الجمعة، 28 مارس 2014

رسالة ( الاسئله البهيجه‏!‏) الان فقط اشعر بان لي ابا‏

انا كاتبه رساله 
&&&&&&&&&&&&
الاسئله القاسيه 
&&&&&&&&&&&&
التي رويت لك فيها منذ اسابيع قصه زواجي وانا في التاسعه عشره من عمري من قريب لي مهاجرا الي كندا‏,‏ وكيف تزوجت منه في القاهره ثم سافرت معه الي مهجره فوجدت نفسي اعاني ضغوط الغربه وافتقادي لاهلي‏,‏ فلم تطل عشرتي له عن شهرين ورجعت الي مصر‏,‏ وبعد عده اشهر من عودتي وضعت جنيني ولم ار زوجي منذ عودتي من المهجر الا بعد عشره اشهر من ميلاد طفلي‏,‏
ثم رويت لك كيف فشلت محاولات التوفيق بيننا وحصلت علي الطلاق بعد‏5‏ سنوات وطويت هذه الصفحه من حياتي واحتضنت طفلي ثم تزوجت من انسان طيب ظروفه مشابهه لظروفي‏,‏ واقام ابني معنا ومضت الحياه بنا هادئه حتي ظننت انني نسيت صفحه الماضي لولا ان علم ابني عن طريق اهل ابيه في مصر ان له ابا علي قيد الحياه‏,‏ لكنه لايتصل به ولا يحاول رويته فبدا يسالني عنه الاسئله القاسيه من نوع‏:‏ لماذا لايتصل به ولو لمره واحده في السنه‏..‏ وهل هو يكرهه؟ وكيف يكرهه وهو لم يره الا وهو وليد صغير‏,‏ ولا يعرف اذا كان ولدا طيبا ام سيئا؟‏!‏ وكيف بدا ابني بعد ذلك يذبل ويشحب حتي طفت به علي الاطباء والاخصائيين النفسيين لعلاجه دون جدوي‏,‏ وكيف فشلت كل محاولاتي مع اهل ابيه في مصر لكي اعرف منهم عنوانه او رقم تليفونه ليتصل به ابني مع تاكيدي انني لا اريد من وراء هذا الاتصال ان يتحمل الاب ايه مسئوليه عن ابنه‏,‏ وانما فقط ان يشعر ابني بان له ابا مثل غيره من الاصدقاء‏..‏ وكيف فشلت جهودي في الاهتداء الي عنوانه في كندا عن طريق القنصليه المصريه‏,‏ لانه قد غير عنوانه بعد ان تزوج من اجنبيه‏,‏ واهله في مصر يرفضون رفضا نهائيا البوح به او برقم تليفونه‏.‏
فكتبت لك اناشدك مساعدتي في التوصل الي هذا الاب ومخاطبه ابوته وحثه علي انقاذ ابنه مما يعانيه بان يتصل به تليفونيا ولو مره واحده كل بضعه اشهر لان كل ما يهمني هو سلامه ابني النفسيه‏.‏
والان ياسيدي فاني اود ان تشاركني ويشاركني كل قرائك الافاضل فرحتي وفرحه ابني الطاغيه باتصال ابيه به‏..‏ فلقد نجح مراسلكم الصحفي في مونتريال الاستاذ مصطفي سامي في التوصل اخيرا الي والد ابني في كندا واقناعه بالاتصال بابنه فاستجاب لهذا النداء واتصل بابني تليفونيا وتحدث معه طويلا‏,‏ ولا استطيع ان اصف لك شعوري وابني يمسك بسماعه التليفون ويقول لابيه بصوت متهدج‏:‏ ايوه يابابا انا ابنك فلان‏..‏ انا بحبك يابابا‏..‏ وعايزك تحبني زي ما باحبك‏,‏ انا كنت زعلان منك خالص يابابا‏..‏ لكن دلوقتي انا سعيد بيك وفرحان ونسيت كل حاجه‏..‏
لقد سالت دموعي بغزاره وانا اري الفرحه في وجه ابني وهو يتحدث الي ابيه‏..‏ ويجيبه علي اسئلته البهيجه من نوع‏:‏ كم عمرك الان وفي اي سنه دراسيه انت‏..‏ وما هو شكلك؟ وايضا وابني يكرر كلمه يابابا بين كل عباره واخري كانما يجرب نفسه في النطق بها لاول مره في حياته ويتلذذ بذلك‏!‏ ثم تنتهي المكالمه وينظر الي ابني وصدره يرتفع ويهبط من الانفعال‏,‏ ثم يقول لي الان فقط اشعر بان لي ابا‏.‏
انني لو ظللت اشكركم من هذه اللحظه وحتي عده سنوات لما وفيتكم حقكم من الشكر‏..‏ ولو شكرت مراسلكم الصحفي في مونتريال اناء الليل واطراف النهار لما وفيته هو ايضا حقه من الشكر‏,‏ علي ما بذله من مجهود للتوصل لوالد ابني‏,‏ فشكرا لكم‏..‏ شكرا لكم‏..‏ والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته‏.‏

ولكاتبه هذه الرساله اقول‏:‏الاحق بالشكر في هذا الامر هو زميلي الاستاذ مصطفي سامي مدير مكتب الاهرام في كندا‏.‏ فلقد املت عند نشر رسالتك في ان يتطوع بالبحث عن والد ابنك بين المصريين المقيمين هناك‏,‏ فلم يخيب ظني فيه‏,‏ وكان كعهدي به دائما خدوما للاخرين وسباقا الي الخير‏,‏ فبحث عنه بلا كلل لفتره طويله‏.‏ وتحري عنه بكل فطانه وسال عنه كثيرين من قدامي المصريين المهاجرين الي كندا‏,‏ فلم يستطع احد ان يفيده بمعلومات مفيده عنه‏..‏ الي ان نجح بعد شهرين من البحث شكر الله له جهده التطوعي المحمود في التوصل الي رقم تليفون الاب في مدينه تورنتو علي ما اذكر واتصل به وروي له قصه الرساله التي نشرت في بريد الجمعه واتصالي به راجيا منه بذل جهده في التوصل اليه واقناعه بالاتصال بابنه في مصر‏,‏ فثار الاب في البدايه ثوره عارمه متاثرا في ذلك بمرارات قديمه من اصداء فتره النزاع بينكما للحصول علي الطلاق‏,‏ ولم يياس الزميل الفاضل وانما ثابر علي تهدئته واقناعه وطالت المحادثه بينهما لساعتين‏.‏ وارسل اليه بالفاكس صوره الرساله التي نشرها بريد الجمعه وتعليقي عليها‏,‏ وانتهت المحادثه بوعد منه بان يتصل بابنه‏,‏ واستراح الزميل وامل ان يفي الرجل بوعده له‏,‏ ولو بعد حين‏,‏ فلم يمض اكثر من ساعه الا واتصل به والد ابنك وهو في قمه الابتهاج والسعاده والانفعال‏..‏ ليشكره بحراره علي اقناعه بالاتصال بابنه ولينهي اليه انه ما ان تحدث اليه وسمع صوته وتبادل معه في البدايه بضع كلمات التحيه والمجامله العاديه حتي جاش صدره بالانفعال الابوي الحار فجاه‏,‏ وذابت كل المرارات القديمه وسقطت كل التحفظات‏..‏ ولم يبق من الصوره كلها سوي صوره ابن وجد اباه بعد طول اشتياق اليه واب اعاد اكتشاف مشاعره الابويه تجاه ابنه‏,‏ فاذا برباط الدم يجمع بينهما‏,‏ مهما اتسعت المسافات وبعدت السنون‏..‏ واذا بالاب تدمع عيناه عده مرات وهو يستمع الي صوت ابنه وعتابه الرقيق له‏,‏ ولابد ان المشهد الذي سالت فيه دموعك وانت ترقبيه في القاهره وابنك يتحدث بانفعال سعيد مع ابيه‏,‏ قد تكرر علي الناحيه الاخري علي بعد الاف الاميال‏,‏ فدمعت عيون زوجه الاب الاجنبيه وابناوه منها وهم يرون ابا سعيدا بعودته الي ابنه وعوده ابنه اليه‏.‏
ولقد انتهت المحادثه بين زوجك السابق وابنه علي ما علمت بان اكد له انه سوف يستدعيه في اجازه الصيف ليزوره في كندا‏,‏ ويقيم بعض الوقت مع ابيه واخوته الذين لم يرهم من قبل وامهم‏..‏ فالحمد لله الذي هدانا الي ذلك وما كنا لنهتدي اليه لولا ان هدانا الله‏..‏ وشكرا لزميلي الاستاذ مصطفي سامي‏,‏ وشكرا لوالد ابنك الذي استجاب للنداء واسترد نفسه كاب لابنه‏,‏ وشكرا لك لابلاغك قراء بريد الجمعه بهذه النهايه السعيده
انشر
-

هناك 3 تعليقات:

  1. الله يرحم اﻷستاذ عبدالوهاب مطاوع و يجعل ما كان يفعله من خير في ميزان حسناته

    ردحذف
  2. لا إله إلا الله فعلا صدق المثل البعيد عن العين بعيد عن القلب رحم الله الاستاذ عبدالوهاب مطاوع وأسكنه جنات الخلد

    ردحذف
  3. الف رحمة ونور تنزل على الاستاذ عبد الوهاب مطاوع على الخير الذى كان يفعلة وردودة الصائبة على قرائة رحمة اللة علية

    ردحذف

;