
وسبب ترددي هو أنني لم أرد أن أزيد من آلامها, أو أجرح مشاعرها قررت أن أسمعك الرواية من الطرف الثاني حتي يكون حكمك عادلا.
لقد عرفتها وأحببتها حبا يفوق الخيال فكنت مثالا للزوج المحب المخلص العاشق والحق يقال انها كانت مثالا للسيدة والزوجة الوفية المخلصة ولا أخفي عليك لقد كانت تحبني كثيرا فكم من مرة وقفت بجانبي في محن تنوء الجبال بحملها لكن وآه من تلك الكلمة اللعينة لقد تغيرت كما تغير كل شيء في حياتنا.بدأ طموحها يفوق إمكاناتي, وأنا والحمد لله مستور ماديا لم يكن ينقصنا شيء فلدينا السيارة والشقة التمليك والمصيف ونحيا حياة جيدة إلا أنها كانت ترغب في المزيد فوافقت علي عملها وتغير كل شيء في أيام معدودة.
بدأت تنفر مني وتعاملني بجفاء غير عادي, وأنا صابر وأشعر بذلك, لكني لا أبديه لها حتي أن حقوقي الشرعية كانت ترفضها سوي مرة واحدة شهريا, وفي حالات الرضا النادرة مرتين, وتسميها الحصة الشهرية وكأنها التموين الحكومي الذي يمنح لمحدودي الدخل, وأنا صابر وتمر الأيام وأحاول أن اتقرب منها بشتي الطرق.
وفي يوم من الأيام رجوتها أن تخبرني بسبب نفورها غير المبرر مني فقالت لي انها تكرهني وأنها سوف تستمر في الحياة معي من أجل ابنائنا فقط رضيت بذلك علي أمل أن تتغير أو تعود لسابق عهدها لأنني أحبها وأحب أولادي, ومرت بنا الحياة علي تلك الصورة, شد وجذب من طرفها وصمت وصبر وحب من ناحيتي كل من يعرفنا كان في صفي حتي والدها ووالدتها رحمهما الله تعالي لأني لم أقصر في حقها في يوم من الأيام.
بدأت أضعف وأسأل نفسي ما سبب احتمالي لكل هذا الجفاء فأنا لا أجد ما يعوضني عن هذه المعاملة السيئة.. نعم لي هفواتي وأخطائي فأنا بشر إلا أنها بسيطة ولا تهدم منزلا وأسرة.
وتحسنت احوالي المالية قليلا فحاولت تعويضها عما احتملته, فأحضرت لها بعض الهدايا فما كان منها سوي تقريعي بالقول انت لسه فاكر ايه اللي فكرك, من امتي بتجيب لي حاجة ولم تقبلها مني حتي جاء ذلك اليوم الذي قالت لي انها تكرهني وطلبت أن ننفصل فحققت لها رغبتها.
نعم حققتها لها لكنها تركت بداخلي جرحا لا يندمل وألما لا يحتمل فأنا لم أخطئ في حقها حتي تفعل بي كل ذلك, فلم امنعها عن شيء تحبه حتي ولو كان ضد رغبتي, وبرغم ذلك كانت تتعمد جرحي حتي تسرب بداخلي احساس انها لا تحبني فكنت اسألها هل تحبينني فتجيب علي بسخرية:طبعا طبعا امال إيه.
فقدتها ولم اجدها بجواري واحسست أنها بعيدة عني, وأنها تحيا معي من أجل أولادنا فقط, غضبت ولم أتحمل وحذار من غضب أولئك الطيبين, فطلقتها وقلت لها لو ان موتي مرتبط بالعودة إليك فأنا أفضل الموت فهل تدعوني اليوم للعودة إليها.
أنا بجوارها الآن في محنتها ليس لأنني احبها بل لأنها أم أولادي وهذا ما يربطني بها. وثق تماما اني لم ارسل هذه الرسالة إلا بعد سفرها خارج البلاد ولن تعود قبل شهر كامل.
سيدي.. قل لي الآن بعد كل ما قلته لك, هل أعود لها أم ابقي كما أنا, وكيف أعود إليها بعدما جرحتني جراحا لا تندمل؟. .

* سيدي.. قالت مطلقتك, أم أولادك, في رسالتها أكثر مما قلت عنها.. اعترفت علي الملأ بأخطائها في حقك, تحدثت عن كرمك وعطفك وصبرك أكثر مما وصفت نفسك.
وعلي الرغم من تمسكي برأيي وأملي في عودتك إليها كبيرة, ثقة في قلبك الكبير, وعفوك, واستجابتك لرغبتها في التكفير عن ذنبها, إلا أني, ولأول مرة في بريد الجمعة سأتركك تقرأ بنفسك بعضا مما أرسله إليك أصدقاؤنا في هذه المساحة الأسبوعية, لتعرف أنها رغبة جماعية, وأن قرارك لن يسعد أبناءك وأمهما فقط ولكنه سيسعدنا جميعا لأنه ولأنك تؤكد لنا أن الخير لابد أن ينتصر, حتي لو طال عمر الشر
اقرأ سيدي الدكتور إبراهيم حمدي الذي يقول لك: إن الإحسان رداؤك فلا تخلعه عنك, إعف عن زوجتك واصفح عنها, لأننا لمسنا في رسالتها مدي حبها لك واحترامها لما فعلته معها فاكمل احسانك, لأن الرحمن استجاب لدعائك لها بالهداية حتي لو جاءت متأخرة واحتسب عملك الصالح عند من لا تضيع عنده الودائع.
أما السيدة ميرهان علي فتقول لك:أنا لا أعرفك ولكن من كلام زوجتك عنك, عرفت من أي معادن الناس أنت.. مازلت أتذكر مقولة لأحد المستشرقين انه أحب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من حكايات زوجته السيدة خديجة, وكلامها عنه هو الذي جعله يتعمق في معرفة دين الإسلام, لأنه يؤمن بأن الزوجة هي أقدر الأشخاص وأصدقهم علي الحديث عن حسن خلق الزوج وطيب عشرته.. ومثلك يا سيدي ممن من الله عليهم بحسن الخلق والمعدن الطيب وطيب النفس يعلم جيدا قيمة العفو عند المقدرة وتعلم أن الله جل جلاله يعفو ويصفح عمن تاب وأناب ونحن بشر نخطئ ونصيب.. فأصفح عنها وعد إليها لتدخل إلي قلبها الفرح والسرور, وجزاك الله كل الخير.
أستاذ الجراحة الدكتور حمدي أبوبيه يراك من الصالحين ويرجوك أن تدعو له وللقراء بحسن الخاتمة, ويذكرك أنك من الكاظمين الغيظ وأن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أخبرنا أن الصابر علي زوجته أوالصابرة علي زوجها له أو لها الجنة ثواب علي ذلك, يختم رسالته عد يا سيدي إلي زوجتك, وأولادك فإن العود أحمد, ولا تستمع إلي نصائح الشيطان الذي يفخر ويعتز بأنه نجح في تفريق زوجين, وحينئذ يكرمه جده إبليس الأكبر بأن يلبسه التاج لقيامه بهذا العمل الدنئ.
سيدي.. هذا قليل من كثير لدي, فهل تكون رسالتك القادمة, أنك صفوت وعفوت وتكرمت وأكرمت أم أولادك, النادمة علي كل ما اقترفته في حقك؟.. نحن في الانتظار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق