السبت، 21 أبريل 2012

رسالة (الصبر الجميل) كانت معاناتي لايعلم بها سوي الخالق

ردا علـي جميل قرائك الذين كثيرا ما وجدت فـي رسائلهم البلسم الشافي لمعاناتي في الحياة‏,‏ وعرفانا لردودك التي كثيرا ما أعطتني أملا في أن الغد سيكون أفضل بإذن الخالق عز وجل‏,‏ أكتب لك ما يجول في خاطري ردا علي رسالة أب جزع علي مصير ابنتيه اللتين لم تتزوجا بعد‏,‏ وكان عنوان ما قرأت له‏(‏ بلا عودة‏)!‏ وأنا سيدة جزائرية أقيم في أمريكا‏,‏ وقد كتبت لك مند‏10‏ سنوات خلت رسالة كان عنوانها‏(‏ الأيدي الخفية‏)‏ شرحت لك فيها حيرتي الكبيرة لكوني مدرسة من أسرة حسنة السمعة‏,‏ وعلي أخلاق عالية ولي جمال أقيمه بحساب المجتمع قريبا من المتوسط ولم أتزوج بعد‏,‏
وكان ردك علي أن النصيب آت بإذن الله متي أذن الخالق سبحانه‏,‏ ثم ازداد خوفي بعد أن شارفت علي الثلاثين ولم يطرق الحظ بابي‏,‏ وخلال هذه الحيرة تقدم لي شاب مطلق من مدينة بعيدة‏,‏ كان في مثل سني‏,‏ ولظروف لا أعلمها إلي يومنا هذا أخبرتني شقيقته بالهاتف ليلة عقد القران أنهم لاينوون إتمام الزوج الآن وسيحدث ذلك في القريب العاجل؟؟‏!‏ مادت الأرض تحت قدمي وبصعوبة كبيرة أكملت المكالمة وأنا علي يقين من أن هذه العائلة قد توصلت فعلا إلي قرار نهائي بإنني لست في مقام ابنهم رغم ظروفه العادية جدا
ماديا‏,‏ ومظهره القريب من المتوسط مثلي‏,‏ وأبلغت أسرتي ما لم يكن في الحسبان بعد الاستعداد الكبير لهذا اليوم الجميل في حياة ابنتهم‏..!‏

 وسلمت أمري لله بعدها وكانت معاناتي لايعلم بها سوي الخالق ومضت أيامي لاجديد فيها يذكر‏,‏ لكن الغريب هو أن مرارة المكالمة التي جعلت الأرض تميد تحت قدمي ليلة عقد القران قد سكنت كياني ولم أعد أجد طعما لحياتي إلا في الدعاء إلي الرحيم المجيب خلال سجودي أن يرزقني زوجا صالحا صادقا أكمل معه مشوار حياتي‏,‏ وهذا ما حدث ياسيدي والحمد لله‏,‏ إذ بعد عامين من هذه المكالمة تقدم لخطبتي جار لي في مثل سني علي خلق ودين أحسبه كذلك ولا أزكيه علي الله بعد عشرتي له‏,‏ وعيبه الوحيد في نظر معارفي هو أنه مطلق وله ابنتان في حضانة والدتهما‏,‏ وكان رد أسرتي ــ جزي الله كل فرد منها خيرا ــ هو لا سلطان لأحد علي في القبول أو الرفض‏,‏ وأن دورها هو التحري عن هذا الشاب‏,‏ ولم تجد عنه الا خيرا يذكر لدي كل من سألناه عنه‏!!‏فرحبت به‏.‏
 وفكرت طويلا في أن الطلاق ليس عيبا أو حراما ارتكبه‏,‏ خاصة أنني قد عرفت سببه‏,‏ وقد سعي زوجي كثيرا ــ جزاه الله خيرا ــ لجمع شمل أسرته لكن زوجته وكذا أسرتها رفضتا هذا السعي‏,‏ ولم يجد بدا من اعلان الطلاق وتقدم بعدها لطلب يدي وتم الزفاف بعد أقل من عام من الخطبة‏..‏
 وأكتب لك الآن ياسيدي وأنا أنعم بظل طفلين أري جمال الكون كله في عيونهما ويحمل الأول اسم والد زوجي ويحمل الثاني اسم أبي ــ رحمهما الله ــ ولم أجد في عشرة هذا الزوج بعد هذه السنين إلا ما أشهد به له خيرا في الدنيا والآخرة‏,‏ وأدعو الله أن ينعم عليه بوافر الصحة وطول العمر ليري أحفاده بإذنه تعالي‏,‏ وأن يجعله ممن يطوفون وأسرته حول البيت الحرام‏..‏ آمين‏.‏
 ما أريد توضيحه لهذا الأب الفاضل كاتب رسالة بلا عودة هو أن لا ملجأ في حيرتنا إلا إلي الخالق بالدعاء في كل سجود بنية خالصة لأنه معنا سيستجيب لنا بإذنه بما يراه خيرا لنا‏,‏ وهو يعلم ونحن لانعلم‏,‏ وأن يقبل مصاهرة من يري فيه رجاحة العقل لكيلا يندم علي أي قرار يحدد مصير كريمتيه في الحياة‏,‏ وادعو الله القدير معه أن يرزق ابنتيه بمن تقرهم عيناه وما ذلك علي الله بعزيز‏.‏
 أرجو من القراء لهذا الباب أن يذكروني عند خالقهم في سجودهم بالصلاح لولدي لأنهما قرة عيني وبدوام المودة بيني وبين زوجي إنه سميع مجيب‏..‏ والسلام‏.‏
 ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏
نعم ياسيدتي لا ملجأ إلا إليه من كل ما يشغل خواطرنا ويثير هواجسنا‏..‏ سبحانه وتعالي‏,‏ فنحن إنما نفر من قضائه إلي قدره‏..‏ وتخفق قلوبنا دوما بالأمل في رحمته لتحقيق الآمال وتسكين الروعات وطمأنة القلوب الواجفة‏,‏ وما كل ذلك علي الله بعزيز حقا وصدقا‏,‏ فهنيئا لك ياسيدتي حياتك الزوجية الموفقة وزوجك الحنون الطيب وولديك الرائعين‏..‏ وليحم الله سبحانه وتعالي سعادتك ويحفظ عليك أسرتك ويكلل كل سعيك بالتوفيق والسداد باذن الله‏.‏

انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;