الجمعة، 30 ديسمبر 2011

15)رساله (ثمن البشر).أبكي بكاء حارا‏..‏ نعم سيدي ابكي بدمع سخين

طاوعتني يدي علي الإمساك بالقلم بعد تردد‏,‏ لأكتب إليكم‏..‏ فأنا يا سيدي رجل علي أعتاب الستين واقفا‏..‏ ناظرا للماضي بعتاب ولوم‏..‏ لماذا كنت أعيش لغيري؟ هل أخطأت‏..‏ هل كنت إلي هذا الحد جاهلا غافلا عما يخبئه الدهر‏,‏ فلم أعمل له حسابا ففعل ما فعل وترك لي الندم والحسرة؟ لأصبح كل صباح يطلع علي أرفع يدي للسماء أدعو الله ألا يطيل عذابي أكثر من ذلك‏,‏



 فيكفيني ما عانيت من ندم وعوز ومرض وألم  وأنا في هذه السن‏..‏إحدي ضواحي محافظة الجيزة نشأت وسط أسرة بسيطة لأب يعمل بإحدي المصالح الحكومية وأم عاشت حياتها لبيتها‏,‏ حرصت علي تربيتنا وتعليمنا وكانت تتنازل عن أشياء كثيرة هي في احتياج إليها لتوفر لنا حياة كريمة‏..‏ فتعلمت منها الإيثار والحب والعطف‏..‏ وتعلمت من والدي كيف أرعي الله وأهل بيتي وأحافظ عليه‏,‏ وبعد وفاة والدي ـ رحمه الله ـ حملت مسئولية تربية وتعليم أخين لي كنت أنا أكبرهم والعائل الوحيد لهما فكنت أعمل وأدرس في الوقت نفسه حتي حصلت علي شهادة معهد فني تبريد وكانت في وقتها بمثابة شهادة جامعية‏,‏ رزقني الله بعمل في إحدي الشركات الخاصة براتب كبير لم أدخر منه شيئا للزمن وكان يصرف كله علي أخوي‏,‏ ورأيت أن تربيتهما ادخار كبير لمعان كثيرة لا تقدر بمال‏,‏ ورفضت الزواج حتي يتم أخواي تعليمهما‏,‏ حتي نسيت نفسي وتقدم بي العمر لأجد من هم في مثل سني لديهم أطفال في مراحل التعليم المختلفة‏,‏ حتي أخي الأصغر مجرد أن حصل علي شهادته شق طريقه وكون أسرة‏,‏ أما أخي الآخر فقد سافر إلي إحدي الدول الأوروبية ونسيني‏,‏ فشعرت بأنني قد فاتني الكثير من عمري لأجدني كشجرة لا ظل لها ولا ثمر‏,‏ ولتزداد غربتي ووحدتي توفيت والدتي ـ رحمها الله ـ وأصبحت وحيدا فتزوجت‏.‏ كنت قد تخطيت العقد الثالث بست سنوات‏,‏ ومع أول مولود شعرت بأنني عشت ما مضي من عمري كالذي يحرث في البحر‏,‏ وأنني فقدت كثيرا من متع الحياة وقيمتها‏,‏ فبدأت أعمل بكل طاقتي لأعوض ما فاتني حتي تدرجت في وظيفتي وأصبحت مشرفا علي أحد أقسام الشركة ويعمل تحت إدارتي أكثر من ثلاثين فردا راعيت الله فيهم‏,‏ وحظيت بحب واحترام الجميع‏,‏ فكانوا يلجأون لي لمساعدتهم وحل مشاكلهم‏,‏ ولم أتأخر يوما أو أتردد في الوقوف بجانب أي أحد ماديا أو معنويا‏,‏ بل كنت أشعر بسعادة عندما أقوم بمساعدة أحد‏,‏ وكانت زوجتي تلومني علي ذلك‏,‏ فأقول لها أنا دلوقتي بصحتي وبكرة في علم الغيب‏..‏ يمكن ييجي اليوم اللي أحتاج فيه من يقف بجانبي فألاقي الذي قدمته‏.‏
وسارت حياتي وأنا في رضا وحب للحياة والعمل ورزقني الله ثلاث بنات وولدا وحيدا هو الآن في الثانوي الصناعي‏,‏ وابنتي الكبري في السنة الثالثة بمعهد التمريض والثانية في الإعدادية‏,‏ وآخرهم طفلة عمرها ثلاث سنوات‏,‏ كلما نظرت لهم خفت من المستقبل وشعرت بظلمي لهم لأني أبوهم‏,‏ فواصلت عملي ليلا ونهارا لتوفير حياة كريمة لهم وتأمين مستقبلهم‏..‏ عشنا حياة سعيدة يملؤها الحب والود‏,‏ وأقبلت علي الحياة بتفاؤل وثقة في أنني ما دمت أرعي الله في عملي وبيتي فلن أضام أبدا أو أذل‏,‏ لكن اختبارا صعبا أراد الله أن يمتحنني به لتنقلب حياتي وتصبح جحيما لا تخفت نارها‏,‏ فذات يوم كنت عائدا من عملي فإذا بشاب يسابق آخر بسيارته‏,‏ لفتت سرعة سيارتيهما انتباه المارة‏,‏ والتزم الجميع رصيف الطريق وأنا معهم‏,‏ خوفا من رعونتهما‏,‏ فإذ بأحدهما تختل عجلة القيادة بيده ليصعد فوق الرصيف مطيحا بي في الهواء‏,‏ ثم يفر هاربا‏..‏
في أحد المستشفيات العامة أفقت لأري وجوه أشخاص تترنح في ضباب قاتم‏,‏ لا أستطيع تحديد ملامحهم‏,‏ في بداية الأمر ظننت أني فقدت بصري‏,‏ وعندما بدأت في تحريك لساني محاولا النطق سمعت صوت بكاء أبنائي من حولي‏,‏ وشعرت بيد زوجتي وهي تشد علي يدي لتخبرني بالحادث‏,‏ وأنني مصاب ببعض الكسور البسيطة وسأقوم بإذن الله وأعود لعملي وبيتي‏..‏ حمدت الله وشكرته علي لطفه بي‏,‏ ورقدت لما يقرب من شهرين علي فراش المرض‏,‏ رأيت فيهما كسرة النفس والخجل من نفسي وأنا لا أستطيع قضاء حاجتي بنفسي‏..‏ إحساس صعب سيدي ـ عافاكم الله ـ أن يجد الإنسان نفسه عاجزا ويمثل عبئا لأي أحد حتي ولو كانوا أبناءه‏,‏ كانت زوجتي وابنتي معي في مواجهة هذه المحنة‏,‏ فكانتا تحملانني عندما أريد قضاء حاجتي وأنا أتحامل علي نفسي مظهرا أنني مازلت بصحتي‏,‏ وانتظرت إجراء عملية جراحية لتركيب مفصل وشرائح ومسامير لساقي تتكلف مبالغ لا أستطيع تحملها‏.‏
كان أول إنسان فكرت فيه في محنتي هذه هو أخي الأصغر الذي كنت له أبا وأخا وأما وأرسلت له حيث يعمل في إحدي الدول الأوروبية شرحت له حالتي وما حدث وطلبت مساعدته فأرسل مبلغا بسيطا بعدها انقطعت أخباره واتصالاته بي منذ سنتين ولا أعرف عنه شيئا‏,‏ ومع ذلك التمست له العذر مثلما فعلت مع اخي الآخر الذي في عنقه مسئولية بيت وأسرة‏,‏ كان أملي الأخير هو الشركة وظننت أنها ستتحمل تكاليف العملية‏,‏ وأن الأمر سينتهي بعد إجرائها وسأعود لعملي وحياتي الطبيعية‏,‏ لكن فوجئت بها ترفض تحمل نفقة علاجي لأنه لا يوجد أي التزام للشركة تجاهي وليس مؤمنا علي‏,‏ وهنا كانت وقفتي مع نفسي وشعوري بأن حياتي كلها لامعني لها مقابل بعض المال الذي كنت أصرفه بدون حساب علي أخوي وأشخاص ظهر معدنهم ووجدتهم يهربون مني‏,‏ وعرفت أن لكل شيء قيمة وثمنا حتي البشر‏.‏
عرف زملائي بالعمل ماحدث لي‏,‏ فجمعوا مبلغا أعطوه لزوجتي كانت تصرف منه بعد انقطاع راتبي‏,‏ وحاولت بكل الطرق أن يلين جانب الشركة التي كنت أعمل بها لتدفع جزءا من علاجي ولم تستجب‏,‏ بل قامت بفصلي عندما تخطيت المدة القانونية في الغياب‏.‏ كان تخليها عني بعد هذه السنين التي قضيتها في خدمتها ضربة موجعة منها ومن أخوي‏,‏ وشعرت بإهانة وغبن وظلم‏,‏ فوضت أمري الي الله فهي مشيئته وله في ذلك حكمة‏..‏ فأكرمني الله بصديق سعي في استخراج قرار علاج علي نفقة الدولة تم به إجراء العملية‏.‏
وخرجت من المستشفي مستندا الي عكاز لا أستطيع التحرك بدونه‏,‏ وجلست في بيتي اجتر احزاني وأعيش لوعة العجز والخزي وأنا لا حول لي ولا قوة‏,‏ أموت في اليوم مرات وأنا أري ابنائي لايجدون ما يأكلون‏,‏ وكانوا من قبل في ستر ورضا من الله ويعيشون في سعادة‏,‏ مر أكثر من ثلاث سنوات علي خروجي من المستشفي‏,‏ تمر الأيام ثقيلة وأنا أتحمل ألما شديدا بساقي‏..‏ ووسط هذه الدوامة التي أعيش فيها وجدت ابنتي الكبري تجلس في البيت ولاتذهب لدراستها‏,‏ وعندما سألت والدتها أخبرتني بأنه لايوجد معنا أجرة مواصلاتها‏..‏ نكست رأسي مستندا الي عكازي والحائط ذاهبا لحجرتي الكئيبة أبكي بكاء حارا‏..‏ نعم سيدي ابكي بدمع سخين لأنني كان بإمكاني توفير حياة كريمة لهم ولم أفعل‏..‏ كنت استطيع تأمين حياتهم ومستقبلهم بقليل من الروية والحكمة في إدارة نفسي وعملي وحياتي ومالي ولم أفعل‏..‏ كان بإمكاني ألا أتزوج لأنجب ابناء بلا عائل ولم أفعل‏..‏ أكره حياتي لأني هكذا‏.‏
كل يوم تزيد معاناتي أنا وأبنائي حتي تدهورت حالتنا وامتنعت عن تناول بعض الأدوية التي كانت تأتيني من إحدي الجمعيات الخيرية لأبيعها سرا وأعطي فلوسها لزوجتي‏,‏ بينما أنا أعتصر ألما ولا أقول الآه‏..‏ فساءت حالتي وبدأت ألاحظ تورما في ساقي وأشعربألم شديد ودخلت في نوبات إغماء‏,‏ وكان لابد من الذهاب الي طبيب‏,‏ فذهبت بي زوجتي الي احد المستشفيات العامة رفضت إدارته استقبالي‏,‏ أخذت أتنقل من مستشفي إلي آخر راجيا الأطباء أن يرحموني من العذاب الذي أعيش فيه ولم يغثني أحد‏.‏
كل ليلة أجلس وحدي أقاسي مرارة المرض ووجع الألم‏,‏ وفي احدي الليالي تحدثت مع ابنتي الكبري عن دراستها وكيف يجرون العمليات الجراحية‏,‏ وكان هدفي من الحديث معها الوصول الي مانويت فعله وهو بتر ساقي‏,‏ نعم سيدي فكرت في أن أقنع ابنتي ببتر ساقي بدون أطباء وفلوس ومستشفي وناس تبيع وتشتري في جسدي الهزيل‏,‏ وبدأت أمهد لذلك‏,‏ فأخذت تحكي لي عن حضورها عمليات جراحية صعبة وأنها أصبحت قوية وتتحمل رؤية الجروح‏,‏ فقلت لها ما رأيك لو قمتي بفحص ساقي وبترها‏..‏ في البداية ظنت أنني أمزح فلاطفتني قائله‏:‏ انت زي الفل ياعم الحاج‏..‏ انت أجمد مننا يا بابا وعندما أيقنت أني قاصدا ما أقول نظرت لي بجمود وانفجرت في نوبة بكاء هاربة من أمامي‏.‏
كانت هذه آخر حيلة لي للتخلص من آلامي برغم بشاعة تخيلها‏,‏ عرف أحد الصالحين ما أعانيه فتوسط لدي جراح مشهور للكشف علي حالتي‏,‏ وذهبت له وبعد الكشف قال إن بعض الأخطاء الطبية في تركيب المفصل والشرائح تسببت في تكوين صديد وتلف في الانسجة وتورم المفصل والساق ولابد من نزع المفصل وتركيب آخر في أقرب وقت‏,‏ وإلا لو استمر الوضع هكذا فسوف يؤدي الي بتر الساق‏..‏ وعندما سألت عن تكاليف العملية وجدتها تتكلف مبلغا لا أملك منه شيئا‏,‏ وقد أصبحت طريح الفراش وفقدت عملي‏,‏ حاولت استخراج قرار علاج علي نفقة الدولة ولم أستطع‏,,‏ أريد من قراء بريدكم المبارك أن يدعوا لي بالشفاء حتي أخرج للحياة مرة أخري لكي أموت وأنا واقف اعمل لأجل ابنائي‏,‏ أريد أن أرتاح من ساقي بأي طريقة حتي ولو كان بترها‏,‏ فأنا لا أجد سبيلا بعد أن ضاقت بي الدنيا‏,‏ ولا استطيع إلا التحمل والرضا والصبر‏..‏ عافاكم الله‏.‏
‏*‏ 
سيدي‏..‏ رسالتك لاتعبر عن رجل مريض يحتاج إلي مساعدة مالية لاجراء جراحة‏.‏ أو إلي قرار علاج علي نفقة الدولة‏,‏ وإنما تعبر عن واقع مؤسف ومؤلم وفوضوي لايعترف بقيمة البشر‏,‏ بل يراهم بلا ثمن‏!!‏
قصتك ياسيدي تكشف عن الخلل الذي أصاب نسيج الأسرة المصرية فجعل الأخ يتنكر لعطاء أخيه ويخفي نفسه عنه حتي لايقف بجواره في محنته أو يمد يده ليساعد أخوة الدم‏.‏ نفس الخلل الذي أتاح وحمي صبية صغارا يلعبون بالسيارات في الطرقات مغتالين حياة البشر وأجسادهم لأنهم بلا ثمن ولأنهم لايدفعون الثمن‏.‏
هو نفس الخلل ــ سيدي ــ الذي جعلك تفني عمرك في شركة خاصة وأنت غير مؤمن عليك‏,‏ وبدلا من علاجك وصرف راتبك تفصلك من العمل‏,‏ وأنتظر سؤالا واهتماما من المحترمة السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة‏,‏ وأدعوك إلي إرسال كل الأوراق المتعلقة بعملك حتي يمكن إعادة بعض حقك لك‏.‏
وأعتقد ــ كما اعتدت منه ــ أن يبادر السيد الدكتور حاتم الجبلي بالموافقة علي علاجك في واحد من المستشفيات المتخصصة لانقاذ قدمك والتحقيق مع إدارات المستشفيات التي رفضت علاجك‏.‏ وحتي يحدث هذا نحن معك‏,‏ ستواصل ابنتك تعليمها‏,‏ ولن يضن عليك بريد الجمعة بأصدقائه ــ ونحن في هذه الأيام المباركة‏,‏ في مساعدة أسرتك علي الحياة الكريمة وعلاجك إذا وقفت الحكومة بوزاراتها عاجزة عن علاجك وإنقاذ أسرتك من الضياع‏,‏ مع كل الدعوات الطيبة بالشفاء والصبر والرضا علي ما ابتليت به من نكران للجميل وإهمال وجرم ارتكبه شاب طائش لا أعرف كيف ينام هو وأهله وهو ظالم لأسرة بالكامل‏.‏ وإلي لقاء قريب بإذن الله
.
انشر
-

هناك 5 تعليقات:

  1. من همسات الاصدقاء وتعليقات علي صاحب الرساله من بريد الجمعه:
    1)توقفت طويلا عند رسالة ثمن البشر وقرأتها مرات ومرات وفي كل مرة يزداد عجبي من هذا الزمن الذي نعيشه الآن مقارنة بزمن ولي ومضي حين كانت الروابط الأسرية هي السمة الغالبة وكثيرا ما كنا نري ونسمع عن تضحيات غالية لأحد أفراد الأسرة


    اذا ما جنحت السفينة واقتضي الأمر فيتقدم الصفوف ويقدم التضحيات ويبذل كل ما في وسعه من أجل أن تصل الأسرة كلها إلي بر الأمان‏..‏ وكم من أبناء وبنات في عمر الزهور ضربوا أمثلة رائعة لنكران الذات من أجل مصلحة أسرهم وذويهم‏.‏
    بعض ما جاء برسالته الحزينة أرجو أن تسمحوا لي بطرحها في رسالة مفتوحة لعلنا نصل معا الي رؤي وتفسيرات جديدة لبعض ما يجري من حولنا من متناقضات في زمن توارت فيه القيم والأخلاق وراء ماديات زائلة لا تساوي بأي حال من الأحوال ثمن البشر‏:‏
    ‏*‏ في البداية دعني أذكرك يا سيدي بأن حياتنا كلها أقدار كتبت علينا وليس أمامنا سوي أن نرضي بما كتبه الله لنا ونشكره علي ما رزقنا من أفراح وأتراح إيمانا بأن الله لا يريد لنا الا الخير كله وأن بدا لنا في بعض الأحيان غير ذلك كما جاء بكتابه العزيز‏(‏ وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم‏)‏ وإذا كان الله قد هدانا وأعطانا البصيرة والحكمة كي نكون يوما ما خير عون للآخرين خاصة اذا كان هؤلاء الآخرون من أرحامنا الذين أمرنا الله ورسوله برعايتهم وحسن معاملتهم‏..‏ فليس من الحكمة أن ننظر إلي الماضي الآن بعتاب أو لوم أو أن نندم علي ما قدمنا من عمل خير لأصدقاء أو أقرباء حتي لو كانوا قد قابلوا الاحسان بالتجاهل أو حتي بالإساءة فسبحان الله علام الغيوب وهو المطلع علي النوايا الخفية وما تضمره القلوب‏..‏ فلا تندم يا سيدي علي خير ما فعلته وتأكد أن رصيدك عند الله كبير وسيأتي يوم تسأل فيه كل نفس عما قدمت وستجد كل ما فعلته مع أخويك وأسرتك في ميزان حسناتك وهذا هو الفوز العظيم‏.‏
    ‏*‏ من فضل الله عليك أن رزقك بأربعة أطفال ثلاث بنات وولد ـ أعانك الله علي تربيتهم ـ وهذه وحدها هبة من الله يستحق عليها كل الشكر والحمد وتذكر يا سيدي أن هناك الآلاف من الأزواج الذين يملكون الملايين بل المليارات ويسجدون للمولي عز وجل داعين أن يرزقهم الله بالخلف الصالح حتي ولو ذهبت كل هذه الملايين‏..‏ فاحمد الله علي عطائه وكرمه معك وثق أن ما فعلته من خير مع الآخرين سيعود اليك في الدنيا والآخرة وسيجده أبناؤك في حياتك ومن بعدك ـ أطال الله في عمرك ـ وسيجدون حتما من يمد اليهم يد العون‏..‏ فكله سلف ودين‏..‏ ورصيدك عند الله كبير فلا تخش علي أبنائك من العوز والحاجة في المستقبل‏..‏ ورزقكم في السماء وما توعدون‏..‏
    ‏*‏ الصحة والمرض كلها أرزاق من عند المولي عز وجل والابتلاءات اختبار من الله لعباده الصالحين وإذا كان الله قد ابتلاك بالمرض فلحكمة يراها سبحانه وتعالي وكل ما يجب أن نفعله هو أن نتوجه اليه في علاه ونسأله أن يرفع عنك البلاء ويمن عليك بالشفاء وليس من حقك أن تتذمر من قضاء الله وقدره وتفكر في قطع رجلك بنفسك كي تستريح من الألم ودون اللجوء للأطباء والمتخصصين‏..‏ وتأكد أن بعد العسر يسرا وتذكر دائما قول الله تعالي قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وأنا علي ثقة أن النداءات التي توجه بها محرر البريد عبر بريد الجمعة الي السادة المسئولين وذوي القلوب الرحيمة ستؤتي ثمارها وستجد العديد من الأيادي البيضاء وقد امتدت إليك بالمساعدة ويد الله فوق الجميع حتي يمن الله عليك بالشفاء‏..‏ بإذن اللله‏..‏
    ‏*‏ وفي النهاية‏..‏ لا شك يا سيدي أنك أبليت بلاء حسنا يغبطك عليه الجميع وفعلت ما يفعله النبلاء والعظماء عند الشائد‏..‏ فكنت خير عون لأخويك وأسرتك حتي وأنت طريح الفراش‏..‏ فهنيئا لك ما فعلت‏..‏ ويجب الا تندم أبدا علي ما فعلت حتي لا تفسد عليك حياتك بأحاسيس الغضب وعدم الرضا علي أخويك والتمس لهما الأعذار فربما يكون لديهما ما هو أشد وأقسي وافتح لهما باب السماح والمعذرة كي يعودا اليك واصفح عنهما اذا ما جاءاك طالبين الصفح ولا تنس أنهما أعمام أولادك واجتهد في لم شمل الأسرة وحث أبناءك علي التواصل مع الجميع بروح المحبة‏..‏ فالحياة قصيرة يا سيدي مهما طالت وكلنا الي زوال مهما طالت الأعمار ولن يبقي الا وجه ربك ذي الجلال والإكرام‏.‏
    دكتور‏:‏ هاني عبد الخالق
    أستاذ ادارة الأعمال

    ردحذف
  2. 2) و قد نشر المحرر في 26/11/2010 هذه المقال بعنوان

    شكرا‏...‏ لا تكفي



    كلما تسلل إلي اليأس بسبب فساد أو انتشار صور سلبية في المجتمع‏,‏ تأتيني منحة السماء لتعيدني إلي قمة جبل التفاؤل والثقة في هذا الشعب الإنساني العظيم‏,‏ وبقدر ما تكون بعض الرسائل قاسية وصادمة ومحبطة‏,‏ يكون رد فعل الخيرين رائعا‏,‏ مطمئنا‏,‏ وإنسانيا‏.‏


    هكذا أنتم دائما أصدقاء بريد الجمعة فما أن نشرت رسالة ثمن البشر الأسبوع الماضي‏,‏ حتي أنفجرت ينابيع الخير‏,‏ امتدت الأيادي الطاهرة البيضاء‏,‏ لتمسح دموع الرجل المسكين الذي عاني طويلا‏,‏ فحرص كثيرون علي التبرع له‏,‏ أو الذهاب إليه‏,‏ حيث يرقد الآن في مستشفي الهلال الأحمر لمواساته وطمأنته‏,‏ الأهم هي تلك العروض التي وصلتنا لعلاجه ومساعدته ماديا بصورة منتظمة تعينه علي مواصلة تربية أبنائه علي الخير والمحبة والعطاء‏.‏
    ــ المهندس سامح محسن رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمستشفي كليوباترا بمصر الجديدة عرض علاجه مجانا ومساعدة الأسرة شهريا‏.‏
    ــ أستاذ جراحة العظام الكبير الدكتور إبراهيم الجنزوري عرض التكفل الكامل بالجراحة ونفقاتها ومساعدة أسرة صاحب الرسالة في مستشفي الجنزوري أو بمستشفي جامعة عين شمس التخصصي‏.‏
    ــ الأستاذ الدكتور ماهر الدمياطي رئيس جامعة الزقازيق عرض إجراء الجراحة في مستشفي الجامعة مجانا‏,‏ كما عبر زهور قافلة شعاع الخير بالجامعة عن رغبتهم في مساعدة الأسرة ماديا بكل ما يستطيعون بالرغم من إمكاناتهم المتواضعة‏.‏
    ــ وكما توقعت بادرت السيدة الفاضلة المحترمة عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة بطلب ملف صاحب الرسالة لإعادة حقه إليه من الشركة التي لم تتكفل بعلاجه وفصلته تعسفيا‏.‏
    ــ وبدون توقع مني اهتم الدكتور المحترم علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي‏,‏ وطلب المعلومات الخاصة بالمصاب لمساعدته‏.‏
    أليس كل هذا كافيا للتفاؤل‏,‏ والثقة في أن الخير في هذه الأمة إلي يوم الدين‏.‏
    وهل تكفي كل كلمات الشكر أو الامتنان لكم جميعا‏..‏ لا أملك إلا الدعاء لكم جميعا بالستر والصحة والفردوس الأعلي في الآخرة‏.‏

    ردحذف
  3. 3)نشرت الاهرام في عددها الموافق 24/12/2010 ما يلي :
    ----------------------------------------------------------
    فور نشر رسالة ثمن البشر منذ عدة أسابيع‏,‏ تابع الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي ـ رغم انشغاله حينها بمعركته الانتخابية بالشرقية ـ حالة صاحب الرسالة‏,


    ‏ وطلب بيانات كاملة عنه لتقديم المساعدة اللازمة من الوزارة‏,‏ ومنذ أيام تلقي بريد الجمعة هذه الرسالة التي تؤكد ان لدينا بالفعل وزارة لـالتضامن الاجتماعي‏.‏
    ردا علي ما نشر بجريدة الأهرام في باب بريد الجمعة يوم‏2010/11/19‏ تحت عنوان ثمن البشر نتشرف بالاحاطة بأنه بناء علي توجيهات الاستاذ الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي تم إجراء زيارة ميدانية للمواطن محمد زكي محمود صاحب الموضوع وتم العرض علي السيد الوزير بنتيجة الزيارة‏.‏
    وبناء عليه وافق السيد الوزير علي الآتي‏:‏
    ـ صرف مساعدة فورية نقدية دفعة واحدة‏3000‏ جنيه‏(‏ ثلاثة آلاف جنيه‏)‏ من بنك ناصر الاجتماعي كإسهام من الوزارة في مصاريف تكاليف العلاج والأدوية ويتم الصرف باسم الزوجة بشري علي‏.‏
    ـ تكليف المديرية باتخاذ اجراءات صرف معاش ضمان اجتماعي فئة‏(‏ عجز‏)‏ باسم المواطن محمد زكي وأيضا المنحة الدراسية للأبناء المنتظمين بالتعليم‏.‏
    ـ صرف مساعدة دفعة واحدة‏(‏ مرض‏)‏ من الوحدة الاجتماعية المختصة‏.‏
    ـ منح الأسرة مساعدة مالية‏300‏ جنيه شهريا من المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي لمدة عام كمساهمة من الوزارة في التخفيف من أعباء الأسرة والمصاريف الحياتية لها ولحين الانتهاء من إجراءات صرف معاش الضمان الاجتماعي‏.‏
    ـ مخاطبة السيد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة لشمول المواطن برعايته وعلاجه علي نفقة الدولة وقد خاطب السيد الوزير السيد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بذلك‏.‏
    وبناء عليه فقد تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ ما تأشر به من الدكتور الوزير وقد تم إعلام المواطن المذكور بذلك‏,‏ ونود التفضل بإحاطتكم بما تم تقديمه من خدمات الوزارة
    لاتخاذ ما ترونه مناسبا‏.‏
    مدير مشروع تطوير الخدمات الاجتماعية
    ليلي عبد الرازق فرج
    ‏>‏ مرة أخري الشكر وحده لا يكفي لكل من أسهم ويسهم في تخفيف معاناة أحد ممن ابتلاهم الله بالمرض‏,‏ أو الفقر‏,‏ وجزاؤهم عند من لا تنفد خزائنه‏.‏

    ردحذف
  4. 3)نشرت الاهرام اليوم 21/1/2011 رساله لصاحبة رسالة "ثمن البشر " هذا نصها :

    الأستاذ‏...‏ أثابكم الله خيرا وعافاكم علي تفضلكم بالوقوف بجانبي في محنتي ونشر رسالتي ثمن البشر‏..‏ بارك الله في بريد الجمعة‏,‏ وفي مؤسسة الأهرام العريقة‏,


    ‏ فأنا يا سيدي لا أملك لأهل الخير أمام هذا العطاء الكبير إلا الدعاء والشكر لكل من مد يده لي ماديا أو معنويا‏,‏ فقد كنتم طوق نجاة لي ولأسرتي من التشرد والضياع وانتشالي من براثن المرض وآلامه‏,‏ ووسط فيض الخير الذي أكرمني به الله كان هناك رجل يستحق الشكر وخالص الدعاء تكفل بعلاجي برغم مشغولياته ومسئولياته‏,‏ وقام بنفسه بإجراء عملية جراحية صعبة تصل تكلفتها إلي‏52‏ ألف جنيه في مشفاه الخاص مجانا‏,‏ وهو الجراح الكبير الإنسان الدكتور إبراهيم الجنزوري‏.‏
    فمنذ أن تبني حالتي وهو يرعاني بفضله وكرمه وحسن أخلاقه‏,‏ وكان مثالا للطبيب الإنسان الذي يشعر بمريضه ويخفف عنه‏,‏ فلم تفارق وجهه ابتسامته الرقيقة‏,‏ ولمسات يده الحانية منذ أن رأيته‏,‏ فطمأنني بطلعته البشوش‏,‏ وسمت أخلاقه ومروءته‏,‏ حتي إنه كان يهتم بأمور بيتي وأسرتي فيسأل عنهم ويطمئنهم‏.‏
    ويوم الأربعاء الماضي دخلت غرفة العمليات لإجراء الجراحة‏,‏ وقبل دخولي للغرفة وجدته يحمل كيسا بيده أعطاه لزوجتي‏,‏ عرفت بعدها أنها ثماني علب مضاد حيوي غالي الثمن أحضرها لي‏,‏ فعقدت مقارنة بين من قابلتهم من أطباء غلاظ القلب‏,‏ وبين هذا الملاك‏,‏ فوجدت الفارق شاسعا بين فعل الخير والإساءة إلي الناس بلفظ أو فعل‏,‏ هو الصراع بين البشر منذ أن خلق الله سيدنا آدم وذريته علي الخير والشر‏,‏ والعدل والظلم‏,‏ والحق والباطل‏,‏ وصفات كثيرة إما لمصلحتنا أو ضدنا‏,‏ فلماذا لا نجعلها دائما في مصلحتنا فنسرع لفعل الخير وحب بعضنا دون انتظار لمقابل أو جزاء‏..‏ وهذا نموذج خير وقفت عاجزا أمام نبل أخلاقه‏,‏ وكرمه‏,‏ وحبه للناس‏,‏ ولا أملك له إلا الدعاء في صلاتي‏.‏
    محمد زكي محمود

    المحرر‏:‏
    شكرا سيدي لحرصك علي طمأنتنا علي حالك وصحتك‏,‏ أما الجراح الكبير الأستاذ الدكتور إبراهيم الجنزوري فالشكر له موصول وممتد‏,‏ فكما يفعل معك بمحبة وكرم ونبل يفعل مع آخرين من أصدقاء بريد الجمعة‏,‏ فهو صورة رائعة لأطبائنا الكبار الذين يمحون سيئات الذين لا يعرفون معني الإنسانية ولرسالة الطب الراقية‏.‏
    -=--------------------------------------=0

    كما نشر بريد الجمعه رساله اخري للوزيره عائشه عبد الهادي ... هذا نصها :
    وكما كان متوقعا من السيدة عائشة عبدالهادي‏,‏ وزيرة القوي العاملة والهجرة‏,‏ تابعت حالة صاحب رسالة ثمن البشر منذ نشرها‏,‏ وأرسلت إلينا بهذه الرسالة‏:‏
    اعتقد أن البشر تسمو قيمتهم فوق أي ثمن‏..‏ ولكن الغباء‏..‏ والجحود‏..‏ وتنكر البعض لواجباتهم‏..‏ تدني من قيمة الإنسان‏..‏ ولكن رغم كل القسوة والمرارة التي تحفل بها الحياة أحيانا‏..‏ وهذا ما عرضته في بابك الكريم الذي تكتبه كل يوم جمعة‏(‏ بريد الجمعة‏)..‏ فكانت المأساة متجسدة يراها القارئ فتشقي روحه وتدمي قلبه‏.‏
    فلقد وضعتنا جميعا أمام مسئوليات نمارسها بحب وقناعة رسالتنا التي هيأنا الله لها فلن ينهزم إنسان بمأساة حلت به فواجبنا جميعا أن ننصره‏..‏ ومن هنا كانت مبادرتي فور الاطلاع علي ما نشرته في بابكم الكريم يوم الجمعة‏2010/11/19‏ بعنوان ثمن البشر أن أصدرت توجيهاتي إلي الإدارة المعنية بالوزارة ومديرية القوي العاملة الواقع مقر الشركة التي كان يعمل بها المواطن الكريم محمد زكي محمود محمد كما قمنا بالاتصال به شخصيا في مستشفي الهلال الأحمر للاطمئنان عليه والاستجابة لمطالبه التي تحفظ حقوقه وتعيده إلي عمله معززا مكرما‏..‏ ولقد استجابت إدارة الشركة مشكورة لكل هذه المطالب وهي‏:‏ تحرير عقد عمل له بمرتب‏250‏ جنيها حتي بلوغ سن التقاعد دون الالتزام بأداء العمل‏,‏ كما تم التوقيع علي استمارة التأمينات وتعهد صاحب العمل أن يتحمل كامل حصة المواطن الكريم محمد زكي وحصة صاحب العمل في التأمينات شهريا هذا فضلا عن استخراج شهادة طبية بحالته من المعهد القومي للجهاز العصبي والحركي لتقديمها إلي منطقة التأمينات الاجتماعية‏(‏ التابع لها‏).‏
    وزيرة القوي العاملة والهجرة
    عائشة عبدالهادي

    ‏}}‏ المحرر‏:‏
    الشكر كله لك سيدتي‏,‏ ويكفي أننا اكتشفنا اليوم صفة جديدة لك‏,‏ بالإضافة إلي أم العمال حيث تتمتعين بلغة أدبية رقيقة‏,‏ تتضح من سطور الخطاب‏.‏

    ردحذف
  5. الخلل في الدولة التي لاترعي مواطنيها
    رولة ماشية زق

    ردحذف

;