رسالة (اللغز المحير)... وشعرنا بالخجل والعار حين فهمنا

أنا آنسه أبلغ من العمر 26 عاما , وحاصله على دبلوم أحد المعاهد الفنيه التجاريه ... وقد بدأت قصتى حين شهدت أسرتنا قبل بضع سنوات مشكله مؤلمه دفعت أبى لأن يطلق أمى , وقد فعل أبى ذلك لأنه وقع فى غرام اختها التى تضغرها بثلاث سونات والمتعلمه , فى حين ان امى لم تنا حظا كافيا من التعليم , وقبل ان يقع الطلاق كانت القصه قد ذاعت فى مدتيتنا بالوجه البحرى , وعرف كثيرون ان ابى يحب خالتى وهى تحبه كذلك وان الاثنين قد ضحيا بأمى على مذبح الحب والغرام بلا اى اعتبار لمشاعر امى , وسمعة الاسره وكل الاشياء التى يراعيها الناس فى حياتهم ... وانتهى الامر بزواج ابى من خالتى ... وانشغالهما بحياتهما الجديده , وانطوت امى على احزانها وضمتنا لها ... وراحت تحدب علينا وتعوضنا عن غياب الاب من حياتنا ... وبعد صراع قضائى فى المحاكم قضت لها المحكمه ببعض حقوقها الماديه وبنفقه بسيطه كانت هى عماد حياتنا معها ...

وعشنا نحن لاندرى لماذا يعيش ابى مع خالتى فى بيت واحد وتعيش امى معنا فى بيت اخر .. واحتاج الامر منا الى بعض الوقت لكى نفهم سر هذا اللغز المحير وشعرنا بالخجل والعار حين فهمنا واحسسنا بحاجتنا لان نتكته على صديقاتنا وزميلاتنا فى المدرسه ... فكنا نزعم لمن يسألنا بأن ابى طلق أمنا لعدم التفاهم بينهما وتزوج امراه غريبه لانعرفها وليست من أقاربنا ....
وانتهيت انا من دراستى واصبحت شابه فى سن الزواج, فإذا بالمشكلة التي وقعت قبل سنوات تفرض نفسها علينا بشكل اخر إذ بدأ يتقدم لى أكثر من خاطب ويقوم بزيارتنا زيارة التعارف المبدئيه وأرحب به ... ونسأل عنه ويسأل عنا ... فننتظر زيارته الثانيه فلا يعود أبدا , وتساءل عن السبب , فيقال لنا انه قد تحرى عن ظروفنا العائليه وعرف بقصة غرام ابى مع خالتى وطلاقه لامى ليتزوج اختها فرأى ان اسرتنا غير جديره بمصاهرته !!!

وتكرر هذا الامر ث مرات حتى الان , فما ذنبى يا سيدى فى ان ابى قد احب خالتى وكره امى , وفى ان خالتى قد بادلته الحب ولم تر مانعا من ان تتزوجه بعد طلاقه لامى , ولماذا ادفع انا ثمن هذا التصرف من فرصتى فى الزواج والاستقرار ... وهل كل فتها طلقت امها لاسباب لايد لها فيها تكون كما قال احد هؤلاء الخطاب غير حريصه على استقرار زواجها فى المستقبل لانها " عرفت " الطلاق اسرتها من قبل ... وقد تستسهله عند اول صدام ؟؟؟

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لاذنب لكى يا انستى فيما جرى بين ابيك وخالتك من بضع سنوات . وإنما الذنب كل الذنب لمن لم يفكر فى انعكاس اختياره الانانى لسعادته الشخصيه مهما يكن مصادما للمشاعر ومخالفا للاعراف والتقاليد , والمشكله الحقيقيه هى ان بعض الاشخاص يطغى عليهم الاحساس بذواتهم ورغباتهم فلا يضعون فى اعتبارهم شيئا سوى طلب السعاده لانفسهم مهما يترتب على ذلك من تعاسة الاخرين والمؤكد ان والدك لم يتوقف كثيرا لكى يحتسب لاثر زواجه الخارق للمألوف من شقيقة زوجته , على مستقبل ابنته وفرصه9ا فى الزواج بعد بضع سنوات ... كما لم تفكر هذه الشقيقه نفسها لحظه واحده فى اثر زواجها من زوج شقيقتها على هذه الأخت الحسيره أو على إحساسها بالقهر والغدر المزدوج من زوجها واختها .

إذا اردتى ان تفهمى سبب عزوف هؤلاء الخطاب بعد إقدامهم على خطوه البدايه .. فقد استطيع شرحها لكى دون ان يعنى ذلك موافقتى لهم عليها او اختلافى معهم حولها ...

اما سبب نفورهم من اسرتك فتفسيره ان هؤلاء الخطاب يرون ان فى ذلك مؤشر مخيف للقيم الاخلاقيه والانسنانيه التى تحكم تعامل هذا الاب مع الحياه .. فينفرون من مصاهرته والتعامل معه كصهر وجد لابنائهم فى المستقبل

وأما تخوف بعض هؤلاء الخطاب من الفتاه التى نشأت فى اسره ممزقه بالطلاق بين ابوين فتبريره عند بعضهم هو ميلهم لعدم الثقه والاطمئنان الى اخلاقيات الأبناء الذين ينصرف عنهم الأب إلى حياته الخاصة ... ويتركه لأقدارهم فى رعاية أم قد تعجز وحدها عن كبح جماحهم وغرس الفضائل الاخلاقيه فيهم بالقدر المطلوب....
المؤكد ان هؤلاء الخطاب الذين ابتعدوا عنك وحكموا عليك بظروفك العائلية التي لا حيلة لك فيها لو أنهم اقتربوا منك ودرسوا شخصيتك جيدا لكانوا أكثر تقديرا وإنصافا لك 

فانتظري فرصتك العادلة في السعادة... ولسوف تضع الأقدار في طريقك من لا يحاكمك أنت على ما جناه والدك وخالتك... وإنما يرى فيك مزايا وأخلاقيات ويبنى حكمه عليك على أساسها وحدها بإذن الله 

انشر

Share

-