السبت، 10 ديسمبر 2016

رسالة (الشريكة)..ورضيت بمصيري..

تقضى الظروف على الإنسان أحيانا أن يفعل بعض الأشياء مضطرا .. ومن هذه الأشياء بالنسبة لى كتابة الرسائل ومع ذلك فلقد وجدت نفسي اكتب إليك لأني أعانى من مشكلة خاصة تندرج تحت نفس البند.. بند الأشياء التى يقدم عليها الإنسان مضطرا فيدفع الثمن أحيانا من نفسه وكرامته وسعادته. والقصة من البداية يا سيدي إنني محاسب عمري 40 سنة تخرجت فى كليتي منذ 17 سنة ..



وارتبطت خلال دراستي فيها بزميلة لى قررنا منذ الأيام الأولى التى تعارفنا فيها أن يكون كل منا للآخر مهما كانت العقبات وكانت هى فتاة جميلة رقيقة من هؤلاء الفتيات اللاتي يشعن السكينة والهدوء فى نفسك حين تقترب منهن.فوجهها مريح جدا وتحس بطيبتها فى أي تعامل معها. وكانت وحيدة أبويها مع شقيق واحد وبعد الشهور الأولى من تفاهمنا اصطحبتني معها إلى بيتها لتقدمني لأسرتها .. وقابلت أباها فأسرني بشخصيته من اللحظة الأولى أما أمها فلقد وجدتها الأصل الناضج لصورة حبيبتي الرائعة.
أما شقيقها فلقد أحسست حين التقيت به بأني كسبت شقيقا لي فى الحياة وأنا المحروم من الأشقاء والشقيقات. وبعد زيارتي الأولى لهم اصطحبت خالي .. لأني ييتم الأب والأم منذ صغرى وخطبت حبيبتي من أسرتها وكنا وقتها فى السنة الثالثة بكلية التجارة وحصلنا على البكالوريوس بتفوق وعينا فى شركتين مختلفتين من شركات القطاع العام فسعيت حتى نقلتها إلى الشركة التى أعمل بها وبواسطة الأب وجدنا عملا إضافيا فى احد مكاتب المراجعة الكبيرة وبعد عامين فقط كنا قد بنينا عش الزوجية وانتقلنا إليه و مضت سنواتنا هادئة نخرج إلى العمل الحكومي فى الصباح ونعود إلى البيت ظهرا ثم نخرج إلى العمل الإضافي 4 أيام كل أسبوع ونقضى أيام الأجازات مع أسرتها أو مع أسرة خالي ونخطف أياما كل صيف نقضيها على الشاطئ ونتمتع بكل لحظة فى حياتنا. وجاء ابني الأكبر "وليد" بعد عامين من الزواج فسعدنا به ثم جاءت ابنتنا "مروة" بعد عامين آخرين فازدادت بها سعادتنا. وكنا فى هذه الأثناء قد ترقينا فى عملنا .. وأصبح ما نتقاضاه من مرتب ومكافآت وأجر عن العمل الإضافي الخاص يسمح لنا بشراء سيارة فاشترينا سيارة سيات صغيرة نركبها كلنا فى الصباح فنذهب إلى مدرسة وليد ومروة لنتركهما فيها ثم نتجه إلى عملنا، وبعد سنوات قررنا أن نستقيل من العمل الحكومي وان نفتح مكتبا خاصا للمحاسبة وباعت شريكتي كل ما تملك من ذهب وبعت أنا بضعة قراريط من الأرض كانت قد تبقت لى من ميراثي واستأجرنا مكتبا صغيرا وبدأنا تجربة العمل الحر معا شريكين فى العمل كما نحن شريكان فى الحياة ونظمنا العمل بحيث أقوم بمعظمه لتجد زوجتي إلى جانب عملها فرصة للعناية بالأبناء وبيتي وزاد دخلنا واستطعنا بعد فترة قصيرة أن نشترى سيارة 132 ومضت الحياة هادئة سعيدة لا خلاف ولا مشاكل وزوجتي هى دائمًا  الفتاة التى عرفتها فى الجامعة هادئة مريحة متفهمة للحياة.. لكنى بعد فترة بدأت ألاحظ عليها أنها مهمومة بشىء لا أعرفه وتعجبت من ذلك لأن حياتنا معا كانت كتابا مفتوحا للآخر يقرأ فيه كل سطوره .. وسألتها عما بها فتهربت من الإجابة.
وألححت عليها فطلبت أن ادعها لفترة قبل أن تقول لى ما أريد .. وتركتها مضطرا وتألمت جدا لها وتصورت أنها غضبى من احد أفراد أسرتها ولا تريد أن تصارحني بذلك فسكت لكنى لاحظت أن همومها استمرت وان السكينة التى كانت تشيع فى وجهها قد اختفت إلى الأبد وحلت محلها نظرة قلقة حزينة دائما. وسألتها مرة أخرى فوعدتني بأن تخبرني بالأمر بعد أيام، واستمرت ساهمة حزينة. وذات صباح نهضت من فراشي بغير أن تغمض عيناي لحظة واحدة فقررت أمرا. كنت قد لاحظت فى الفترة الماضية أنها تخرج بين حين وآخر فى الصباح وحدها وتعود قبل الظهر وتخبرني فى كل مرة أنها أحست بالضيق وهى وحيدة والأولاد فى المدرسة وأنا فى المكتب فقررت أن تروح عن نفسها بالمشي لمدة ساعة. وكنت أصدقها بالطبع لأني لا يمكن أن يخامرني فيها أي شك.وعندما قررت هذا الأمر فى ذلك الصباح لم أكن أشك فيها لحظة لكنى كنت فقط أريد أن اعرف ماذا يشغلها لكي أساعدها فى اجتيازه. وبعد توصيلي للأولاد إلى المدرسة عدت إلى شارعنا ووقفت بسيارتي فى مكان بعيد وكانت قد أخبرتني بنيتها فى الخروج ذلك الصباح ومضت ساعة قبل أن أراها قادمة إلى الشارع العمومي لتركب سيارة تاكسي .. وركبت التاكسي فتبعتها وقلبي يخفق بالألم .. هل يمكن أن تكون حبيبتي خاطئة ؟ لا .. لا يمكن حتى لو شاهدت بعيني عكس ذلك ومضت سيارة التاكسي فى زحام القاهرة وأنا خلفها بسيارتي ومضت الدقائق ثقيلة ثم وقفت سيارة التاكسي أمام مبنى لا أريد أن احدده لكيلا أوذي مشاعر احد آخر من المعذبين ونزلت زوجتي ثم دخلته وأسرعت لأنزل من سيارتي واتجه إلى المبنى فصدمتني اللوحة التى يحملها على واجهته .. لقد كان احد المراكز الطبية المتخصصة فى علاج مرض خطير وتعجبت أيضا لماذا تدخله ثم اقتربت من البواب وسألته عن السيدة التى دخلت منذ لحظات هل هى طبيبة .. فقال لى بفتور .. لا أنها إحدى المريضات المنتظمات فى العلاج وتأتى إلى المركز مرتين كل أسبوع ! ودارت بى الأرض حتى كدت أسقط من طولي وأسرعت إلى الداخل بخطوات متعثرة فوجدتها جالسة تنتظر دورها فى الممر هادئة مستسلمة كعهدها دائما وتقدمت إليها ببطء إلى أن وقفت أمامها وحزن الدنيا فى قلبي .. كأني قد كبرت فجأة عشرين سنة .. وأحست بى فرفعت رأسها لترى من القادم فرأتني .. ولم تفزع .. وإنما استقرت نظرتها الحزينة على وجهي لحظات  ثم بدأت الدموع تنسال من عينيها فى نفس اللحظة التى كانت دموعى فيها تسيل بغزارة أمام المرضى والممرضات .. ولم أقل شيئا ولم تقل شيئا وإنما جلست بجوارها محطما وهى تبكى وأنا ابكي .. ومريضة رقيقة المشاعر كانت تجلس بالقرب منها رأت المشهد من أوله وفهمته فراحت تبكى أيضا فى صمت.. وتشاركنا بدموعها هذه اللحظة. سكت طويلا وحين تكلمت كانت الكلمات الوحيدة التى خرجت من فمي لها هى "إحنا أتشاركنا فى كل حاجة فى الدنيا من اول يوم .. لية ما شاركتنيش فى ده كمان؟" فلم تزد عن أن أمسكت يدي وراحت تضغط عليها وهى تجفف دموعها .. ثم جاءت الممرضة تستدعيها فهممت بأن ادخل معها فرفضت ثم دخلت وحدها وعادت بعد فترة متعبة مرهقة، وانصرفنا.. وفى سيارتي جلسنا فرفضت أن أدير المحرك قبل ان تتكلم فتكلمت وروت لى القصة كاملة من اللحظة التى شكت فيها من بعض الأعراض فاستشارت أمها فعرضتها على طبيب متخصص إلى اللحظة التى أكدت فيها الفحوص حالتها المرضية، وقالت لى إنها رأت أن تجنبني العذاب فى وقت مبكر، وان تبعدني عنه أطول مدة ممكنة لكيلا تفسد حياتي إلى أن اعرف فى الوقت المناسب ولن أطيل فى التفاصيل .. لكنى أقول لك اننى من هذه اللحظة الأليمة اعتبرت هدف حياتي الوحيد هو إنقاذها وإسعادها وتوفير كل ما استطيع من الراحة لها .. سحبت كل مدخراتي من البنك ووضعتها تحت قدميها وقلت لها أنى سأبيع بدلتى لكى تعود اليها ابتسامتها الصافية كأيام زمان، ولست احتاج إلى أن أقول لك أنى فعلت كل ما استطيع وكل ما اقدر عليه فى الداخل والخارج لكننا لا نملك رد القضاء .. انسحبت الشريكة الغالية الرقيقة من شركة عمري وحبي وسعادتي وعملي فى هدوء وفى أسف كأنها حزينة لأنها أزعجتني بهذه الآلام !
إنني لا اكتب إليك لأنعى لك حبي وحياتي لأني بكيتها بدم قلبي حتى جفت دموعي وحزنت عليها كثيرا .. بل "وزعلت" منها فى بعض الأحيان لأنها انسحبت من شركتنا السعيدة وتركتني لأواجه الحياة وحدي .. وأواجه مصيري مع ابنينا بعد أن أصبح وليد فى السابعة ومروة فى الخامسة وعقب الرحيل احتضنهما جدهما وجدتهما لفترة طويلة وحين بدأت الدراسة استأذنتهما فى استرجاعهما لأني لا أطيق البعد عنهما خاصة مروة التى أرى فى وجهها وهدوئها صورة شريكتي الراحلة و أصبحت حياتي موزعة بين البيت والمكتب وأمضى الساعات الطويلة معهما أحاول تعويضهما عما حرما منه وقد جربت الوحدة واجترار الذكريات واسترجاع أنفاس زوجتي فى كل موضع من الشقة .. ورضيت بمصيري وقررت أن أكرس حياتي لرعاية ابني وبنتي إلى أن يكبرا وبعدها فليفعل الله ما يشاء، ومضت الشهور ثقيلة بطيئة إلى أن اكتمل العام على رحيلها وذات يوم كنت فى بيت صهري لأصحب أولادي إلى البيت فقال لى صهري انه يريد ان يكلمني فى أمر هام، ثم انتحى بى جانبا وقال: أنت لا تحتاج لأن اقول لك انك منذ اليوم الذى دخلت فيه بيتي وأنا اعتبرك ابنا ثالثا لى ولقد فكرت أنا وزوجتي طويلا فى ظروفك وانتهينا إلى انك لابد ان تتزوج فى يوم من الأيام ولو بعد عدة سنين ونحن الآن فى أخريات حياتنا ولا نريد ان نترك حفيدينا تحت رحمة من لا نعرفه .. لذلك فقد قررنا إذا وافقت ان نساعدك فى اختيار زوجة نثق فى رحمتها وخلقها لتكون أما ثانية لابنيك وسكنا لك فتطمئن قلوبنا عليكم جميعا، فما رأيك؟ كان الحديث مفاجأة شديدة لى .. فلم أستطع جوابا وبعد أيام عاد إلى نفس الحديث مؤكدا لى ان هذا هو نفس ما كان سيفعله لو أن ابنه الوحيد قد واجه هذه الظروف الأليمة وفوضتهما فى امري بعد إلحاح شديد ممزوج بدموعهما وبعد أسابيع عرضا على إحدى قريباتهما من ناحية الأم وهى مدرسة قاربت الثلاثين متوسطة الجمال ولن أقول لك كم عانيت لكى اقبل فكرة ان تحل أخرى محل شريكتى الراحلة.. ولا كم عانيت كلما تصورت أن ابني وابنتي سوف تضطرهما الظروف لأن يعيشا تحت رعاية من لا تحمل لهما مشاعر الأمومة الطبيعية .. لكنى استسلمت للأمر الواقع وقلت لنفسي ها هى فتاة تقبلني "بعيبي" فلم لا اقبلها أنا أيضا ؟ .. وعند هذه النقطة تبدأ مشكلتي الحالية يا سيدى .. فلقد قرأت فى بريدك ذات مرة رسالة لطبيب شاب مطلق يشكو إليك من نظرة الفتيات إليه وخوفهن منه مما دفع أكثر من واحدة تقدم إليها وارتبط بها إلى رفض الزواج منه لأنه مطلق .. أي صاحب سوابق فى الزواج مما يعيبه فى نظرهن لذلك أردت أن أضيف الى خبرتك بالحياة شيئا جديدا لم تتناوله رسائل قرائك المعذبين من قبل، فأقول لك إن متاعب المطلق تهون إلى جوار متاعب الأرمل ذى الأطفال الصغار!
فالأرملة ذات الأطفال قد تجد رجلا متوسط العمر يقبلها  لأنها هى التى سترعى أبناءها وتتحمل مسئوليتهم اما الأرمل وله أطفال فهو مأساة حقيقية لأن الزوجة ترفض غالبا مسؤلية رعاية أبناء غيرها خاصة الصغار منهم ممن يحتاجون إلى صبر واحتمال ولقد علمت بعد فوات الأوان أن صهري الطيب قد عرضني على جميع فتيات الأسرة ممن لم يتزوجن وبعضهن مطللقات فرفضننى جميعا لأن عندي أولادا صغارا كما أن الفتاة التى قبلتني "بعيبى" لم تستطع لحظة أن تنسى هذا "العيب" فى كل تعاملها معى ففى الخطوات الأولية من الزواج كانت مطالبها مضاعفة ومغالى فيها بطريقة غير معقولة حتى بالنسبة لفتاة صغيرة.. فلماذا استفسرت او ناقشت قيل لى: معلهش, متنساش ظروفك . وهكذا جهزتها بأضعاف أضعاف ما تجهزت به حبيبتي الراحلة .. ودفعت لها هدايا ومهرًا لو عرضتها على شريكتى الأولى لاتهمتني بالجنون والسفه ورفضتها.. واكتشفت أن على دائما أن اقبل كل ما تريد وألا أرفض لها طلبا "لأنى معيب" وعند أول بادرة خلاف لا دخل لى فيه  تغضب وتذهب إلى بيت أسرتها "لترتاح من هم الأولاد" ويقال لى اذهب صالحها لأنها متحملة أولادك ! وهى فى الواقع الأمر تضيق بأى لمسة شقاوة منهما وكأن المفروض عليهما أن يتعاملا معها بحكمة الشيوخ لمجرد أن الحياة قد حرمتهما من أمهما .. وكلما ضاق صدري تذكرت شريكتي الراحلة التى عاشت معى 12 عاما كالنسمة الرقيقة، إني اكتب إليك الآن وزوجتي الجديدة "غضبى" للمرة الثالثة خلال فترة زواج لم تزد على عام وقد رفضت هذه المرة أن اذهب إليها لأنه لا ذنب لى فى أن ابنتي التى لم تكمل السابعة من عمرها قد قالت لها خلال غيابي إنها لا تحبها وإنما تحب ماما .. أي أمها الحقيقية وأسأل نفسي هل أخطأت حين قبلت اقتراح صهري وجد أولادي بالزواج .. أم اخطأ هو حين تصور أن هناك من سيرحم أحفاده بعد ابنته.


ولكاتب هذه الرسالةالحزينة اقول:

لا يا صديقى لم تخطيء .. ولم يخطئ صهرك العظيم الذى يفيض قلبه حبا لك وللبشر كلهم رغم فجيعته فى ابنته الوحيدة، وإنما أخطأت الظروف الأليمة التى امتحنتك بهذه المحنة، والمرء لا يملك من أمر نفسه الكثير ولا هو بقادر على أن يختار لنفسه الحياة التى يتمناها فى كل وقت لأن هناك دائما ظروفا أقوى منه كهذه الظروف الحزينة التى فضت شركة العمر الجميلة بينك وبين زوجتك الراحلة.. فاعف نفسك يا صديقي من أي لوم .. واعف صهرك النبيل الذى أعجبت كثيرا بشخصيته وواقعيته وتجرده من الأنانية أيضا وتعامل مع الأمر فى حدوده الحالية.. وهى مشكلة الزوجة الجديدة التى لم تتكيف بعد مع ظروف حياتك واسمح لى بأن أخطابها مباشرة فأقول لها: 
يا سيدتى ليس من الرحمة ان يحاسب الإنسان غيره على ما لا حيلة له فيه، وأنت بهجرك لبيتك تحاسبين زوجك على أقدار لم يخترها لنفسه، وتنسين انه فى النهاية أب لطفلين لا يستطيع أن يتحكم فى مشاعرهما الطفولية الساذجة، ولقد قبلت من البداية أن تكوني الأم الثانية لطفليه وفرضت شروطك المتشددة عليه وقبل بها ومن واجبك أن تؤدى الأمانة التى رضيت بها وتضمدي جراحه لتساعديه على أن يسعدك ويحقق لك كل ما تتمنينه انه شاب أمين، ينبغى أن تحرصي عليه، إذ  ما كان أسهل عليه من أن يترك طفليه فى رعاية جدتهما تم ينطلق هو فى الحياة على هواه يفعل ما يريد لكنه شاب جاد لم يعرف العبث وتاريخه مع زوجته الراحلة وكفاحه فى الحياة يؤكدان ذلك ومثل زوجك هذا يا سيدتي يكون احرص عليك من غيره لأنه يحتاج إليك مرتين مرة لابنيه ومرة لنفسه .. فلا تجعلي من حاجته إليك فرصة لابتزازه نفسيا وعاطفيا كما تفعلين الآن .. وتذكري دائما أن خير الناس اعذرهم للناس وان الحياة ديون يا عزيزتي فإذا أسائنا لغيرنا الآن واحتملونا لأسباب لا نقدرها فلربما اقتصت منا الحياة من حيث لا ندرى ولا نحتسب والحياة كفيلة بان تعلم الإنسان الا يغتر بصحة او مال او شباب او جمال فلا شىء يخفف من وحشة الإنسان فى النهاية يا سيدتى سوى الروابط الإنسانية العميقة . 
والإنسان قادر دائما على التكيف مع ظروفه .. وقادر دائما على ان يستشعر السعادة فى أية ظروف يوطن نفسه على الرضا بها .. والعقلاء يقولون دائما إذا  لم يكن ما تريد فأرد ما يكون .. تكتشف جماله. وأنني لا أريد أن اجرح شعورك فأذكرك ببعض ظروفك التى حذفتها من هذه الرسالة والتى تجعل من زواجك بهذا الزوج الممتاز أملا لم تكوني لتطمحي إليه  .. لولا أن شاء الله . فتذكري ذلك..  وتذكري أن الحياة شلال يصب المياه بلا انقطاع وانك إذا استمرأت هذه الحال فلن تكون نهاية الدنيا وربما كنت الخاسرة فى النهاية فلم لا تضيقين إلى رصيدك عنده الكثير بعودتك إليه مختارة هذه المرة وبلا انتظار لأن يسعى إليك ؟
ألا تعرفين يا سيدتى انك تكسبين خير الدنيا والآخرة بحسن رعايتك لهذين الطفلين المحرومين من حنان الأم؟
كما انك المدرسة التى تعرف الكثير عن شقاوات الأطفال البريئة .. وعن مشاعرهم أيضا .. فلم لا تستخدمين خبرتك معهما فتكسبي قلبيهما الصغيرين وتكسبي قلب أبيهما؟ إنها مهمة ليست صعبة.. لو اعتبرتها امتحانا لإرادتك وكفاءتك وشخصيتك كزوجة وأم لهذين الطفلين .. وأنت لم تخوضي التجربة جديا حتى الآن لأنك أسرعت بالفرار مع كل لمحة خلاف فى الأفق.. ولو عدت وصمدت قليلا فسوف تنجحين فى الفوز بقلوب زوجك وطفليه وبقلوب كل من حولك واحترامهم أيضا.. فماذا تنتظرين؟ 
انشر
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;