واظب منذ فترة طويلة
على قراءة المشاكل التى تعرض فى بريد الجمعة على أمل ان اجد مشكلة شبيهة بمكلتى
فأستفيد بالرد عليها، فلم اجد مشكلة قريبة منها حتى الآن .. لذلك اكتب اليك واطلب
رأيك فيما اواجهه.
وفى البداية أقول لك اننى طالبة بكلية مرموقة على وشك التخرج، والذى ووالدتى أستاذان جامعيان محترمان فى مجالهما وفى وسطهمها العائلى واسرتى محترمة ويشغل عدد ارفادها مراكز كبيرة.
ومنذ 5 سنوات تزوجت شقيقتى الكبرى والوحيدة وهى طبيبة من طبيب وزميل لها كانت تجمعهما به قصة حب عميقة، وسعدنا بهذا الزواج الناجح من كل الوجوه..
وعاشت شقيقتى سعادتها مع زوجها لحظة بلحظة وانجب الزوجان طفلة جميلة احترمت لحظة بلحظة وانجب الزوجان طفلة جميلة واكتملت بها سعادتهما، ومنذ ميلاد هذه الطفلة ارتبطت بها مشاعر خاصة فكنت كثيرا ما ازورهما لكى اراها واداعبها .. وفى بعض الاحيان كنت ازورهما مرتين فى اليوم لكى ارى الطفلة وامضى معها لحظات سعيدة معها، وكثيرا ما خرجت مع شقيقتى وزوجها والطفلة فى رحلات نهاية الأسبوع الى اماكن عديدة، وخلال ذلك حصلت على الثانوية العامة بتفوق وكنت من العشر الأوائل على مستوى الجمهورية والتحقت بكلية مروموقة وواصلت تفوقى فيها بامتياز وتقدم لخطبتى معيد بنفس الكلية من اسرة طيبة وصديق لأسرتى فرحبت به بعد ان كنت قد رفضت غيره، والحق انه بهرنى بشخصيته ووسامته واناقته وتهافت الطالبات عليه وقد فرحت به لأنه اختارنى ةاحببته حبا عظيما بادلنى به احبا اعظم منه وحددنا موعدا لاعلان الخطبة..
وبدأت استعد لها واعد الفستان الذى سأرتديه فيها.. وأعد بطاقات الدعوة التى سنوجهها.. وأتشاور مع خطيبى فى عدد الزميلات والزملاء الذين سندعوهم .. وبينما نحن كائرات على اجنحة السعادة .. وقع لشقيقتى الطبيبة حادث مؤلم وهى تقود سيارتها عائدة من عملها فتوفيت على الفور قبل ايام من خطبتى .. واتت سحابة ثقيلة من الحزن على حياتنا.. ثم تأجل اعلان الخطبة بالطبع واستغرقنا الحزن على هذه الشقيقة الوديعة الشابة وعلى طفلتها الصغيرة الجميلة التى راحت ببراءة عمر السنوات الثلاث تسأل الجميع عن "ماما" وتتعجب لتأخرها كل هذا الوقت فى العمل! ومضت الايام ثقيلة حزينة .. والطفلة تعيش معتا لأن اباها لا يتسطيع رعايتها.. ثم فوجئت بأبى وأمى ياشاوران ويتهاماسان وسط الأحزان ثم يبلغاننى بما كنت اجهله.. وهو ان زوج شقيقتى قد استأذن ابى فى ان يتزوج لأنه لا يستطيع ان يمضى حياته وحيدا، وكيف انهما قد بحثا الأمر طويلا ووجدا انى الانسانة الوحيدة التى تصلح زوجة له لأن الطفلة لا تأنس لأحد ـ فى الدنيا بعد وفاة امها ـ غيرىــ ولأنه من غير المعقول ان تعيش الطفلة اليتيمة مع زوجة أب لا احد يضمن حسن معاملتها لها.. ولأنه لن يكون لها ام اكثر حنانا علهيا بعد امها منى ..الخ.
وفوجشت بهذا الأمر، ولم استطع ان اقاومه، حشية ان يتهمنى الجميع بالأنانية والحجود، فذهبت الى بيت خطيبى وقابلته مع افراد اسرته وصارحته بالأمر فجن جنونه وانفعل وتوجه الى اسرتى منفعلا فأصروا على موقفهم وانقطع حبل الرجاء.
وتزوجت يايدى زوج شقيقتى الراحلة وانتقلت الى بيتها .. لكنى من اول لحظة بعد الزواج صارحته بأننى تزوجته من اجل هذه الطفلة وانى لا اتصور نفسى فى مكان شقيقتى منه وان علينا ان نحيا "كاخوة" ونؤدى دورنا فى الحياة وهو رعاية الطفلة وحمايتها من مؤثرات الحياة مع زوجة اب قد لا تكون رحيمة بها، وعلى عكس ما توقعت فوجئت به يقبل ذلك.. فعشنا غرباء تحت سقف واحد اعيش مع ابنتى فى غرفة واحدة .. وقد سعدت بوجودى مع ابيها فى بيت واحد وبدأت تنسى امها وتكف عن السؤال عنها ومضت بنا الحياة فكنت استيقظ فى الصباح مبكرة فأساعد ابنتى على ارتداء ملابسها ثم نجلس الثلاثة على مائدة الافطار ويخرج كل منا الى طريقه هو مع ابنته فى سيارته ليتركها فى دار الحضانة ثم يتوجه الى عمله، وأنا بسيارتى الى كليتى وبعد الدراسة اعود الى بيتى فأجده قد اعاد ابنتى فى طريق عودته من المستشفى فنجتمع على مائدة الغذاء وارعى شئونه وشئون ابنتى بكل اخلاص ثم يخرج هو الى عيادته واستسلم انا الى مذاكرتى حتى ساعة متأخرة من الليل لاحتفظ بتفوقى ولك ان تتصور مدى الحرج الذى كنت اعانيه كلما التقيت بخطيبى السابق بالكلية اذا التقينا.. او تلاقت عيوننا رغم ان كلا منا يتجنب الحديث مع الأخر.. ولك ايضا ياسيدى ان تتصور التساؤلات ونظرات الاشفاق التى كنت اراها فى عيون زميلاتى وزملائى الذين عملوا جميعا بملابسات قصة زواجى لأنه لا شىء يخفى على احد.
واستمرت حياتنا هكذا لمدة حوالى عام.. ثم بدأ زوجى يضيق بما نحن فيه ويطالبنى بأن نحيا الحياة الطبيعية فتمسكت بموقفى فهددنى بأنه سوف يتزوج اذا لم يغير موقفى منه لأنه لا يريد الانحراف.. فوافقته على فكرة الزواج على ان يترك لنا الطفلة ويعطينى حريتى ان تبلغ السن القانونية فيستردها..فنظر الى طويلا ثم قال: ماكان من الأول! ثم ذهب الى اسرتى وصارحها بحقيقة حياتنا التى كتمها عن الجميع لمدة سنة وكتمتها انا بدورى، فأيده الجميع فى موقفه وطالبونى بالعدول عن موققى ولم يقف الى جانبى احد حتى اعمامى واخوالى وزوجاتهم طالبونى جميعا بأن احافظ على حياتى الزوجية وان اطيع زوجى.
لكنى لم استطع ياسيدى .. وطلبت منه الطلاق فرفض وقد بدأ يحس بأنى لا اريده لكى اتزوج من خطيبى السابق .. وتعكر صفو حياتنا وبدأت احس بالخوف منه.. ثم لم استطع ان اتحمل حياتى معه على هذا النحو بعد ان فقدت هدوءها السابق فتركت بيت الزوجية وعدت الى بيت اسرتى والطفلة معى، لكنه لا يكف عن الحضور الينا كل يوم مطالبا بزوجته وابنته وانا ارفض والجميع يلحون على بذلك.. حتى ذهبت اليه فى عيادته بعد ان ضقت ذرعا بكل ذلك وحاولت ان اتفاهم معه بهدوء على ان يطلقنى ويترك لنا الطفلة ويتزوج هو بمن يشاء ويعيش حياته كما يريد.. لكنه متمسك بى بطريقة "استفزازية" .. لماذا لا أعلم! وموقف اسرتى مازال كما هو .. فماذا افعل؟ هل اسافر الى مكان لا يعلمه احد؟ اننى على وشك التخرج فهل حرام على شابة مثلى ان تعيش حياتها وان تتمتع بشبابها قبل ان يذبل.. لقد ضحيت بأشياء كثيرة فكانت النتيجة هى ما اعيش فيه الآن من نكد وعذاب فقل لى ماذا افعل.. وكيف اتصرف فى هذه المشكلة وأعدك بأن انفذ ما تنصحنى به بالحرف الواحد ودون تراجع فهل تفعل ياسيدى؟
ولكاتبة هذه الرسالة اقول:
نعم افعل ياسيدتى والله المستعان على ماتصفون! فأقول لك فى البداية اننى لست مقتنعا بضرورة هذه التضخية التى اقدمت عليها.. ومازلت اعجب من تفكير ابويك الاستاذين الجامعيين اللذين ارغماك عليها بغير حساب لمشاعرك العاطفية تجاه خطيبك السابق.. ولا لحقط فى ان تحى الحياة التى تختارينها لنفسك ..لسبب بسيط هو ان رعاية الطفلة البريئة كانت ممكنة جدا فى بيت اسرتك الى ان تبلغ من امرها رشدا يهيئها لتقبل حقائق الحياة المريرة.
ولا يعنى ذلك ان التضحية فى حد ذاتها خطأ.. لكنى اعنى انها تصبح خطأ حين يرغم الاسنان علها او حين يقدم عليها وهو غير مستعد لتقبلها ولا مهيأ لتحمل تبعاتها .. وانت فيما اتصور لم تكونى مستعدة عاطفيا لقبولها.. لذلك فقد اخطأت فى حق نفسك حين قبلت هذا الزوج وأخطأت فى حق زوجك الذى لا ذنب له ولا جريرة فى هذه الأقدار التى حرمته ن زوجته وحكمت على طفلته الوحيدة باليتم، جين قبلت الزواج منه وأنت تضمرين ف فى قرارة نفسك الا تستمر التجربة معه الى نهايتها..
واخطأت بل اجرمت فى حقه حين تصارحيه "بنوع" الحياة التى تنوين ان تعيشيها معه وذلك قبل الزواج وليس بعده فاما ان يقبل وهو امر مستبعد.. واما ان يرفض وهو الأقرب للمنطق! فتتوقف التجربة قبل البداية وبلا خسائرعاطفية وانسانية بالنسبة له ولك على السواء.
لقد كان زوجك حكيما حين قبل مضطرا فى ضوء الظروف المأساوية المحيطة بالقصة كلها فتتوقف التجربة قبل البداية وبلا خسائر عاطفية وانسانية بالنسبة له ولك علىالسواء.
لقد كان زوجك حكيما حين قبل مضطرا فى ضوء الظروف المأساوية المحيطة بالقصة كلها، ان يحيا معك حياة الغربة الداخلية كما طلبت وكان صبورا ايضا حين صبر على استمرارها حوالى السنة .. على أمل ان تخلق الحياة المشتركة الورابط الطبيعية التى تذيب الجليد بينكما، لكن لكل شىء حدوده ياسيدتى ولا يصح فى النهاية الا الصحيح فاما زواج يحقق الغرض الكامل من "تضحيتك" واما لا زواج ولا تضحية ولا تمسح بها من البداية.
ومن عجب ان رسالتك لم تشر من بعيد او قريب الى اية "مسالب" او اخطاء شخصية يمكن ان يحاسب عليها زوجك وتكون مبررا لاستحالة الحياة معه.. فهو شاب مقبول من كل الجوانب واخلاقه طيبة بدليل حكمته وصبره.. ورفضه للآنحراف .. وهو امر يسير بالنسبة له ـ فما هو خطأه اذن ؟ هل هو تمسكه "الاستفزازى" بك كما تقولين؟ اذا كان الأمر كذلك فلعله امر يحسب له لا عليه.. ولعله امر جدير بأن تغبطك عليها اخريات.. لا ان تضيقى به.
يبقى اذن احتمال واحد هو الأقرب الى المنطق.. وهو انك لن تقدرى مشاعرك تجاه خطيبك السابق التقدير السليم حين اقدمت على هذا الزواج.. وان حلمك القديم معه مازال حيا فى مخيلتك .. وهو حلم لا مكان فيه "لابنتك" التى قلت انك قبلت التضحية من أجلها .. وفى ذلك فلقد جنيت على زوجك كما جنيت على نفسك بالاقدام على هذه التجربة.
ومن الاناف ان يذكرك المرء بأنه ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .. بوأن الرياح قد تأتى احيانا بما لا تشتهى السفن.. وبأننا قد نتصور احيانا سعادتنا فى تغيير حياتنا بلا تدبر فنصحى بما فىايدينا طلبا للسعادة؟
فاذا سألتنى عن رأيى .. فانى قد انصحك بألا تتسرعى مرة اخرى فى هدم الزواج كما تسرعت من قبل فى بنائه وانصحك بمعاودة التفكير فى الأمر كله بعين جديدة تتعامل مع زوجك كانسان له حقوق كما ان لك حقوقا.. وله مشاعر واحاسيس كما ان لك مشاعر واحاسيس ويمكن ان تنبهر به اخريات.. فلعلك لو تعاملت معه كانسان وليس كزوج لشقيقتك الراحلة لرأيت فيه ما لم تريه من قبل.. ولاكتشفته من جديد ووجدت فيه ما يجذبك اليه ويحبب اليك الحياة معه.
فان انتهت فترة مراجعة النفس .. الى غير هذه النتيجة فلا مفر من ان يبدأ كل انسان حياته بعيدا عن الآخر ولا مفر من ان تقدما علىالخطوة التى كان يمنكن تجنبها لو غلبت انت واصرتك من البداية العقل على العاطفة وتعاملت مع المشكلة بواقعية تامة..
فاذا اساءت بعض ما قلته لك.. فانى لم افعل اكثر من ان وضعتك امام نفسك بلا مداراة.. ولا مواربة ولأن تعرفى نفسك جيدا وتتصرفى على اساس من ذلك خير من الاستمرار فى خداع النفس الذى لا يثمر الا الأخطاء والتجارب الفاشلة .. فان اغضبك ما قلت فلا لوم على فقديما قال ارسطو وهو يدحض بعض اراء معلمه: افلاطون صديقى واستاذى لكن الحق اولى بصداقتى من افلاطون .. وما احوجنا الى ان نتذكر ذلك دائما فى حياتنا العامة والخاصة على السواء
وفى البداية أقول لك اننى طالبة بكلية مرموقة على وشك التخرج، والذى ووالدتى أستاذان جامعيان محترمان فى مجالهما وفى وسطهمها العائلى واسرتى محترمة ويشغل عدد ارفادها مراكز كبيرة.
ومنذ 5 سنوات تزوجت شقيقتى الكبرى والوحيدة وهى طبيبة من طبيب وزميل لها كانت تجمعهما به قصة حب عميقة، وسعدنا بهذا الزواج الناجح من كل الوجوه..
وعاشت شقيقتى سعادتها مع زوجها لحظة بلحظة وانجب الزوجان طفلة جميلة احترمت لحظة بلحظة وانجب الزوجان طفلة جميلة واكتملت بها سعادتهما، ومنذ ميلاد هذه الطفلة ارتبطت بها مشاعر خاصة فكنت كثيرا ما ازورهما لكى اراها واداعبها .. وفى بعض الاحيان كنت ازورهما مرتين فى اليوم لكى ارى الطفلة وامضى معها لحظات سعيدة معها، وكثيرا ما خرجت مع شقيقتى وزوجها والطفلة فى رحلات نهاية الأسبوع الى اماكن عديدة، وخلال ذلك حصلت على الثانوية العامة بتفوق وكنت من العشر الأوائل على مستوى الجمهورية والتحقت بكلية مروموقة وواصلت تفوقى فيها بامتياز وتقدم لخطبتى معيد بنفس الكلية من اسرة طيبة وصديق لأسرتى فرحبت به بعد ان كنت قد رفضت غيره، والحق انه بهرنى بشخصيته ووسامته واناقته وتهافت الطالبات عليه وقد فرحت به لأنه اختارنى ةاحببته حبا عظيما بادلنى به احبا اعظم منه وحددنا موعدا لاعلان الخطبة..
وبدأت استعد لها واعد الفستان الذى سأرتديه فيها.. وأعد بطاقات الدعوة التى سنوجهها.. وأتشاور مع خطيبى فى عدد الزميلات والزملاء الذين سندعوهم .. وبينما نحن كائرات على اجنحة السعادة .. وقع لشقيقتى الطبيبة حادث مؤلم وهى تقود سيارتها عائدة من عملها فتوفيت على الفور قبل ايام من خطبتى .. واتت سحابة ثقيلة من الحزن على حياتنا.. ثم تأجل اعلان الخطبة بالطبع واستغرقنا الحزن على هذه الشقيقة الوديعة الشابة وعلى طفلتها الصغيرة الجميلة التى راحت ببراءة عمر السنوات الثلاث تسأل الجميع عن "ماما" وتتعجب لتأخرها كل هذا الوقت فى العمل! ومضت الايام ثقيلة حزينة .. والطفلة تعيش معتا لأن اباها لا يتسطيع رعايتها.. ثم فوجئت بأبى وأمى ياشاوران ويتهاماسان وسط الأحزان ثم يبلغاننى بما كنت اجهله.. وهو ان زوج شقيقتى قد استأذن ابى فى ان يتزوج لأنه لا يستطيع ان يمضى حياته وحيدا، وكيف انهما قد بحثا الأمر طويلا ووجدا انى الانسانة الوحيدة التى تصلح زوجة له لأن الطفلة لا تأنس لأحد ـ فى الدنيا بعد وفاة امها ـ غيرىــ ولأنه من غير المعقول ان تعيش الطفلة اليتيمة مع زوجة أب لا احد يضمن حسن معاملتها لها.. ولأنه لن يكون لها ام اكثر حنانا علهيا بعد امها منى ..الخ.
وفوجشت بهذا الأمر، ولم استطع ان اقاومه، حشية ان يتهمنى الجميع بالأنانية والحجود، فذهبت الى بيت خطيبى وقابلته مع افراد اسرته وصارحته بالأمر فجن جنونه وانفعل وتوجه الى اسرتى منفعلا فأصروا على موقفهم وانقطع حبل الرجاء.
وتزوجت يايدى زوج شقيقتى الراحلة وانتقلت الى بيتها .. لكنى من اول لحظة بعد الزواج صارحته بأننى تزوجته من اجل هذه الطفلة وانى لا اتصور نفسى فى مكان شقيقتى منه وان علينا ان نحيا "كاخوة" ونؤدى دورنا فى الحياة وهو رعاية الطفلة وحمايتها من مؤثرات الحياة مع زوجة اب قد لا تكون رحيمة بها، وعلى عكس ما توقعت فوجئت به يقبل ذلك.. فعشنا غرباء تحت سقف واحد اعيش مع ابنتى فى غرفة واحدة .. وقد سعدت بوجودى مع ابيها فى بيت واحد وبدأت تنسى امها وتكف عن السؤال عنها ومضت بنا الحياة فكنت استيقظ فى الصباح مبكرة فأساعد ابنتى على ارتداء ملابسها ثم نجلس الثلاثة على مائدة الافطار ويخرج كل منا الى طريقه هو مع ابنته فى سيارته ليتركها فى دار الحضانة ثم يتوجه الى عمله، وأنا بسيارتى الى كليتى وبعد الدراسة اعود الى بيتى فأجده قد اعاد ابنتى فى طريق عودته من المستشفى فنجتمع على مائدة الغذاء وارعى شئونه وشئون ابنتى بكل اخلاص ثم يخرج هو الى عيادته واستسلم انا الى مذاكرتى حتى ساعة متأخرة من الليل لاحتفظ بتفوقى ولك ان تتصور مدى الحرج الذى كنت اعانيه كلما التقيت بخطيبى السابق بالكلية اذا التقينا.. او تلاقت عيوننا رغم ان كلا منا يتجنب الحديث مع الأخر.. ولك ايضا ياسيدى ان تتصور التساؤلات ونظرات الاشفاق التى كنت اراها فى عيون زميلاتى وزملائى الذين عملوا جميعا بملابسات قصة زواجى لأنه لا شىء يخفى على احد.
واستمرت حياتنا هكذا لمدة حوالى عام.. ثم بدأ زوجى يضيق بما نحن فيه ويطالبنى بأن نحيا الحياة الطبيعية فتمسكت بموقفى فهددنى بأنه سوف يتزوج اذا لم يغير موقفى منه لأنه لا يريد الانحراف.. فوافقته على فكرة الزواج على ان يترك لنا الطفلة ويعطينى حريتى ان تبلغ السن القانونية فيستردها..فنظر الى طويلا ثم قال: ماكان من الأول! ثم ذهب الى اسرتى وصارحها بحقيقة حياتنا التى كتمها عن الجميع لمدة سنة وكتمتها انا بدورى، فأيده الجميع فى موقفه وطالبونى بالعدول عن موققى ولم يقف الى جانبى احد حتى اعمامى واخوالى وزوجاتهم طالبونى جميعا بأن احافظ على حياتى الزوجية وان اطيع زوجى.
لكنى لم استطع ياسيدى .. وطلبت منه الطلاق فرفض وقد بدأ يحس بأنى لا اريده لكى اتزوج من خطيبى السابق .. وتعكر صفو حياتنا وبدأت احس بالخوف منه.. ثم لم استطع ان اتحمل حياتى معه على هذا النحو بعد ان فقدت هدوءها السابق فتركت بيت الزوجية وعدت الى بيت اسرتى والطفلة معى، لكنه لا يكف عن الحضور الينا كل يوم مطالبا بزوجته وابنته وانا ارفض والجميع يلحون على بذلك.. حتى ذهبت اليه فى عيادته بعد ان ضقت ذرعا بكل ذلك وحاولت ان اتفاهم معه بهدوء على ان يطلقنى ويترك لنا الطفلة ويتزوج هو بمن يشاء ويعيش حياته كما يريد.. لكنه متمسك بى بطريقة "استفزازية" .. لماذا لا أعلم! وموقف اسرتى مازال كما هو .. فماذا افعل؟ هل اسافر الى مكان لا يعلمه احد؟ اننى على وشك التخرج فهل حرام على شابة مثلى ان تعيش حياتها وان تتمتع بشبابها قبل ان يذبل.. لقد ضحيت بأشياء كثيرة فكانت النتيجة هى ما اعيش فيه الآن من نكد وعذاب فقل لى ماذا افعل.. وكيف اتصرف فى هذه المشكلة وأعدك بأن انفذ ما تنصحنى به بالحرف الواحد ودون تراجع فهل تفعل ياسيدى؟
ولكاتبة هذه الرسالة اقول:
نعم افعل ياسيدتى والله المستعان على ماتصفون! فأقول لك فى البداية اننى لست مقتنعا بضرورة هذه التضخية التى اقدمت عليها.. ومازلت اعجب من تفكير ابويك الاستاذين الجامعيين اللذين ارغماك عليها بغير حساب لمشاعرك العاطفية تجاه خطيبك السابق.. ولا لحقط فى ان تحى الحياة التى تختارينها لنفسك ..لسبب بسيط هو ان رعاية الطفلة البريئة كانت ممكنة جدا فى بيت اسرتك الى ان تبلغ من امرها رشدا يهيئها لتقبل حقائق الحياة المريرة.
ولا يعنى ذلك ان التضحية فى حد ذاتها خطأ.. لكنى اعنى انها تصبح خطأ حين يرغم الاسنان علها او حين يقدم عليها وهو غير مستعد لتقبلها ولا مهيأ لتحمل تبعاتها .. وانت فيما اتصور لم تكونى مستعدة عاطفيا لقبولها.. لذلك فقد اخطأت فى حق نفسك حين قبلت هذا الزوج وأخطأت فى حق زوجك الذى لا ذنب له ولا جريرة فى هذه الأقدار التى حرمته ن زوجته وحكمت على طفلته الوحيدة باليتم، جين قبلت الزواج منه وأنت تضمرين ف فى قرارة نفسك الا تستمر التجربة معه الى نهايتها..
واخطأت بل اجرمت فى حقه حين تصارحيه "بنوع" الحياة التى تنوين ان تعيشيها معه وذلك قبل الزواج وليس بعده فاما ان يقبل وهو امر مستبعد.. واما ان يرفض وهو الأقرب للمنطق! فتتوقف التجربة قبل البداية وبلا خسائرعاطفية وانسانية بالنسبة له ولك على السواء.
لقد كان زوجك حكيما حين قبل مضطرا فى ضوء الظروف المأساوية المحيطة بالقصة كلها فتتوقف التجربة قبل البداية وبلا خسائر عاطفية وانسانية بالنسبة له ولك علىالسواء.
لقد كان زوجك حكيما حين قبل مضطرا فى ضوء الظروف المأساوية المحيطة بالقصة كلها، ان يحيا معك حياة الغربة الداخلية كما طلبت وكان صبورا ايضا حين صبر على استمرارها حوالى السنة .. على أمل ان تخلق الحياة المشتركة الورابط الطبيعية التى تذيب الجليد بينكما، لكن لكل شىء حدوده ياسيدتى ولا يصح فى النهاية الا الصحيح فاما زواج يحقق الغرض الكامل من "تضحيتك" واما لا زواج ولا تضحية ولا تمسح بها من البداية.
ومن عجب ان رسالتك لم تشر من بعيد او قريب الى اية "مسالب" او اخطاء شخصية يمكن ان يحاسب عليها زوجك وتكون مبررا لاستحالة الحياة معه.. فهو شاب مقبول من كل الجوانب واخلاقه طيبة بدليل حكمته وصبره.. ورفضه للآنحراف .. وهو امر يسير بالنسبة له ـ فما هو خطأه اذن ؟ هل هو تمسكه "الاستفزازى" بك كما تقولين؟ اذا كان الأمر كذلك فلعله امر يحسب له لا عليه.. ولعله امر جدير بأن تغبطك عليها اخريات.. لا ان تضيقى به.
يبقى اذن احتمال واحد هو الأقرب الى المنطق.. وهو انك لن تقدرى مشاعرك تجاه خطيبك السابق التقدير السليم حين اقدمت على هذا الزواج.. وان حلمك القديم معه مازال حيا فى مخيلتك .. وهو حلم لا مكان فيه "لابنتك" التى قلت انك قبلت التضحية من أجلها .. وفى ذلك فلقد جنيت على زوجك كما جنيت على نفسك بالاقدام على هذه التجربة.
ومن الاناف ان يذكرك المرء بأنه ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .. بوأن الرياح قد تأتى احيانا بما لا تشتهى السفن.. وبأننا قد نتصور احيانا سعادتنا فى تغيير حياتنا بلا تدبر فنصحى بما فىايدينا طلبا للسعادة؟
فاذا سألتنى عن رأيى .. فانى قد انصحك بألا تتسرعى مرة اخرى فى هدم الزواج كما تسرعت من قبل فى بنائه وانصحك بمعاودة التفكير فى الأمر كله بعين جديدة تتعامل مع زوجك كانسان له حقوق كما ان لك حقوقا.. وله مشاعر واحاسيس كما ان لك مشاعر واحاسيس ويمكن ان تنبهر به اخريات.. فلعلك لو تعاملت معه كانسان وليس كزوج لشقيقتك الراحلة لرأيت فيه ما لم تريه من قبل.. ولاكتشفته من جديد ووجدت فيه ما يجذبك اليه ويحبب اليك الحياة معه.
فان انتهت فترة مراجعة النفس .. الى غير هذه النتيجة فلا مفر من ان يبدأ كل انسان حياته بعيدا عن الآخر ولا مفر من ان تقدما علىالخطوة التى كان يمنكن تجنبها لو غلبت انت واصرتك من البداية العقل على العاطفة وتعاملت مع المشكلة بواقعية تامة..
فاذا اساءت بعض ما قلته لك.. فانى لم افعل اكثر من ان وضعتك امام نفسك بلا مداراة.. ولا مواربة ولأن تعرفى نفسك جيدا وتتصرفى على اساس من ذلك خير من الاستمرار فى خداع النفس الذى لا يثمر الا الأخطاء والتجارب الفاشلة .. فان اغضبك ما قلت فلا لوم على فقديما قال ارسطو وهو يدحض بعض اراء معلمه: افلاطون صديقى واستاذى لكن الحق اولى بصداقتى من افلاطون .. وما احوجنا الى ان نتذكر ذلك دائما فى حياتنا العامة والخاصة على السواء
سبحان الله لا احد يستطيع ان يتوقع ما يخبؤه له القدر ولكن ادرك موقف صاحبه الرساله فليس من السهل ان تجد نفها زوجه لزوج اختها
ردحذفولكنها حاليا هي زوجتة و منذ زمن اظنها ارادت كل شيئ مرة واحدة ان تكون ام لبنت شقيقتها و ان تضحي بنفسها و ايضا ان تسمح لنفسها بالتعلق بخطيبها السابق
حذف