع حتى كنت أنا وفتاي قد حزمنا أمرنا على الزواج بغير علم أبي لنضعه أمام الأمر الواقع وفى اليوم المحدد تسللت من بيت شقيقتي الى بيت شقيق فتاي الأكبر حيث تم عقد القران ، ثم ركبنا القطار الى القاهرة وأقمنا فى شقة مفروشة حقيرة حتى انتهت اجازته ورجع الى الوحدة العسكرية وخرجت أنا للعمل لأواجه الحياة فزوجي لا يعمل .. وما بقي معنا مننقود لا يصمد لأيام فبدأت العمل فى محل تجاري ثم تنقلت بين عدد كبير من الأعمال حتى أنهى زوجي تجنيده وعين عن طريق القوى العاملة بوظيفة حكومية صغيرة ، وأنجبت طفلي الأول ونحن نتشارب كؤوس الحب والعطف والحنان ، وأنا فى قمة السعادة رغم اننى قدأصبحت مقطوعة من شجرة بعد أن قاطعني أبي بمجرد علمه بزواجى وأنقطع عني شقيقي وشقيقتي وكل أهلى ، ورغم الضيق المادى الشديد الذي كنا نعيش فيه واضطراري أحياناللعمل في عملين صباحا ومساء كل يوم لكي أوفر مطالب الحياة ونسعى الى الحصول على مسكن بالإيجار .
ومضت السنوات بحلوها ومرها ، وأنجبت ولدا وبنتا . وفقد زوجي وظيفته الحكومية لعدم انتظامه فيها فواجهنا المستقبل بلا معاش ولا تأمينات ثم بدأزوجي يعمل بالفنادق ، لكنى لم أتوقف عن العمل لكي نستطيع الحصول على مسكن خاص بنا ،فعملت فى صيدلية ، وفى مكتب مأذون ، بل وعملت أحيانا كتاجرة شنطة أشتري البضائع منبورسعيد وأبيعها للسيدات فى القاهرة حتى استطعنا بجهد مرير أن نحصل على سكن مستقر ،وتصورت أننى قد بلغت أخيرا شاطئ الأمان .. فإذا بفارس احلامي الذي بعت ابي واسرتيمن أجله يتكشف لي عن شخص آخر تماما لا صله له بالشاب الحنون الرقيق العاطفي الذيعرفته فى المعهد .
فلقد بدأ زوجي يسهر حتى الصباح ويتركني وحيدة مع الطفلين .. ويبيت خارج البيت بالأيام .. ويشرب .. ويكذب .. ويعاملنى بعصبية شديدة عند العتاب ،ولا يطيق أن اعاتبه فى شئ .. أو أذكره بتضحياتي من أجله أو بأننى لم يعد لي أهلسواه وأبي مازال على مقاطعته لي منذ سنوات ثم أصبح لا يتورع عن إيذائي بالضربالمبرح عند كل شجار بيننا ، حتى أمتلأ جسمي بالكدمات والدوائر السوداء والزرقاء ،وحتى ضربني ذات مرة فى رأسي فأصابني بفقدان ذاكرة مؤقت عانيت بسببه من النسيان والتوهان فترة طويلة ، وإلى الحد الذي أصبحت فيه مشكلتى عند الخروج للعمل هي كيف أخفي آثار الضرب الوحشي عن عيون الناس فأرتدي النظارة السوداء من أكبر مقاس ، وألف الإيشارب حول عنقي ، وأضع الكريم والبودرة فوق البقع الزرقاء فى يدي ووجهي .. وتسألنى ولماذا تحملت كل ذلك .. وأجيبك ولمن ألجأ إذا لم أحتمله وابي يقاطعني ،وشقيقي وشقيقتى المتزوجان لا يدريان عني شيئا ولا أريد إطلاعهما على شئ من أمري حتىلا أسمع الرد الوحيد المتوقع وهو أليس هذا من بعتنا من أجله ؟!
فكانت النتيجةاننى واصلت التحمل الى النهاية ..وان كنت قد فقدت صبري مرة او مرتين حين اشتدايذاؤه لي فشكوته للشرطة ، وقام الضابط بتسوية الأمر وديا وهدده بالإيذاء لو عادلضربي .. وواصلت الحياة معه .. وتحملت كل شئ ماعدا خيانته لي وعبثه مع فتيات أخريات، واذ كلما لمست شيئا من ذلك أصابني الجنون أي يعرف أحد غيري - وانا من بعت اهلىوعشيرتي كلهم من اجله - فيتجدد النزاع بيننا ويعود لاستعمال العنف الشديد معي ..
ومنذ اسابيع تشاجرنا معا لنفس السبب فضربني بقسوة حتى عجزت عن النوم على ظهريمن الآلام المبرحة ، وأعتزلته واكتفيت برعاية اطفالي وإعداد الطعام وشئون البيت ،فإذا به يرجع للتحرش بي بعد ثلاثة ايام ويهم بالأعتداء عليّ فصحت فيه بلهجة مريرةأرجوه - من فضله وكرمه - ألا يضربني قبل أن يشفى جسمي من آثار الضرب السابق !! فخجل من نفسه وتراجع .. بل وحاول الأعتذار لي لكنى لم أعد اقبل منه اعتذارا .. لقد كرهت حياتي وكرهت كل شئ بل أننى أشعر احيانا بأننى اكره أولادي أنفسهم لأنهم السبب فىأحتمالى لكل ما أحتملت حتى الأن ، كما أننى أفكر كثيرا فى الطلاق وأعلم جيدا انه لميمنحه لي إلا عن طريق المحكمة وأخشى مصيري ومصير أولادي لأنه فى النهاية يتكفل بنفقات الأسرة والأولاد ، ولا يبخل عليهم .
وبسبب عدم أحساسي بالأمان معه رجعت للعمل مرة أخرى ، وأصبح كل همي هو أن أدخر أجري منه وأشتري به مصوغات ذهبية لأجد ماأواجه به المستقبل المجهول ، أما أبي فقد صفح عني منذ أسابيع فقط وبعد 16 عاما من القطيعة وبدأ يحاول أن يعوضني عما عانيته من حرمان ، وصارحني بأنه قد حفظ لي حقي فى ماله كأخوتي لكنه لم يسلمه لي أبدا وهو على قيد الحياة حتى لا يستولي عليه زوجي ويبدده .
وهو لا يعلم على أيه حال شيئا عما أعانيه مع فارس احلامي القديم من ضرب وهوان وخيانة .. واستهتار بمستقبل الأولاد فزوجي لا يدخر لأولاده شيئا ويريد أنيشتري سيارة ليتفسح بها مع العابثات ويريد أن يركب تليفونا فوريا ببضعة آلاف منالجنيهات لكي يحقرن دمي كل يوم بالأتصال به وقد منعته بما أستطعت من قوة من شراءالسيارة وتركيب التليفون وهددته بالانتحار لو فعل فرضخ مؤقتا لإرادتي لكنه لم ييأسبعد .
وتسألنى اذن لماذا أكتب اليك الأن .. فأقول لك لأن جاراتي يستدعينني كل حين لأحكي لبناتهن قصتي مع فارس الأحلام الحنون وخروجي على طاعة أهلى لكي أتزوجه وكؤوس المر التى تجرعتها معه طوال السنوات الماضية ، حتى لا يصدقن الشباب المخادع .. ولا يخرجن على طاعة أهلهن وقد أعدت رواية قصتي للمرة الألف منذ أيام فى بيت أحدى جاراتي فخطرت لي فكرة أن اكتب أليك لكي تنشر رسالتى وتقرأها كل الفتيات وأقول لهنفيها : لا تبعن آباءكن أبدا من أجل رجل بوهم الحب .. فليس فى الوجود رجل واحد يستحقأن تبيع الفتاة أباها وأمها واخوتها وتهجرهم من أجله ، أما الحب والرقة والحنانوالأحلام الوردية .. والرجل الذي لا أطيق الحياة بدونه .. فكلها أكاذيب وأوهامتتبدد خلال 3 أو 4 سنوات على الأكثر بعد الزواج ، فإذا واصلت الفتاه بعد ذلك حياتهامع زوجها الذي هجرت الأهل أليه فمن أجل اولادها .. ولكي لا تثير شماتة الأهل فيها ..ثم أخيرا لأنها اصبحت مرفوضة من الأهل فلمن تلجأ بعد أن هجرتهم وأنكروها .. أرجوك اكتب هذا الكلام على لساني بكل قوة بل أنه اذا استشارتك فتاة تريد أن تهجر أهلهالتتزوج من تحب كما فعلت أنا ، فوفر عليك جهد النصح والإقناع والكلام الهادئ الحكيملمن هم أحق بجهدك وتعبك منها واستدعني من بيتي على الفور لكي أسحبها من شعرها أمامكالى اقرب حمام وأريها آثار الحب القديمة والحديثة على جسمي كله وعلى وجهي الذيأختفت منه ملامح الفتاه باهرة الجمال التى كانت .. وعلى مظهري الذي أصبح كمظهرالشغالات ، ولك عليّ بعد ذلك ألا ترجع إليك هذه الفتاه مرة أخرى أبدا ، وشكرا لك إنفعلت ذلك .. واستدعيتنى ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرد
ما بجسمك ياسيدتي ليس من آثار الحب ، وانما من آثار الحمق والطيش والجنون . بل أنى لا أتردد فىأن أقول لك أيضا أنه من آثار طبيعة النفس البشرية التى قد تميل أحيانا - إلا من عصمربي - إلى الاجتراء على الآخرين إذا أمنت سوء العاقبة من جانبهم ، واذا لم يكنالأمر كذلك فى مثل حالتك ، وفى الأحوال المشابهة فليفسر لي أحد لماذا نلتمس دائماأعذار العصبية والانفعالية لأنفسنا فى تهورنا على الأعزاء الذين نأمن ردود أفعالهم تجاهنا ، ونعتصم فى نفس الوقت بضبط النفس مع الآخرين الذين لا نأمن ردود أفعالهمضدنا ، إذا تهورنا عليهم بالإيذاء البدني ، مع أننا قد نلقى منهم استفزازات أشدعشرات المرات مما قد نلقاه من الأعزاء الضعفاء ، ومع أن الشخصية فى كلا الحالتينواحدة ، ولم تفقد بعد سمات عصبيتها ولا انفعاليتها فى التصرف ؟هل هناك تفسيرآخر سوى أننا نعلم جيدا أننا لو استجبنا للطبيعة العدوانية الكامنة فى داخلنا تجاهالآخرين ، فسوف يردون لنا الصاع صاعين بنفس الطريقة .. ونعلم جيدا أيضا أن أعزاءناالذين نطلق عقال وحشيتنا العدوانية تجاههم لن يستطيعوا أن يردوا على الإيذاء البدني بإيذاء مثله .؟لا تفسير سوى ذلك مهما أجهد أهل الأنفعالية والعدوانية معالزوجات والأبناء أنفسهم فى البحث عن تفسير آخر ؟وظروفك يا سيدتي كانت ومازالتظروفا مثالية للضعف والاستضعاف ، فلقد قطعت كل جسورك بأبيك وأخوتك وأهلك جميعا ،والتصقت بفتاك فارس الأحلام القديمة وبدلا من أن يكون ظهيرك فى الحياة بعد أن فقدتكل نصير أدمن الأجتراء عليك بالإيذاء الوحشي عند كل خلاف وهو آمن تماما من كل ردفعل عكسي ، فلا أنت قادرة على أن تردي عليه العنف بالعنف ولا أنت قادرة علىالأحتماء بأهلك وعشيرتك واستنصارهم عليك ولا أنت قادرة على هجره وحرمانه من استقرارحياته وحياة اطفاله فيتحفظ بعض الشئ فى عنفه معك .
وهذا هو درس تجربتك الحقيقي .. فالحب لا شأن له برضوض جسمك ولا بما تردت أليه احوالك مع فتى الأحلام القديمةلأن الحب صنو الرحمة والعطف والرفق والحنان ، لا صنو العنف والضرب والإيذاء وكسورالظهر وندوب الوجه ، أما درس التجربة فهو أن اصل البلاء كله فى اجترائك على الخروجعلى طاعة أبيك وأنت فتاه دون العشرين من عمرها لتتزوجي فتى لم يبلغ الثانيةوالعشرين من العمر ، ضاربة عرض الحائط بكل شئ وطاعنة قلب أبيك فى مقتل بلا رحمةوبغير أن تستنفدي معه كل الوسائل لنيل رضاه وتصبري عليه حتى يعدل عن رأيه ولو صبرتعليه عاما أو عامين أو ثلاثة لنلت بغيتك ولما خسرت رضا أبيك لكنها آفة الطيشوالتعجل وفقدان البصيرة ، وإذا كان بعض الرجال الذين يتزوجون فتيات القلب بهذهالطريقة المعيبة قد يحفظون لزوجاتهم تضحياتهن الجسيمة من أجلهم ويحيطون بهن طوالالعمر بالحب والرعاية .. ويسعون بكل جهد لاعادة روابطهن بأسرهن ، فإن الكثرة منهم للأسف قد يجدون فى ظروف زوجاتهم حين يفتر الحب أو ينهزم أمام صعوبات الحياة وتحولاتالمشاعر ما يغريهم بألا يتحفظوا معهن فى فعل أو تصرف وهم آمنون تماما إلى أن البحر وراءهن ولا سبيل أمامهن سوى الاحتمال والصبر على ما جررن على أنفسهن من وبال ، ولاعجب فى ذلك فقديما قال الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه ( ستحدث للناس أقضيةبقدر ما يحدثون من معاص ) وأية معصية أشد من خروجك على طاعة أبيك بهذه الخفة والطيشوأية أقضية أخف وطأة من معصيتك من حالك مع زوجك المحبوب الآن .
أما الشخص الآخرالذي تكشف لك فيه بعد معاشرتك له فليس أمرا خارقا للمألوف ، لأن شخصية ابن العشرينأو الحادى والعشرين التى استهوتك وتصورت انك قد عرفت كل قسماتها ليست غالبا هيالشخصية النهائية للانسان التى ترافقه بقية العمر ، وانما هي الشخصية الملائمةوقتها لحداثة سنه وقلة تجاربه واختباراته فى الحياة وهي دائما قابلة للتحولات بعداكتساب النضج والخبرة والتفاعل مع خبرات الحياة السلبية او الايجابية لهذا فمنمألوف الحياة فى دولة كالولايات المتحدة مثلا حيث ينتشر الى حد كبير زواج المراهقين، أن يتهدم هذا الزواج بعد ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر ويعيش المطلقون الصغاررجالا وفتيات بضع سنوات بلا زواج ، ثم يتزوجون زواجا ثانيا وهم فى اعقاب الثلاثينأو بعدها فيكون هذا الزواج هو الزواج الحقيقي الذي يستمر الى نهاية الرحلة ، أماالزواج الاول فهو زواج العاطفة الهوجاء التى لا مكان لأحكام العقل فيه ، فإذا كانزواجك قد استمر فلأننا والحمد لله لا نجترئ على الانفصال طلبا للسعادة الشخصيةوحدها دون النظر الى مسئوليتنا عن الأطفال الذين جئنا بهم الى الحياة برغبتنا نحنوليس بإرادتهم ، وهذا هو تفسير هذا الإحساس الخطير الذي تشعرين به من حين لآخر تجاهأطفالك إذ تعتبرينهم المبرر الوحيد لاستمرار الزواج وتحمل الإيذاء البدني والمعاناةالنفسية وهو احساس غير ناضج ولا سليم على أيه حال لأنك وحدك المسئولة عن أختيارك .
، وفى هذهالفترة أعير أبي للعمل بالخارج وتوفيت والدتي عقب زواج شقيقتي الكبرى فعشت مع شقيقي وحدنا فى مسكن الأسرة ترعانا سيدة عجوز ويرجع ألينا أبي فى الأجازات الصيفية وحصلتعلى الثانوية العامة بمجموع ضعيف فالتحقت بمعهد فوق المتوسط لمدة سنتين ، فما أنبدأت الدراسة حتى تغير خط حياتي فجأة .. فلقد تعرفت فى المعهد بزميل لي اقترب مني على الفور وأحسست تجاهه بضعف عجيب ، ولم يلبث أن صارحني بحبه ورغبته فى الأرتباط بيففقدت كل مقاومة وغرقت فى حبه وتركزت كل آمالي فى الحياة فى الأرتباط به ، وصممت على فسخ خطبتي للمهندس الذي فوجئ بجفائي له وبذل المستحيل ليعرف سر تحولي المفاجئ عنه حتى يئس مني ففسخ الخطبة وانصرف عني حزينا ورجع أبي فى الأجازة الصيفية فتقدمله فارس أحلامي فلم يصمد لأى اختبار أمامه ، فالفتى صغير السن يكبرني بعامين فقط ،ولا يملك مالا يتزوج به .. ولا وظيفة له أنتظارا لأداء الخدمة العسكرية فرفضه أبي بإصرار ومنعني من الخروج والأتصال به وحان موعد رجوعه لعمله فخشي لو تركني فى بيتالأسرة ألا أنقطع عن رؤيته فأبعدني الى بيت شقيقتي المتزوجة وشدد عليها أن تراقبني وتمنعني من كل أتصال بفتاي ، وسافر مطمئنا الى ما فعل فلم يمض على سفره أسابيع حتى كنت أنا وفتاي قد حزمنا أمرنا على الزواج بغير علم أبي لنضعه أمام الأمر الواقع وفى اليوم المحدد تسللت من بيت شقيقتي الى بيت شقيق فتاي الأكبر حيث تم عقد القران ، ثم ركبنا القطار الى القاهرة وأقمنا فى شقة مفروشة حقيرة حتى انتهت اجازته ورجع الى الوحدة العسكرية وخرجت أنا للعمل لأواجه الحياة فزوجي لا يعمل .. وما بقي معنا مننقود لا يصمد لأيام فبدأت العمل فى محل تجاري ثم تنقلت بين عدد كبير من الأعمال حتى أنهى زوجي تجنيده وعين عن طريق القوى العاملة بوظيفة حكومية صغيرة ، وأنجبت طفلي الأول ونحن نتشارب كؤوس الحب والعطف والحنان ، وأنا فى قمة السعادة رغم اننى قدأصبحت مقطوعة من شجرة بعد أن قاطعني أبي بمجرد علمه بزواجى وأنقطع عني شقيقي وشقيقتي وكل أهلى ، ورغم الضيق المادى الشديد الذي كنا نعيش فيه واضطراري أحياناللعمل في عملين صباحا ومساء كل يوم لكي أوفر مطالب الحياة ونسعى الى الحصول على مسكن بالإيجار .
ومضت السنوات بحلوها ومرها ، وأنجبت ولدا وبنتا . وفقد زوجي وظيفته الحكومية لعدم انتظامه فيها فواجهنا المستقبل بلا معاش ولا تأمينات ثم بدأزوجي يعمل بالفنادق ، لكنى لم أتوقف عن العمل لكي نستطيع الحصول على مسكن خاص بنا ،فعملت فى صيدلية ، وفى مكتب مأذون ، بل وعملت أحيانا كتاجرة شنطة أشتري البضائع منبورسعيد وأبيعها للسيدات فى القاهرة حتى استطعنا بجهد مرير أن نحصل على سكن مستقر ،وتصورت أننى قد بلغت أخيرا شاطئ الأمان .. فإذا بفارس احلامي الذي بعت ابي واسرتيمن أجله يتكشف لي عن شخص آخر تماما لا صله له بالشاب الحنون الرقيق العاطفي الذيعرفته فى المعهد .
فلقد بدأ زوجي يسهر حتى الصباح ويتركني وحيدة مع الطفلين .. ويبيت خارج البيت بالأيام .. ويشرب .. ويكذب .. ويعاملنى بعصبية شديدة عند العتاب ،ولا يطيق أن اعاتبه فى شئ .. أو أذكره بتضحياتي من أجله أو بأننى لم يعد لي أهلسواه وأبي مازال على مقاطعته لي منذ سنوات ثم أصبح لا يتورع عن إيذائي بالضربالمبرح عند كل شجار بيننا ، حتى أمتلأ جسمي بالكدمات والدوائر السوداء والزرقاء ،وحتى ضربني ذات مرة فى رأسي فأصابني بفقدان ذاكرة مؤقت عانيت بسببه من النسيان والتوهان فترة طويلة ، وإلى الحد الذي أصبحت فيه مشكلتى عند الخروج للعمل هي كيف أخفي آثار الضرب الوحشي عن عيون الناس فأرتدي النظارة السوداء من أكبر مقاس ، وألف الإيشارب حول عنقي ، وأضع الكريم والبودرة فوق البقع الزرقاء فى يدي ووجهي .. وتسألنى ولماذا تحملت كل ذلك .. وأجيبك ولمن ألجأ إذا لم أحتمله وابي يقاطعني ،وشقيقي وشقيقتى المتزوجان لا يدريان عني شيئا ولا أريد إطلاعهما على شئ من أمري حتىلا أسمع الرد الوحيد المتوقع وهو أليس هذا من بعتنا من أجله ؟!
فكانت النتيجةاننى واصلت التحمل الى النهاية ..وان كنت قد فقدت صبري مرة او مرتين حين اشتدايذاؤه لي فشكوته للشرطة ، وقام الضابط بتسوية الأمر وديا وهدده بالإيذاء لو عادلضربي .. وواصلت الحياة معه .. وتحملت كل شئ ماعدا خيانته لي وعبثه مع فتيات أخريات، واذ كلما لمست شيئا من ذلك أصابني الجنون أي يعرف أحد غيري - وانا من بعت اهلىوعشيرتي كلهم من اجله - فيتجدد النزاع بيننا ويعود لاستعمال العنف الشديد معي ..
ومنذ اسابيع تشاجرنا معا لنفس السبب فضربني بقسوة حتى عجزت عن النوم على ظهريمن الآلام المبرحة ، وأعتزلته واكتفيت برعاية اطفالي وإعداد الطعام وشئون البيت ،فإذا به يرجع للتحرش بي بعد ثلاثة ايام ويهم بالأعتداء عليّ فصحت فيه بلهجة مريرةأرجوه - من فضله وكرمه - ألا يضربني قبل أن يشفى جسمي من آثار الضرب السابق !! فخجل من نفسه وتراجع .. بل وحاول الأعتذار لي لكنى لم أعد اقبل منه اعتذارا .. لقد كرهت حياتي وكرهت كل شئ بل أننى أشعر احيانا بأننى اكره أولادي أنفسهم لأنهم السبب فىأحتمالى لكل ما أحتملت حتى الأن ، كما أننى أفكر كثيرا فى الطلاق وأعلم جيدا انه لميمنحه لي إلا عن طريق المحكمة وأخشى مصيري ومصير أولادي لأنه فى النهاية يتكفل بنفقات الأسرة والأولاد ، ولا يبخل عليهم .
وبسبب عدم أحساسي بالأمان معه رجعت للعمل مرة أخرى ، وأصبح كل همي هو أن أدخر أجري منه وأشتري به مصوغات ذهبية لأجد ماأواجه به المستقبل المجهول ، أما أبي فقد صفح عني منذ أسابيع فقط وبعد 16 عاما من القطيعة وبدأ يحاول أن يعوضني عما عانيته من حرمان ، وصارحني بأنه قد حفظ لي حقي فى ماله كأخوتي لكنه لم يسلمه لي أبدا وهو على قيد الحياة حتى لا يستولي عليه زوجي ويبدده .
وهو لا يعلم على أيه حال شيئا عما أعانيه مع فارس احلامي القديم من ضرب وهوان وخيانة .. واستهتار بمستقبل الأولاد فزوجي لا يدخر لأولاده شيئا ويريد أنيشتري سيارة ليتفسح بها مع العابثات ويريد أن يركب تليفونا فوريا ببضعة آلاف منالجنيهات لكي يحقرن دمي كل يوم بالأتصال به وقد منعته بما أستطعت من قوة من شراءالسيارة وتركيب التليفون وهددته بالانتحار لو فعل فرضخ مؤقتا لإرادتي لكنه لم ييأسبعد .
وتسألنى اذن لماذا أكتب اليك الأن .. فأقول لك لأن جاراتي يستدعينني كل حين لأحكي لبناتهن قصتي مع فارس الأحلام الحنون وخروجي على طاعة أهلى لكي أتزوجه وكؤوس المر التى تجرعتها معه طوال السنوات الماضية ، حتى لا يصدقن الشباب المخادع .. ولا يخرجن على طاعة أهلهن وقد أعدت رواية قصتي للمرة الألف منذ أيام فى بيت أحدى جاراتي فخطرت لي فكرة أن اكتب أليك لكي تنشر رسالتى وتقرأها كل الفتيات وأقول لهنفيها : لا تبعن آباءكن أبدا من أجل رجل بوهم الحب .. فليس فى الوجود رجل واحد يستحقأن تبيع الفتاة أباها وأمها واخوتها وتهجرهم من أجله ، أما الحب والرقة والحنانوالأحلام الوردية .. والرجل الذي لا أطيق الحياة بدونه .. فكلها أكاذيب وأوهامتتبدد خلال 3 أو 4 سنوات على الأكثر بعد الزواج ، فإذا واصلت الفتاه بعد ذلك حياتهامع زوجها الذي هجرت الأهل أليه فمن أجل اولادها .. ولكي لا تثير شماتة الأهل فيها ..ثم أخيرا لأنها اصبحت مرفوضة من الأهل فلمن تلجأ بعد أن هجرتهم وأنكروها .. أرجوك اكتب هذا الكلام على لساني بكل قوة بل أنه اذا استشارتك فتاة تريد أن تهجر أهلهالتتزوج من تحب كما فعلت أنا ، فوفر عليك جهد النصح والإقناع والكلام الهادئ الحكيملمن هم أحق بجهدك وتعبك منها واستدعني من بيتي على الفور لكي أسحبها من شعرها أمامكالى اقرب حمام وأريها آثار الحب القديمة والحديثة على جسمي كله وعلى وجهي الذيأختفت منه ملامح الفتاه باهرة الجمال التى كانت .. وعلى مظهري الذي أصبح كمظهرالشغالات ، ولك عليّ بعد ذلك ألا ترجع إليك هذه الفتاه مرة أخرى أبدا ، وشكرا لك إنفعلت ذلك .. واستدعيتنى ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرد
ما بجسمك ياسيدتي ليس من آثار الحب ، وانما من آثار الحمق والطيش والجنون . بل أنى لا أتردد فىأن أقول لك أيضا أنه من آثار طبيعة النفس البشرية التى قد تميل أحيانا - إلا من عصمربي - إلى الاجتراء على الآخرين إذا أمنت سوء العاقبة من جانبهم ، واذا لم يكنالأمر كذلك فى مثل حالتك ، وفى الأحوال المشابهة فليفسر لي أحد لماذا نلتمس دائماأعذار العصبية والانفعالية لأنفسنا فى تهورنا على الأعزاء الذين نأمن ردود أفعالهم تجاهنا ، ونعتصم فى نفس الوقت بضبط النفس مع الآخرين الذين لا نأمن ردود أفعالهمضدنا ، إذا تهورنا عليهم بالإيذاء البدني ، مع أننا قد نلقى منهم استفزازات أشدعشرات المرات مما قد نلقاه من الأعزاء الضعفاء ، ومع أن الشخصية فى كلا الحالتينواحدة ، ولم تفقد بعد سمات عصبيتها ولا انفعاليتها فى التصرف ؟هل هناك تفسيرآخر سوى أننا نعلم جيدا أننا لو استجبنا للطبيعة العدوانية الكامنة فى داخلنا تجاهالآخرين ، فسوف يردون لنا الصاع صاعين بنفس الطريقة .. ونعلم جيدا أيضا أن أعزاءناالذين نطلق عقال وحشيتنا العدوانية تجاههم لن يستطيعوا أن يردوا على الإيذاء البدني بإيذاء مثله .؟لا تفسير سوى ذلك مهما أجهد أهل الأنفعالية والعدوانية معالزوجات والأبناء أنفسهم فى البحث عن تفسير آخر ؟وظروفك يا سيدتي كانت ومازالتظروفا مثالية للضعف والاستضعاف ، فلقد قطعت كل جسورك بأبيك وأخوتك وأهلك جميعا ،والتصقت بفتاك فارس الأحلام القديمة وبدلا من أن يكون ظهيرك فى الحياة بعد أن فقدتكل نصير أدمن الأجتراء عليك بالإيذاء الوحشي عند كل خلاف وهو آمن تماما من كل ردفعل عكسي ، فلا أنت قادرة على أن تردي عليه العنف بالعنف ولا أنت قادرة علىالأحتماء بأهلك وعشيرتك واستنصارهم عليك ولا أنت قادرة على هجره وحرمانه من استقرارحياته وحياة اطفاله فيتحفظ بعض الشئ فى عنفه معك .
وهذا هو درس تجربتك الحقيقي .. فالحب لا شأن له برضوض جسمك ولا بما تردت أليه احوالك مع فتى الأحلام القديمةلأن الحب صنو الرحمة والعطف والرفق والحنان ، لا صنو العنف والضرب والإيذاء وكسورالظهر وندوب الوجه ، أما درس التجربة فهو أن اصل البلاء كله فى اجترائك على الخروجعلى طاعة أبيك وأنت فتاه دون العشرين من عمرها لتتزوجي فتى لم يبلغ الثانيةوالعشرين من العمر ، ضاربة عرض الحائط بكل شئ وطاعنة قلب أبيك فى مقتل بلا رحمةوبغير أن تستنفدي معه كل الوسائل لنيل رضاه وتصبري عليه حتى يعدل عن رأيه ولو صبرتعليه عاما أو عامين أو ثلاثة لنلت بغيتك ولما خسرت رضا أبيك لكنها آفة الطيشوالتعجل وفقدان البصيرة ، وإذا كان بعض الرجال الذين يتزوجون فتيات القلب بهذهالطريقة المعيبة قد يحفظون لزوجاتهم تضحياتهن الجسيمة من أجلهم ويحيطون بهن طوالالعمر بالحب والرعاية .. ويسعون بكل جهد لاعادة روابطهن بأسرهن ، فإن الكثرة منهم للأسف قد يجدون فى ظروف زوجاتهم حين يفتر الحب أو ينهزم أمام صعوبات الحياة وتحولاتالمشاعر ما يغريهم بألا يتحفظوا معهن فى فعل أو تصرف وهم آمنون تماما إلى أن البحر وراءهن ولا سبيل أمامهن سوى الاحتمال والصبر على ما جررن على أنفسهن من وبال ، ولاعجب فى ذلك فقديما قال الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه ( ستحدث للناس أقضيةبقدر ما يحدثون من معاص ) وأية معصية أشد من خروجك على طاعة أبيك بهذه الخفة والطيشوأية أقضية أخف وطأة من معصيتك من حالك مع زوجك المحبوب الآن .
أما الشخص الآخرالذي تكشف لك فيه بعد معاشرتك له فليس أمرا خارقا للمألوف ، لأن شخصية ابن العشرينأو الحادى والعشرين التى استهوتك وتصورت انك قد عرفت كل قسماتها ليست غالبا هيالشخصية النهائية للانسان التى ترافقه بقية العمر ، وانما هي الشخصية الملائمةوقتها لحداثة سنه وقلة تجاربه واختباراته فى الحياة وهي دائما قابلة للتحولات بعداكتساب النضج والخبرة والتفاعل مع خبرات الحياة السلبية او الايجابية لهذا فمنمألوف الحياة فى دولة كالولايات المتحدة مثلا حيث ينتشر الى حد كبير زواج المراهقين، أن يتهدم هذا الزواج بعد ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر ويعيش المطلقون الصغاررجالا وفتيات بضع سنوات بلا زواج ، ثم يتزوجون زواجا ثانيا وهم فى اعقاب الثلاثينأو بعدها فيكون هذا الزواج هو الزواج الحقيقي الذي يستمر الى نهاية الرحلة ، أماالزواج الاول فهو زواج العاطفة الهوجاء التى لا مكان لأحكام العقل فيه ، فإذا كانزواجك قد استمر فلأننا والحمد لله لا نجترئ على الانفصال طلبا للسعادة الشخصيةوحدها دون النظر الى مسئوليتنا عن الأطفال الذين جئنا بهم الى الحياة برغبتنا نحنوليس بإرادتهم ، وهذا هو تفسير هذا الإحساس الخطير الذي تشعرين به من حين لآخر تجاهأطفالك إذ تعتبرينهم المبرر الوحيد لاستمرار الزواج وتحمل الإيذاء البدني والمعاناةالنفسية وهو احساس غير ناضج ولا سليم على أيه حال لأنك وحدك المسئولة عن أختيارك .
هكذا هان عليكي اهلك فهونتي على زوجك لانكي اصبحتي مقطوعة من شجرة
ردحذفتبا لطيش الشباب والف تب لمخالفة الاهل و حكمتهم و خبرتهم و شدة حبهم لكي
لايزال في العمر متسع لتحيي من جديد فلا عيش لكي مع هذا الكائن الذي ترجم تضحياتك على انكي اصبحتي بلا قيمة