كنت احس انه جاء الى هذه الدنيا خطأ ... فهو لا يعرف اى شئ عن طبائع البشر , ويصدق كل كلمه تقال له ... ويتعامل مع الناس دائما بحسن نيه , واشعر انه حين يعود من عمله الى البيت كأنه يريد ان يحتمى بصدرى من الفظائع التى يراها فى مقر عمله او فى الشارع ... فكنت اضمه الى حتى يخلد الى السكينه ... فينفجر ينبوع الحنان من قلبه وكان ذا قدره عجيبه على العطاء والحنان ... وكنت انظر الى عينيه فأجدهما تطوفان فى المكان بحثا عنى ... ولا تطمئنان الا حين تستقران على فابتسم له ... فيبتسم ويشع سعاده وحنانا ... وانقطعت عن اسرتى – بكل اسف – بسبب زواجى منه واسرتى ليست ابى وامى فلقد توفيا رحمهما الله , لكنها مكونه من عمى وزوجته وقد ربيناى وكانا رحيمين بى لكنهما اعترضا على زواجى وقاطعانى بسببه فاضطررت لذلك راغمه
ومضت حياتى سعيده , وانجبت طفله اكتملت بها سعادتنا .... ولن انسى ما حييت حنانه واشفاقه على خلال فتره الحمل ...وكان يتصور ان اية حركه اؤديها خلال الحمل ترهقنى وتؤذى الجنين ... فيطلب منى الا افعل اى شئ ... فاضحك واهون عليه الامر فيزداد عطفا وحنانا ... اما لحظة الولاده فكانت لحظه تاريخيه فى حياتنا معا .. ولن انسى ما حييت رعبه حين جاءت لحظة الولاده فقد اشفقت عليه وهو يرتجف خوفا وهلعا على ويتمتم بآيات من القرآن الكريم وهو ينتفض فطلبت من الطبيب ان يخرجه من المستشفى كله ومن احد الاصدقاء ان يصحبه الى البيت والا يعديه الى الا بعد ان يأذن الله , وحدت ذلك بالفعل وجاء زوجى المحبوب ليحمل طفلته ودموعه تنهمر كالمطر حبا واشفاقا
وعشنا اياما سعيده سعيده ... بعد ان انضمت الى عش حبنا ابنتى الوحيده .... ولم يتغير شئ فى حياتنا سوى ان زوجى قد افرغ فائض حبه وحنانه على ابنته , وان ابنتى قد شاركتنى فى حبه وتعلقت به تعلقا شديدا كأنها اكتشفت بإلهام من الله نوعيته وانه من نوع البشر خلق ليحبه الاخرون حتى لو اختلفوا معه
لم يكن يزعجنى شئ الا انى فقط كنت اريد له الا يلتصق بى تماما لكى يستطيع مواجهة الحياه اذا فصلت بيننا الظروف لاى سبب ولاى فتره زمنيه بسبب السفر او المرض الخ .... وكان يحاول جاهدا ارضاء لى لكنه كان يعود الى مره اخرى فأقول فى نفسى " آه يا طفلى الصغير ... انك لاتريد ان تبعد عنى " واضمه الى صدرى
ومضت الحياه جميله نشترك فى كل شئ ... ونعمل كل شئ سويا ونشترى اشياءنا معا ونذهب الى العمل معا ونعود معا .. ونزور الاقارب عند الضروره معا ... يشترى لى ملابسى ... واشترى له ملابسه . الى ان جاءته فرصه للسفر الى الخارج فى رحلة عمل تابعه لعمله ..فكاد يرفضها لانه لا يريد ان يبعد عنى او عن ابنته لمدة اسابيع فضغطت عليه لكى يقبلها ...ولكى لا تضيع هذه الفرصه ومضيت اشجعه واعد له حقيبة السفر واكتب له قائمة المشتريات التى اريدها له ولى ولابنتى ... وهو خائف .. يرتعد وكلما اقترب يوم السفر يزداد هزالا ورعبا كانه مقدم على خوض معركه وانا اطمئنه واداعبه واقول له انى سأعد الايام على عودته ...ثم جاء موعد السفر فقبلنى وضمنى اليه طويلا وهو يبكى وقبل ابنته وضمها طويلا اليه .... ثم خرج ودموعى تودعه , وسافر للخارج , وشاءت اردة الله الا يعود فقد توفى هناك فى حادث سياره كان مع زملائه فى طريقه لزيارة احد المصانع فوقع حادث للسياره فأصيب كل ركاب السياره بإصابات عاديه اما هو فقد اختاره الله الى جواره ولا راد لقضائه , فهذه ارادة الله , وبدأت متاعبى والامى وعادت اسرتى للاتصال بى من جديد ورعايتى ...لكنى وجدت الحياه تختلف تماما عن الحياه التى عشتها طوال السنوات السبع الاخيره . ولن اقول انى حزنت عليه حزنا شديدا لانى واثقه انك تحس بذلك الان .... لكنى سأقول لك اننى كنت ومازلت اعيش مع طيفه حتى الان كانى فى انتظاره ان يعود الى مره اخرى من رحلته .... اذهب الى عملى فاتلفت حولى ... باحثه عن عينينه اللتين كانتا تطوفان حولى باستمرار ...واعود الى بيتى فاتخيله قلقا ينتظر عودتى ولا سطمئن ولا يتقر حتى يرانى ... أمضى الامسيات أمام جهاز التليفزيون فأغيب عما اراه رأرى وجهه الرقيق المتعب دائما كأنما يحمل فوق صدره خطايا البشر ينظر الى بإشفاق كأنه يقول لى " انا زعلان منم لانك تهملين صحتك " فتغرورق عيونى بالدموع واحتضن ابنتى كأننى احتمى بها مما اعانيه , وهنا تبدأ مشكلتى وهى المشكله الازليه ... فابنتى تبكى كل يوم وكل ليه لان " بابا " لم يعد من السفر حتى الان ... وانا حائره لااعرف ماذا اصنع لها ... وقد جربت كل الحيل بلا فائده ... وفكرا ان اكتب لها رسائل باسمه من الخارج كما رايت فى بعض الافلام لكن لاشئ ينسيها اباها , وقد ضاعف من الآمى ان ظهر فى حياتى الشخص " المخربش " الذى تقدم لخطبتى قبل زواجى وراح يطاردنى باصرار وعناد لأتزوجه مره اخرى تسانهد اسرتى التى عدت اليها ... ورفضته مرار .. فازداد ظغطا على .... وكلما فكرت مجرد تفكير ان اقبل عرضه اجد نفسى تفزع من فكرة ان " احل " هذا الانسان الشرير " المخربش " محل ذلك الانسان الملائكى الرقيق خاصة انه يطلب طلبا قاسيا هو ان اترك طفلتى لحضانة عمى وزوجته لاتفرغ له , وهو لا يريد ان يتركنى فى حالى فيذهب الى مقر عملى ويشيع انه خطيبى وحين ارفض عروضه ... يلاحقنى بالاقاويل لاسرتى ويطلب منها لضغط عليا لكى تتوقف هذه الاقاويل عنى ... وانا حائره لا اعرف ماذا افعل ... ولا اجد من ابثه همومى ... وافكر احيانا فى الاستسلام لهذا الوحش وقبول الزواج منه ... لكن كيف استطيع ان اتخلى عن جوهرة حياتى وهى ابنتى .. وافكر ان اعيش لابنتى وان اكيف حياتى على الوحده بعد ان ذقت السعاده انهارا مع زوجى الراحل ... لكن هذا الشخص الذى تتجمع فيه كل شرور الدنيا لا يدعنى لحالى فماذا افعل وبما تنصحنى .... هل اقبله زوجا ... زاضحى بابنتى ؟؟؟؟ .

لكاتبة هذه الرساله اقول لها باختصار :
لا تستسلمى لرغبة هذا الشخص فى الزواج منك وابعاد ابنتك عنك .. لانك لا تحبينه ومازلتى تعيشين حبك لزوجك الحالم الذى مر بالحياه كانه طيف جميل عبر بها وترك ورائه اجمل الذكرى ... ولن تجدى السعاده بعد هذا الزوج الحالم مع زوج " مخربش " يمثل بالنسبه لكى النقيض فى كل شئ ومن الواضح ان نمط هذه الشخصيه لا يلائمك لانك انتى ايضا شخصيه رومانسيه حالمه ... وسوف تموتين كل يوم الف مره مع مثل هذا الزوج الفظ , كما انك بالتاكيد لن تجدى السعاده مه زوج لايقدر مشاعرك كأم ويشترط اساسا إبعاد طفلتك عنكى فى مثل هذه الظروف المأساويه التى تعيشينها ... ولو سالتينى الرأى فانى انصحك بالاتتزوجى ممن تكرهين لان مثل هذا الزواج محكوم عليه بالفشل مقدما , وانصحك بان تنتظرى قليلا حتى تلتئم الجراح ثم تزوجى بعد ذلم من تجدين فى نفسك الميل والارتياح له ولن تجدى مثل هذا الميل الا تجاه شخص لاتتنافى طباعه تنافرا تاما مع زوجك الراحل ...
عموما فان الزمن يصنع الاعاجيب ولسوف تعبرين هذه المحنه بسلام وامان ان شاء الله وستجدين من يضمد جراحك ويعيد السعاده الى عشك القديم بشرط الا تتعجلى الامور , اما ابنتك المسكينه فضاعفى من رعايتك لها وحنانك عليها ... ولا مفر من ان تسربى اليها الحقيقه المره على جرعات وبالتدريج الى ان تعرف الواقع المؤلم ثم تنسى بعد حين بقلوب الطفال مايدمى قلوب الكبار ... والله معكى ومعها فى الايام القادمه
ياسيدتى بما انك سالتى فقد يكون لديكى رغبه فى ذلك الزواج حتى وان كانت تلك الرغبه نابعه من ملاحقته لكى او الضغوط التى تحيطك فاقول لكى لم يستطيعو ان يجبروكى على الزواج منه سابقا الان ماذا تغير بل الموقف الان يدعو للرفض اكثر فلديكى ابنه لا يستطيع احد فى الوجود ان يبعدك عنها لا الضغوط ولا المخربش عذرا سيدتى انتى سيدة قرارك فقررى الان
ردحذف