سيدي أرجو نشر هذه الرسالة لأني لم أستطع حل
المشكلة وجها لوجه مع أبي ولن يعرفها إلا عن طريق بابك, بعد ان أغلقت بيننا
الأبواب.
أكتب اليك برسالتي الأولي مع العلم بأني من المعجبين ببابك هذا وللعلم أيضا والدي صاحب المشكلة من قرائك وأشد المعجبين بحلولك, وهذا ما شجعني علي الكتابة, أبدأ قصتي بأننا عائلة محافظة جدا عبارة عن اختين متخرجين في جامعات مرموقة تربينا علي الطاعة والمحبة والمودة مع أم وأب مترابطين. أذكر كم كانت أمي رائعة مع هذا الأب, لقد تحملت هذه السيدة مع هذا الرجل سنين العمر والكفاح والشقي والمشاكل في عمله وفي حياته العائلية, وقفت بجانبه
حتي تخطي كل هذا وأصبح موفق الحال ومرموقا في عمله, فهذه السيدة تعرضت لمطبات كثيرة في الحياة معه, طالبها الجميع من أهلها بالانفصال عنه ولكنها رفضت الا ان تكون معه في الحلوة والمرة.
المشكلة ليست من طرف أمي لكنها من طرفي أنا ياسيدي, كنت انظر دوما لهذا الرجل علي انه الرجل الأسطورة الذي لن يتكرر في هذا الزمن, وكلما يتقدم أحد لخطبتي كنت لا أجده مماثلا لأبي فأرفضه مباشرة, فهذا الأب معروف بفضله وكرمه وحنيته وأخلاقه الطيبة مع الجميع وبره الشديد بأهله
عندما يراه أحد لايستطيع ان يقول سوي انه رجل لن يتكرر لنبله وكرمه مع الجميع وان كانت هذه الكلمات لا تصف ما كان بداخلي من صورة عظيمة لهذا الرجل الذي كنت أحلم بأن أرتبط بشخص مثله, اسمح لي ان اعرض لك هذه الصورة الاسطورية التي تربينا عليها, هذا الرجل الجدير بالاحترام, الرجل العطوف الذي لايعرف الكذب ولا يحبه ولا يحب ان نتبعه في حياتنا, الرجل الذي يهابه الجميع من قوة شخصيته, هذا الرجل لم يكن يتحمل ألمنا وحزننا ووجعنا, غيور بل شديد الغيرة علي زوجته وأولاده بصفة خاصة, رجل يعتمد عليه الجميع بصورة كبيرة ولكن كان هذا كله مجرد صورة اسطورية زائفة!
انكسر كل هذا بسبب اكتشافي انه متزوج من امرأة أخري أعرف من هي, فانكسرت هذه الصورة ليس بسبب زواجه, لأنه من المحتمل قد أحبها وعرف معها معني الحياة, ولكن انكسار هذه الصورة كان بسبب خداعه لنا وكذبه وخيانته, فقد كان يواعدها ويسافر معها ويهاتفها, وكل هذا يبرره بأنه في شغل وسفر وأوقات عمل
كان يحاول ان يظهر أمامنا بصورة الزوج المخلص والأب العظيم الذي لايعرف الخطأ ويريدنا ان نقتدي به في كل شيء في حياتنا, فكيف أجعل قدوتي في الحياة رجلا كذابا وغشاشا, انه لايستحق ان يكون قدوة لنا فكيف يمكن ان يجمع شخص ما بين الصفات الاسطورية والصفات الخبيثة؟!
هذا الرجل ـ أبي ـ كسر أمامي صورة كل الرجال, فقد أصبحوا عندي هو, ولا يمكن ان اصف لك ما أعانيه من ألم وحزن ووجع من انكسار هذه الصورة الاسطورية له وقد عاهدت نفسي بألا أخبر أحدا وخاصة أمي لانها لاتستحق الإهانة وحتي لا يخرب هذا البيت.
سيدي اريد ان اخبرك اني كنت أحلم مثل أي فتاة بالزواج ولكن الآن انتهي هذا الحلم وللأبد لأني لا أريد أن أقضي بقية عمري مع أي رجل وأكتشف في النهاية انه كاذب ولا استطيع ان اقول لك سوي انه منذ اكتشافي لهذا الموضوع اصبح ميتا في نظري ولن يحيا مرة اخري, فموته عندي ارحم من ان أحيا معه بهذه الصورة الاسطورية الكاذبة التي يستمر عليها حتي وقتنا هذا, فهو ليس له عندي سوي الطاعة فقط لبره وليس حنانا أو حبا من ناحيتي.
الآن اريد ان أوجه لك سؤالا: هل أواجهه بما عرفت أم أصمت للأبد وأبقي في نظره الفتاة المغفلة؟
اسأل نفسي: هل لي اخوة من هذه الزيجة وكيف ستكون علاقتنا بهم؟ وماذا سيحدث لأمي اذا عرفت بالخبر وهل هناك سر يمكن اخفاؤه طوال الوقت؟
سيدي.. ينتابني غضب وأفكر أحيانا ان أواجهه بما لدي حتي احطم صورته التي رسمها أمامنا ليعرف انه ماكان يستحق منا كل هذا الحب وكل هذا الاحترام ولكني أتراجع في آخر لحظة... فبماذا تنصحني؟*
رد المحرر :
* سيدتي... دعينا نتفق أولا ان والدك أخطأ خطأ كبيرا, ولكن لابد ان نتفق أيضا علي انه لم يرتكب معصية, وانه تزوج زواجا شرعيا, وهذا لايسقط عنه أبدا محبته لكم وحنانه وكرمه وأخلاقه الطيبة وكل الصفات التي وصفته بها, والتي لم تتغير ولم يبخل بها عليكم حتي بعد زواجه بأخري غير والدتك, هذا طبعا لاينفي حقك في الاحساس بالصدمة, ولايجور علي حق والدتك الرائعة التي وقفت بجواره وتحدت أهلها من أجله في ان تشعر بالخيانة.
ما أقصده قبل ان أجيبك عن اسئلتك أو أفكر معك بصوت عال, ان والدك سيظل والدك, له عليك الطاعة والمحبة ولايجوز للابن ابدا ان يتجاوز بكلمة خارجة أو جارحة مثل التي جاءت في رسالتك في حقه, لأن الله أمرنا بذلك حتي لو كانت دعوته للشرك بالخالق, فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما, فما بالك والتجاوز من الاب في حقك وحق والدتك وليس في حق الخالق؟.
اغضبي وعاتبي ولكن لا تتجاوزي, فهذا ما ربيت عليه ومارسته في سلوكك معه علي الرغم من معرفتك بما حدث, واحتسبي طاعتك واحترامك له عند الله ـ سبحانه وتعالي.
فإذا اتفقنا علي ذلك, تعالي لنتحدث فيما فعله والدك ويفعله غيره بالزواج سرا, فمن الناحية الشرعية يري بعض علمائنا انه مكروه وقانونا يمنح الزوجة الأولي حق طلب الطلاق.
الرجل الذي يريد أن يتزوج بثانية عليه ان يواجه اختياره ويعلنه ويدافع عنه ويتحمل تبعات قراره, فهذه هي الرجولة بمعناها الحقيقي, أما ان يخدع من حوله ويعيش ويعيشهم في كذبة كبري فهذا ليس من شيم الرجال.
والدك أخفي انه متزوج لأنه لم يجد مبررا يسوقه إليكم وإلي الناس, ربما كما قلت أحب, ولكن هذا الحب لا يأتي فجأة, ولكنه يبدأ بالحوم حول الحمي, وكان عليه بمحبته لكم وحرصه علي بيته وشريكة حياته ان يهرب من هذا الاحساس ولايسمح له بالنمو حتي يعجزه عن الابتعاد أو اتخاذ القرار الصائب, فإذا وجد في نفسه ضعفا أو رغبة في الزواج, فليجتمع بكم وليعلن لكم رغبته, ووقتها من حق والدتك ان تقبل أو ترفض الاستمرار, ولا يصبح الأمر بالنسبة لها واقعا أمام عينيها, اما ان تغمضها مثلك الآن, وإما إن تهدم المعبد علي من فيه.
واذا كان والدك من قراء بريد الجمعة فمما لاشك فيه انه سيتألم كثيرا عندما يري مقدار الأذي الذي لحق بك والتشويه الذي أصاب نفسك وجعلك ترين كل الرجال في صورة سيئة بعد ان كنت تبحثين عن مثيل لتلك الاسطورة التي تحطمت وانهارت في عينيك.
وأتمني علي والدك لو قرأ هذه الكلمات ان يسارع بالجلوس معك والاعتراف لك بزواجه واستشارتك فيما يجب ان يفعله, وان يخبرك بكل الأسئلة الحائرة في رأسك, فإذا لم يفعل فإن نصيحتي لك ان تواجهيه بما لديك وبدون تجاوز, أخبريه بمشاعرك تجاهه وبغضبك واستمعي اليه بقلب مفتوح فقد يكون لديه ما يبرر قراره الخاطئ
وقد تصلان معا الي القرار الصائب سواء بإخبار والدتك أو بإخفاء الأمر عنها, وان كنت ارجو منك الا تضغطي عليه وتدفعيه الي ظلم امرأة اخري, ربما لم ترتكب خطأ وتزوجته جهرا, فليس ذنبها اخفاءه الخبر عن أسرته, وإلي لقاء بإذن الله.
أكتب اليك برسالتي الأولي مع العلم بأني من المعجبين ببابك هذا وللعلم أيضا والدي صاحب المشكلة من قرائك وأشد المعجبين بحلولك, وهذا ما شجعني علي الكتابة, أبدأ قصتي بأننا عائلة محافظة جدا عبارة عن اختين متخرجين في جامعات مرموقة تربينا علي الطاعة والمحبة والمودة مع أم وأب مترابطين. أذكر كم كانت أمي رائعة مع هذا الأب, لقد تحملت هذه السيدة مع هذا الرجل سنين العمر والكفاح والشقي والمشاكل في عمله وفي حياته العائلية, وقفت بجانبه
حتي تخطي كل هذا وأصبح موفق الحال ومرموقا في عمله, فهذه السيدة تعرضت لمطبات كثيرة في الحياة معه, طالبها الجميع من أهلها بالانفصال عنه ولكنها رفضت الا ان تكون معه في الحلوة والمرة.
المشكلة ليست من طرف أمي لكنها من طرفي أنا ياسيدي, كنت انظر دوما لهذا الرجل علي انه الرجل الأسطورة الذي لن يتكرر في هذا الزمن, وكلما يتقدم أحد لخطبتي كنت لا أجده مماثلا لأبي فأرفضه مباشرة, فهذا الأب معروف بفضله وكرمه وحنيته وأخلاقه الطيبة مع الجميع وبره الشديد بأهله
عندما يراه أحد لايستطيع ان يقول سوي انه رجل لن يتكرر لنبله وكرمه مع الجميع وان كانت هذه الكلمات لا تصف ما كان بداخلي من صورة عظيمة لهذا الرجل الذي كنت أحلم بأن أرتبط بشخص مثله, اسمح لي ان اعرض لك هذه الصورة الاسطورية التي تربينا عليها, هذا الرجل الجدير بالاحترام, الرجل العطوف الذي لايعرف الكذب ولا يحبه ولا يحب ان نتبعه في حياتنا, الرجل الذي يهابه الجميع من قوة شخصيته, هذا الرجل لم يكن يتحمل ألمنا وحزننا ووجعنا, غيور بل شديد الغيرة علي زوجته وأولاده بصفة خاصة, رجل يعتمد عليه الجميع بصورة كبيرة ولكن كان هذا كله مجرد صورة اسطورية زائفة!
انكسر كل هذا بسبب اكتشافي انه متزوج من امرأة أخري أعرف من هي, فانكسرت هذه الصورة ليس بسبب زواجه, لأنه من المحتمل قد أحبها وعرف معها معني الحياة, ولكن انكسار هذه الصورة كان بسبب خداعه لنا وكذبه وخيانته, فقد كان يواعدها ويسافر معها ويهاتفها, وكل هذا يبرره بأنه في شغل وسفر وأوقات عمل
كان يحاول ان يظهر أمامنا بصورة الزوج المخلص والأب العظيم الذي لايعرف الخطأ ويريدنا ان نقتدي به في كل شيء في حياتنا, فكيف أجعل قدوتي في الحياة رجلا كذابا وغشاشا, انه لايستحق ان يكون قدوة لنا فكيف يمكن ان يجمع شخص ما بين الصفات الاسطورية والصفات الخبيثة؟!
هذا الرجل ـ أبي ـ كسر أمامي صورة كل الرجال, فقد أصبحوا عندي هو, ولا يمكن ان اصف لك ما أعانيه من ألم وحزن ووجع من انكسار هذه الصورة الاسطورية له وقد عاهدت نفسي بألا أخبر أحدا وخاصة أمي لانها لاتستحق الإهانة وحتي لا يخرب هذا البيت.
سيدي اريد ان اخبرك اني كنت أحلم مثل أي فتاة بالزواج ولكن الآن انتهي هذا الحلم وللأبد لأني لا أريد أن أقضي بقية عمري مع أي رجل وأكتشف في النهاية انه كاذب ولا استطيع ان اقول لك سوي انه منذ اكتشافي لهذا الموضوع اصبح ميتا في نظري ولن يحيا مرة اخري, فموته عندي ارحم من ان أحيا معه بهذه الصورة الاسطورية الكاذبة التي يستمر عليها حتي وقتنا هذا, فهو ليس له عندي سوي الطاعة فقط لبره وليس حنانا أو حبا من ناحيتي.
الآن اريد ان أوجه لك سؤالا: هل أواجهه بما عرفت أم أصمت للأبد وأبقي في نظره الفتاة المغفلة؟
اسأل نفسي: هل لي اخوة من هذه الزيجة وكيف ستكون علاقتنا بهم؟ وماذا سيحدث لأمي اذا عرفت بالخبر وهل هناك سر يمكن اخفاؤه طوال الوقت؟
سيدي.. ينتابني غضب وأفكر أحيانا ان أواجهه بما لدي حتي احطم صورته التي رسمها أمامنا ليعرف انه ماكان يستحق منا كل هذا الحب وكل هذا الاحترام ولكني أتراجع في آخر لحظة... فبماذا تنصحني؟*
رد المحرر :
* سيدتي... دعينا نتفق أولا ان والدك أخطأ خطأ كبيرا, ولكن لابد ان نتفق أيضا علي انه لم يرتكب معصية, وانه تزوج زواجا شرعيا, وهذا لايسقط عنه أبدا محبته لكم وحنانه وكرمه وأخلاقه الطيبة وكل الصفات التي وصفته بها, والتي لم تتغير ولم يبخل بها عليكم حتي بعد زواجه بأخري غير والدتك, هذا طبعا لاينفي حقك في الاحساس بالصدمة, ولايجور علي حق والدتك الرائعة التي وقفت بجواره وتحدت أهلها من أجله في ان تشعر بالخيانة.
ما أقصده قبل ان أجيبك عن اسئلتك أو أفكر معك بصوت عال, ان والدك سيظل والدك, له عليك الطاعة والمحبة ولايجوز للابن ابدا ان يتجاوز بكلمة خارجة أو جارحة مثل التي جاءت في رسالتك في حقه, لأن الله أمرنا بذلك حتي لو كانت دعوته للشرك بالخالق, فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما, فما بالك والتجاوز من الاب في حقك وحق والدتك وليس في حق الخالق؟.
اغضبي وعاتبي ولكن لا تتجاوزي, فهذا ما ربيت عليه ومارسته في سلوكك معه علي الرغم من معرفتك بما حدث, واحتسبي طاعتك واحترامك له عند الله ـ سبحانه وتعالي.
فإذا اتفقنا علي ذلك, تعالي لنتحدث فيما فعله والدك ويفعله غيره بالزواج سرا, فمن الناحية الشرعية يري بعض علمائنا انه مكروه وقانونا يمنح الزوجة الأولي حق طلب الطلاق.
الرجل الذي يريد أن يتزوج بثانية عليه ان يواجه اختياره ويعلنه ويدافع عنه ويتحمل تبعات قراره, فهذه هي الرجولة بمعناها الحقيقي, أما ان يخدع من حوله ويعيش ويعيشهم في كذبة كبري فهذا ليس من شيم الرجال.
والدك أخفي انه متزوج لأنه لم يجد مبررا يسوقه إليكم وإلي الناس, ربما كما قلت أحب, ولكن هذا الحب لا يأتي فجأة, ولكنه يبدأ بالحوم حول الحمي, وكان عليه بمحبته لكم وحرصه علي بيته وشريكة حياته ان يهرب من هذا الاحساس ولايسمح له بالنمو حتي يعجزه عن الابتعاد أو اتخاذ القرار الصائب, فإذا وجد في نفسه ضعفا أو رغبة في الزواج, فليجتمع بكم وليعلن لكم رغبته, ووقتها من حق والدتك ان تقبل أو ترفض الاستمرار, ولا يصبح الأمر بالنسبة لها واقعا أمام عينيها, اما ان تغمضها مثلك الآن, وإما إن تهدم المعبد علي من فيه.
واذا كان والدك من قراء بريد الجمعة فمما لاشك فيه انه سيتألم كثيرا عندما يري مقدار الأذي الذي لحق بك والتشويه الذي أصاب نفسك وجعلك ترين كل الرجال في صورة سيئة بعد ان كنت تبحثين عن مثيل لتلك الاسطورة التي تحطمت وانهارت في عينيك.
وأتمني علي والدك لو قرأ هذه الكلمات ان يسارع بالجلوس معك والاعتراف لك بزواجه واستشارتك فيما يجب ان يفعله, وان يخبرك بكل الأسئلة الحائرة في رأسك, فإذا لم يفعل فإن نصيحتي لك ان تواجهيه بما لديك وبدون تجاوز, أخبريه بمشاعرك تجاهه وبغضبك واستمعي اليه بقلب مفتوح فقد يكون لديه ما يبرر قراره الخاطئ
وقد تصلان معا الي القرار الصائب سواء بإخبار والدتك أو بإخفاء الأمر عنها, وان كنت ارجو منك الا تضغطي عليه وتدفعيه الي ظلم امرأة اخري, ربما لم ترتكب خطأ وتزوجته جهرا, فليس ذنبها اخفاءه الخبر عن أسرته, وإلي لقاء بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق