أنا شاب في الرابعة
والعشرين من عمري, نشأت في أسرة بسيطة واقتضت ظروفي العائلية والمادية أن اخرج
للعمل منذ سن الثامنة.. فعملت كل صيف في إحدي المهن كصبي, لكي أستطيع مواصلة
تعليمي.. وعملت في بعض السنوات خلال الدراسة فكنت أغادر المدرسة إلي العمل مباشرة
ولا أرجع إلي البيت إلا في العاشرة مساء, لكي أزدرد بعض الطعام وأنام كالقتيل.وظل الحال علي هذا النحو حتي عملت منذ عدة سنوات في شركة
تجارية صغيرة, وبدأت فيها من البداية صغيرا.. ثم تقدمت وازداد اعتماد صاحب
العمل علي تدريجيا حتي أصبحت بمثابة نائبه أو وكيله في أداء الأعمال التجارية التي
يكلفني بها.. ثم رحل صاحب العمل عن الحياة منذ عامين فجأة, وترك كل شيء في
يدي.. وحزنت علي رحيله حزنا شديدا..
ووجدت أنني استطيع إذا أردت أن أخفي بعض الأموال التي لايعلم أحد عنها شيئا سواي, وأن أظهر البعض الآخر.. لكني خشيت الله سبحانه وتعالي وقررت ألأ اخون الأمانة وألا أمد يدي إلي حرام.
وبعد انتهاء المراسم الحزينة بأيام ذهبت إلي بيت صاحب العمل والتقيت بأرملته وقدمت لها كل ما لدي من مال وأوراق ومستندات تخص العمل, ومن بينها كمبيالات علي بعض العملاء..
وشكرتني السيدة كثيرا وامتدحت أمانتي وطلبت مني الاستمرار في العمل واعتبار نفسي المسئول عنه, ومداومة الاتصال بها وزيارتها كل يوم لإبلاغها بنتائج العمل ومشاكله.. ورحبت بذلك, وعدت لمواصلة عملي وقد أصبحت المسئول الأول عنه.. ووفقني الله في الحفاظ علي عجلة العمل دائرة, وفي تحصيل بعض الديون من بعض العملاء, وفي تصريف بعض البضائع الراكدة منذ فترة.. واطلعت ارملة صاحب العمل علي كل ذلك فسعدت به كثيرا وأثنت علي همتي ودعت لي بالخير, وابتهاجا بهذه الاخبار السعيدة دعتني لتناول الغداء معها ومع أطفالها يوم الجمعة التالي, وذهبت إليها في الموعد المحدد, فشممت رائحة البخور المعطرة تفوح من الشقة.. ودخلت فوجدتها في أبهي صورة, واستقبلتني بابتسامة ساحرة, وقدمت لي عصير البرتقال, وجلسنا في الانتريه بعض الوقت نتحدث ونتسامر ونداعب أطفالها الذين يمرحون حولنا, ثم انتقلنا إلي مائدة الغداء التي أعدتها السيدة التي تدير شئون البيت, واستمتعنا بأكلة شهية وتواصل الحديث بيننا علي المائدة بلا انقطاع, وكادت الجلسة تمضي عادية لولا شيء واحد أعطاني مؤشرا مهما.. فلقد أمسكت السيدة بقطعة من اللحم ووضعتها بيدها في فمي..
وابتسمت.. فرددت علي ابتسامتها بمثلها, وأدركت أو تأكدت مما كنت أشك فيه قبل أسابيع, وهو أن هذه السيدة تفكر في كرجل.. وليس فقط كمدير لعملها التجاري, وسعدت بذلك في قريرة نفسي, لكني لم أقدم علي أية خطوة علي طريق الاقتراب منها لعلمي أنها تكبرني بثلاثة عشر عاما, ولخوفي من أن يسئ البعض, خاصة أقاربها وأقارب زوجها الظن بي ويتصوروا انني طامع في مالها, كما أن أبي وأمي لن يرحبا أبدا بزواجي من أرملة تكبرني في السن وذات أبناء ولو كانت من اغني الأغنياء.
وهكذا واصلت العمل والدراسة وكنت قد بلغت السنة النهائية من دراستي الجامعية.. وانشغلت بالمذاكرة والامتحانات, فتخلفت عن زيارة صاحبة العمل عدة مرات, واعتذرت لها بمشاغلي, وظهرت النتيجة وحصلت علي شهادتي ففوجئت بها تقدم لي ساعة ثمينة هدية النجاح وتدعوني من جديد للغداء, وتكرر ما حدث في الدعوة السابقة.. لكن شيئا جديدا قد طرأ, هو أنها دخلت الحمام وتركتني وحيدا في الانتريه لفترة طويلة, فجاءت السيدة التي تعمل لديها بالشاي ووضعته أمامي ثم نظرت إلي نظرة معبرة وسألتني بطريقة مباشرة: لماذا لاتطلب يد السيدة فلانة؟!.. وهي الجمال كله والأدب كله والأخلاق كلها, وذهلت لما سمعت وترددت في الإجابة, ثم قلت لها انني شاب عمري24 سنة وخريج جديد لم يحصل علي عمل رسمي بعد, وظروفي المادية سيئة, فبأي شيء أتقدم لمثل السيدة فلانة؟..
فرمقني بنظرة جانبية وقالت: بشبابك.. ومستقبلك.. وأمانتك! تتقدم ولا تحمل هم الأعباء المادية لأننا لن نكلفك شيئا. أو دعني اتحدث باسمك حين تخرج السيدة من الحمام وأعلنها برغبتك فيها!.
وسكت موافقا, وجاءت السيدة فقابلتها مديرة البيت بزغرودة, واعلنتها ان هذا الشاب الخجول يطلب يدها علي سنة الله ورسوله, لكنه يخشي ألا تقبلي به لظروفه.. فأشادت السيدة بأخلاقي وكيف أنها لا تقدر بمال الأرض وأعلنت موافقتها علي الفور..
وبدأنا بعد ذلك الحديث في التفاصيل وحددنا موعدا لعقد القران بعد أيام, وطلبت منها شيئا واحدا هو أن نتكتم هذا الزواج عن أهلي, لأن أبي وامي لن يوافقا عليه ولن يدعاني لحال سبيلي إذا علما به.
وطلبت هي أن نتكتم الزواج عن أهل زوجها الراحل لكليلا يثيروا لها المتاعب خاصة بالنسبة لأولادها, واتفقنا علي ألا يعلم به إلا أخوتها ووالدتها..
وبدأت حياتي الزوجية معها.. وغرقت في طوفان عاطفتها وشوقها, وأصبحت أتناول الغداء معها كل يوم وأرجع للعمل وأعود إليها في المساء لقضاء السهرة, وارجع للبيت في منتصف الليل واعتذر لأمي وأبي بالعمل, أو أزعم لأمي أنني سأتسلم بضاعة طوال الليل, وأقضي الليل مع زوجتي..
وبالرغم من المجهود الذي ابذله في العمل فلقد تحسنت صحتي.. وازداد وزني.. بفضل التغذية الجيدة والسعادة, فأنا أحب زوجتي وحريص عليها وهي تحبني حبا كبيرا وتعتبرني هدية السماء لها, وانا سعيد معها وأتفجر حماسا للعمل.. وأصبحت احصل علي نسبة5% من أرباحه إلي جانب مرتبي مقابل إدارتي له.. وجرت النقود في يدي وأصبح يتوافر لدي لأول مرة أكثر من احتياجاتي, واعطيت أمي مائتي جنيه هدية لها فسعدت بها كثيرا.. شيء واحد فقط ينغص علي هذه السعادة هو خوفي من أن يعلم أبي وأمي بزواجي من السيدة التي ادير تجارتها, خاصة أمي.. لأن أبي يمكن بعد ثورته الأولي وسخطه أن أتفاهم معه, أما أمي فلن يهدأ لها بال إذا علمت إلا بعد أن ترغمني علي طلاقها, وترك العمل معها وتحرم علي رؤيتها, لأنها كأي أم تريد لابنها ان يتزوج فتاة بكرا وأصغر منه, وليست ارملة تكبره بـ13 عاما ولديها ثلاثة أبناء.. وأنا أعرف عن نفسي أنني لن اتحمل غضب أمي علي, اذا غضبت وافكر في اليوم الذي ستنفجر فيه المشكلة وادعو الله أن يبعده إلي أقصي حد ممكن.. وأن يؤجل المتاعب لأجل بعيد.
,لكن الي متي سأظل خائفا اتلفت حولي كالمشبوه وأنا أتسلل إلي بيت زوجتي.. أو أغادره في الليل؟
وماذا تقترح علي أن أفعل لأتخلص من هذا الخوف الثقيل علما بأنني قد كتبت لزوجتي مؤخر صداق كبيرا لا استطيع الوفاء به, كما لا استطيع تحمل بقية اعباء الطلاق الذي لا ارغب فيه؟! .
!!
ووجدت أنني استطيع إذا أردت أن أخفي بعض الأموال التي لايعلم أحد عنها شيئا سواي, وأن أظهر البعض الآخر.. لكني خشيت الله سبحانه وتعالي وقررت ألأ اخون الأمانة وألا أمد يدي إلي حرام.
وبعد انتهاء المراسم الحزينة بأيام ذهبت إلي بيت صاحب العمل والتقيت بأرملته وقدمت لها كل ما لدي من مال وأوراق ومستندات تخص العمل, ومن بينها كمبيالات علي بعض العملاء..
وشكرتني السيدة كثيرا وامتدحت أمانتي وطلبت مني الاستمرار في العمل واعتبار نفسي المسئول عنه, ومداومة الاتصال بها وزيارتها كل يوم لإبلاغها بنتائج العمل ومشاكله.. ورحبت بذلك, وعدت لمواصلة عملي وقد أصبحت المسئول الأول عنه.. ووفقني الله في الحفاظ علي عجلة العمل دائرة, وفي تحصيل بعض الديون من بعض العملاء, وفي تصريف بعض البضائع الراكدة منذ فترة.. واطلعت ارملة صاحب العمل علي كل ذلك فسعدت به كثيرا وأثنت علي همتي ودعت لي بالخير, وابتهاجا بهذه الاخبار السعيدة دعتني لتناول الغداء معها ومع أطفالها يوم الجمعة التالي, وذهبت إليها في الموعد المحدد, فشممت رائحة البخور المعطرة تفوح من الشقة.. ودخلت فوجدتها في أبهي صورة, واستقبلتني بابتسامة ساحرة, وقدمت لي عصير البرتقال, وجلسنا في الانتريه بعض الوقت نتحدث ونتسامر ونداعب أطفالها الذين يمرحون حولنا, ثم انتقلنا إلي مائدة الغداء التي أعدتها السيدة التي تدير شئون البيت, واستمتعنا بأكلة شهية وتواصل الحديث بيننا علي المائدة بلا انقطاع, وكادت الجلسة تمضي عادية لولا شيء واحد أعطاني مؤشرا مهما.. فلقد أمسكت السيدة بقطعة من اللحم ووضعتها بيدها في فمي..
وابتسمت.. فرددت علي ابتسامتها بمثلها, وأدركت أو تأكدت مما كنت أشك فيه قبل أسابيع, وهو أن هذه السيدة تفكر في كرجل.. وليس فقط كمدير لعملها التجاري, وسعدت بذلك في قريرة نفسي, لكني لم أقدم علي أية خطوة علي طريق الاقتراب منها لعلمي أنها تكبرني بثلاثة عشر عاما, ولخوفي من أن يسئ البعض, خاصة أقاربها وأقارب زوجها الظن بي ويتصوروا انني طامع في مالها, كما أن أبي وأمي لن يرحبا أبدا بزواجي من أرملة تكبرني في السن وذات أبناء ولو كانت من اغني الأغنياء.
وهكذا واصلت العمل والدراسة وكنت قد بلغت السنة النهائية من دراستي الجامعية.. وانشغلت بالمذاكرة والامتحانات, فتخلفت عن زيارة صاحبة العمل عدة مرات, واعتذرت لها بمشاغلي, وظهرت النتيجة وحصلت علي شهادتي ففوجئت بها تقدم لي ساعة ثمينة هدية النجاح وتدعوني من جديد للغداء, وتكرر ما حدث في الدعوة السابقة.. لكن شيئا جديدا قد طرأ, هو أنها دخلت الحمام وتركتني وحيدا في الانتريه لفترة طويلة, فجاءت السيدة التي تعمل لديها بالشاي ووضعته أمامي ثم نظرت إلي نظرة معبرة وسألتني بطريقة مباشرة: لماذا لاتطلب يد السيدة فلانة؟!.. وهي الجمال كله والأدب كله والأخلاق كلها, وذهلت لما سمعت وترددت في الإجابة, ثم قلت لها انني شاب عمري24 سنة وخريج جديد لم يحصل علي عمل رسمي بعد, وظروفي المادية سيئة, فبأي شيء أتقدم لمثل السيدة فلانة؟..
فرمقني بنظرة جانبية وقالت: بشبابك.. ومستقبلك.. وأمانتك! تتقدم ولا تحمل هم الأعباء المادية لأننا لن نكلفك شيئا. أو دعني اتحدث باسمك حين تخرج السيدة من الحمام وأعلنها برغبتك فيها!.
وسكت موافقا, وجاءت السيدة فقابلتها مديرة البيت بزغرودة, واعلنتها ان هذا الشاب الخجول يطلب يدها علي سنة الله ورسوله, لكنه يخشي ألا تقبلي به لظروفه.. فأشادت السيدة بأخلاقي وكيف أنها لا تقدر بمال الأرض وأعلنت موافقتها علي الفور..
وبدأنا بعد ذلك الحديث في التفاصيل وحددنا موعدا لعقد القران بعد أيام, وطلبت منها شيئا واحدا هو أن نتكتم هذا الزواج عن أهلي, لأن أبي وامي لن يوافقا عليه ولن يدعاني لحال سبيلي إذا علما به.
وطلبت هي أن نتكتم الزواج عن أهل زوجها الراحل لكليلا يثيروا لها المتاعب خاصة بالنسبة لأولادها, واتفقنا علي ألا يعلم به إلا أخوتها ووالدتها..
وبدأت حياتي الزوجية معها.. وغرقت في طوفان عاطفتها وشوقها, وأصبحت أتناول الغداء معها كل يوم وأرجع للعمل وأعود إليها في المساء لقضاء السهرة, وارجع للبيت في منتصف الليل واعتذر لأمي وأبي بالعمل, أو أزعم لأمي أنني سأتسلم بضاعة طوال الليل, وأقضي الليل مع زوجتي..
وبالرغم من المجهود الذي ابذله في العمل فلقد تحسنت صحتي.. وازداد وزني.. بفضل التغذية الجيدة والسعادة, فأنا أحب زوجتي وحريص عليها وهي تحبني حبا كبيرا وتعتبرني هدية السماء لها, وانا سعيد معها وأتفجر حماسا للعمل.. وأصبحت احصل علي نسبة5% من أرباحه إلي جانب مرتبي مقابل إدارتي له.. وجرت النقود في يدي وأصبح يتوافر لدي لأول مرة أكثر من احتياجاتي, واعطيت أمي مائتي جنيه هدية لها فسعدت بها كثيرا.. شيء واحد فقط ينغص علي هذه السعادة هو خوفي من أن يعلم أبي وأمي بزواجي من السيدة التي ادير تجارتها, خاصة أمي.. لأن أبي يمكن بعد ثورته الأولي وسخطه أن أتفاهم معه, أما أمي فلن يهدأ لها بال إذا علمت إلا بعد أن ترغمني علي طلاقها, وترك العمل معها وتحرم علي رؤيتها, لأنها كأي أم تريد لابنها ان يتزوج فتاة بكرا وأصغر منه, وليست ارملة تكبره بـ13 عاما ولديها ثلاثة أبناء.. وأنا أعرف عن نفسي أنني لن اتحمل غضب أمي علي, اذا غضبت وافكر في اليوم الذي ستنفجر فيه المشكلة وادعو الله أن يبعده إلي أقصي حد ممكن.. وأن يؤجل المتاعب لأجل بعيد.
,لكن الي متي سأظل خائفا اتلفت حولي كالمشبوه وأنا أتسلل إلي بيت زوجتي.. أو أغادره في الليل؟
وماذا تقترح علي أن أفعل لأتخلص من هذا الخوف الثقيل علما بأنني قد كتبت لزوجتي مؤخر صداق كبيرا لا استطيع الوفاء به, كما لا استطيع تحمل بقية اعباء الطلاق الذي لا ارغب فيه؟! .

ماذا فعلت بنفسك أيها الشاب؟
لقد تزوجت زواجا محكوما عليه بأن يكون مؤقتا, وان ينتهي مخلفا وراءه جراحا علي الجانبين طال المدي أو قصر, إن لم يكن بسبب زوال غشاوة الرغبة والشوق والاندفاع إلي الارتواء العاطفي بعد حين, فلقد يجئ الانهيار لأسباب خارجية لا يمكن تفاديها إلي الأبد, كثورة الأهل علي هذا الزواج غير المتكافئ من كل الوجوه, خاصة أهل الزوج الراحل الذين سيتشككون بالضرورة, ولهم بعض العذر في ذلك, في دوافعك المادية للارتباط بهذه السيدة, وسيتهمونك بالطمع في ثروة الأرملة وابنائها, وقد ينهضون لمنازعة زوجتك في حضانة الأبناء وحق الوصاية عليهم بعد ظهور رجل غريب في حياة أمهم يخشي منه علي ثروة الأبناء ومستقبلهم, خاصة وهو ليس رجلا متوسط العمر مستقرا ماديا وناضجا ويبحث عن الأمان والاستقرار, وإنما شاب طموح يصغر زوجته بـ13 عاما, فماذا تفعل زوجتك إذا خيرت بين حضانة ابنائها والوصاية عليهم.. وبين التخلي عن هذا الزواج الذي لا تستطيع الدفاع عنه أو تبريره أمام أهل زوجها الراحل؟.
هل تراها تضحي بأبنائها من أجلك؟
ان الجواب معروف,ولا يحتاج إلي بيان.. لهذا فإن زواجك هذا هو مهلة مسروقة من الزمن قد تكون لعدة أسابيع وقد تطول بالشهور والسنوات, لكنه في كل الأحوال سوف تمارس قوانين الحياة الطبيعية تأثيرها علي كل الأطراف في الوقت المناسب فتكتشف أنت بعد الري والشبع والارتواء انك قد تسرعت في الزواج من هذه السيدة التي تكبرك كثيرا في العمر ومثقلة بأعباء الأبناء, وتكتشف هي أنها قد خرجت علي المألوف وتجاهلت الاعتبارات العائلية والاجتماعية العديدة.. فأساءت الي نفسها وعرضت ابناءها لخطر انتقال حضانتهم والوصاية عليهم لغيرها.. فتندم علي انسياقها وراء مشاعرها المحرومة عقب وفاة زوجها وتتمني لو لم تكن قد ضعفت أمام نداء الرغبة علي هذا النحو.
علي أية حال فإن بعض الحقيقة خير من أي زيف, كما يقولون, ولا مفر إذا اردت أن تتخلص من الخوف والإحساس الباطني ـ بأنك ترتكب خطأ لا تستطيع مواجهة الآخرين به ـ من مواجهة الحقائق بدلا من الهروب منها وتحمل تبعات المواجهة بشجاعة أيا كانت النتائج, فابدأ بأبيك وصارحه بما فعلت وتحمل ثورته وغضبه.. ثم اطلب منه النصيحة فيما تفعل.. وكن أمينا معه في الحديث عن نفسك ومشاعرك وطموحك وحقيقة رغبتك في هذه السيدة.. وتدبرا معا اذا تقبل ابوك حقيقة زواجك كيفية تخفيف وطأة القصة علي والدتك.. واصمد للأعاصير والعواصف والرعود والبروق المتوقعة.. فإذا نجحت في الصمود لهذه الأهوال, فمن يدري ربما تكون الاستثناء من القاعدة وينجح زواجك ويطول عمره بعض الوقت.. قبل أن ينفجر من ناحية الزوجة ومنازعات أهل زوجها معها..
وفي كل الأحوال فإنك ايها الشاب كما قلت لك في البداية راكب قطار سيصل إلي محطته الأخيرة طال الوقت أو قصر, ولو كنت من أهل الحكمة لبادرت أنت علي الفور بتصحيح هذا الوضع الذي يخالف قوانين الحياة بدلا من انتظار انهياره المحتوم, وتفاهمت مع زوجتك وديا علي الانفصال بلا تبعات مادية مراعاة لظروفك وسابق خدمتك لها, ثم انسحبت من العمل معها وبحثت عن مستقبلك في طريق آخر بلا اجتراء علي مخالفة المألوف.. ولا تحد لقوانين الحياة الطبيعي
للأسف الرد من مسئول الصفحة سئ جدا ويدل علي أنه ليست له أي خبرات أو ثقافات في هذا الباب الذي خسر كثيرا جدا بفقدان الرائع الأستاذ عب الوهاب مطاوع . .
ردحذف