السبت، 26 يوليو 2014

رسالة ( أسباب الحياة) ابتليت ابتلاء عظيما أعانك الله عليه



أكتب إليك على أمل أن تساعدني في ايجاد حل لي فأنا أقتنع بكلامك واحترم آراءك، فأنا رجل في الأربعين من العمر أعمل مهندسا في احدى الشركات الاستثمارية الكبرى ولقد تزوجت وأنا في سن الخامسة والعشرين من الانسانة التي أحبها قلبي وكانت لي فعلا نعم الزوجة، فساعدتني في بداية حياتي وتحملت الكثير من أجلي وكنت لها زوجا وحبيبا وفعلت ما بوسعي لكي أوفر لها السعادة والأمان ورزقنا الله بطفلة جميلة سميتها على اسم والدتها وبعدها رزقنا الله بطفل كانت تقول لي انه يشبهني وعملنا جاهدين على ان نوفر لهما الحياة الهانئة، وكبرت طفلتي وأدخلناها احدى المدارس المجاورة لنا وكانت تكبر طفلي بأربع سنوات،
وفي أحد الايام وطفلتي في التاسعة من عمرها وابني في الخامسة استأذنتني زوجتي في زيارة أهلها في الزقازيق فوافقت، واتفقنا على أن ألحق بها بعد يومين لانشغالي في العمل، وسافرت هي وأطفالي الى هناك وودعتهم واتجهت الى عملي، وبعد ان عدت الى المنزل فوجئت برجل شرطة يقرع الباب وفتحت له فاذا به يخبرني بأن زوجتي وأطفالي قد وقعت لهم حادثة ونقلوا الى المستشفى، وفور سماعي لما قاله هرولت الى هناك لكني وصلت متأخرا للأسف، فقد مات طفلاي في الحادث على الفور ومات زوجتي في المستشفى، ووجدت حياتي كلها قد تحطمت في لحظة ولم استطع تحمل ما يحدث فأصبت بانهيار عصبي ومكثت في المستشفى عدة شهور، وبعد ان خرجت منه عشت مع أهلي لكني كنت دائم الصمت وأصبحت أعيش في عزلة تامة رغم محاولات الجميع اسعادي التي اقدرها لهم، لكن ما يحدث لي خارج عن ارادتي، والآن وبعد مرور أربع سنوات على وفاة زوجتي وطفلي تعرض والدتي على الزواج من احدى قريباتها لكني ارفض بشدة خوفا ان يحدث لي ما حدث مرة اخرى من ناحية ولعدم مقدرتي على الحب مرة اخرى بعد زوجتي الراحلة من ناحية اخرى وأنا ارجو ان تساعدني في اتخاذ قرار مناسب في شأن الزواج مرة اخرى بوجه عام، وسأكون سعيداً لو كتبت الى ردا يعينني على أمري.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
ياسيدي لأنت أحوج الى الإيناس والصحبة ورفقة الحياة من كل البشر.. فلقد ابتليت ابتلاء عظيما أعانك الله عليه وعوضك عنه خيرا... وخلت عليك الحياة في لحظة مأساوية حزينة وتكبدت آلاما تنوء بها الجبال.. أفلا يكون من حقك ان تتطلع للتعويض والتخفف من الأحزان والتماس الصحبة والعزاء؟.. انه ليس حقا لك فقط وانما هو واجب انساني عليك تجاه نفسك وتجاه من يحبونك ويشفقون عليك من وحدتك بعد هذه الفاجعة المؤلمة، بل انه ايضا واجب ديني ان تتطلع من جديد الى رحمة الله وتردد الآية الكريمة ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما صدق الله العظيم، اذ كلما كثرت أسباب تعلقنا بالحياة قويت ارادة الحياة فينا وكلما ضعفت روابطنا بها ازددنا انسحابا منها.. فاعقد العزم الصادق ياسيدي على أن تبني بزوجة جديدة وتنجب اطفالا آخرين يعمقون من اسباب تعلقك بالحياة، ويعوضونك عمن فقدت ويخففون عنك وحدتك وأحزانك، والله سبحانه وتعالى قادر على أن يهبك الزوجة الصالحة التي تجعل ذكرى زوجتك الراحلة مثالا حيا من جديد في حياتك والأبناء الذين تقر بهم عينك ويجددون لديك صور الأحباء الراحلين رحمهم الله جميعا.
فأما العجز عن ممارسة احساس الحب مرة اخرى فلن يكون أبديا بإذن الله.. ولسوف تخلق لديك العشرة والرغبة الصادقة من جانبك في السلوى وتعويض الآلام القدرة على الاستئناس بوجود امرأة اخرى في حياتك تبث الدفء فيها من جديد وبغير ان يتعارض ذلك على أي نحو مع وفائك لذكرى الزوجة الراحلة والأعزاء الغائبين ان شاء الله.


انشر
-

هناك تعليق واحد:

  1. اعانك الله وجعلك من الصابرين وجعل مثواهم جميعا الجنة

    ردحذف

;