الجمعة، 28 مارس 2014

رسالة (الحزام المشدود‏!).زوجي استاذ جامعي للأسف

اكتب اليك رسالتي هذه لاقص عليك ماساتي التي اعيشها انا وابنائي مع زوجي الذي يعمل استاذا جامعيا وله من عمله دخل ممتاز الي جانب دخله من المشروعات المتعدده التي تعود عليه بالربح الوفير‏.‏ فلقد تخرجت في كليه مرموقه بتقدير جيد لكني لم اعمل‏..‏ ولعلي لو كنت قد عملت عقب تخرجي لربما كانت معاناتي مع المشكله التي اكتب لك بشانها اخف وطاه‏.‏
اما سبب لجوئي اليك فهو ان زوجي شديد الاعجاب بك وبردودك علي من يطلبون مشورتك للخروج بهم من الازمات التي تواجههم‏,‏ ولاني علي ثقه من انه سوف يسمعك ويعمل بنصيحتك ويرحمنا من العذاب الذي نعانيه‏.‏

فزوجي بالرغم من سعه رزقه يبخل علينا بماله ولا يعطينا منه شيئا علي الاطلاق ولكي تشعر بجديه مشكلتنا فسوف احكي لك عن نظام حياتنا معه‏..‏ فنحن لدينا ابناء في مراحل التعليم المختلفه من الحضانه حتي المرحله الاعداديه‏,‏ وزوجي يحرمهم جميعا من المصروف ولا يعطي احدا منهم قرشا واحد كمصروف شخصي له بحجه ان اعطاءهم النقود سيوثر سلبيا علي اخلاقهم ويعرضهم للانحراف ومجاراه اصدقاء السوء‏!..‏ والنتيجه هي ان ابنائي يمدون ايديهم لزملائهم في المدرسه لياخذوا منهم قطعه حلوي او لبان او شبسي لانه لا وسيله لهم لتذوق مثل هذه الاشياء التي يتطلع اليها الاطفال الا بتسولها من زملائهم الذين يقولون لهم انهم شحاذون‏..‏ ويرجع الي ابنائي ليشكو لي من ذلك‏!‏
كما ان زوجي يحرمنا جميعا من شتي انواع الفاكهه بحجه انها قد تم رشها بالكيماويات والمبيدات الخطيره جدا علي صحه الانسان‏,‏ ونظرا لانه يخاف علينا من اضرارها فهو يحرمها علينا ولا يسمح بشرائها او دخولها البيت مع انني قد اكدت له مرارا وتكرارا ان نغسل الفاكهه جيدا بالماء النظيف يكفي لتجنب هذه الاضرار‏.‏
اما عن الطعام فنحن لا نعرف منه طوال ايام الاسبوع الا الانواع الشعبيه الرخيصه كالفول والطعميه والكشري الاسكندراني وهي طعامنا كل ايام الاسبوع الي ان يجيء يوم الجمعه‏..‏ وهو اليوم العالمي للتغذيه في حياتنا فيقوم زوجي بشراء كيلو جرام من اللحم المجمد ويدخل به المطبخ ليطهوه بنفسه لكي ينفرد به ويظل يتسلي بالتهام معظمه خلال الطهي والابناء ينتظرون الغداء الشهي بفارغ الصبر‏,‏ وبعد ساعات من غياب زوجي بالمطبخ يخرج علينا وقد وضع لكل فرد منا قطعه صغيره من اللحم علي طبق الارز ويبدا يوم الغداء العالمي في بيتنا‏.‏
اما انواع الحلوي من الجاتوه والشيكولاته والبونبون فكلها بلا استثناء من المحرمات علينا لانها تهدد اسنان الابناء بالتسوس وهو يريد لابنائه ولي بالطبع اسنانا سليمه ناصعه البياض‏!‏ وذلك بالرغم من انه حين يشهد معنا حفل زفاف او قران لاحد الاقارب يلتهم كل مايقع تحت يده من التورته والجاتوه بلا رحمه‏,‏ ويحث ابناءنا علي ان يلتهموا منها بقدر مايستطيعون‏,‏ لكي تمدهم بالنشاط وتعينهم علي السهر حتي نهايه الفرح كما يقول لهم‏!‏
فضلا عن انه يمسك بمصروف البيت في يده ولا يعطيني مليماواحدا منه بدعوي ان السيدات لا يصلحن لاداره الشئون الماليه للاسره ولانهن قد خلقن كما يقول لرعايه الزوج والسهر علي راحته وراحه الابناء ولهذا فان الزوجه المثاليه كما يوكد لي مرارا وتكرارا هي خادمه وعشيقه فقط ولا تصلح لاي شيء اخر‏!‏
والنتيجه ياسيدي هي انه لولا مساعده ابي الماديه لي لما استطعت اجتياز كثير من مصاعب الحياه التي واجهتها واوجهها كل يوم‏..‏ لكني اشعر بالحرج الشديد من مساعده ابي لانه احق بما يعطيه لي وقد ادي رسالته نحوي ونحو اخوتي علي اكمل وجه ولم يحرمنا من شيء‏..‏ فاذا بي اصبح عبئا عليه انا وابنائي وانا اعيش في كنف رجل اخر كل همه هو الادخار والادخار فقط‏.‏
لقد تحدثت الي زوجي مرارا وتكرارا ولجات الي اهلي والي اهله لكي ينصحوه بان يرحمنا ويخفف عنا جفاف حياتنا‏..‏ فكان رده علي وعلي الجميع ان لديه مشروعات عديده وطموحات كبيره لابد له من ان يحققها اولا قبل ان يتخفف من هذا الجفاف‏.‏ حتي والده الرجل الطيب قال له‏:‏ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء‏..‏ فاجابه بنفس الرد وطلب منه ان يدعه يحيا حياته كما يريدها موكدا له انه لا يحرمنا من شيء‏!‏
وبعد فشل جميع المحاولات من جانب والدي ووالده قررت ان اطلب منه الطلاق لاتخلص من هذه الحياه المهينه القاسيه الجافه‏..‏ لكني بعد ان قرات رساله الطفله التي نشرتها بعنوان

&&&&&&&&&&&
البيت الجميل
&&&&&&&&&&&
والتي تشكو من حرمانها هي وشقيقتها من امها بعد طلاقها من ابيها‏,‏ شعرت بالحزن والاسي‏..‏ واستشعرت خطوره كلمه الطلاق وخشيت علي ابنائي من مصير هذه الطفله‏,‏ وحاولت بشتي الطرق اصلاح زوجي وتذكيره بنعمه الله الجليله علينا وهي الابناء وكيف ان علينا ان نرعاهم ونوفر لهم الحياه الكريمه فلم يسمع لي مع انه كاد يبكي وهو يقرا رساله هذه الطفله في بريد الجمعه‏!‏
انني لن اخفي عليك انني قد اضطررت مع استمرار حرمانه لنا ان اخذ من ماله مبلغا بسيطا لاشتري ملابس لاولادي ولي‏,‏ ولكي اري الفرحه في عيونهم بعد طول حرمان من الملابس الجديده يرتدونها امام الاقارب والاصدقاء‏,‏ والنتيجه معروفه مقدما‏..‏ فقد ثار علي زوجي ثوره عارمه واتهمني بانني نشاله ولصه وعديمه الاخلاق والتربيه ووجه لي شتائم والفاظا لا استطيع ان اخطها لك‏.‏ وتحملت كل ذلك من اجل ابنائي كما تحملت الكثير من قبله‏.‏
انني ارجوك ان توجه اليه كلمه تنصحه فيها بان يرحمنا‏.‏ وتقول له ان الابناء نعمه من الله يجب عليه رعايتها وان لهم عليه حقا ولزوجته كذلك هذا الحق فلقد قال الله سبحانه وتعالي المال والبنون زينه الحياه الدنيا وهو لا يعترف بزينه الابناء ويعترف فقط بزينه المال‏.‏ سيدي انك الان الامل الوحيد الباقي لنا للخروج مما نحن فيه من حرمان شقاء‏..‏ فهل تستجيب لرجائي ؟


ولكاتبه هذه الرساله اقول‏:‏
وهل تظنين حقا ياسيدتي ان كلمه اوجهها الي زوجك العزيز يمكن ان تعدل به حقا عن الخطه التي ارتضاها لحياته‏..‏ ورضي معها لنفسه وزوجته وابنائه بهذه الحياه الجافه المحرومه‏..‏ حتي يتطلع اطفاله الي مافي ايدي قرنائهم ويستجدوهم بعضها ؟
لقد تحدثت في رسالتك عن ضرورات الحياه كالطعام والكساء واشباع رغبات الاطفال مما يتفكه به الصغار‏,‏ ولم تشتري الي ما لايعد من كماليات الحياه بالنسبه للقادرين كالنزهات والرحلات والانديه وغير ذلك مما تستروح به الاسره وتخفف به عنها عناء الايام‏,‏ ولقد فشلت مع زوجك كل جهودك وجهود اهلك واهله في اثنائه عن هذه الخطه الشانه وهو الاستاذ الجامعي وصاحب المشروعات والاعمال والطموحات‏,‏ فكيف تنجح اذن كلمه من ناصح مثلي فيما فشل فيه الاقربون‏..‏ وكيف تحرك في قلبه ومشاعره مالم تحركه نظرات الحرمان في عيون الابناء ؟
ان البخل افه لا علاج لها للاسف‏..‏ ولا امل كبيرا في الشفاء منها الا في اندر الاحوال‏,‏ وتحت تاثير قوي قهريه ضاغطه لا يملك معها صاحبه الا ان يتنازل كارها عن بعض شحه وتقتيره وليس عن كله تجنبا لاضرار اكثر عليه خطرا من تفريطه المحدود في المال كخطر انفراط عقد الاسره بالطلاق مثلا ان لم يستجب لمطالب الزوجه بالانفاق عليها وعلي الابناء بما يليق بمستواه الاجتماعي والمادي او ماشابه ذلك من الضغوط‏.‏ اما عدا ذلك من المناشدات والرجاءات فلا تحرك ساكنا لدي من يري في المال قيمه تعلو علي كل اهداف الحياه وفي مقدمتها سعاده الابناء والزوجه واستقرار الحياه الزوجيه وهناوها‏.‏
لهذا فان افضل السبل لمواجهه هذا الحرمان الذي تكابدينه هو ان يكرر والده ووالدك ضغطهما عليه بشده لتحديد مبلغ عادل يتناسب مع مطالب الاسره واحتياجات الحياه للانفاق عليها شهريا سواء تمسك هو باداره موازنه الاسره او تخلي عنها لك‏,‏ ولو تطلب الامر ان يتعهد والده بضمان انفاقه لهذا المبلغ او تقديمه لك كل شهر‏..,‏ مع التاكيد له بان ذلك لن يوثر علي خططه للاثراء وتنفيذ الطموحات والمشروعات‏,‏ وان كنت مازلت اعجب ممن يحرم نفسه وابناءه وزوجته من ضرورات اليوم لحساب رفاهيه موجله غير مضمونه في الغد‏..‏ وقد تجيء وقد لا تجيء واذا جاءت فقد تجيء بعد ان تكون الصحه قد غابت وفقدت النفس قدرتها علي الاستمتاع بمباهج الحياه‏..‏ او قد تجيء وقد تشبعت نفوس الابناء بالمراره تجاه الاب الذي حرمهم في طفولتهم وصباهم وربما شبابهم ايضا من بهجه الحياه‏,‏ فلما اصابوا الثراء في شيخوخته لم يحملهم ذلك علي تغيير نظرتهم اليه ولم يشفع له عندهم في اكتساب مودتهم ومشاعرهم التي افسدتها مراره الحرمان سنوات طوالا‏.‏
مع ان العقل يقول لنا ان الانسان ليس مطالبا بان يحرم يومه مثل هذا الحرمان القاسي لحساب غده الذي قد يجيء وقد لا يجيء وانه يستطيع مادام قادرا ان يحيا حياه كريمه معتدله بغير او يوثر ذلك علي خططه للمستقبل اذا كان مقدرا له من الاصل ان يكون ذات يوم من اهل الثراء ولم يكن من الواهمين الحالمين والذين يجرون وراء سراب حلم الاثراء الواسع بغير قدرات ولا موهلات يرشحهم له‏.‏
والحق انه تحيرني دائما قدره الانسان علي خداع النفس والغير وعلي استخدام المبررات النبيله في تبرير الافعال والتصرفات الشائنه وهي سمه ينفرد بها الانسان دون بقيه الكائنات التي لاتخفي رغباتها وغرائزها‏..‏ ولا تحاول تجميلها والباسها ثوب الفضائل والنبل فزوجك ياسيدتي يحرم اطفاله من المصروف بخلا وشحا وتقتيرا عليهم لكنه لا يعترف بذلك لنفسه ولا لك وانما يبرره برغبه نبيله وهدف تربوي سام وهو ان يحميهم من خطر الانحراف الاخلاقي‏!‏ ويغيب عنه في نفس الوقت ان من الوسائل التربويه ايضا التي تبني شخصيه الطفل وتساعده علي استقلاليه التفكير والتصرف ان يتعود منذ الصغر علي التعامل مع النقود وشراء احتياجاته بنفسه وحساب تكلفتها وموازنه دخله من المصروف مع انفاقه علي متطلباته الصغيره‏!‏
وزوجك يحرم نفسه وزوجته واطفاله من كل انواع الفاكهه والحلوي فلا يعترف لكم بانه انما يفعل ذلك شحا وتقتيرا لكي تزداد مدخراته علي حساب حرمان اطفاله مما تهفو اليه نفوسهم‏,‏ وانما يبرره بالحرص علي صحه افراد اسرته وسلامه اسنانهم‏!‏
وهكذا يتواصل خداع النفس والغير الي ما لا نهايه‏,‏ واذا كنت قد افتقدت في رسالتك تبريره النبيل لحرمان اسرته وهو الرجل القادر من اطايب الطعام طوال ايام الاسبوع الي ان يجيء يوم الغذاء العالمي كل جمعه‏,‏ فلن يكون غريبا ان يبرر لكم ذلك ايضا بحرصه علي رشاقه اجسام افراد الاسره وحمايتها من اضرار السمنه‏!‏
والكارثه ليست فقط في ان يرضي هذا الاستاذ الجامعي وصاحب المشروعات والطموحات لاسرته بمثل هذا الحرمان الشائن من ضرورات الحياه‏,‏ لكنها ايضا في هذه الحمي التي تنتاب البعض للاثراء والرغبه في التحول بقدره قادر الي اصحاب ملايين ولو اضاعوا في سبيل ذلك اسرهم وابناءهم واهانوهم بالحياه الجافه المحرومه واهانوا انفسهم في اعين ابنائهم وشركاء حياتهم والاهل الاقربين ولكل انسان ان يضع نفسه حيث يراها جديره بان تكون‏.‏ وعطاء المرء القادر لاسرته وابنائه وزوجته انما يكون علي قدر اعتزازه بنفسه واحساسه بجدارته وليس فقط علي قدر اعزازه لهم‏.‏
ولقد قيل قديما لرجل‏:‏ لنا عندك حويجه اي حاجه صغيره فاجابهم الرجل من فوره‏:‏ اذن فاسالوا لها رجيلا تصغير رجل لانه يري نفسه احق بان تطلب منه الحاجات الكبيره وليس سفاسف الامور الصغيره‏!‏
ولن اقول بدوري لزوجك الاستاذ الجامعي ان لنا لديه حويجه هي ان يعطي ابناءه الصغار مصروفا معتدلا ويخصص لزوجته او لاسرته مبلغا عادلا يلبي به مطالب حياتها بطريقه كريمه تشعر الزوجه والابناء باعتزازه بهم ورعايته لهم وحدبه عليهم وانما ساقول له ان لنا لديك حاجه لا تطلب الا من الرجال وهي ان ترعي اسرتك وابناءك وزوجتك بما يليق بك وبمركزك العلمي ووضعك الاجتماعي والمادي لان مال الدينا كله لن يعوضك عن تحول مشاعر زوجتك وابنائك عنك خاصه بعد ان يشبوا عن الطوق ويتفهموا حقائق الحياه ويتمردوا علي الاب الذي يحرمهم مما يتمتع به غيرهم في نفس ظروفهم الاجتماعيه‏,‏ وفي هذه الحاله فلسوف تنفق المال الذي تضن به عليهم الان كارها او راغما لكنك ستنفقه تحت ضغط الابناء بغير ان يكون لعطائك لهم مردود عطاء الاب للابناء الذي يتالف قلوبهم‏..‏ ويجمعهم حوله ويزيدهم حباله‏.‏
فاختر لنفسك ماتشاء ياسيدي فلك قبل كل افراد اسرتك ماسوف تختاره لنفسك من حب الزوجه والابناء‏..‏ وعليك ماسوف تطلبه لها من تنكرهم لك في المستقبل المنظور وشكرا‏.‏
انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;